الجزء 49


ألقت بالهاتف أرضا و هي تنتحب وتأن خلف بنيان أسر وجهها و عيناها التي اخفتهما خلف كفاها المضمومتان معا..

اسرعت شقيقتاها لتهدئتها : اهدي يا الينا ؟ انتي بتعيطي ليه دلوقتي؟! انتي كنت عاوزه تخلصي من الجوازه دي اصلا .. و عدي موجود اهو وفـ..

بتر حديثها المنساق نحو علاقة "عدي" بتلك المسكينة صراخ "الينا" حينا صاحت بقهر : أنا مش عاوزه عدي .. أنا عاوزه اعرف اشمعنا دلوقتي طلقني ؟!.. و ليه مقليش انه هو نفس الشخص اللي عمل الحادثة ؟!

دخلت في نوبة روع جعلت "تقي" تندفع لتقيد ذراعيها قسرا حين عثيا في الفراش ثبورا..

في حين ذهبت "حلا" الي المرحاض تبحث عن صندوق الاسعافات الأولية .. ظلت تزيح الأشياء بتوتر يمينا ويسارا بحثا عنه .. و ما زاد من اضطرابها صراخ "تقي" التي استغاثت بها : بسرعة يا حلا .. أنا مش قادرة اسيطر عليها اكتر من كده..

كانت تتلوي بجسدها علها تفلت منها و تصرخ فيها بحذر : سبيني يا تقي ..ابعدي عني.. انا مش هاخد مهدئات .. ابعدي.

وصل صياحها و صراخها الي "بدور" و "سمية" التي كانت تطعم "فخر" في غرفتهما ..

- واه حُصل اي عاد ؟ متاخذنيش يا فخر بيه .. هشوف في اي و أعاود لك.

وضعت الصحن جانبا ثم ذهبت الي الخارج لتجد "بدور" تجري مسرعة وهي تجاهد في اغلاق روبها الصوفي عليها.. متجاهلة "سمية" حينا سألتها مستفسرة : في اي يا عمتي؟

نهرتها بضيق: يووه ابعدي عن وشي انتي كمان الساعه دي.

تبعتها لتري ما يحدث .. لتدلف خلفها الي غرفة "الينا " فرأتا "تقي" وهي تعافر محاولة شل حركة شقيقتها الكبري التي ظهر جسدها متشنجا بالكامل ..

- في ايه ؟ حصل لها ايه؟

ردت عليها "حلا" التي خرجت من المرحاض و يدها مرفوعة لمرمي نظرها بحقنة ممتلئة بسائل المهدئ تحاول ان تفرغها من الهواء : جالها نوبة ذعر .. من فضلك ساعدينا نديلها حقنة المهدئ دي.

انصاعت لا اراديا لطلبها و ساعدتها لتتمكن من اعطائها الحقنه .. و بعد ان هدأت و اسدلت عيناها أهدابها .. ابتعدوا عنها .. لتسأل "سمية" متخوفة : اي اللي حُصل لـ الينا هانم عاد يا ضاكتوره حليه ؟!.

ذهبت اليها "حلا" تربت علي كتفها تتطمئنها علي نوة الهلع التي تعصف بصحراء روحها البائدة : اطمني يا ست سمية .. هتبقي كويسه .. بس انتي هنـ...

قطعتها "بدور" و هي تخاطب سمية : روحي انتي يا سمية متسبيش فخر لوحده من فضلك .

-حاضر يا عمتي .. لو عوزتو حاچه يا بنته شيعوا لي حد وانا اچيكم هوا .. احنا معندناشي اغلي من الست الينا.

-تسلمي يا ست سميه كلك أصل متقلقيش انا وتقي هنفضل جمبها لحد ما تفوق..

-سلامتها الف سلامه.. ما تأخذونيش استأذن اني.

-اتفضلي.

