الجزء 18

أمام بيت عتيق كبير فخم يحمل معالم تراث قديم تظهر اصالته
كان يقف "ساري" مبهورا : مدهش.
دفعه انبهاره ان يسبق السائق للداخل ليقف امام الباب يبحث عن جرس يقرعه ولكنه لم يجد..

وجد قبضة يد معلقة في منتصف الباب التقطها باعجاب واخذ يقلبها بين يديه لا يعلم ماهيته ولكنها نالت اعجابه : لطيف.

تركها لترتطم بالباب مصدرة صوتا عالي فزع منه و دفعه للاتفات حوله خشية ان يكون ازعج احد واثناء ذلك فتح الباب من قبل فتاة جميلة تبلغ من العمر اربعة عشر تقريبا قالت: مين انت؟

التفت "ساري" لها قائلا: هاي.

ثم اقتحم البيت و القي حقيبته علي الكرسي وتسطح علي الأريكة أمامها وراح في النوم ..
جزعت تلك الفتاة من اقتحامه للبيت ونادت علي والدها بصياح: إلحجني يا بوي.. إلحجني.
آت إليها الاخير مهرولا: في ايه يا بنتي؟

اشارت باصبعها ناحية ذلك المقتحم قائلة بهمس: اهوه يا بوي حرامي نايم اهناك اهه.

نظر والدها المدعو" سالم" الي حيث اشارت ليصدق قولها ، اتجه ناحية "ساري" قائلا: انت يا اخينا، انت يا..

قاطعه دخول "علي" السائق قائلا: حج سالم ؟

نظر له "سالم" قائلا:مين انت كمان؟

رد عليه واضعا امتعة " فخر الدين" و" ساري" عند الباب: انا علي السواق الخاص ل ابن عمك فخر الدين بيه واللي نايم دا البشمهندس ساري ابنه.

ابتسم "سالم" مرحبا به : يا مراحب ، يا مراحب.. اومال فين ابن عمي؟

- عند العمده راح يسلم عليه وهيحصلنا علي هنا.. استسمحك تعذر ساري بيه لسه ميعرفش حاجه عن عاداتكم هنا . و جاي تعبان من السفر.

ابتسم" سالم" قائلا: بكره يعرفها، تعال ادخل نعمل الواجب.

نظر لصغيرته قائلا: روحي يا حفصة خبريهم ان الضيوف وصلوا وخليهم يجهزوا الوكل.

أومأت بطاعة: حاضر يا بوي.

دلف "علي "للداخل و ظل مع" سالم" في انتظار مجئ" فخر الدين" .
سيدة العشق ل/ايمان احمد يوسف.
ان للغابة قوانين تحكمها ، اكثرها شيوعا ؛ هو ان البقاء دائما للاقوي ، ولكن تسحق تلك القوانين ويصبح فيها الحمل الوديع اشرس من الأسد المفترس ؛ ذلك حينما يري رضيعه محاطا بالمخاطر ، قد يدفع دمه ليفديه ، تلك هي غريزة الآباء التي تجسدت في ذلك البركان الثائر الذي يقبع امام "فخر الدين" الان ، تكاد ألسنة الجحيم المتأججة من عينيه تلتهم الأخير، تحرقه مكانه ولكن أخفي خوفه خلف قناع البرود و عدم الاكتراث ليهمس الاخر بحفيف مخيف قربه : كلمة تانيه عن بنت من بناتي وهدفنك محل ما انت واقف.

دقق بؤبؤه عليه وعلي ثغره ابتسامة جانبيه قائلا : انت بتهدد لكن انا بنفذ من غير كلام، و دا الفرق بيني وبينك يا ابن السيوفي.

رآي "عبد الرحيم" حاجزا ناريا علي وشك الاشتعال بينهما بسبب حرب الألسنة تلك فآثر التدخل و الفصل بينهما مصافحا "مهران" بحفاوة ليطفئ حاجز النار المشتعل بينهم قائلا: اهلا ، يا مراحب يا مهران بيه، البلد نورت.

