الجزء 13
حظر النقل أو الاقتباس نهائيا حقوق النشر والملكية الفكرية محفوظة اللهم بلغت...
*****
اخذت "الينا " تفتش عن هاتفها في جيوبها حتي تذكرت انها وضعته في حقيبة ظهرها التي علقتها في مقود دراجتها .. اخذت تزفر بغضب من نفسها ولكنها تذكرت انه رات هاتف في سيارة ذلك السيد ..
اندفعت علي الفور الي السيارة لتحضره.. التقطته وقامت بفتحه ولكنه للاسف كان مغلق بكلمة مرور.. صكت اسنانها بضيق من حظها العاثر.. وصاحت : يااااربي.
كأن أبواب السماء تأبى خذلانها ففتحت علي مصرعيها.. حين رن هاتفه في يدها ليظهر علي الشاشة اسم المتصل ( السلطانة) ..
استغربت الاسم ولكنها لم تبالي وفتحت علي الفور..
اتاها صوت امرأة يرتجف قلقا يشوبه شهقاتها الباكية : ادم حبيبي انا اسفه، معرفش انا عملت كدا ازاي، ارجع يا ادم.
تحمحمت "الينا " لتجلي صوتها ثم ردت: لا حضرتك انا مش مستر ادم.
عقدة الاخر حاجبيها وهي تمسح دموعها بكف يدها مندهشة من ذلك الصوت النعومي الرقيق : انتي مين؟ ده موبايل أدم ، ادم ابني فين؟؟
غيرت "الينا" نبرة صوتها لنبرة حانية مطمئنة: اهدي، حضرتك هو كويس.. بس استاذنك تبعتي لنا اسعاف.
شهقت الاخري عندما تسلل الي اذنها كلمة اسعاف وصرخت باسمه: اااادم.
اندفعت " الينا" تهدهدها قائلة: انا جنبه صدقيني مش هسيبه .. بس حضرتك اتصل بالاسعاف بسرعه.
كفكفت "بدور" دموعها وقالت بصوت مرتعش: ط..ط..ا..اا نتم فين؟
اخبرتها "الينا " بالمنطقة التي يتواجدون بها واغلقت معها و ما هي الا ربع ساعة وكانت سيارة الاسعاف تنقل "ادم" علي الناقل الطبي وتطير به الي المشفي تلحق به سيارة "بدور" الخاصة.. و "الينا " تراقب من بعيد حتي اطمئنت عليه بان والدته وصلت اليه ..
تحاملت علي ذراعها و قادت دراجتها البخارية عائدة للبيت متأهبة لتوبيخ والدها علي التأخر..
سيدة العشق/ايمان احمد يوسف.
وصلت سيارة الاسعاف الي المشفى وتم نقله علي الفور الي الطوارئ لاسعافه بسرعة والاطمئنان عليه..
كل ذلك و" بدور" تجلس في الخارج تأوب الارض سيرا ، تضرب قبضتها اليمنى في كفها الايسر.. يكاد قلبها ينخلع من مضجعه من فرط خوفها عليه ، و يكاد عقلها يجن من شدة تفكيرها فيما حدث له و كيف حدث..
اتصلت بـ "زين" علي الفور تخبره ليحضر..
-الو.. زين تعالي بسرعة علي مستشفي(..).
-ليه؟ دانه كويسه؟
-ايوه كويسه.. آدم اللي مش كويس.
انتفض الاخير من مضجعة زعرا عند سماعه ما قالته و قال بهلع : ماله فيه ايه؟ حصل ايه؟
ردت الاخرى عليه قائلة: لما توصل هحكي لك علي كل حاجه..
اغلقت معه.. لينطلق " زين" يرتدي ثيابه ويخرج مسرعا الي صديق عمره ليطمئن عليه..
سيدة العشق/ايمان احمد يوسف.
بينما في استراليا.. في شركة الشرقاوي في سيدنى.
كان يجلس علي كرسيه بشرود بالغ حتي فاق علي يد سكرتيرته وهي تنبهه الي وجود كم هائل من الصحافيين: سيدي...سيدي.. سيد..
لم تكمل فقد انتفض عندما رفعت هي نبرة صوتها عاليا وقال بضجر: ماذا تريدي ايتها البلهاء؟
رفعت رأسها بعيدا عنه قائلة: اعتذر سيدي ولكن هناك صحافة بالخارج يريدون منك مقابلة صحفية تصريحا لمؤتمر الصحفي الذي عقده سيد ساري.
زفر انفاسه الغاضبة وقال :ادخليهم.
بالفعل دخل الجميع ليحيطوا مكتبه من جميع الجهات، و تبدأ وابل أسئلتهم تغدقه من كل جانب ..
منهم من سأل.. ( لم تحضر مع سيد ساري المؤتمر هل بينكما مشكلة ما؟)
وقال اخر( لما سافر سيد ساري الي مصر خاصة في ذلك التوقيت ؟) ،
(هل اجبرت سيد ساري علي السفر بحكم كونك تنسلخ من مجتمع رجعي يرفض الاختلاط؟)
تشتت تفكير "فخر الدين" بين أسئلتهم المستفزة تلك التي تدفعه الي الصراخ فيهم .. شعر بانهم يسحبونه الي دوامة خانقة لا يقوى علي الفرار منها ، وضع رأسه بين يديه باستسلام وصمت.. حتي تسلل لسمعه صوت يميزه جيدا يصدع قائلا« أخرجوا علي الفور من هنا و لا تتدخلوا في شئون لا تعنيكم ولا دخل لكم فيها.
