الجزء 43

*الفصــل الثــــــالث و الأربعـــــون*
-
-

*في منزل عائلة قصي *
يمسك فيصل بهاتفه ويضرب به على شفاته برفق-
-يفكر .. هل يا ترى اخبرته بأمره ؟ لذلك سافر. -
-لكن لو فعلت حقاً .. منطقياً اقل شيء يفترض بقصي فعله هو شتمه ، ضربه وإن امكنه لقتله ! لكن لم يفعل قصي اي من هذا .. بل اقترب منه ، صافحه والقى عليه السلام ! -
-جلست والدته بجانبه مقاطعه تفكيره .. تردد .. يريد سؤالها -
-نظرت له .. ادركت ان لديه حديثاً يريد قوله ، قالت له تحثه على التحدث " قول وش تبي ؟" -
-فيصل" ااا.. " حك جبينه بتوتر " بسألك " -
-" عن ايش ؟" -
-" قصي وزوجته " -
-نظرت له بحده " وش فيهم ؟" -
-" وش فيك طالعتيني كذا !" -
-أعادت سؤالها " وش فيهم ؟" -
- "لما كنتي عندهم .. تهاوشوا ؟" -
-عقدت حاجبيها " وانت وش دخلك ؟" -
-تنهد " ذاك اليوم لما اخذتك ما اعجبني وجه قصي .. قال لي انه بيسافر للخبر لحاله وما يدري كم يوم بيقعد ؟" -
-" لا والله ما تهاوشوا .. " سكتت قليلاً ثم قالت بتفكير " إلا .. رحت لأختك ازورها ومن وقت ما رجعت واخوك مو معجبني ، سألت وئام عنه وقالت لي ما تدري .. الله يحفظه كلمته ؟" -
-" ادق عليه ما يرد " -
-امسكت بهاتفها ثم تذكرت أنها لا تملك رصيداً .. انزلته واتجهت لهاتف المنزل لتتحدث مع ابنها .. -
-نظر لهاتف والدته المنير .. تردد .. امسك به وبسرعه بحث عن اسمها في قائمة الإتصال ، حفظ رقمها في هاتفه وخرج من المنزل -
- جلس في سيارته لكي لا يطلع احد على ما يفعل -
-كتب رسالة لها "قلتي له ؟ " -
- انتظر ردها نصف ساعه و رجله تهتز بتوتر .. لكنها لم تجبه -
- ارسل أخرى "انا فيصل .. قلتي لزوجك شي ؟"-
-انتظر ربع ساعة ولم تجبه .. عقله يكاد يخرج من محله ، ضغط على رقمها ليتصل بها .. كان هاتفها مغلقاً -
- رما بهاتفه على المقعد المجاور له ، أمسك بالمقود وتحرك متجهاً لها ..

توقف أمام منزل قصي -
- نزل من السيارة ونظر له ، كان مظلماً وكأن لا أحد بداخله -
-همس "يمكن راحت لأهلها" -
-نظر حوله يتأكد أن لا أحد يراه .. رفع ثوبه وربطه على خاصرته .. ركض ناحية الجدار وقفز .. أمسكت يديه بحافة الجدار واجتذب نفسه للأعلى .. سقط في الفناء -
- نهض وهو يشعر بألم في يده .. لم يعد شاباً يسهل عليه تسلق الجدران .. اتجه ليفتح الباب لكنه كان مقفلاٌ .. -
-دار حول المنزل .. يتذكر ان هنالك باب في الفناء الخلفي .. أمسك به يحاول فتحه لكنه مقفل أيضاً-
-زفر.. اتجه لإحدى النوافذ ، فتحها ففتحت .. دخل منها واخذ يدور في المنزل ، كان هادئاً ومظلم وكأن لا أحد داخله -
-رن هاتفه .. اخرجه وحوله لوضع الصامت بسرعه-
-رأى المتصل وعبس ، كان (سالم) .. اعاد اتصاله عدة مرات وفيصل يتجاهله .. يبحث عنها في إرجاء المنزل -
- اتته رسالة من سالم .. فتحها : -
-" بأعد لين ثلاثه عشان تطلع .. اقسم بالله اذا خلصت عد وانت مو عندي بابلغ الشرطه واشوف كيف تصرف نفسك وقتها " -
-أغلق هاتفه، قال وهو مطبقاً أسنانه بقهر " الله يلعنه " -
-اتجه لباب المنزل وجد المفتاح به ، فتحه وخرج ، فتح الباب الآخر ليخرج للشارع فوجد سالم امامه، متكتف وغاضب .. أغلق فيصل الباب -
-همس سالم محاولاً كبح غضبه " اركب سيارتك و اختفي من هنا .. انقققلللععع"-
-قبض فيصل كفه بشده واتجه لسيارته ، ركبها وانطلق مبتعداً -
-نظر سالم للمنزل وتنهد ، التفت ليجد احد الجيران ينظر له متعجباً من وقوفه أمام منزل قصي-
- برر له سالم بأنه شعر بحركه غريبه في البيت فإذا بلص يخرج منه حاول اللحلق به لكنه هرب -
-هو جارهم لذا له احقية القلق على جاره .. دخل لمنزله وهو يتمنى أن يمضي هذا اليوم بسلام -
..
-
..
-
لم تدرك ما حدث فقد كانت تغط في نومٍ عميق .. استيقظت ، غسلت وجهها وصلت ما فاتها ، نظرت للفاكهه المتبقيه .. أمسكت بها وتناولتها فقد فتك الجوع ببطنها -
-قررت ان تتجرأ وتخرج من الغرفه لأخذ مؤونة أخرى .. أمسكت بهاتفها فوجدته قد نفذ شحنه، رمت به غير مهتمه -
-في الأسفل .. أمام المنزل كان يقف ذلك الجار الذي اخبره سالم بقصة اللص -
-توقف قصي بسيارته ، نظر لذلك الجار متعجباً ، سلم عليه وسأله عن سبب وقوفه أمام منزله؟ -
-قال الجار" جارك شاف حرامي طالع من بيتك ، لحقه بس ما قدر عليه وهرب .. فقلت باقعد انا عند البيت لين ترجع عشان اقولك وتشوف إذا نقص شي في البيت " -
-هذا ما كان ينقصه ، اخرج مفاتيحه من جيبه وفتح الباب بسرعه