نظر اليه "مهران" مدركا ما يفعله لانقاذ صديقه من براثنه لذلك سايره و صافحة رادا علي ترحيبه: منوره باهلها يا عمده.
لم ينفك يترك يده بل جذبه الي الأريكة يجلسه ويجلس جواره يحاكيه في امور البلد ، و الآخر يستشيط غضبا من اهتمام "عبد الرحيم " و نسيان وجوده معهم لذا قرر الانسحاب الي بيت عائلته يلحق بـ "ساري" ..
......
في ذات اللحظه في المستشفي الخاص في القاهرة ....

كان "ادم" يسير شامخا متناسيا جروحه و آلامه، حتي تتطمئن تلك التي تراقبه بعيناها الصغيرة ، يعلم جيدا انها تستمد قوتها منه لذلك اراد ان يريها قوته ليطمئن قلبه الوجل عليه.

كان حقا يسير امامها ولكنها لم تحيد ثانية عن مرمي عينيه..
ظل يحرسها بعينيه حتي حين اوشك كرسيها المتحرك علي التعرقل في احدي مقاعد الانتظار في الرواق ،كان هو منبهها..

اجبرته ابتسامتها الحنونه علي ابقاءه محيطا بها ، ليصلوا الي السيارة ثلاثتهم ..
"دانه" علي كرسيها المتحرك ، خلفها " بدور" تدفعه و" ادم" يسير جانبهم مشبكا اناملها الصغيره في انامله العريضه و لسان حاله يقول" انا معك وساظل دائما معك ".

انقضت مسافة العودة و شق الزحام حتي وصلوا لقصر الشرقاوي..

دلف بها "أدم" الي القصر تحت انظار الخدم المتمنية لهم العافية عاجلا ..

و نظرا لكون جسده مازال ضعيفا لم يقوي علي حملها والصعود الدرج ؛ لذا قام بالصعود معها في المصعد للطابق العلوي تساعده "بدور" ، لم يفارقها الا عندما أطمئن عليها في فراشها تنعم بنوم هادئ..

كان يود هو ايضا تناول ادويته و نيل قسطا من الراحه ولكن اتته الخادمه قائلة باحترام : زين باشا تحت يا كابتن ادم.
تنهد بقلة حيلة ثم اشار لها قائلا: طيب خليه يستنني انا جاي حالا.

اومأت له باحترام ثم نزلت تنقل رده وترحيبه لصديقه..

" اتفضل في المكتب يا زين باشا ، كابتن ادم هينزل حالا"

تفوهت بتلك الكلمات لتخرجه من شروده المسلط علي صورة "ادم" واخته وعمته ..

اومأ لها بامتنان عندما تنبهت حواسه لها و اتجه الي غرفة المكتب ينتظر رفيقه..

خمس دقائق وكان يدلف من الباب بضعف ، ليندفع "زين" اليه ما ان شعر به قائلا بتوجس: خرجت ليه طالما لسه تعبان كدا ولا عندك دا مبينتهيش.

ابتسم و هو يمدد ذراعه علي ساعد الآخر مستندا عليه ليقوده الي أريكة مريحة في احد زوايا الغرفة: لا... طبع فيا بقي بعيد عنك.. هههههه.
هز الاخر راسه بقلة حيلة ثم جلس جواره بأريحية قائلا: طيب يا عم العنيد يلا.

نظر له "ادم" مستفهما: يلا ايه؟
فك زر جاكيته قائلا: احكي لي مين اللي خرشمك كدا و اوصفهم و... اقولك علي حاجه حلوه قول كل حاجه من ساعة ما قفلت الباب ده وراك و سبت القصر و مشيت لحد ما شفتني في المستشفي.

قلب الاخر عيناه بانزعاج ثم قال له مازحا: اقولك انا علي حاجه احلي ماتسبني في حالي و اديك عربيتي كادو..

