الجزء 8

*الفصــل الثـــــامن*
-
-

نبضات قلبه أصبحت خافته جداً
لم يبقى سواهما في تلك الغرفه ولكنه لم يدرك
ما قالته جعل عقله يتوقف عن الإدراك
بعد صمت دام دقيقة أو تزيد
همس " الليمون الي أهلك غاصبينك عليه هو أنا !
اختطفت النظر له .. كان وجهه خال من التعابير !
أومأت رأسها موافقه
اتسعت عيناه ذهولاً .. كيف هذا ؟ .. هو يحبها وهي تحبه .. أكان ذلك وهماً ؟
أكان يكن لها المحبه وكونها تكن له الحب أيضا مجرد خيال أختلقه هو !
قلبه يعتصر ، أنفاسه تختل و يشعر بأنه سيفقد توازنه
نهض يريد الهروب
وقفت في طريقه " إنتظر "
نظر لها .. هي قريبة منه .. قريبة منه جداً .. ابتلع ريقه وهو ينظر لعيناها التي ترمش ارتباكاً .. تراجع للخلف خطوة .. تراجعت هي أيضاً
همست " باقي ما تكلمنا "
همس وهو ينظر لها بعينان ترجوا أن يكون ما سمعه مزحه .. " وش باقي ؟"
كانت تنظر للأرض تشعر بالخجل الشديد من الوقوف أمامه
قالت " أبغاك ترفضني "
قطب حاجبيه .. شعر بأن سكينا غرزت في قلبه " نعم !"
شابكت يديها بتوتر " أبغاك تقول لأهلك إنك ما تبغاني "
صمت لثوانٍ .. ابتسم ابتسامه جانبيه، ابتسامة سخرية على نفسه " ما أقدر "
رفعت رأسها له " ليه ؟"
عندما نظرت له هاج قلبه .. أصبح ينبض بقوة من جديد
أغمض عيناه لكي لا يراها .. قال بصعوبه "ليش ما ترفضين أنتِ ؟"
همست " ما أقدر "
فتح عيناه ونظر لها " وأنا بعد ما أقدر "
نظرت له بجديه " ليه ما تقدر إن شاء الله !"
" كذا "
" حلوه ذي .. تكفى والله صدقني فيه ألف بنت تتمناك أرفضني وطالع حولك بتلقى ألف بنت تنتظرك .. أرفضني ، أنا ما أقدر"
بسخريه " ألف بنت ! " .. خلا وجهه من التعابير " ما تقدرين ترفضين لأنك مغصوبه !"
" ايه "
" وأنا بعد ما أقدر أرفض لأني مغصوب "
انذهلت " حتى أنت !" .. أكملت هامسه " الظاهر عرق في العايله يغصبون أولادهم على الزواج "
ابتعد عنها وخرج من المجلس
هتفت " هيه إنتظر باقي ما إتفقنا ... "
صمتت لأنه ذهب .. نظرت لكؤوس العصير .. أمسكت بكأس عصير الليمون وشربت منه .. سعلت بشده .. شربت كأس عصير الفواكه دفعه واحده
مسحت فمها وهمست " المسكين كنت بقتله "
جمعت الكؤوس وخرجت .
عاد للمجلس .. قبل أن يدخل زفر هواء رئته بقوه وأخذ يفرك صدره
يشعر وكأن لا هواء حوله
أسند يده على الجدار ومال بجسده
خرج فيصل من دورة المياه (أكرمكم الله ) فرأى قصي واضعاً يده على صدره
هرول له ، " بسم الله .. وش فيك ؟"
قصي بهمس " مكتوم "
فيصل " وش جاك ؟ "
قصي " طلعني من هنا ابي هوا "
أمسك فيصل به وخرجا سوياً ..
أمسك فيصل بهاتفه وهو يدير المقود لتتحرك السياره ، وضعه على أذنه وما هي إلا ثوانٍ حتى أتاه الرد من الطرف الآخر
فيصل " عبدالإله .. اسمع أنا وقصي طلعنا .. لقيته مكتوم وبآخذه للمستوصف .. ايه .. ابشر بطمنكم عليه "
أنزل هاتفه والتفت لأخيه ، همس " قصي "
التفت قصي له فإذا بأنفه يسيل دماً دون أن يشعر
أمسك فيصل بمناديل ومدها له " أنفك ينزف " .. أخذها منه و همس " ودني البيت "
فيصل " بنمر المستوصف أول يعطونك بخار "
قصي " لا .. البيت "
فيصل " خلني اتطمن عليك !"
قصي " البــيـــت "
" طيب "
توقفا أمام المنزل
قصي وهو يفتح باب السياره " أنت توكل "
فيصل " خلني أنزل أقعد معاك وأتطمن عليك "
قصي " أنا بخير.. كتمه ومرت.. رح "
أغلق الباب ودخل للمنزل .. هز فيصل رأسه " لا حول ولا قوة إلا بالله "
أسند ظهره على الباب ونظر حوله للمنزل الفارغ .. تدحرجت دمعة من عينه .. رفع عيناه للأعلى يمنع دموعه من النزول ولكنها أبت مطاوعته وأخذت تسيل يمنة ويسره .. مشى سريعاً لغرفته .. دخل وأغلق الباب غطى وجهه بشماغه وأجهش بالبكاء ، لم يستطع التماسك أكثر .
..
الآن أنا فقط أدركت لما لم أكن أراها ولو صدفة خلال الثلاثة عشرة سنة الماضيه .. كانت تلتصق بأمها طيلة مده زيارتهم لنا .. لم تكن تحاول صنع الصدف مثلي .. الآن أنا أدرك السبب :
هي لم تكن مهتمه ! ..
-
-


إعدادات القراءة


لون الخلفية