الجزء 15
*الفصــل الخــــامــس عشــر*
-
-
مضت السبعة اشهر ولم يتحدثا مع بعضهما ولكنه يحتفظ برقمها لديه وكل يوم صباحاً ومساء يتفحص ما تفعله ، إن غيرت صورة العرض خاصتها غير مثلها ، وإن غيرت حالتها فعل ذلك ايضاً .. اليوم هو اليوم الموعود ، لم يستطع النوم لفرط سعادته ولكن الوقت يقتله فهو يمر ببطء ، ببطء مميت .. طُرِق باب غرفته ودخل إخوته ، باركوا له وخرجوا سويةً ووالدتهم تدعو له .. في ذلك المجلس ، يمسك بالكتاب وهو مبتسم ابتسامة عريضه جداً ينظر لاسمها بجانب اسمه وامضائهما تحته ، وقف الجميع يبارك له .. اقترب من خاله وهمس في إذنه بأنه يريد رؤيتها فوافق الخال .. -
-" يبغى يشوفك " -
-" وش وش .. وش يشوفني ؟ لا ماني مستعده تكفون " -
-والدتها " قوله ينتظر 10 دقايق بتغير ملابسها وتجي " -
-" امي لحظه .. اصبروا قولوا له بعد اسبوعين لما تكون عزيمة الحريم اللحين عزيمة الرجال عيب يطلع ويتركهم " -
-تسحبها والدتها " ما فيها عيب ، هذا حقه " -
-دفعتها أمها لغرفتها فاستحمت سريعاً فقد كانت منذ الصباح في المطبخ برفقة والدتها تجهز لهذه الوليمه الكبيره .. ارتدت ما أخرجته لها والدتها ( فستان ناعم كحلي اللون يصل طوله حتى منتصف ساقها ، مخصر على جسدها ) مشطت شعرها المبلل و همت أن تخرج من غرفتها ، امسكتها والدتها بشعرها واعادتها للداخل " وين وين ، لا تعطرتي ولا تزينتي " -
-" امي تكفين " -
-" بسرعه بدون نقاش حطي لك مكياج خفيف وتعطري .. لحظه انا بعطرك " امسكت بزجاجة العطر واخذت تعطرها ، وئام تسعل " يمه وش ذا انكتمت " -
-" ما عليك يا الله حطي الي قلت لك " -
-عبست امسكت بمسكره ووضعتها وهي تتمتم " وش الفايده من الكشخه له تراه شايفني بدون مكياج " -
-امها بحده " تزيني و انتِ ساكته " -
-" طيب " ، وضعت مرطباً لشفاهها وخرجت وشعرها ما زال مبللاً ، " وش ذا حتى شعري ما امداه ينشف .. ما اتفقنا كذا افف " -
-نزلت فوجدت عبدالإله متكئ على الجدار وبيده هاتفه يلعب به ، نظر لها وابتسم ، اتجه المجلس وهو يقول "تأخرتي عليه ، امشي بسرعه " ، لحقت به ، فتح الباب وقال " ادخلي " ، نظرت له ، ابتلعت ريقها واومأت برأسها " لا " -
-ترك مقبض الباب واقترب منها " الرجال وراه دوام بكره لا تأخرينه " -
-همست " عبدالإله تكفى ماني مستعده .." أكملت وهي تقف في منتصف المجلس بسبب دفع عبدالإله " نفـ..سياً" -
-ينظر لها بإنبهار وإعجاب ، ينظر لأدق تفاصيلها ، بشرتها التي ازدادت جمالاً مع اللون الأزرق ، لوجنتيها المتورده ، لعيناها البنيه الجذابه .. قلبه أصبح ينبض بسرعه ..