قهقه "زين" بصوت عال ثم قال: لااا يا بيههههه ، لا يا باشا ، انا عاوز اقفل المحضر في النيابه عشان اقبض مرتبي بدل ما يخصموا منه.
ضحك "ادم " قائلا: اديهولك وتقفل المحضر ضد مجهول.
لم يسايره "زين" في المزاح هذه المرة ، بعد ان احس الجدية في كلماته فقال: انت بتتكلم جد؟
استكانت ضحكاته ليغمغم بجديه مؤكدا علي ما قاله ليعقد "زين" حاجبيه قائلا: مش معقول تكون مش فاكر اي حاجه ..
هرب بعينيه بعيدا عنه ثم رد بصوت حاد: أيوه مش فاكر حاجه والدنيا كانت ضلمه.
مسح "زين" علي قدمه بعد ان فطن تهربه من التصريح له ، ثم ضرب علي قدمه بيديه متأهبا للنهوض قائلا بصوت اجش: حيث كدا اعتبر المحضر اتقطع.

وقبل ان يخرج مغادرا ، دنا منه قائلا بحسيس : انا عارفك كويس يا صاحبي ، و هنفذ رغبتك واقفل المحضر ، بس انا اقسمت ان اللي يؤذيك كانه اذاني ومش راجع الا ما لقيهم واربيهم بمعرفتي.
ثم ضرب بخفة علي كتفه مستطردا: الف سلامه عليك ، سلام.

غادر "زين" ليبتسم "أدم" برضا علي نعمة ربه المتجسده في ذلك الصديق الوفي الذي فهمه من نظراته ولم يكثر عليه التساؤل..
يكره "أدم" ان يفكر فيما حدث له في الماضي سواء كان قريب او بعيد ، يرفض النبش في ذاكرته التي طواها ، لانه يعلم ان تذكر جزء من الماضي يجلب خلفه سيلا منه و إن كان ماضيه مفرح ماكان ليعترض ، و لكن ماضيه حزين.. لذلك رفض البوح له بحرف واحد، ولكنه لن يهدأ حتى يعرف هوية ذلك الشخص الذي انقذه .
..............................
في تلكم الأثناء دلفت "إلينا" الي شقيقاتها ومعها أداة خلع الأسنان ظلت تحركها بين اصابع يدها المعافة ليصدر عنها صريرا مزعجا دفع كلا من "حلا" و "تقي" التوقف عن مجادلاتهما و سد اذناهما براحة يدهما .

«قلت لكم مليون مره متتخنقوش مع بعض.. صح قلت ولا مقولتش؟!»
صاحتا معا : قولتي .. كفايا بقي.

توقفت عن تحريكها ثم قالت بياس: انا حزينه لاني محتاجه بيشنت عشان اخلع له درس ولا اعمله حشوه عاديه ومش لاقيه ومش عارفه هروح اشتغل ازاي بدراعي دا.

لتقل "تقي" بتلقائية وهي تكمل تصميمها علي الحاسوب: حلا اهيه قدامك.

انتفضت "حلا" ، وانكمشت علي نفسها رافعة قدماها عن الارض، جاحظت عيناها ، صائحة: لااا.

ارتعدت "تقي" من صرختها و اوقعت نظارتها عن عينها بطريقة مضحكة قائلة بصوت مضحك: ااايه في ايه؟! هي الفيلا بتقع ولا ايه؟

ضحكت "إلينا" علي منظرهما ولم تقوي علي التوقف.. حتي انخرطا معها في نوبة الضحك تلك.

وبعد فترة هدات تلك النوية التي اصابتهم، لتقل "إلينا" و صورة والدها في مخيلتها: بابا وحشني.

لترد الأخريات : وانا كمان.

"تقي" : ربنا يرجعه لنا بالسلامة.

"إلينا" و" حلا" : آمين.
نهضت" إلينا" عائدة لغرفتها المجاوره لهم ولكن استوقفتها "حلا" قائلة : لين انا هروح ان شاء الله كورس الكمان بالليل.
نظرت لها ويداها ممسكة بمقود الباب قائلة: فاكره يا قلبي ، والحراسه عندهم خبر بالمعاد، حهزي نفسك وانزلي هتلاقيهم في انتظارك.
ابتسمت "حلا" لها قائلة: تمام.
غادرت "إلينا" وتركتهما يكملنا عملهن..
...............
بينما في القرية.... خاصة في منزل العمدة "عبد الرحيم" ..
استضاف "مهران" عنده في منزله الكبير، وذلك لعدم ترحيب اولاد عمه به ، بسبب سجنه لاخيهم "ماهر" ..

