الجزء 21
كانت ترتعد أوصالها ذعرا خشية أن يكون قد سمع حديثها .. كتلميذة في الصفوف الأولي من الدراسة، تخشي عقاب معلمها القاسى .. كانت حقا في موقف لا تحسد عليه ابدا..
اما هو فرأي في عينيها يقينا و دليلا مؤيدا لاشتباهاته كلها.. وقف أمامها بقامته الشامخة ، داساً يديه في جيبي بنطاله ..
تعاظمت همومه الساكنة في كنانات صدره ، ورغم ذلك قال بصوت أجش : حضرتك كنتي بتكلميه صح ؟؟
نظرت له بأعين مترددة و لسان متلجلج يآبي التفوه بالحقيقة : أدم انا هقولك ا..
قاطعها و هو يضغط علي أسنانه بقوة قائلا بنبرة صوت أمواج عاتية تأبي الغضب: سؤالي محدد حضرتك .. كنتي بتكلميه صح؟
أومأت بالإيجاب ، ليترك لأمواج صوته الهادئة العنان ليخرج غاضبا: هو موجود في مصر؟
انتفضت من غضبه الذي داهمها فجأة ليشق سكون القصر بأكمله.. و قالت: ايوه موجود في البلد..
ثم قالت بصوت حانٍ: حبيبي انا مش عوزاك تتعب أعصابك انت لسه تعبان و..
صاح فيها بقوة قائلا: أعصابي وحياتي ادمرت زمان بسببه لولاكِ كنت مت أنا واختي من زمان..
سار ناحية النافذة بضعف كي يخفي عبراته الزجاجية التي تقدح عيناه لتجعله يكاد يبكي دما و ليس دمعا ثم خرج صوته مهزوزا غصا : يعني ايه طفل صغير لسه معرفش حاجه عن الدنيا مكملش عشر سنين يشوف أبوه و هو بيضرب أمه بطريقة بشعة، يعني ايه يشوف أمه وهي مشنوقة و لما يدور علي ابوه اللي من المفروض انه بيكون سند و صاحب لابنه( اكمل ساخرا بتهكم من ماضيه ) الاقيه سافر بكل بساطة و نسيني انا واختي .. ازاي اكبر فجأة و اشتغل شغل اكبر من سني ..
ابتلع غصة مريرة علقت في حلقه تكاد تصيبه باختناق و استطرد قائلا: يعني ايه طفل يشتال طوب و رمل ويطلعه الدور السادس و رجليه بتترعش من تقل الحمل عليه و هو بيقاوم عشان اخته ماتمتش من الجوع ..
انسابت دموعه قهرا و هو يشعر بجروح ظهره تستيقظ من ثباتها لتشعره بكهربة خفيفة تسري في ندوبه ، تذكره بوجودها عاهة في ظهره وهو يسرد قائلا: يعني ايه طفل و هو بيعافر عشان يعيش يقع من الدور الرابع علي ازاز مكسر و يتشوه ظهره بالكامل ، و لولا ان ربنا كريم وانقذه من انه يكون عاجز كان فاته ميت و لولا عطفك علينا كنا..
صرخت فيه بصوت متحشرج باكٍ: اسكت بقي .... بعيد الشر عنكم..
ثم اقتربت منه تمسح علي وجهه بحنو قائلة: انتم ولادي انا .. انا متجوزتش عشان شفت انكم عندي بالدنيا كلها.
مسحت دموعه بابهامها قائلة بحدب : انا فضلت احميكم من شر أهلي اللي رفضوكم و رفضوني ، و لما عندت و رفضت اتجوز عشان مبعدش عنكم ، مكنش عطف عليكم ، دا لاني حسيتكم ولادي بجد مقدرتش ابعد عنكم.. صبرت علي المر في الشغل عشان اربيكم .. ولما وصلتني فلوس ورثي قررت انها تكون لتعليمك و كانت فرحتي لما شفتك بتكبر و بقيت طيار اد الدنيا و ربنا كرمك من فضله ورزقك كتير..