خرجت "سمية" و تبعتها "بدور" التي لفت انتباهها خلو غرفة الثياب الملحقة بغرفة النوم من حقيبة "أدم" السفرية .. اصابتها الريبة علي الفور وجعلتها تذهب الي غرفتها مسرعة لتتصل بـ"أدم" .. لتجد هاتفه مغلقا.. مما زاد من ريبتها فتغيره في معاملته معها يعني الكثير بالنسبة لها...

................

في الوقت ذاته كان "أدم" قد انتهي لتوه من افراج "دانه" شقتهما الجديدة..

- ها ايه رأيك؟

قال ذلك و هو يقف خلفها ممسكا بكرسيها المتحرك ..نظرت له بأعين يملأها الفرح والسرور ثم ربتت علي يده اليسري بيدها اليمني قائلة : جميلة جدا يحبيبي.. ربنا يخليك ليا.

لثم "أدم" يدها الموضوعة علي يده ثم قال : و يخليكي ليا يا دنيتي.

- هي عمتو هتتأخر؟! كنا استنيناها تيجي معانا.

استدار "أدم" ثم جلس علي الأريكة أمامها أسراً كفيها الصغيرتين بين يديه : لا يا حبيبتي الشقة دي ليا انا وانتي بس و داده كريمة علي وصول..

شعرت بالامتعاض و تغيرت قسمات وجهها الي الاستفسار عن السبب : و الينا و عمتو ؟

- متقلقيش عليهم .. انا اديت تعليمات بحماية القصر و ا..

بترت حديثه بحدة قائلة : والينا ؟ دي تعبانه؟! انت ازاي خرجتها من حساباتك ؟! دي مهما كانت مراتك و هتـ..

قاطعها هو قبل ان تكمل : لا معدتش مراتي خلاص.

نهض من مكانه ليبتعد عن نظراتها التي تحاكمه الان علي فعلته الشنعاء .. لتردد" دانه" حديثه بذهول : ما عدتش مراتك ؟!!

صاحت بما فطنته من وراء ما قاله للتو : انت طلقتها ؟!

اجاب باختصار و هو ما زال يوليها ظهره : ايوه .

-انت ازاي تـ...

-من فضلك يا دانه انا مش عاوز اتكلم في اي موضوع نهائي .. اعتبرينا بنبدأ حياة جديدة من اللحظة دي فيها انا وانتي وبس .. من حقنا نرتاح ونعيش لنفسنا ولو لمرة واحدة..

هزت رأسها بتفهم لكلامه ثم ردت عليه باقتضاب قبل ان تدلف الي غرفتها الجديدة : اننا نسيب الناس اللي بتحبنا ورانا ونلف ضهرنا ليهم .. مش راحة دي أنانية .. و أدم اخويا عمره ما كان أناني .. بعد أذنك هدخل اوضتي لحد ما يجي معادي في المستشفي ..

رأها بطرف عينه تحرك كرسيها تدلف به الي الداخل .. اخرج هاتفه من جيبه و اتصل بـ "زين" : عاوزك في خدمة يا زين و اتمني تساعدني.

رد عليه الطرف الاخر بتوجس : قول يا أدم.. في ايه؟!

- عاوز اخد اذن زيارة لسجين .

ارتاب "زين" و القي بسترته علي طرف الفراش و لم يرتدها و استفسر عن ذلك الذي يود صديقه زيارته : مين دا ؟! اسمه ايه؟

ضاقت عيناه لتصبح نظراته حادة كالصقر الجامح و هو يدلو باسم زائره : اسمه ماهر السيوفي.

.......................

كان نهار مروعا علي الجميع مر بثقل كبير .. فـ"زين" أصابته الريبة طيلته من الطلب الذي طلبه منه "أدم" بجانب عمه الذي اخبره انه سيحضر له مفاجأة كبيرة في المساء, كم يكره المفاجأت ؟! ..
و "بدور" التي ظلت تعدو الأرض ذهابا وايابا تريد ان تعرف أين ذهب "أدم" ؟! و لما أخذ "دانه" معه ؟! فقد علمت أنه تم الغاء حجز غرفتها في المشفي و أنها ستحضر علي موعد الجلسات فقط ..