اغمضت عيناها وقالت بداخلها " اشششش .. هدي هدي ما اتفقنا كذا يا نفسي ، ترا مو زوجك صدق مجرد تمثيل يعني لا تسوين نفسك مستحيه " ، تقوست شفتيها للأسفل " كيف ما اسوي نفسي مستحيه حتى لو ما هو زوجي يظل رجال " زفرت واكملت حديثها لنفسها " ركزي ، وئام لا تتخربطين ، هذا زوجك المزيف وغير كذا هو صديق الطفوله الي نص الماضي الأسود عنده يعني يعرفك كويس إلى حد ما وتعرفينه أنتِ بعد ، هدي... خذي نفس " اخذت شهيقاً ، " فكيه " زفرت . -
-فتحت عيناها فإذا به يقف قريبا منها جداً وينظر لها وهو مبتسم ، تراجعت للوراء بخوف " خـ..خـ.. خير" -
-ابتسم " للحين ما تغيرتي ، تفكيرين بصوت عالي بدون ما تحسين " -
-بهت وجهها " سمعت ؟" -
-أومأ برأسه (ايه) -
-غطت وجهها بيديها وبهمس " ليش أنا كذا ليش ؟" -
-" أنتِ حلوه كذا ، لا تتغيرين " -
-فرقت اصابعها لتظهر عيناها ونظرت له " وش قلت ؟" -
-" لا تتغيرين !" -
-" ايه ما بتغير حاولت كثير من قبل ولا فاد ما علي من ذي وش قلت قبلها !" -
-همس " أنتِ حلوه كذا .. " -
-بسطت كفيها امامه " 10 الآف بسرعه " -
-اتسعت عيناها " نعم !" -
-" 10 الآف غرامه عشان كلامك " -
-" بسم الله الرحمن الرحيم تو ما امدانا ، بعدين تعالي هنا وش 10 الآف وش أنتهكت انا ، ما اخليت بالشروط !!" -
-" إلا قلت أنتِ حلوه " -
-" وإذا ؟" -
-" يعتبر نوعاً ما غزل " -
-" طيب وإذا غزل !" -
-اتسعت عيناها " حلوه ذي !! حلوه كلمه لطيفه تدل على الإعجاب والإعجاب يقود إلى الحب عشان كذا اخليت بالشروط ، حط محفظتك في يدي يلا " -
-ضحك " لا والله " سكت ونظر بجديه " ينفع ادفعها اجزاء " -
-" مطفر !" -
-" ايه " -
-" افااا ، طيب خلاص رحمةً بك تم إسقاط الغرامه " -
-اتسعت عيناه " نعم " .. اقترب منها " نتكلم جد اللحين الكلمه الي قلتها ما فيها شي وبعدين ما كتبنا شرط في العقد إن قول كلمات المديح أو الغزل على قولتك نكون أخلينا بالعقد " -
-" ما كتبنا ؟"
" لا " -
-" اجل بكتبه " -
-" عز الله طفرت يا قصي " -
-ضحكت " انا بطفر قبلك .. مزاح فقط ، ما بكتبه جد " -
-ينظر لها وابتسامه صغيره على شفتيه ، شعرت بالتوتر من نظراته فقالت " فيه شي غلط بشكلي ؟" -
-رفع يديه لرأسه ، انزل عقاله وامسك بشماغه ووضعه على رأسها " يا مجنونه لا تطلعين من غرفتك وانتِ شعرك باقي مبلول بتمرضين بعدين ويببتلشون فيك اهلك " -
-متصلبة في مكانها بسبب قربه منها ، ابتعد قليلاً ومد يده لها " اللحين يمدي نتصافح صح ! " ، اخذت شهيقاً تخفف به من توترها ، مدت يدها وعندما كادت أن تتلامس يده بيدها سحب يده وقال " اوه ما يمدي اللحين بعد اسبوعين إن شاء الله " -
-نظرت له " تحاول تطيح وجهي زي ما صار لك في المقهى " -
-ابتسم " ايه " -
-بسرعه ، اقتربت منه وأمسكت يده بيديها ، ابتسمت وقالت " اصحاب " -
-اقشعر جسده واتسعت عيناه ، فاجأته حركتها -
-أكملت وهي مبتسمه " نتعرف ! .. أنا وئام عمري 28 تخصصي فنون بس تخرجت وما لقيت لي وظيفه كويسه ، عملي حالياً خبيرة تجميل ، يعني اجمل الحريم بمساحيق الزينه .. بس الباقي تعرفه بعدين ، رفعت رأسها له وهي مبتسمه " وأنت ؟" -
-ابتلع ريقه بصعوبة وهمس " 3 امتار " -
-" ايش ؟" -
-سحب يده من بين يديها الناعمتين وقال " خليك دايم على بعد 3 امتار " -
-تراجعت للوراء خطوتان وقالت " سويت شي غلط ؟" -
-يمسح على عنقه وهو ينظر بعيداً عنها " لا بس ما احب البنات يقربون مني " -
-" اها ! " ، سكتت لوهله ثم همست وهي تفكر " اذا ما تحب البنات يقربون منك كيف ازوجك !!" -
-تجاهل ما قالته وقال " انا قصي ، عمري 26 سنه .. مهندس معماري" -
-" تشرفت بمعرفتك " -
-" لي الشرف " ، استطرد " اشتريت بيت عشان نعيش فيه ، فيه شي بيعجبك " -
-بفضول " وشو ؟" -
-" سر ، بعدين تعرفين " -
-عبست " بغيض .. لا تقول فيه شي بيعجبك دامك ما بتعلمني وش يكون " -
-" قلت لك عشان تتحمسين .. المهم بنأثثه مع بعض " -
-نظرت له " مع بعض ! " -
-" بنسكن فيه سوا ، نأثثه سوا فيها شي ؟" -
-" لا اثثه انت على ذوقك ، وريني ابداعـ.. " اخرسها دخول والدها -
-قال مبتسماً " يالله عاد خلص وقتك " -
-قصي " والله العظيم ما امدانا نكمل 10 دقايق "
-
-