الجزء 7

لم يكد يصل ذلك المشروب اللاذع الي جوفه حتي وضع يده علي فمه وسار بخطي سريعة الي المرحاض ..
ليفتح بابه بعنف متجها نحو أولي احواضه الفاهرة يستند علي حوافه بيده تاركا لمعدته حرية التعبير عن اشمئزازها من ذاك الشراب..

بعد ان انتهي ، نظر لنفسه في المرآة ليعود بذاكرته لما حدث منذ ساعة تقريبا ....
بعد ان هتف جاك بتلك الكلمات اللاذعة اتجه سارى الي فلورا التي انتشلها من وسط ذلك الحشد الذي اجتمع ليشاهد صراعهما و أوقفها أمامه، تتوسطه هو و جاك الذي يحاول الوقوف علي قدماه التي اضحت رخوة فجأة إثر لكمات سارى له و ذلك الخمر الذي احتساه ..

انتظر ساري قليلا حتي شرع جاك برأسه لتقع عينه علي ظهر فلورا المحاط باحدي ذراعي ساري .. ويده الاخري التي تتسلل لتنغرز في خصلاتها الكستنائية ليثبت رأسها ويقترب منها يقبلها ، هذا ما ظهر لجاك و للجميع ولكن في الحقيقة، ساري فقط اقترب قليلا من فلورا ولم يقبلها ولم تلفح حتي أنفاسه وجهها فقد أسرها داخله حتي تركها بين صدمتها و صدمة صديقه ورحل..

فاق من شرودة علي لمسات ناعمة لينظر في المرآة، ف يجد فتاة شقراء تمسح علي ظهره باغراء ، انتفض جسده اثر لمساتها القذرة... و نظر لها باعين قاتمة قائلا بحدة: اياك ان تفكري في لمسي مرة اخري أيتها العاهرة، والا ارسلتك للجحيم باكرا.

قال كلمته ثم التقط هاتفه من حقيبتها فقد شعر بيدها وهي تسرقه منه مستغلية شروده .. ورحل عائدا الي البيت.. وصل بعد مدة من القياده المرهقه ودخل بهدوء لا يرد أن يره أحد .. دلف الي غرفته ، و ألقي بنفسه علي الفراش ثم اخرج هاتفه ليفتح حسابه يري ان كانت رأت تلك الفتاة رسالته ام لا..؟!

لينتفض جالسا ،عندما وصله اشعارا برسالة منها..كتب فيها.
" ْاخطات عندما تحدثت معك، انا لست كتلك الفتيات التي تلهو معهم كل ليلة، اسفه علي ما سافعله، ودعا"

عقد ما بين حاجبيه لا يعلم ما تنتوي فعله ، وعندما هم بالرد عليها وجدها قد حظرته..

شعر بأن الدنيا تضيق به و الدماء تفور في عروقه ؛ نظر لنفسه بسخط في المرآة ، ثم ألقى هاتفه بقوة نحوها لتتهشم وينكسر الهاتف.. ألقي بظهره علي الفراش بارهاق وحزن ، ف لم تمر عليه في حياته ليلة أسوء من تلك الليلة..
سيدة العشق/ ايمان احمد يوسف.
بينما في احدي المستشفيات ..
كان "زين" يدلف حاملا "حلا "بين ذراعيه صارخا بغضب في موظفي الاستقبال الذين هرولوا إليه بالناقلة الطبيه ليضع عليها "حلا" ، و يسير بجوارها ترافقه "تقي" التي ترتعد دقات قلبها خوفا علي شقيقتها و أبيها..

اما إ"لينا " فكانت تسير بجوار السرير الناقل الذي احضره المسعفون لنقل والدها في نفس الوقت الذي وصل فيه "ادم " بسيارته السوداء الي ساحة المشفي الخرجية..

نزل من سيارته ثم دلف إلي المشفي وسأل عن تلك الحالة التي أتت إليهم منذ قليل، فارشدوه الي غرفة الطوارئ..

ولكنه لم يجدها فقد كانت الطرقات تشبه بعضها والغرف متشابهات ..

اما "تقي" فتنفست الصعداء عندما أخبرتها الطبيبة التي أتت فور إصرار "زين " بأن يأتوا بطبيبة لتراها..

- انتِ اختها؟!

أومأت "تقى "ببطء، فاردفت الطبيبة قائلة: هي اتعرضت لصدمة مفاجأة فهتفضل غايبة عن الوعي كده شويه ، وترجع لوعيها بعد ساعة ان شاء الله ، وبالنسبة لجرحها اتخيط غرزتين خياطة تجميلية عاديه جدا مش هيظهر بعد ما تفك الخيط ، هيوجعها شوية اول ما تفوق ، انا نبطشيه النهارده كل اللي علي حضرتك اول ما تفوق تضغط ع الزرار اللي جنب السرير وانا هاجي فورا. واديها مسكن.

أومأت الأخرى براحة قائلة بصوت متحشرج: ح..حاضر.

ابتسمت لها الطبيبة قائلة بود: حمد لله علي سلامتها.
ثم خرجت مغادرة لتفرك "تقي " يداها بتوتر و تتحرك بخطي مترددة باتجاه ذلك الضابط قائلة باستحياء: ش.شكرا لحضرتك.تعبناك معانا..