شكت في أن يكون "ماهر" تمكن من تنفيذ تهديده لذا اتصلت بـ "عبد الرحيم "علي الفور..

- دبر لي زيارة لـ "ماهر" السيوفي بكره ..

لتصدم من رده : لع ماعدش ليا صالح بألاعيبك دي يا بدور هانم.. دبري نفسك بنفسك .. انا رچعت البلد العشيه و جررت اشوف حالي ومحتالي ..

- انت ازاي بتتكلم مـ ..

- متأخذنيش في اللي هجوله دلوجيت , ماتحاوليش تتصلي علي الرقم ديه واصل .. مع السلامه.

اغلق الهاتف في وجهها .. مما زاد من اشتياطها و قررت ان تبدأ هي في الظهور للعلن .. تلك الخطوة التي لا تعلم هل هي لصالحها أم العكس..

.............

بينما في غرفة "أدم" المتواجدة في قصره..

تململت "الينا" في فراشها بعد ان ظلت هاجعة فترة لا بأس بها من الصباح حتي المساء .. اضطرت "حلا" خلالها ان تعلق لها محلولا مغذيا كي لا تسوء حالتها فيما بعد.

رفعت يدها كالدرع الحامي حين احرق الضوء عيناها.. لتري محلول معلقا موصلا بذراعها..

بدأت تعتاد عيناها علي الضوء رويدا رويدا ..

أخذت تنظر حولها لتجد "تقي" و" حلا" يقفان في الشرفة بالخارج يتناولان القهوة معا.. ولم ينتبها لها .. فقامت بنزع ابرة المحلول برفق من ذراعها لتتأوه بصمت .. ثم استندت بيدها علي الفراش اسفلها لتنتصب جالسة ولكنها شعرت بشيء ورقي اسفل يدها نظرت بأعين مرهقة اليغه لتجده ورقة مطوية بطريقة منظمة..

تجعد ما بين حاجبيها و تحولت نظراتها المرهقة الي نظرات يأكلها الفضول .. ما لبثت ان فتحتها لتشرع في قراءة ما دوَّن فيها..

دقائق معدودة وكانت ترتدي حذائها علي عجالة .. وتنزل الي الأسفل ليُغلق الباب خلفها مصدراً صوتاً عالياً جعل "حلا وتقي" ينتبهان إليها ويجريان خلفها..

- الينا.

ناداها الاثنان في نفس واحد و هما يقفان في اعلي الدرج وهي أسفله .. و لكنها لم تنظر إليهم بل أكملت سيرها الي الحديقة ثم الي غرفة السيارات الملحقة بالقصر.. لتجد حارس يقف عليها الذي ما ان رأيها بدون حجابها أمر البقية بالرحيل الي بوابة القصر ثم اخفض نظره عنها ... و قبل ان تطلب منه أن يفتح الملحق لها سبقها قائلا : اهلا الينا هانم .. أدم باشا أمرنا نفتحلك الجراش اول ما توصلي .. اتفضلي.

فتح لها لتظهر الغرفة مظلمة تماما حتي أضيئت الأنوار... و ظهرت مفاجأته التي أخفاها عنها .. لقد كان هو نفسه من اشتري دراجتها البخارية عندما عُرِضت في المزاد العلني ..

وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها المصدومة ثم سارت بخطي هادئة نحوها ..لتسمع شجار اختاها مع الحارس الذي منعهما من المرور..

عادت أدراجها .. و غادرت لتسأله عنه ..ليخفض نظره عندما رأها أمامه : أدم كلمك صح؟! انت تعرف مكانه فين؟!

-لا هو ادلنا الأوامر دي قبل ما يمشي الصبح.. يا هانم.