توقف للحظه وهو يرى الباب الداخلي مفتوح !
-
-الكثير من الأفكار السيئه خطرت على عقله -
-دخل للمنزل فوجده مظلماً قلبه ينقبض أكثر وأكثر .. هتف بأسمها "وئاااااااامممممم"
-
- صعد السلالم وهو يناديها -
-ابتسمت عندما سمعت صوته ، اتجهت لدورة المياه بسرعه لتغسل وجهها المرهق ، لا تريده ان يراها بهذا الحال ! -
-فتح باب غرفتها فوجدها خاليه .. لم تعد اغراضها لمكانها ..اتجه لغرفته -
-حاول فتح الباب ولكنه مغلق .. طرقه "وئاااااامممم " -
-خرجت من دورة المياه ، اغمضت عينيها وزفرت ، فتحت الباب وهي مبتسمه " رجعت " -
-اختفت ابتسامتها عندما رأت ملامحه الخائفه -
- اقترب منها وأمسك بكتفيها "صار لك شي ؟" -
-هزت رأسها بالرفض -
-" قرب منك .. سوى لك شي ؟ " -
-" مـ..مين الي قرب ؟" -
-" الي دخل البيت " -
-" فيه احد دخل البيت ؟" -
-ابعد يديه عن كتفيها وزفر " فيه حرامي دخل البيت وطلع و انتِ مو داريه " -
-" كيف دخل ؟" -
-" ما ادري جيت لقيت الباب مفتوح وجارنا يقول شاف حرامي طالع من البيت " -
-كسى الخوف وجهها -
-نظر لها من الأعلى للأسفل .. مرتديه لباس الباندا ذلك ، قال "جد ما شفتيه ؟" -
-" والله ما شفته ولا دريت عنه " -
-"ليش لابسه ذا اجل ؟" -
-تكتفت "لأن فيه واحد فالح راح وتركني لحالي بدون ما يوديني عند اهلي او حتى يتأكد إذا اهلي موجودين ولا لا .. شال نفسه وراح يتمشى وانا كنت بأموت من الخوف هنا " -
-ابتسم ابتسامه جانبيه .. بصعوبة بالغه مضت الأربع أيام المنصرمه .. تلك الأربع أيام جعلته يدرك أنه لا يستطيع العيش بدونها -
-مسح على رأسها "آســف" -
-ما زالت عابسه " وين اصرفها آسف ذي ؟" -
-اتسعت ابتسامته "توبه ما أروح واتركك ابد ، والله" -
-ابتسمت لا شعورياً ولكن سرعان ما تبخرت ابتسامتها ، قالت "لا تحلف" -
-تنهد .. نظر حوله في الغرفه ما زالت أغراضها في مكانها لم تعدها لغرفتها -
-نظرت لحيث ينظر ثم قالت " اللحين بأشيلها " .. اتجهت للمنضده لتحمل أغراضها -
-أمسك بعضدها ليوقفها "اتركيها"
-
-


إعدادات القراءة


لون الخلفية