الجزء 1

*الفصــل الأول*
-
-

بدأت أجمع الأوراق اللازمه للتقدم لوظيفه-
علي أن أحصل على هذه الوظيفه مهما كلف الثمن لأذهب لمنزلها واطلبها من والدها
تلك التي منذ أدركت الحياة وأنا أحبها وهي تحبني
ترعرعنا معاً ، ذات الطفوله وذات الذكريات
نقضي الكثير من الساعات سوية دون كللٍ أو ملل
هي فريده لا تشبه بنات جنسها ، لا تحب الدمى من باربي وامثالها بل كانت تسابقنا لركل الكرة وإدخالها في مرماً وهمي نصبناه على قارعة الطريق
كانت مولعة بكرة السله ولقصرها لم تكن تدخل الكره فكنت اجثوا على أطرافي الأربع وظهري ممتد كطاوله فتأتي هي من بعيد مسرعه
تضع قدماً على ظهري وتقفز هاتفة " الكــرة الملتهببببه " مرددة كلمة ذاك الفتى الكرتوني ذي الشعر الاحمر
لأول مرة تدخل الكره في السله فأخذت ترقص وتغني اغنية .. سلام دانك .. *كانت معجبه بذلك المسلسل*
بينما انا معطوب الظهر اثر تلك القفزه ، نظرت الي وقالت " بلاش دلع قوم "
فأجبت متأوهاً " كم وزنك ؟ الفيل أخف منك "
لم أنهي جملتي حتى ركلتني بقوة على ظهري فصرخت " يا مجنونه "
تركتني ودخلت للمنزل .. كانت قاسية جدا !
..
-
..
-
في يوم تشاددنا بالكلام انا وبعض أبناء الحي فانتهى بنا الأمر بشجار عنيف خرجت منه مفلوق الرأس ومكدوم الوجه
أتت للمنزل ورأتني فثارت غاضبه
أمسكت بيدي وبيدها الاخرى كيس قد ملأته بحصى صغيره
سألت متعجباً " وين بنروح ؟ "
أجابتني وهي مقطبة حاجبيها غضباً " بنضرب الي ضربوك ، يحسبون مافيه أحد ينتقم لك ، أنا أوريك فيهم "
قلت مقاطعا " أبوي وأبوهم تكلموا أمس وأنتهت السالفه "
توقفت ونظرت لي وعيناها مشتعله " أنت غلطت عليهم ؟ "
اجبتها " لا "
سالتني " هم تأذوا ؟ "
أجبت حزينا " كانوا كثير ما أمداني أضربهم ولا اهرب حتى"
قالت بابتسامه جانبيه " أجل العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص"
سألت " ايش يعني هذا الكلام ؟ "
ضحكت " مدري بس الظاهر الي يضربك اضربه :) "
ضحكت معها رغم اني ما زلت لم أفهم كل ما قالته
تسللنا خلف شجره بأوراق كثيفه وجلسنا
همست " أول ما يطلعون من باب بيتهم بنرجمهم بهذي الحجاره .. تمام؟"
قلت بخوف " لكن أخاف يقولون لأبوهم وأبوهم يقول لأبوي ويضربني "
وضعت يدها على صدرها " لا تخاف أنا هنا "
خرجوا من منزلهم فادخلنا ايدينا في الكيس وقبضنا على الحجاره .. قالت بهمس ( 1.... 2..... 3.)
نهضنا من خلف الشجره وأخذنا نقذف الحجاره عليهم بكل ما اوتينا من قوه وهم يصرخون
فجأةً خرج أخاهم الكبير الذي لم يكن ضمن خطتنا بتاتاً وأصابت رأسه أحد حجارتنا المقذوفه
همست هي " أو أو"
صرخت وهي تهم بالهرب " أركض " وركضت
أما أنا فتجمدت قدماي وعيناي تصنمت في عينا ذلك الأخ الطويل الغاضب
أنزل عقاله عن رأسه وتحرك ناحيتي
أحسست بأن منيتي قد حانت .. هذا يوم وفاتي لا محاله ..
أحدهم أمسك بيدي ، كانت هي .. عادت لتنقذني ، سحبت يدي وجرتني خلفها وهي تركض ..