زفرت بضيق و عادت الي القصر مرة أخري محبطة .. في حين ظلتا شقيقاتها يتبادلان النظرات التي تحمل علامات استفهام كثيرة وليست واحده.. ثم تبعنها للداخل ..

صعدت الي غرفتها ونامت في فراشها وهي تضم رسالته الي صدرها فهي اخر ما تبقي لها منه.. لا تعلم متي لقاءهم الثاني..؟!و لا أين؟!

لا مناص لقلب تعلق .. فبدايات الحب تعلقٌ ثم رغبة دائمة في رؤية المحب امام ناظريك..

اقتربت "حلا" منها لتسألها عن حالها : الينا انتي كويسه؟!

-عازه انام شويه.

مسحت علي شعرها بحنان ثم قالت : نام يا حبيبتي واحنا جمبك متقلقيش..

اغلقت عيناها وراحت في سبات عميق تماما استيقظت منه صباح اليوم التالي علي صوت عال يأتي من أسفل..

فتحت عيناها لتجد "تقي" فقط بجانبها ..

- صباح الخير يا لينا .

ابتسمت لها ثم ردت عليها : صباح النور هو ايه الصوت دا ؟

- دا الظابط اللي اسمه زين تحت و عاوز يقابلك بس حلا رفضت و هو علي صوته و..

استقامت "الينا" فور سماعها باسم صديقه المقرب و خطر في بالها أنه الوحيد الذي سيعلم بمكانه ..

التقطت حجابها الملقي علي طرف الفراش و لفته باهمال حولها ثم نزلت اليه بسرعة لتقل وهي تنزل الدرج : خلاص يا حلا انا صحيت...

التفتا الاثنان إليها و هما يقفان في بهو القصر ليظهر وجه كل منهما محمرا بسبب الشجار القائم بينهما..

-الينا انت تعبانه و مينفـ..

اقتربت منها و ضغطت علي ذراعها تطمئنها : انا كويسه صدقيني.

ثم نظرت الي "زين" وقالت : اهلا بيك يا حضرة الظابط انتي تعرف ادم فين؟

- انا جايلك بطلب من "أدم ".. لأنه عاوز يقابلك ..

ثم اقترب منها قليلا ليهمس : بس ياريت بدور هانم متعرفش انك رايحه تقابليه.

التمعت عيناها ببريق و استحال حالها من وردة ذابلة الي مزهرة علي الفور .. أومأت له مبتسمة : اتفضل استناني خمس دقايق .. مش هطول .. هغير لبسي بس.

أومأ لها بالايجاب لتصعد الدرج ومنه الي غرفتها ..

كادت "حلا" تتبعها ولكنها توقفت عندما سمعته يناديها : دكتور حلا ممكن دقيقة .

التفتت له قائلة بغلظة : اتفضل.

مد يده في جيب سترته السري قائلا بتهكم : يزيد فضلك يارب ..

أخرج دعوة ورقية منمقة من جيبه ثم ناولها اياها و استطرد قائلا بهدوء و برود : اتفضلي انتي.

نظرت إليها بتمعن قبل ان تلتقطها منه و تقلبها بين يديها مستفسرة عن ماهيتها : ايه دي؟

- زي ما انتي شايفه دعوة فرح.

-ايوه ما انا شايفه مش عامية ..انا بسأل فرح مين يعني؟!

عدل من هندام سترته و قال بترفع : فرحي.

شخصت عيناها و هي تحدق في الدعوة .. لا تصدق أيعقل ؟!.. هذا نفسه الذي كان يسعي وراءها لترضي به زوجا لها .. تراه الآن في يوم وليله اضحي عريسا .. يالا سخرية القدر .

سارعت في فتحها لتقرأ ما فيه.. وجدت اسمه واسم عروسه مدونان .. سمعته يقول يردف قائلا : فرحي علي هدي بنت عمي.. اتمني تحضري انتي و العيلة الكريمة ..