لما كنت بسهر جنبك وانت تعبان مكنش عطف ابدا كان خوف أم علي استعداد تمرض بأمراض الدنيا كلها ولا انها تشوف ابنها مريض..
لما كنت بساعد "دانه" وبضحي بشغلي احيانا عشان افضل جنبها مكنش عطف ابدا .. لما..
لم تقوي علي اجتراح حديثها و انخرطت في بكاء تعالت معه شهقاتها ليندفع "أدم" يطوقها بذراعيه ممطرا عليها وابلا من الاعتذارات : انا اسف.. انا عمري ما حسيت انك عمتي من ساعة ما ماما ماتت وانا بعتبرك مكانها ..
طوقت ظهره بذراعيها تربت عليه قائلة: وانت ابني يا ادم اللي مش ولدته..
ابتسم لها بعذوبة ثم لثم رأسها باحترام ثم استأذن ليذهب الي غرفته لينم قليلا ... ولكنها كان ينوي علي شئ اخر غير النوم..
في نفس تلك اللحظة والثانية كان "زين" في مكتبه في مديرية الامن يقرأ التقرير المفصل عن حياة الدكتورة "حلا مهران السيوفي" ..
................................
بينما في الصعيد..
أقامت الفتيات في بيت ملحق ب بيت العمدة خصص لاقامة الضيوف يسمي" المضيفة".. كلا منهم في غرفتها ..
بعد ان رتبت اشيائها و ثيابها السوداء .. جلست تدعو ربها بان ينقذها من تلك الورطة ثم قامت تسدل جسدها علي الفراش بهدوء حتي قفزت صورة منقذها في خاطرها و تسرب اليها شعور قوي بعودته من سفره لينجدها من براثن ذلك الثأر .. تذكرت وعوده لها بعودته من الخارج بعد اكمال دراسته ليخطفها الي عالمه ويتوجها ملكة علي ممالك العشاق..
نزلت دمعة من عيناها المغلقة دون ان تدري لتدلف اليها الفتيات و يجلسن معها مواسين لها..
في تلك اللحظة كان الرجال مجتمعين بالاسفل ليحلوا مشكلة الثأر، من بينهم "ساري" الذي اظهر رضاه عن تلك الزيجة القاسية لغاية في نفسه ..
ظل "ساري" يبتعد قليلا عنهم حتي لا يلحظوا تسلله للخارج.. و بالفعل لم يلحظه احد بسبب انشغالهم بالنقاش والجدال..
تسلل خفية للطابق العلوي الذي وجده مظلم قليلا الا من ضوء خافت .. ظل يسير في الرواق و هو لا يعلم اي الغرف تقبع تلك الفتاة البريئة بداخلها .. واثناء حيرته ارتطم باحدهم ليسمع صرخة دفعته ليكمم فمها علي الفور كي لا يكتشف الرجال امره.. قائلا: اهدي انا مش اذيك... اهدي انا هبعد ايدي بس ما تصرخيش ..
أومأت بالايجاب .. ليبعد يدها و يبتعد عنها لتلتقط جبعة كبيرة من الاكسجين بسبب انقطاع انفاسها وتقل بغضب : انت مجنون انت..
اشار لها باصبعه لتهدأ قائلا بلهجة الاجنبية بعد ان رأي ثيابها المتحضرة التي تختلف عن ما يرتدينه فتيات القرية : اهدئ ارجوك .
اندهشت من لهجت الاجنبية وقالت : لا تبدو من اهل البلدة و تتحدث الاجنبية ايضا؟ من انت؟
عرف عن نفسه قائلا:انا ساري وانتي؟
ردت قائلة: انا حلا مهران السيوفي.
تعرف عليها علي الفور فقال بصدمة : انتي هي الفتاة التي ستتزوج بأبي؟
شخصت عيناها قائلة: ابيك؟! هل انت ابن ذلك الهرم .. عديم الشرف.
