الجزء 32
*الفصــل الثانـــــــي و الثلاثـــــون*
-
-
في منزل عائلة قصي ، تحديداً غرفة اخته .. -
-تقف أمام المرآه لتضع أحمر الشفاه على شفاها ، فتح الباب ودخل قصي "وئـام أمي تسـ.... " -
-اخرسه جمالها ، ترتدي الفستان الذي ابتاعه لها (اسود طويل ، مخصر على جسدها بأكتاف مرخيه تظهر عنقها وبعض من أكتافها) ، شعرها مرخي على أكتافها بتموجات بسيطه -
-التفتت له وهي تطبق شفتيها عدة مرات " وش تقول عمتي ؟ " -
-تنحنح " احم .. امي .. ايه تقول .. نسيت " -
-وئام بغباء " وش نسيت ؟" تقصد والدة قصي -
-اخته ضاحكه " نسى لما شافك وش كانت امي تبي مو امي الي نست " -
-ابتسمت وئام مجامله " اها " -
-اغمض عيناه ، يشعر وكأن صوت نبضات قلبه مسموع ، زفر ، فتح عيناه وقال " امي تبيك تحت" -
-ترتدي كعبها " طيب ، اخوانك موجودين؟" -
-"لا كلهم في الإستراحه مع ابوي ينتظرون الضيوف " -
-وقفت " وش تسوي هنا ؟" -
-" اا .. بروح بس " اغمض عيناه من جديد ليستجمع نفسه "بروح بس جيت لأن أمي طلبتني أجيب أشياء وجبتها " -
-اقتربت اخته من وئام وهمست " الرجال ضاعت علومه من شافك ، مو عارف يتكلم زي الناس " -
-أحمر خديها خجلاً وطأطأت برأسها لأنها شعرت بضياعه هي أيضاً ، همست " بشوف لعمتي " ، مشت تهم بالفرار من الغرفه -
-أمسك بيدها "لحظه .. بننزل سوى " ، نظر لاخته " إذا احتجتي شي دقي علي " -
-خرجا من الغرفه ، هتفت اخته "قصصصييي " -
-ترك يد وئام " إنتظري هنا " ، ابتعد عنها وهي تنظر ليدها التي تركها ، يخالجها إحساس غريب ، تعجز عن فهمه .. -
-دخل " وش تبين ؟" -
-ابتسمت " وش رايك في الأسود ؟" -
-تنهد وهو مبتسم بحالميه " يشلع القلب وأنا أخوك" ، أكمل بجديه" بس مو كأنه عاري " -
-" يتهيأ لك " -
-" عندك فستان طويل وأكمامه طويلة ، إذا عندك هاتيه باخليها تلبسه " -
-اخته بنفاذ صبر " قصي " -
-" هاه ؟" -
-" الباب الي دخلت منه اطلع منه " -
-" جد اتكلم انا " -
-" وانا جد اتكلم بعد ، غيرتك خلها لين تخلص ملكتي ، على زواجي فصل لها فستان مسكر من كل مكان " ، أكملت بإستهزاء "ولا خلها تحضر بعبايتها و نقابها إذا ودك عشان ترتاح نفسياً" -
-" ميب شينه " -
-أمسكت بعلبة مناديل بالقرب منها ورمتها بإتجاهه ، خرج من الغرفه سريعاً قبل أن تلحق به وهو يضحك .. -
-نظر لوئام وهو مبتسم " نزلنا " ، تقدم دون أن يمسك بيدها مشت خلفه .. نظرت ليدها الفارغه من يده ، سارعت خطواتها حتى تقترب منه ، مدت يدها وشابكت أصابعها بأصابعه ، نظر لها وابتسم ، بادلته الإبتسامه ..
انتهى الحفل الصاخب الممتلئ بضحكات النساء والأغاني والفرح ، عاد الرجال للمنزل ، يجلسون في المجلس الخارجي .. -
-كانت وئام تجلس بين والدتها وعمتها تستمع لحديثهم وهي مبتسمه وزوجات اخوة قصي بابنائهم موجودون أيضاً .. نهضت من بينهم لتذهب لدورة المياه *أكرمكم الله* ، تمشي وهي مغلقة عيناه تعباً ، مبتسمه وتدندن طرباً .. فتحت عيناه لتراه يقف في آخر الممر ، ينظر لها وهو مبتسم .. اتسعت عيناها ، بسرعه أمسكت بباب بالقرب منها ودخلت مغلقة الباب خلفها .. -
-اتى قصي " الباقين بيجون بعد شوي " ، نظر للابتسامه المرتسمه على وجهه فيصل وتسائل "يا عساها دايمه ، وش الي خلاك تبتسم ؟" -
-نظر له فيصل " مو شي مهم " -
-قصي " ابي اسلم على أمي واختى ثم آخذ وئام واروح أنام ، جسمي مكسر " -
-فيصل " يمكن باقي فيه حريم ، اتصل اول شوف" -
-اخرج هاتفه " باتصل على وئام اسألها " -
-فيصل " ما بترد عليك ، اتصل على امي " -
- متعجباً " ليه ما ترد ؟" -
-ابتعد عن قصي وهو يخفي ابتسامته " انا باسلم عليهم ثم اطلع عندي مشوار ضروري ، خذ اهلي وصلهم للبيت لا هنت " -
-قصي " ابشر " -
-دخلا ، سلما على والدتهم و اختهم ثم استأذن فيصل وخرج ..