اشاح "زين " بنظره عن تلك الأميرة النائمة كما لقبها عقله ، لينظر إلي تلك الخجولة ، رادا علي كلامها قائلا: العفو اهم..
قاطعه دخول "ادم " بجلبته : ايه ده ساعة بدور عليك يا..
تنحنح عندما رأي "زين" ينظر له بغضب قائلا: اسف جدا ع الازعاج ، اصل لفيت المستشفي كلها وملقتش الطوارئ دي.

مد "ادم " يده مصافحا "تقي" قائلا بابتسامة: اهلا ، انا كابتن ادم، صديق الرائد زين.
اسبلت "تقي" عيناها قليلا من كتلة الجمال التي تقف امامها و لكنها فاقت علي يد " ادم " التي تلوح امام عيناها قائلا: انسة انت كويسه.؟

ردت الأخرى بحرج ، وقد توردت وجنتاها بلون احمر قاني : اا. انا كويسه.
ابتسم الاخر بحب ثم قال: حمد علي سلامتها ، احنا بنعتذر بس لازم نمشي حالا.
يلا يا زين .. سليم باشا قاعد لك علي غلطه.

انتبه "زين" لما يرنوا اليه " أدم " فاشاح بنظره عن "حلا" وخرج دون ان ينطق بحرف واحد ، يشعر باضطراب داخله لم يشعر به من قبل ، نفض قلقه واضطرابه و نظر لـ "آدم" بملامح جامدة قائلا بصوت حاد: هركب و ارجع اللجنة وانت ارجع ارتاح الفجر قرب يطلع.

عقد " أدم " حاجبيه و رد رافضا: لا هلحقك ، انت عاوزني ارجع لـ بدور هانم بالاكل تاني عشان تدعي عليا الطيارة تفرقع بيا وانا سايق ، اركب يا عم ربنا يكفيك شر دعوات الأمهات المستجابة.

لوي "زين" شفتيه بابتسامة علي صديقة المجنون، متقلب الشخصية.. ولم يجادله بل قاد سيارته ليلحق به "ادم " الذي استغل هدوء الطريق واخذ يسابق زين حتي سبقه ليصل "أدم" اولا وينزل وعلي ثغرة إبتسامة نصر قائلا: لا ، دا احنا الطيارين جمدين اووي .

قهقه "زين" علي أفعاله الجنونية : ههههه....وهو انا قلت حاجه.

رد الاخر بخبث: طالما مقولتش ، وطالما انا سبقتك ، هعزمك بكره تقضي اليوم كله معايا ... من غير رفض، مفيش مجال للرفض.

هز "زين" كتفيه باستسلام وقال مازحا : انا اصلا متسول و مابصدق انك تنزل عشان و تعزمني .

ضحك "ادم " ثم ابتسم ابتسامة هادئة لأن خطته باءت بالنجاح وقال: طيب يلا ناكل بقي.

اخرج الطعام وشارك "زين" العساكر فيه ، حتي سليم الذي لا يطيق وجوده ..
سيدة العشق /ايمان احمد يوسف.
بدأ الليل ينجلي وخيوط الفجر تزين السماء لتتعالي أصوات العصافير ليبدا يوم جديد..
كانت تراقبهم تلك العينين البندقية ، تذكر كلام الطبيب الذي طمئنها علي والدها وأكد لها أن جميع من هم في مثل سنه مصابون بالارتفاع في ضغط الدم وغيره نظرا لكبر سنهم .. وتذكرت تحذيره من تعريضة لأي ضغط او انفعال.. ووصف له أدوية يسير عليها لتنظيم ضغط الدم لديه.

وتذكرت اختاها الاشقياء اللتان عادوا للصراخ ، فبعد أن استعادت "حلا" وعيها بالكامل اخذت تصرخ من الألم و تمسك في ذراع "تقي " بين أسنانها تعضه، لتصرخ الاخيرة ويملأن المشفي بصراخهم .

كان عيد ميلاد غريب الاطور، يبدو منه ان عامها الجديد يحمل لها كثير من الاحداث الشيقة التي يملأه الإثارة، ابتسمت علي سذاجتها و اقتربتمن والدها تجلس بجواره تلتقط يده بين يديها تميل عليها لتلثمها بحب بالغ هامسة: ربنا يديمك في حياتنا دايما.
سيدة العشق/ ايمان احمد بوسف.
بينما في استراليا..
فكان يجلس في غرفة مكتبه يتناول قهوته كعادته اثناء تصفحه للجريدة.. لتظلم عيناه حين وقعت علي ذلك الخبر الذي تصدر العناوين الاول في الصحيفة ، الذي عكر صفو مزاجة لينتفض عن كرسيه يطوي الأرض بقدميه ، يصعد الدرج سريعا ليصل الي غرفة ابنه ، التي اخذ يمسحها بناظرية ليصعق اكثر عندما لم يجده فيها بل الغرفة لم يتحرك فيها ساكنا بالأساس ، مما يدل علي أنه لم يحضر للبيت الأمس، ثارت الدماء في عروقه واغلق الباب بعنف مناديا بصوت غليظ علي رئيس الخدم : اين السيد سارى ، الم يأتي بالامس؟

وقف "رئيس الخدم " مرتعدا امامه قائلا باحترام: لا اعلم سيدي.

هدر الاخر بغضب قائلا: من يعلم اذا اخبرني.؟!.

انتفض الجميع اثر صرخته ليجتمعوا علي صوت صرخاته العالية.. متمنينا ان تكون العاقبة سليمه ، فيبدو ان سيدهم اصابته أكومة غضب ...


إعدادات القراءة


لون الخلفية