غصة مريرة قرصت قلبها المكابر المتعالي .. يستحق ذاك القلب ضباب التعاسة الذي خيم عليه الآن ..

اما هو فكان يراقب تعابير وجهها وصدمتها بفرح و غبطة شديدين..

كان عقله متلذذا باستفزازها يحرضه علي المزيد في حين كان قلبه ينهره يريد ان يقول لها انها الدعوة الوحيدة التي زيفت لأجل اخافتها .. لكن لا .. لا و ألف لا .. فهي يجب أن تتعلم أن الفرصة تأتي في الحياة مرة واحده .. ان من يركل نعمة أتته تزل علي الفور..

-انا جاهزه اتفضل يا حضرة الظابط.

كانت تلك "الينا" .. التي أشار لها ليسيرا معا ناحية الباب .. في حين ظلت "حلا" متصنمة مكانها حتي أنها لم تشعر برحيلهما لولا يد "تقي" التي حطت عليها لتعيدها الي وعيها : حلا انتي كويسه؟

نظرت لها و عيناها تائهة مشوشة ثم تنهدت بصعوبة : اهااا.

- طيب تعالي نقعد في الجنينة شويه.

انساقت معها كالمغيبة وهي تقبض علي الدعوة بيدها..

في نفس ذات الوقت خرجت "بدور" من غرفتها لتجد القصر هادئا و لكنها لم تكن متفرغة كفاية لتلقي بالاً لهذا الهدوء المريب ... فهي تخشي أن تتأخر علي موعدها ... ارتدت نظارتها الشمسية و غادرت القصر..

.......

ركبت "الينا" بجوار" زين" و قبل ان يدير محرك السيارة قالت : استني .. انت ممكن تديني العنوان اللي أدم عاوز يقابلني فيه.. و انا احصلك.

- بس ادم طلب مني اوصلك بنفسي.

- تمام ..استناني دقيقة وحده بس و راجعه ..

ترجلت من السيارة و سارت للخلف باتجاه القصر و لكنها لم تدلف اليه من بابه الرئيسي بل ذهبت من ناحية الحديقة..

استنكر "زين" الذي كان يشاهدها في المرآة أمامه فعلتها و نظر في ساعته ثم نظر أمامه ليري "بدور" و هي تستقل سيارتها الي الخارج .. ليتصل بـ"أدم" علي الفور و يخبره بأنه يجب ان يخرج الأن..

سمع صوت صفيرا مزعج يأتي من خلفه .. نظر في المرآة الجانبية ليجد شابا يرتدي خوذة سوداء و يركب دراجة نارية .. اقترب منه ليكشف ذلك الشاب عن نفسه ويتبين له انها "الينا" ..

نكس الهاتف جانبا ثم انزل زجاج نافذته فاغرا فاهه ، لتبتسم هي علي هيئته : حضرتك ممكن تمشي قدامي وانا هلحقك.

- انتي بتعرفي تسوقي البتاع دا؟!

- ههههههه ، ايوه بعرف ..

سمع صوت "أدم" الذي كان يصيح علي الهاتف .. وضع الهاتف علي أذنه مجددا ثم رد عليه بضيق : ايه يا عم انت كمان بتزعق ليه ؟

- انت بتتكلم مع مين ؟! ايه اللي بيحصل عندك و متحركتش ليه ؟!

- هههه .. انا مش هقولك بس هسيبك تشوف بنفسك.. سلام.

اغلق معه ثم أشار لـ "الينا" لتتقدمه و يدير هو محرك سيارته و ينطلق خلفها..
تسللت الفرحة إليها مجددا بفضله فـ اقسمت في نفسها أن تسعده وترد له معروفه مهما كلفها الأمر.. واشهدت علي ذلك الهواء الذي يداعبها و هي تقود..

.......


إعدادات القراءة


لون الخلفية