احمرت عيناه غضب من اهانتها لابيه وقال : انت جريئة حقا لشجاعتك في اهانة والدي امامي دون خوف من ردة فعلي.. لم اتي هنا لتهنين والدي ، اتيت لاساعدك علي الفرار من تلك الزيجة.
شعرت ب خطأها فقالت بندم : اعتذر منك ولكن موقفنا لا نحسد عليها .. فـ شقيقتي تلقي بنفسها في تهلكة والدك لتنقذ أبي من الافلاس.
نظر لاسفل ليلحظ صعود احدهم الدرج فاشار لها لتصمت و سحبها لمكان اكثر ظلاما قائلا: ارجوك ساعديني ليس امامي وقت، قد تحدث مشكلة ويتعقد الامر اكثر ان رأني احد هنا ..
قالت بتنبه: كيف اساعدك؟
قال بتوتر: اريد ان اقابل شقيقتك الان..
أومأت له قائلة .. مشيرة الي احدي الغرف التي تقبع في نهاية الرواق : حسنا .. اتري تلك الغرفة ؟ انها هناك .. اذهب قبل ان يراك احد و سالحق بك علي الفور.
أومأ ايجاب وذهب سريعا ليفتح الباب دون استأذان و يدلف مغلقا الباب خلفه زافرا انفاسه اللاهثة براحة من خوفه من ان تلتقطه عيني احدهم .. لتراه "تقي" التي كانت تجلس في الغرفة بمفردها بعد ان تركتها "الينا" و دلفت الي المرحاض ..
ما ان استدار حتي تلقي موجات عاتية من الصراخ الهستيري كفيلة بإيقاظ مجرة بأكملها وليس قرية صغيرة في الصعيد.. علي الفور اجتمعت النساء في الغرفة يصرخن ايضا مما دفع "الينا" للهلع الي اختها تتبعها "حلا" خائفة .. و صعد الرجال جميعهم ليرون ما يحدث بالاعلي لتشخص ابصارهم جميعا دون استثناء...
مر الوقت بطئ وتصارعت الدقائق علي تلك المصيبة التي حلت علي رأسه.. يتهمه الجميع بسيء الخلوق و عدم الشرف.
شخصت عينيه و هو يري ابنه في قفص الاتهام ، بتهمة التعدي علي حرمة غيره .
كم تمني ان يكون ذلك كابوسا ينتهي با ستعاذة من الشيطان الرجيم .
اسدل اهدابه عدة مرات عله يستفق و لكنه فطن متاكدا بانه في كامل يقظته ، عندما ا نتشله من صدمته تلك؛ صوت امرأة خرجت كلماتها كسكين حاد انغرز في صميمه بقسوة : الحقونا العجل ديه دخل علي البنته و هي لحالها ، فزعها..
تضايق "ساري" من سبها له؛ و باقبح شئ يكره ان يذكره به الناس.
ما زاد الطين بلة تلك المشاكسة التي كشفت امره و صرخت قبل ان يخبرها بسبب مجيئه،حين ارتمت في حضن والدها تتعالي شهقاتها : فر.. فرس النهر دا كان .. كا.. كان..
مسح والدها علي شعرها بحنان يهدئها : هشش.. اهدي يا تقي اهدي..
اشار ل "حلا" لتأخذها ، لتطيب خاطرها و تهدئها.. بالفعل فطنت "حلا" اشارته و سحبت" تقي" لأحضانها و ابتعدت الي ركن بعيد عن ذلك الحشد..
في حين عندما هم "مهران" بابراز براثن غضبه ، تجمد مكانه حين رآي كف "فخر الدين" و هو يهوي علي وجه" ساري" بقوة أطاحت ب"ساري" للخلف و افقدته توازنه حتي كاد يتعثر بالاثاث خلفه . و يسقط امامهم .
وضع يده مكان صفعته غير مصدقا ، للمرة الثانية يفعلها ..
عندما يتكرر سوء الظن و يكون رد الفعل واحد يتسع شرخ الروح و ينعدم التئامه من جديد هذا ما حدث مع "ساري" و قف بثبات مرة اخري ملجما عبراته من التحرر...