رفع ذلك الأخ ثوبه وأخذ يلحق بنا صارخاً " وقفووووووا يا كلاااااااب "
أكاد اقسم أن نبضات قلوبنا أصبحت مسموعه
ركضنا وركضنا حتى اختبأنا خلف سيارة ..
تباطأت خطواته وهو يقول " اطلعوا بالطيب احسن لكم "
نظرت ناحيتي واشارت بسبابتها اسفل سياره ، تطلب مني الدخول تحتها ، دخلت ودخلت هي خلفي
عبر من جانبنا دون ان ينتبه لنا ، يئس من إيجادنا فعاد أدراجه وهو يحدث نفسه " والله ما أخليكم ، إن ما جلدتكم بعقالي ما أكون سالم "
ما ان ابتعد عنا وتأكدنا من عدم تواجده بالقرب منا نظرنا لبعضنا ثم انفجرنا ضحكا, فرحا بإنتصارنا والأخذ بحقي
ولكن تلك الفرحه لم تدم فما أن عدنا لمنزلي حتى وجدنا سالم واخوته الذين اصبناهم منتصبين في مجلس البيت وأبي معهم ووجهه مكتسي بالغضب والخجل
انتهى الأمر بـ ١٥ جلدة لها ولي ٥ من أبي بعقال سالم
خرجوا وتركونا ، نظرت لها وهي مطأطأة رأسها " تبكين ؟ "
قالت متجاهلةً سؤالي "يا جعل عقاله التلف قال سالم قال ، الله لا يسلم فيه عظمه "
ضحكت على كلامها
نهضَت "انتظر هنا"
خرجت لدقيقه ثم عادت وفي يدها كيس به ثلج ، رمته به إلي وقالت " حطه على المكان الي يوجعك عشان يخف الالم "
قلت " انتظري خذيه أنتِ "
فتحت الباب " ما ابغى برجع بيتنا "
ابتسمت سعيداً بما حدث وأنا أراها تختفي عن ناظري
أخذت بحقي ، فعلت مالم يفعله والدي.. كانت لـطـيفه جـداً
آه .. هناك الكثير من المواقف منها المضحك ومنها المبكي ولكن أكثر الأيام ألماً بالنسبة إلي ذلك اليوم الذي وقف اخويتي فيه أمامي ليخبروني بأنه يتوجب علي أن لا أخرج أمامها من الآن فصاعداً فقد وجب علينا الا نرى بعضنا فقد *كبرنا*
ألم يكن باستطاعتهم إخباري بذلك القرار من قبل فأنا لم احسب لهذه اللحظه حساباً أبدا
لو علمت مسبقاً لكنت قضيت معها ساعات أكثر وأكثر لكنت التصقت بها حتى آخر لحظة
ولكن هاقد مر الزمان وأنا اصبر نفسي بقدوم اليوم الذي سنجتمع فيه سوية من جديد .. مصبراً نفسي بذلك اليوم الذي سألتقي فيه بها ويكون انتظار العشر سنين لم يذهب هباءاً منثورا
خرج رجل من المكتب وهتف " قصي ال*** "
نهض قصي (بطل قصتنا ) " سم "
" تعال "
دخل خلفه للغرفه وأجرى المقابله ، خرج من المكتب وذلك الرجل خلفه ، وضع يده على كتف قصي " ما شاء الله سيرتك الذاتيه جيده أتوقع تتوظف عندنا بإذن الله "
-ابتسم قصي " الله يبشرك بالخير "
بادله الرجل الإبتسامه " انتظر منا اتصال بكره "
قصي " على خير إن شاء الله "
مضى اليوم وهي لا يكاد يفارق هاتفه
اتاه الاتصال .. " .......... الاسبوع الجاي يبدا دوامك"
الابتسامه تحتل وجهه " بإذن الله .. الله يعطيك العافيه ، مع السلامه "
اغلق الهاتف ورفع رأسه للأعلى " وهووووووووو " وكأنه نال جائزةً عظيمه ، نهض من على فراشه وأخذ يقفز في الهواء وهو يصرخ بسعاده " الحمد لك يا رب"
توجه للقبلة وسجد شكرا ، نهض وخرج من غرفته سريعاً ، نزل درجات السلم وهو يهتف " أممممممممييييي .. أممممممممممممييييي "
-


إعدادات القراءة


لون الخلفية