الجزء 5


في قصر الشرقاوي

انتهي العشاء بين دعابات "آدم " المضحكة و تلك المواقف الغريبه التي تحدث له في كل بلد يطؤها ، و ضحكات "دانه" التي تعلو لتزيل غبار الآسي عن اثاث الغرفه وتنشر الدفء في اركانها ، وقلب "بدور" الحنون الذي يقرع طربا لرؤيتهما سعيدين..

بعد ان هدأت نوبة ضحكهما ، تناول "آدم " بعض المحارم ليمسح فمه قائلا برضا: الحمد لله .

ثم نهض مكملا حديثه علي عجلة : انا اتاخرت علي زين زمانه مات من الجوع.باي

وقبل ان يخرج من الغرفة نظر لـ "بدور" قائلا بتساؤل:عمتو جهزتي الاكل؟

آومأت "بدور" بنعم ، بعد ان وضعة كوب الماء من يدها وقالت:أيوه و سمية حطته لك في العربيه يا حبيبي.

ابتسم بامتنان لها قائلا بعذوبة: تسلم ايدك يا ست الكل، ربنا يخليك لينا وللأمم المتحدة.

ضحكت "بدور" علي كلماته وقالت بحذر:هههه، هتتأخر علي زين يا لمض .

ضرب "أدم" جبهته بيده قائلا: يا خبر كنت هنساه.. يلا سلام.

تركهم ورحل لتظل الابتسامة مزينة محياها ، في حين اختفت ابتسامة" دانه" فقد شعرت بالبرد يداهمها فجأة، يطوي ذراعيه حولها ليعود لها شعور العجزمرة اخري ، ذلك حينما تذكرت المعاناة التي ستعانيها بسبب حالتها ، خصوصا بعد تذكرها أنها أتت مع "أدم " وتركت كرسيها في الغرفة ، والآن" أدم " رحل ، وتركها تحترق بنار العجز و قلة الحيلة.. انتشلها من افكارها المأساوية تلك همسه الحنون: عمري ما انساكي ابدا..

شعرت بيداه تحملنها بابتسامة عذبة: الساعة دلوقتي 9:00 يعني وقت قرايتك للرواية قبل النوم صح؟

ابتسمت بفرح وهي تومئ له بـ نعم، فهو رغم سفره المتكرر وغيابه المستمر الا انه لا ينسي عاداتها ابدا.

حملها الي غرفتها و عيناها تلتمع بالنظر إليه كأن سعادة الدنيا تجمعت في اخيها الحنون ، طبعت قبلة علي جبينه برقة هامسة:انت اعظم اخ في الدنيا كلها .
وضعها برفق على الفراش ثم دثرها جيدا ليبتسم لها بحنان قائلا: وانتي اجمل بنوته شافتها عنيا.. هروح الحق مشواري وارجع ونقضي بكره كله مع بعض ،، بكره كله مفاجات هتعجبك اووي.

تهللت اساريرها والتمعت عيناها بفرح ليطبع قبلة علي جبهتها ويناولها روايتها ويرحل مسرعا لصديقه..
سيدة العشق/ايمان احمد يوسف.
في أستراليا في احدي النوادي الليلية التي يملاها جو الخمر والنبيذ بشتي انواعه . والفتيات التي تلقين بانفسهن ع الشباب لياخذن ما في جيوبهم مقابل ليلة معهم ، تعامل كسلعة ليس اكثر.
كان يجلس متوترا ، لا يعلم حقا لما ساقته قدميه لهناك.. صرخ عقله بأنه مسلم ولا يحق لمسلم ان تطأ قدميه تلك الاماكن..
ظل ينظر حوله بأعين تائهة كأنه لم يصل لمبتغاه تعمق داخلا عله يندمج معهم ولكن ضاق صدره أكثر فقرر تناول مشروب مُسكر عله ينسي ما حدث وينشرح صدره فاشار للنادل قائلا : اريد مشروب قويا.
أومأ له النادل وبعد دقائق كان يضع كأس من الفودكا مخلوطا بمشروب اخر يزيد من تأثيره .. التقطه "سارى" بأيد مرتعشة وبداخله انذار يقرع بصخب ينبهه لخطورة ما يفعل .. اسكته بارتشاف نصف الكأس تقريبا دفعة واحدة ... ويا ليته لم يفعل ..

" جروح الروح لا تداوي بجرعة خمر لتنسينا ، النسيان لا يأتي إلا عندما يملك الإنسان إرادة قوية قادرة علي تطيب جرحه"
سيدة العشق/إيمان أحمد يوسف.
داخل احدي المطاعم الفاخرة..
كان يجلس "مهران" في شموخ واعتزاز باميراته الجميلات التي ما ان دلف بهن الي المطعم حتي التفتت جميع الأنظار اليهم وخطفن ألباب البعض و أثرن حقد البعض الاخر..

اعطوا النادل طلبهم ثم رحل، لينظر "مهران" إلي "إلينا" قائلا باعجاب: كنت مخبيه جمالك ده فين؟

غمزت "تقي" بمشاكسة لوالدها قائلة: ايه ده يا بابا انت بتعاكس إلين؟!.. هو انت طلعت منهم.. (اكملت بطريقة درامية) . ... لا مستحيل ابويا انا ....طلع زي كل الرجاله عنيه زيغة.ااااه قلبي.