ناظرا بخواء لوالده نظرته جعلته يشعر بندم داخلي لم يبديه ..
ثم شق ذلك الحشد للخارج مغادرا دون التفوه بكلمة او بحرف واحد ..
شعر "مهران" بانكسار ذلك الشاب ، رآي الخذلان في نظراته لأبيه ، لا يعلم لما تآثر وجدانه به رغم انه ابنا لألد أعدائه .
نفض عن عقله و روحه ذلك الشتات و ذهب لبناته يطمئنهن..
في حين صدع صوت" فخر " معتذرا علي مضض من فعلة ولده : انا اسف ، ساري لسه ما يعرفش عاداتكم هنا ، سامحوه لسه صغير.
آتاه صوت العمدة قائلا بصرامة: ماشي يا فخر بيه ، نحنا هنسامحه المره دي ، بس لازم توعيه بعاداتنا عاد ، مش كل مرة هتسلم الجره.
اكتف" فخر" بايماءة بسيطة ، اتت علي مضض من ذلك الموقف المخزي الذي لا يحسد عليه ابدا..
سيدة العشق ل ايمان احمد يوسف.
خرج في جنح الليل لا يعلم الي ما تقوده قدماه ، فقط يتردد صدي تلك الصفعة في اذنه ..
كان نهاية طريقه بيت تلك الفتاة الصغيرة ، وجدها تجلس بجوار والدها علي اريكة صغيرة امام بيتهم ، ما ان لمحته حتي نزلت بسرعة ترتدي خُفها ، منطلقة نحوه مهللة : حم(عم) س.. س... س..
لم تقوي علي التفوه باسمه المعقد عليها ، ابتسم لتلعثمها العفوي و مجاهدتها في نطق اسمه و تذَكُر باقي حروفه فقال: ازيك يا جميلة.
ابتسمت بعذوبة : الحمد لله . جيت مسان .. تسوفني.
ابتسم علي لهجتها الصعيدية التي بالكاد يفهمها لتزيدها صعوبة بتلعثمها في الحروف و استبدالها بآخري و قال: ايوه ، اكيد.
هللت بفرح ثم قبضت بيدها الصغيرة علي سبابته الضخم مقارنة بأناملها الصغيرة ، جاذبة اياه باتجاه والدها الذي وقف مرحبا به: يا اهلا ، يا اهلا ب ساري بيه.. نورتنا.
صافحه "ساري" رادا له التحية قائلا: اهلا بحضرتك.
ابتسم الرجل ، مضيفا اياه: اتفضل اجعد معانا .
جلس" ساري" و بجواره جميلة التي تسرب اليها حزنه ليداعب قلب تلك المشاكسة الصغيرة فتسأله ببراءة: انت زحلان ؟
نظر لها باهتمام يشوبه شك في حدسها القوي في الشعور به ، ما زالت طفلة صغيرة كيف عرفت ما يحارب خاطره ، لوي فمه بابتسامة ساخرة ، عندما اكد معرفتها عن طريق العلامات الحمراء المحفورة في وجهه ، لو لا حاجته للنسيان لبكي الان امامها ..
عندما اطالت النظر اليه نظر اليها بود مداعبا خصلات شعرها الناعمة ، مستغربا حال والده الذي امسي يجهل مشاعره، و بات قلبه موطنا للوحشة...
تنهد بحزن عميق و ترك لروح ذلك الطفل الصغير التي مازالت تجوب جوارحه العنان.. ظل يلهو مع جميلة محاولا تخطي حاجز عدم ادراكه الكلي للكنتها العربية المختلطة باللكنة الصعيدية.
ذلك في الوقت ذاته الذي كان فيه والده يجوب الارض ذهابا وايابا قلقا عليه من ان يكون قد اصابه مكروه .
تسلل لمسمعه صوت "سالم" الذي تغلفه الطمئنينة : اهدي عاد يا فخر ، تلاجيه راح اهنيه و لا هنيه يشم نفسه من اللي حوصل ، و يعاود للدار.