التفتت جميع الأنظار اليه غير مصديقين ما يرونه... وعلي الفور التفوا حول ذلك المقتحم لمؤتمرهم..
في حين خفق قلب ذلك الرجل البائس الجالس علي مقعده عندما تسلل الي مسمعه صوته, يحادثه عقله بأنه يتوهم.. ولكن عيناه تلألأت ببريق فرحة حينما امتلأت برؤيته يقف أمامه بشموخ يستند علي ذراع حقيبة سفره ..
رُدت اليه روحه عندما عاد اليه فلذة كبده , اما الصحفيون فامطروا "ساري" بوابلٍ من استفساراتهم، يطالبونه بتصريح لهم..
زفر "سارى " أنفاسه بصعوبة وعيناه مسلطة علي والده الذي يقبع خلف مكتبه, ثم آجل حنجرته ليقل : سأقوم بعقد مؤتمر صحفي واخبركم به.. كل ما سأقوله انى لا اقوي علي ترك والدي بمفرده , ولاني سنده عودت لاسانده في خسارته.. والان ارجو ان تنصرفوا .
سار جميعهم علي مضض من عودتهم لعملهم فارغي الأيدي كان يودون الحصول علي سبق صحفي يشتهرون به..
ومع خروج آخر صحفي ، وبعد ان اغلق الباب خلفه، اندفع "سارى" اتجاه والده يعانقه معتذرا: اسف يا بابا ، مقدرتش اسافر واسيبك.
ربت علي ظهره بحنان أب عاد اليه ابنه من حرب ضارية استشهد جميع من فيها الا هو ، نجي بمعجزة منها ، غير مصدقا عودته إليه ، خرج صوته حانيا: انت لو مكنتش رجعت انا كنت هاخد اول طياره و انزل مصر... انا كنت متأكد ان مغلطتش في تربيتك ابدا.
فاضت جوارح كل منهما بما لديها من اخبار.. حكي "ساري" لوالده عن ما حدث مفصلا , ففهم الاخر الامر واعتذر هو منه , ممسدا علي وجنته التي صفعتها يده قائلا بحنان: انا اللي اسف عن تسرعي في الحكم عليك, و مسمعتش منك...و..
اوقفه "ساري" قائلا بصوت رزين متعقل: لا يا بابا , انا اللي مفروض اعتذر لان بسببي أسهم الشركة نزلت واتسببت لك في خسارة.
ابتسم "فخرالدين" بحنان قائلا: فداك فلوس الدنيا كلها , الحمد لله اني ربنا رزقني بابن عاقل زيك , قدر يحل مشكلته و مهربش و خلاص.. كنت فخور بك وانت قاعد في المؤتمر بتجاوب علي اسئلة الصحفيين.. شفت فيك وريث حقيقي لثروتي.
قاطعه " سارى" قائلا بصوت حاد قليلا: متقولش كدا يا بابا ربنا يخليك ليا , انت عيلتي كلها.
ابتسامة حزينة ارتسمت علي ثغر" فخر الدين " وهو يبتلع تلك الغصة المريرة قائلا: لا عمتك و اخواتك موجودين هما بقية عيلتك.
عقد "سارى" حاجبيه قائلا بأسي : هم فين , عمرهم ما سألوا عننا .. انا حتي معرفش شكلهم ايه.. ولا...
قاطعهم استاذن السكرتيرة في الدخول.. أومأ لها لتدلف و تقف باحترام قائلة: سيدي آت إليك بريد الكتروني بوجوب نزول سيادتك الي مصر لأمر عاجل في غاية السرعة ..
عقد حاجبيه قائلا باندهاش: من أرسله؟
ناولته اللوح الالكتروني ليقرأ اسم المرسل، الذي ما ان قرأه حتي تضايقت عيناه بتبرم و قال متأففا : حسنا اذهبي انتي وتابعي مؤشرات أسهمنا و وافيني بآخر الاخبار أول بأول.. و اطلبي منهم تجهيز مسكنى في مصر .. و أرسلي لهم ليهيئوا طائرتي الخاصة..
أومأت برأسها ثم خرجت تنفذ أوامره.. اما "سارى" فنظر اليه متسائلا: ليه طلبت يجهزوا الطيارة ؟
"فخر الدين" : عشان هننزل مصر.
تفاجأ "سارى" من قراره المفاجئ هذا وأثر ان يناقشه حينما يعودان إلي البيت..
سيدة العشق ل/ايمان احمد يوسف.
عوده الي مصر.. لاسيما في فيلا مهران..
وصلت "الينا " الي الفيلا و عقلها مشتت التفكير في قفازها الذي فقدته عندما اقتربت لتتفقد تنفس ذلك الرجل .. عادت تبحث عنه ولكنها لم تجده لا تذكر اين اضاعته.. نظرت الي ساعتها لتشهق بصدمة عندما رأتها تقترب علي الثانية عشر لمنتصف الليل. لتقل بصوت مفزوع وهيتمسك بزراعها.. وحين نزلت عن درجتها لوت ذراعها زيادة من تسرعها لتشهق صائحة من فرط الألم .. لتصل صيحتها الي والدها واختاها في الداخل لينتفضوا فزعين من اماكنهم الي الخارج ..