الجزء 6

انخلع قلب "مهران" علي بناته لينظر خلفه فوجد "تقي" و "الينا" بخير يبحثون عن أشياءهم ،ثم التفت الي تلك التي لم يصدر عنها اي صوت ، وما ان هم ليراها حتي أتاه صوت الضابط قائلا بحدة يشوبها بعض اللباقة والغلظة: ايه اللي عملته ده يا حضرت. انت..

الجمته الصدمه عندما وجد فتاة مسندة رأسها علي المقود فقد ظن ان المفتل في تلك الجلبة رجلا ، فتح الباب سريعا و بأيد مترددة من لمسها أعاد ظهرها للخلف، فوجد جبهتها تنزف تسلل الي مسمعه صوت شهقات و صوت مرتجف يأتي من جوارها :حلا. ..حلا فوقي.. انا بابا..
التقطت "إلينا "اخيرا حقيبتها لتخرج منها زجاجة عطرها الصغيرة و تصرخ في وجه ذلك الضابط قائلة: ابعد شوية عشان تقدر تاخد نفسها.

امتثل لكلماتها بكل هدوء و بعد دقائق قليلة صدرت همهمات عنها لينزل "مهران" من السيارة وتنزل "إلينا" خلفه ممسكة بذيل فستانها الذي يعيق حركتها واقتربت من شقيقتها . محاولة إخراجها من مكانها لكي يتمكنوا من اسعافها ولكن لم تقوي علي اخراجها و خصوصا ان فستانها يحول حدوث ذلك ، قاطع محاولاتها تلك صوت ذلك الضابط الذي خرج متحشرجا : بعد اذنك ابعدي.

ابتعدت "إلينا "، عاقدت ما بين حاجبيها : انت هتعمل ايه يا كابتن انت ..ابعد.

لم يعيرها انتباهه ، وكأنه قد فقد سمعه فجأة ، ثني جزعه والتقط تلك الجميلة النائمة بين ذراعيه متجها بها الي سيارته ليطلب منهم الصعود جميعهم إلي سيارته ..
كان "مهران" لا يقوي علي المناقشة او الرفض ، فقد كان يريد الاطمئنان عن صغيرته ، يحارب جاهدا تلك الوغزات المتتالية التي تهاجم قلبه الهرم..

ما ان صعدوا حتي سلم "زين" مكانه لضابط صديقه معه في اللجنة و ركب سيارته وقادها بسرعة لاقرب مستشفي...

لاحظت "إلينا " توتر والدها ، و هلعت عندما رات يده المرتعشة تتسلل لتفك ربطة عنقه و تحل أولي ازرار قميصه ، فقالت بنبرة صوت مطمئنة: بابا حلا كويسه هي بس اغمي عليها من الخضه ، حتي جرحها سطحي والله العظيم.

تنهيدات قوية و وغزات قلبه تشتد ليصل الي شعور الاختناق ، شعور الرغبة في الصراخ ولكن صوته قد انقطع فجأه وكأنه أصبح أصم .. استسلم لتلك السحابة السوداء التي امطرت ظلاما علي عيناه، لتشهق "إلينا " بهلع قائلة: بسرعة سوق للمستشفي بسرعة.

تركت راس" حلا" علي صدر" تقي " لتحتضنها الاخرة بحرص شديد ثم اقتربت بجسدها من والدها القابع. بجور ذلك الضابط ،التقطت يده المرتخيه ثم أخذت تدلكها بيدها الصغيرة قائلة بفزع : بابا فوق بابا .. بابا.

اختلط بصوتها الذي يملأه الخوف من الفقد صوت متحشرج من كثرت البكاء آت من تلك التي تجلس جوارها : بابا قوم.. وحياتي عندك قوم .. ب.. بابا.

توتر ذلك الضابط الذي فزع ايضا ولكنه لم يخلع عنه ثوب الثبات الانفعالي.. وعندما اوشك علي طمئنتهن صدع صوت هاتفه ليلتقطه ويجيب قائلا: ايوه يا آدم.
" أدم" بضيق: ايه يا زين انت رحت فين؟! و ايه العربية اللي راشقه في اللجنه بتاعتك دي.؟!

" زين "بتوتر : بعدين ، انا رايح المستشفي دلوقتي لو تعرف تحصلني حصلني بسرعه.سلام.

زفر" أدم " بضيق قائلا لـ "سليم " : داري علي غيابه يا سليم لحد لما ارحله المستشفي.

" سليم" بتوجس: ولو ممدوح باشا سأل عنه او جه اللجنة اقوله ايه؟!.
" ادم" بنفاذ صبر وهو يعود إلي سيارته: ماتقلقش هيرجع قبل ما حاجه من دي تحصل.
انطلق هو الاخر مسرعا بسيارته الي المشفي.. متمنيا الا يتأذي صديقه في عمله.
سيدة العشق /إيمان أحمد يوسف.
في استراليا ..

كانت "فلورا " تجلس بجور" روز" تبكي بشكل هستيري لا تقوي علي الرد علي اسئلة "روز" المتكرره عن سبب بكائها..
-لما تبكين الان عزيزتي؟!
لم تتلقي ردا منها فقالت مردفة: من المفترض ان تكونين سعيدة الان فقد اعطاك سارى اثباتا لحبه لك عندما قبلك امامنا.

ابتعدت "فلورة" وابتسمت ساخرة من حالها وحظها العثر قائلة بمرارة : لم يحدث ذلك.

رمشت "روز" عدة مرات وقالت باندهاش : اجننتي يا فتاة.؟!.. ما هو الذي لم يحدث؟؟

ردت "فلورا" بقهر، وصوت متهدج : اقسم لك انه لم يفعل.

وضعت الاخري يدها علي فمها تكتم شهقتها قائلة بذهول: كيف لقد رأيناه ؟! لقد رأيناه يقبلك امامنا جميعا.

زفرت" فلورا" انفاسها بثقل وقصت علي صديقتها ما حدث.
سيدة العشق/إيمان أحمد يوسف
في احدي قري أسيوط..
كان يعقد مجلس يضم كبار رجال القرية يتوسطهم رجل كبير يظهر عليه الهيبة والوقار الجلي مستندا بيديه علي عصاه الغليظة يفكر فيما سيقدم علي فعله ..
تنحنح احد الجالسين ليصمت الجميع ويسترقون السمع له فقال: خير يا عمدتنا جمعتنا ليه؟
نظر له بوقار ثم قام من مجلسه قائلا بصوت جهوري: انا عبد الرحيم عمدة البلد دي، ولما اخترتوني عمدة ليكم ، شلت مسؤليتكم كليتكم علي كتافي.. ف عشان اكده جمعتكم عشان نفض العراك بين عيلة السيوفي والشرقاوية.

هاج من في القاعة وتعالت الأصوات ليضرب الأرض بعصاه عدة مرات بقوة فيعود الهدوء للغرفة: انا مش بناقشكم ، ده قراري .. ابعتوا لمهران و فخر الدين يجم اهنه لنصالح العلتين ..

قال كلمته ثم خرج من القاعة كلها تاركهم في حيرتهم و سخطهم.
ليأتي الغفير قائلا: الكبير بيبلغكم ان البهوات يكونو اهنه قبل اكتمال القمر ، واتفضلوا عشان نقفل المضيفة.

رحل الجميع علي مضض من ذلك الأمر عاجزين علي رفضه خائفين مما هو آت.....


إعدادات القراءة


لون الخلفية