قهقه "مهران "علي شقاوة ابنته الصغري بينما "حلا" لكزتها في ذراعها قائلة: بطلِ جنانك بقي خليها تعدي علي خير.

تأوهت "تقي" قائلة بضجر: حرام عليكم انتم قصدين دراعي ده ليه؟!.. عملكم ايه عااا.

كانت الفتيات الثلاث يرتدن فساتين رقيقة تعبر عن شخصية كل واحدة منهن فـ " الينا" كانت ترتدي فستانا طويلا اسود يطفي فخامة علي شخصيتها وحجابا من نفس اللون ليظهر جمال بشرتها البرنزية....بينما "حلا" فارتدت فستانا رقيقا اخضر داكن وحجابا من نفس اللون ليزيدها رقة فوق رقتها ،اما "تقي" فارتدت فستانا قرمزيا يعبر عن شخصيتها المرحه ما زاده جمالا ثغرها المبتسم دائما.

وصل الطلب و اتت كعكة عيد الميلاد التي زينت بأبهي الطرق و أشهاها لتجعلها افضل الكعكات التي قد تراها ، اندهش من بالمطعم لجمالها ، رمشت "إلينا " عدة مرات غير مصدقة أن والدها أوصي علي تلك الكعمة التي حملت توقيعا لاكثر الشيفات مهارة وشهرة ، احتضت والدها هامسة بفرح بالغ:شكرا يا احن بابا.
همس لها قائلا بحب: كل سنه وانتي سعيدة ومبسوطه دايما يا قلب بابا.
اشارت "تقي" للنادل قائلة : يلا اقفل النور..
اغلقت الانور وصدعت صوت اغنية عيد الميلاد في الانحاء واشتعلت شرارة الشموع لتتمني "إلينا" امنيتها لعامها الجديد ثم تطفئ الشموع..
فتحت الانوار مرة اخري ليهبط غيث من التهانئ علي "إلينا " التي احتضنت اختاها قائلة بحب: ربنا يخليكم ليا.
ابتسمت "حلا" قائلة:ويخليكي لينا.
وعقبت "تقى" قائلة بمرح: يعني خلاص صافي يا لبن.
ضحكت "الينا " حتي ادمعت عيناها ثم ردت بمرح: حليب يا قشطه .
جلسن الفتيات بعد عناق ومزاح طويل ، وبعد بضع سويعات كانت "إلينا " و "تقي" يجلسن في المقعد الخلفي للسيارة ، اما "حلا" فكانت تترجي والدها الذي آبي ان تقود هي السيارة..

مسكت يد والدها ، وعيناها متمرده كتمرد طفلة معاندة لن تعود في قرارها: ارجوك يا بابا سبني اخد فرصتي.

اشاح "مهران" بنظره عنها كي لا يضعف اماما الحاحها وقال:مستحيل ، انتي اول مره تسوقي في الشارع، ومش هتعرفي ت...
قاطعته باختطاف المفاتيح من يده والذهب باتجاه بابا السائق ودلفت بحماس بالغ قائلة: مش هخاف وانت جنبي.

ابتسم "مهران" علي اصرار طفلته ثم غمغم قائلا: استر يارب.

ركب بجوارها لتبدأ بالقيادة بسعادة طفلة نالت مكافأة كبيره من والدها..
بدأت "حلا" بقيادة هادئة حتي تقنع والدها بتمكنها ثم بدأت تزيد سرعتها رويدا حتي تسلل الهلع الي قلب مهران ليقل: حلا هدي سرعتك شويه.

عقدت حاجبيها و ظلت مركزة علي طريق وقالت: مستحيل احنا كدا مش هنوصل غير بكره.

صر "مهران " علي اسنانه زافرا انفاسه الغاضبة قبل ان يتحدث قائلا: حبيبتي كفاية كدا وقفي العربيه وانا هسوق يلا.

التفتت "حلا" اليه قائلة بعبوس: يا بابا متخفش انا معايا رخصة وهقنعك ان انا برفكت و .. ما..

لم تكمل كلامها بسب تلك الجلبة التي تسللت الي مسامعها ومسامع الجميع لتنظرامامها مندهشة ، فتجحظ عيني الجميع وتتوتر "حلا " جدا بسبب ذلك الحاجز الشرطي الذي ظهر امامها فجأة لم تتمكن من ضبط اعصابها فصرخت: الحقني يا بابا.
سحب "مهران" سريعا فرامل اليد لتتوقف السيارة قبل ان تصطدم بذلك الحاجز وكانت النتائج اصطدام رأس " حلا " بمقود القيادة و سقوط هاتف "تقي" في السيارة و حقيبة "إلينا " الصغيرة المرصعة بأحجار متلألأة.
انخلع قلب "مهران" علي بناته لينظر خلفه فيجد "تقي" و"الينا" بخير يبحثون عن اشيائهم ،ثم التفت الي تلك التي لم يصدر عنها صوت ، لتلجمه الصدمة ويقرع قلبه بزعر بالغ و تتشنج قسمات وجهه وجسده .
*********


إعدادات القراءة


لون الخلفية