الجزء 24
*الفصــل الرابــــــع والعشرون*
-
-
استيقظ صباحاً ، ارتدى ثيابه ليذهب لعمله ، نزل للأسفل ليجدها تعد الأفطار ، سحب كرسياً وجلس وهو يتحاشى النظر لها ، وضعت طبقاً امامه وجلست في الكرسي المجاور له ، ادار جسده ناحية اليسار قليلاً ، وضع يده اليمنى على وجهه لكي لا ينظر لها .. -
-طرقت بأصابعها على الطاوله " هيه .. ناظرني " -
-رفع حاجبيه مستنكراً أسلوبها ، أزال يده ونظر لها .. -
-فتحت يدها وهي ترفع حاجباً " 10 الآف تدفعها بسرعه " -
-تنحنح " ليه ؟" -
- بسخريه " وتسأل بعد ؟ " وضعت اصبعها على جبينها " الي سويته أمس " -
- " وش سويت ؟" -
-" تستهبل .. أمس ، هذا " .. ارتبكت ونظرت بعيداً عنه " احم .. الي سويته في غرفتي " اشارت لجبينها -
-نظر لها ، استدرك ما تقصد " اييييه " ، ابتسم وهو ينظر لها نظره جانبيه " تقصدين لما بست راسك " -
-اتسعت عيناها ونظرت له " تقولها بكل فخر !" -
-" مو بفخر .. يعني بصوت عالي ليس إلا " -
-بغضب " الي هو .. ادفع العشره " -
- " ما بدفعها " -
-" نعم نعم ! ما سمعتك ؟" -
-" مــــا بـــدفــــع " -
-وضعت يدها على خصرها والأخرى تلوح بها في الهواء " وليه إن شاء الله .. فوق راسك ريشه وأنا مدري " -
- " لا ريشه ولا غيره .. إذا أنا بدفع حتى أنتِ لازم تدفعين ولا ما تشوفين إلا حركاتي " -
-عقدت حاجبيها " وش سويت أنا ؟" -
-تكتف وهو يبتسم بسخريه " ناسيه لما وريتك الغرفه حقت عملك ؟ فجأه كذا قفزتي علي وتعلقتي برقبتي .. إذا أنتِ ناسيه أنا ما نسيت " -تذكرت تلك اللحظه وعبست " الله ياخذك " -
-ضحك " يله.. ادفعي عشرة الآف أشوف " -
-انزلت يديها لحضنها وشابكتهما " أحم .. شوف أنت غلطت وأنا غلطت .. يعني مو لازم ندفع .. تعادل" -
-بجديه قال" لا .. العقاب عقاب ما فيه مهرب منه .. ادفعي اللحين " -
-برجاء " هذي المره نعفو " -
-ما زال على جديته " لا .. انا اللحين باجيب الفلوس و انتِ بعد " -
-هم أن ينهض ، وضعت يديها على يديه لتمنعه من الوقوف " ما عندي .. ما اقدر ادبر 10 الآف .. ولو دبرتها بطفر شهر قدام وانا لازم اشتري اغراض مكياج كريمات أساس وغيره وبتكلفني .. ذي المره سماح ، لا أحاسبك ولا تحاسبني" -
-ابتلع ريقه و ابعد نظره عنها .. اغمض عينيه وبهمس " ثلاثة أمتار " -
-" هاه .. ايييه " ابعدت يديها عن يده " آسفه " -
-همس من جديد وعظمتي فكه برزت " ثلاثة أمتار يا وئام "
نهضت من مكانها وجلست في ابعد كرسي وهي تهمس " أعوذ بالله يعصب بسرعه " -
-قالت بصوتٍ عالي " لازم ادفع؟" -
-يتناول طعامه دون أن ينظر لها " لا " -
-ابتسمت " الحمدلله " ، رفعت صوتها " ممكن أقرب طيب أبغى آكل " -
-" شويه وأقوم " -
-بصوت عالي " جوعانه أبغى آكل " -
-توقف عن تناول الطعام " لا تصارخين أقدر اسمعك بدون صراخ " -
-زمت شفتيها " تمام .. تبغى تكرهني أكرهني بكيفك لكن مسافة ثلاثة أمتار كثيره .. يعني حنا نعيش ببيت واحد ثلاثة أمتار مره مبالغ فيها، حتى الأكل ما أقدر آكله معاك ، ما يصير " -
-نظر لها متعجباٌ " أكرهك ! " -
-نظرت له بصمت -
-" متى قلت إني أكرهك ؟" -
-" الثلاثة أمتار تقول .. بالعقل لو ما تكرهني كان ما حطيت الثلاثة أمتار ذي " -
- " ممكن لأنك بنت ! " -
- " لا تكذب .. كله بسبب حبيبتك الله ياخذها لو أنها متزوجتك كان ما عشت ذي التجربه " -
- " لا تدعين عليها " -
-تكتفت " إذا دعيت وش بيصير يعني ؟" -