اعلم "عبد الرحيم" اهل بيته بوجود ضيوفا لديه وأمرهم بتجهيز الجناح الغربي من البيت لهم.. واعداد الزاد لهم.. ثم هدر مرحبا بـ "مهران" : والله ولك غيبه يا مهران باشا.
ضحك "مهران" قائلا: باشا ايه يا عبد الرحيم ، دا احنا كنا بنلعب وسط الاراضي مع بعض. هههه.
ضحك الاخر قائلا: ههههههه، لكل مجام مجال برده يا مهران..
ثم تنهد قائلا: الواحد معادش فيه صحه زي زمان واصل ي مهران يا خوي ، هيييييه ادي حال الدنيا.
ربت علي كتفه ثم رد قائلا: متقولش كدا ، احنا لسه زينة الشباب.
ربت "عبد الرحيم" علي ساق الاخر قائلا: لساتك فاكر.
رد مبتسما: لسه فاكر الايام الحلوه قبل ما تفرقنا الأيام.
اختطف "عبد الرحيم" تلك الكلمه من فمه و راي فيها مدخلا لتصفية الخلافات فقال: كنت انت و فخر واني معروفين بأننا لا يمكن نفترج ، نجو علينا وافترجنا بالسنين ههههه.
ابتسم ابتسامة صغيرة ليستطرد قائلا: كنا زي الاخوات ويمكن اكتر كمان.
غمغم "مهران" دون تعقيب ليواصل هو ما بدأه: لو لا الحرمه اللي دخلت بين..
.
غامت عيني "مهران" ليقاطعه بصوت اجش: بلاش نفتح في مواضيع قديمة يا عبد الرحيم.
رد عليه قائلا بدهاء: اومال، جاين اهنه ليه عشان نحلو الخلاف ده.
اعاد "مهران" راسه للخلف مسندا اياها علي حافة الاريكة مغمضا عينيه يسترد صورة زوجته الحبيبه ليتسلل الي مسمعه كلمات "عبد الرحيم" قائلا: اني عارف انك حبيتها و فخر كمان حبها جوي وهي اختارت تحبك انت بس لانك كنت صاحب وفي خبيت عنه حبك ليها لما جانا العصاري يجول انه اتقدم لها.. و انسحبت انت و كانت اكبر غلطه لأنه فكرك هتخونه معاها لما عرف بحبكم لبعض وكانت ضحيتها المسكينه اللي ماتت ،.
تحركت شفتي ذلك المسترخي يعد ان فتح عينيه ليعود لاستقامته قائلا: بس انا عرفت اني مشاعري ليها مكنتش حب ، انا حبيت سلوي مراتي، دوقتني الحب بجد ، بس للاسف( ادمعت عينيه ) قررت تطلع عنده وتسب لي تلات بنات يعوضوني عن غيابها كأنها كانت حسه.. فخر خسر ناهد بايديه كانت ممكن تحبه، بس شكه فيها واهانته ليها كرهتها فيه.. وكانت نتيجتها انتحرت وسابته و ولاده بيكرهوه..قصر الكلام يا عبد الرحيم بناتي محدش هيقرب منهم نهائيا.. بعد اذنك طالع ارتاح فوق..
تركه وغادر ليظل "عبد الرحيم" يراقب صعوده محادثا خاطره: ربنا يقويك يا مهران موتها كسرك بس ربنا عوضك.
....................
وصلت السيارة التي ظلت مع" فخر الدين" الي بيت عائلة الشرقاوي.. لدلف اليهم و بأعين متفحصة يملأه الحنين..
ما إن لمحه "سالم" بعينه حتي هب واقفا مرحبا به قائلا: حمدلله بالسلامه يا ولد عمي، البلد نورت .
بادله العناق مبتسما: منوره بوجودك ي سالم.
"سالم": كيفك وكيف صحتك؟
- الحمد لله، انتم اخباركم ايه؟
- الحمد لله ا..