رد عليه بقلق و نظرت متوترة تتوزع بين عقارب ساعة يده الفاخرة و بين باب البيت: هو لسه مش عارف البلد كويس ، لا انا مش هفضل قاعد مستني كده
.
عقب الاخر قائلا: واه هتعمل اي عاد.؟
اندفع ناحية الباب قائلا بغضب عارم: هروح ادور عليه بنفسي.
شرع "سالم" بايقافه قائلا: وخر بس الولاد ر ..
الجم باقي حروفه من الخروج دخول" ساري "عليهم فقال براحة: اهه رجع اهه ، جلتلك ساري ولدي واعي كفاية يا فخر، جلجت نفسك علي الفاضي.
دار "فخر" ليجده متجاهلا النظر اليه يسير باتجاه" سالم" قائلا بهدوء تام: معك حق يا عمي.
ثم دس يده في جيبه و نظر بطرف عينه لذلك الذي يترقبه ليلوي فمه بابتسامة جانبية ساخرة ويقل بالانجليزية: فقد تجاوزت السن القانوني منذ زمن و لم اعد طفلا كما يظنني البعض..
القي سهام غضبه علي نشان صدر والده ، لم يخطئ الهدف مرة ، بل اخترقت جميعهم اضلعه لتهشمها الي فتات يآن بالم مكتوم..
ثم صعد الي غرفته عاقدا العزم علي ان يغير حياته حين يعود الي استراليا..
سيدة العشق ل ايمان احمد يوسف..
مع اشراقة شمس جديدة ليوم جديد علي قصر ادم الشرقاوي ..
كانت "بدور" تلقي بنظرتها الاخيرة علي طاولة الافطار راضية عن هيئتها كونها عاشقة للنظام..
ثم امرت الخادمة بايقاظ "أ دم" ، التي ما لبثت ان عادت اليها لاخبارها بعدم وجوده في القصر ليبدأ القلق في التسلل ببطئ اليها و تمسك بهاتفها ، تحادثه..
كان يقود سيارته بسرعة حيادية ليست جنونية ، يوزع نظره بين الطريق و بين مذكرات والدته القابعة علي الكرسي المجاور له لا يعلم الأسباب التي منعته من قرائتها حتي الان، رغم اخبار "بدور" له بانه سيجد اجوبة لجميع اسئلته فيها..
ولكنه آبي ان ينتهك حرمة تلك المذكرات و رآي ان من يستحق ان تقدم له تلك المذكرات كدليل لبراءة والدته من الدنث هو من اجبر ان يكون اسمه ملاصقا لاسمه دوما ، من يلقب بوالده قانونيا و لا يمت للاباء باي صلة..
اتاه صوت هاتفه فالتقطه عالما بهوية المتصل قبل ان يراها.
.
_وعليكم السلام. ايوه يا عمتو خرجت من الفجر.
تجعدت قسمات وجهها لتقل والاندهاش طاغيا علي عباراتها: من الفجر؟!!! ليه يا ادم رايح فين؟
تنفس الصعداء متنهدا ثم قال: أنا رايح البلد..
ثم التوي فمه بابتسامة ساخره و استطرد قائلا: رايح ل فخر بيه.. ابويا.
انتفض قلب "بدور" فزعا و شخصت عيناها من تصرفه المتهور فهو لا يزال يجهل بزيجة والده من فتاة تصغره باعوام عدة لاجل الانتقام .. خرج صوتها متوترا متلجلجا: ا..ادم... ارجع... بلاش تقابله احن..
قاطعها قائلا: عشان كدا خرجت قبل ما تصحي و تمنعيني انا مش هرجع .
زفرت انفاسها الغاضبة وصاحت فيه قائلة : لا هترجع يا ادم. وا..
قاطعها صوت صافرة انتهاء المكالمة.. اخذت تجوب الارض بتشتت لا تدري ما العمل ف "ادم" ان علم بزيجة ابيه لن يصمت ولن يرحم احد و سيترك العنان للوحش القابع داخله و لن يقوي احد علي ردعه..
......