-بحده " لا تدعيــن عليهــا " -
-وئام بإستفزاز " ما يكفي إنها تزوجت وخلتك ؟ لو أنها تحبك كان رفضت الكل عشانك ، لكن الله يخلف وأنت زي الحمار تدافع عنها رغم إنها تركتك" -
-" مالك دخل ، أدافع عنها زي ما ابي مو هي حبيبتي مالك دخل " -
-بقهر " ايه لأنك غبي .. أنت اقعد عايش على الماضي وهي مع زوجها تتهنى وتجيب بزران يناقزون قدامك .. تنقهر انت وهي ما درت عنك " -
-صرخ بعصبيه " ايه ما بتدري عني .. لأني أحبها .. حب من طرف واحد .. أكيد ما بتجيب طاري .. لا اسمعك تدعين عليها ، فاهمه ! " -
-صمتت وهي خائفه من صراخه ، نهض بغضب وخرج من المنزل. -
-بتفكير قالت " يحبها من طرف واحد ! .. أجل مين الي تراسلني !!" -
-نهضت وهي غاضبه " أكيد بقره ثانيه تحبه " ، جمعت الأطباق وهي تتحدث بغضب " سد نفسي هو وحبيبته ، حتى ما امداني اقوله يوديني السوبر ماركت اجيب اغراض عشان جمعة الجيران" ، تغسل الأطباق " ماني بحاجته ، اعرف اتصرف " -
-انهت غسيل الأطباق ، ارتدت عبائتها ، أمسكت حقيبتها وخرجت من المنزل ، مشت في الطريق متجه للشارع العام لتوقف لها سيارة أجره ، غير منتبهه للسياره التي تسير خلفها ، اوقفت سيارة أجره ، ركبت وهي تأمره بالذهاب لحيث تريد ..
تدفع عربة وهي تنظر لما يوجد على الأرفف ، تركت العربه واخذت تقلب في الأرفف .. تحمل في يدها العديد من المنتجات المعلبه ، ألتفتت تريد وضعهم في العربه ولكنها اصطدمت بشخص ما فتساقط مافي يدها ، شهقت .. كان رجلاً يرتدي بنطالاً أسوداً وقميصاً رمادياً ، هناك قبعة على رأسه و كمامة تغطي فمه ونظارات على عينيه، انحنى سريعاً وألتقط ما سقط منها ، تنظر لها بغضب " ناظر وين تمشي " -
-وضعها في عربتها و ابتعد دون أن يقول كلمه، قربت العربه و التفتت للأرفف ، وجدت ما تريده في أعلاها *بهار معين* نظرت يمنه ويسره تتأكد من عدم وجود أي شخص في هذا الممر الذي تقف فيه ، وقفت على رؤوس أصابعها مادةً يدها للأعلى محاولةً الوصول لما تريد ، امتدت يد بجانب يدها والتقطت ما كانت تريد الوصول إليه ، انخفضت وهي تنظر له ، الرجل نفسه الذي اصطدم بها قبل قليل ، همست " شكـــ..." لم تكمل جملتها لأنه ابتعد ، تنظر للمكان الذي كان يقف فيه بدهشه ، لا شعورياً قالت بصوت عالي "شـــف الوقــــــح !" ، نظرت للرف لتجد أن العلبه التي أخذها كانت الأخيره ، ضربت برجلها في الأرض "الـ... آه يا ربي ، لا وشكرته أنا ووجهي " ، دفعت العربه .. ، اصطدم بكتفها الرجل ذاته ، مد يده واضعاً (البهار) في عربتها ، نظرت له وهو يبتعد بعينان متسعه " حيوان ذا ! " -
-تركت عربتها ولحقت به " هيه أنت " -
-تسارعت خطواته ، اسرعت خلفه " انت .. هييييه" -
-اصطدم بها رجل آخر يرتدي ثوباً أبيضاً ، التفتت لتنظر له ، لكنه مشى بسرعه مبتعداً ، رافع يده وقال دون ان يلتفت لها " آســــف " -
-نظرت للطريق الذي سلكه الرجل الذي اصطدم بها أولاً ولكنه اختفى ، " اففف " عادت لتأخذ عربتها . -
..
-
..
-
-فتح باب سيارته ، نزع النظارات ثم الكمامه عن وجهه لتظهر ابتسامته ، نظر للسوبرماركت ، وهز رأسه وهو يضحك ،دخل سيارته .. خلفه .. على بعد مسافه ، *الذي اصطدم بها ويرتدي ثوباً " متكتف وينظر لابتسامته صاحب القميص الرمادي بنظرات مبهمه . -
..
-
..
-
-عادت للمنزل ، فوجدته أمامها ، واقفاً ، متكتفاً وعيناه غاضبه -أدخلت الأكياس وهي تقول " بسم الله وش رجعك ، ما وراك دوام ؟" -
-" وين كنتي ؟"
-