قاطعته اشارة زوجته له بان السفره اصبحت جاهزه ، فقال: يلا ناكل دلوقت ونتحدتوا بعد الوكل..
اوما له قائلا: ماشي بس ساري ابني فين؟
ضحك "سالم" وهو يشير عليه قائلا: ولدك بياكل رز مع الملايكه. ههههه.
ضحك "فخر الدين" علي هيئته المزريه ، ثم اقترب منه قائلا: ساري استيقظ.
نخزه برفق قائلا: ساري استيقظ.
فتح عيناه مفزوعا قائلا: ماذا هل وقعت بنا الطائرة.
قهقه "فخر الدين" عليه قائلا: اهلا بك في مصر .. اياك ان تتحدث بالاجنبية أمامهم والا اعتقدوا انك تسبهم.
تثاءب "ساري" قائلا : حاضر.
"فخر الدين" : يلا قوم عشان ناكل وابقي كمل نوم في أوضتك.
مسح علي وجهه براحة يده ثم نهض معه ليسلم علي "سالم" قائلا: اهلا يا انكل سالم.
عانقه معانقة الرجال ليبدأ "ساري" في التأوه من ضرباته القاسية علي ظهره نظرا لامتلاء جسده بالشحوم فقال: آآآه ، ما تلك الهمجيه ، رفقا بظهري يا رجل.
ضحك "فخر الدين" علي "ساري" لانه الوحيد الذي فهم لهجته الاجنبية في الغرفة ، بينما "سالم" وقف فاغرا فاهه .. ينظر لـ"فخر الدين" ليشرح له ما قاله ولكنه نظر للطعام معقبا: ايه الأكل دا كله يا سالم.
التهي الآخر في انبهار "فخر الدين" بالمائدة وقال: فضلت خيرك يا ولد عمي اتفضلوا بسم الله.
ابتسم "ساري" لوالده الذي غمز له ..ليذهب و يجلس بجواره ثم شرعوا في تناول الطعام وبعد محادثات صعدوا الي غرفهم ليرتاحوا..
ليفحص "فخر الدين" حسابه ويباشر عمله الذي تركه هناك.
ليجد اسهم شركته عادت للصدارة مرة اخري..
سعادة الكون تسللت لجوارحه لتنثر هرمون السعادة عليها لتستعيد الحياة مرة اخري، كان ذلك الخبر سببا في انشراح صدره قبل النوم..
وعلي صعيد اخر كان "مهران" ينظر لشاشة التلفاز بهلع يتسلل الرعب لأوصاله طارقا ابواب قلبه الهزل ..
فقد كان يتابع الاخبار التي اتي فيها انفجار احدي الطائرات المنكوبة الوافدة من روسيا لمصر والسبب مجهول حتي الان..
يراوده شك بان شركته قد صممت تلك الطائرة ....
وفي دقيقة كان شكه متحولا ليقين ذلك عندما اتصل به "محمود" مدير اعماله ..
سيدة العشق/إيمان احمد يوسف
عودة مره اخري الي القاهرة خاصة في مركز الشرطه..
وصل "زين" اخبارية بأن الشاهدة التي يحتاجها في احدي قضاياه تقطن في احد شقق المعادي..
انطلق اليها بمفرده حتي لا يسبب هلع لسكان العمارة ..
ركب سيارته وانطلق لينتظر في اشارة المرور ،ليمر أمامه من سرقت النوم من جفونه..
و انتشاب حرب بين عقله الذي يطالبه باكمال مهمته وقلبه الذي يدفعه للجنون واللحاق بها..
كان القلب فيها منتصرا .. لحق بها ليجدها تدلف الي نفس العمارة التي كان مطالب بالذهاب اليها ، ابتسم لان قلبه لم يخذله و لم يجعله يندم ابدا علي قراراته..
********


إعدادات القراءة


لون الخلفية