-
- عادت وئام ، عندما رأت قصي ابتسمت لا شعورياً ، أشار لها لتجلس بجانبه وهو يتحدث مع والدته ، جلست تستمع لحديثهم وهي مبتسمه ولكن قصي كان يشعر وكأنها في عالم آخر .. -
-اقترب منها وهمس " تبين اوديك البيت ؟" -
-ابتسمت له " فاهمني والله " -
-ضغط على يدها "قومي البسي عبايتك .. باوديك البيت ثم ارجع اخذ اهل فيصل واوديهم لبيتهم " -
-نظرت وئام لابنتي فيصل اللاتي تلعبان على الأرض أمامهم وابتسمت ، ما زال ينظر لها ، ابتسامتها لم ترق له ، بدت وكأنها حزينه ، "وئـام" -
-نظرت له "هممم" -
-"فيك شي ؟ مضايقك شي ؟" -
-نظرت له ، لعيناه مباشرة ، قالت له حديثاً لم ينطقه لسانه ، نهضت "بأجيب عبايتي والأغراض عشان نمشي " -
- ابتعدت عنه ، عقد حاجبيه ، متأكد انها كانت تحاول قول شيء له بعينيها ولكنه .. لم يفهمه !
-
-دقائق حتى عادت ، ترتدي عبائتها وحقائبها بجانبها ، تودعوا من الجميع وخرجوا ، منذ ان ركبا السياره وهي تنظر للطريق -
-وضع يده فوق يدها " وئام " -
-فزت من سرحانها " هاه .. !" -
-" وش فيك ؟ من رجعت مو عاجبتني " -
-ابتسمت من خلف غطائها "ما فيني شي بس جسمي طايح ، ابغى السرير " -
-ابتسم " استانستي اليوم ؟ امي تقول طول الوقت و انتِ ترقصين " -
-ضحكت بخفوت " ايه"
توقف أمام باب المنزل ، نزلا ، ادخل حقائبها ، نظر لها وهي تفصخ عبائتها " اطلعي نامي ، انا رايح" -
-نظرت لها وبابتسامه عذبه " لا بأنتظرك لين ترجع ، انتبه لنفسك " -
-تثبتت عيناه عليها وقلبه أصبح يخفق سريعاً ، هزت رأسها "وش فيك ؟" -
-شتت نظره " باروح " -
-ضحكت بخفوت " روح .. الله يحفظك " -
-خرج سريعاً دون أن ينظر لها وهو يهمس "هي محلوه بزيادة اليوم حتى كلامها معي صاير حلو على غير العاده ولا أنا يتهيء لي " -
-خرج من المنزل وهو مبتسم يتذكر جملتها " لا .. بأنتظرك لين ترجع ،، انتبه لنفسك " ، ركب سيارته وانطلقت بسرعه ناسياً إغلاق باب المنزل خلفه ....
-
-تجلس على الكنب تنظر للتلفاز متكأةٌ خدها على يدها وعيناها تحمل نظرة الفراغ ، تنهدت واعتدلت في جلستها واخذت تحرك يديها سريعاً أمام وجهها لتحرك الهواء ، تشعر بالإختناق .. نهضت ، فتحت الباب وخرجت للفناء ، استدارت للممر ذاهبه للفناء الخلفي غير منتبه لباب المنزل كونه مردود فقط لا مقفل .. -
-تكتف واخذت تمشي في الفناء وهي تأخذ نفساً عميقا ، ظهرت صورته أمامها ، مبتسماً لها .. هزت رأسها وكأنها تريد ابعاده عن عقلها ، توقفت وأغمضت عينيها بقوه ، ارخت ذراعيها وهي تقبض كفيها بشده حتى ابيضت اطراف اصابعها ، همست وأرنبة أنفها أصبحت وردية اللون معلنة عن نوبة بكاء قادمه " اهدي .. انتِ اقوى .. اشششش ، لا تبكين " ، تحاول تهدئة نفسها .. زفرت بصوت مسموع .. -
-هناك يد أمسكت بكتفها ، مسحت دموعها بأصابعها ، التفتت والإبتسامه على شفتيها "رجعــ....." ، اتسعت عيناها وبهتت ابتسامتها -
-متجاهلاً ملامح وجهها الفزعه قال " والله وكبرتي .. من زمان عنك .. " ، تراجعت للوراء وعيناها محتقنه بالدمع -
-يتقدم ناحيتها " كم سنه مرت ؟ .. عشر سنين ولا أكثر ؟ " -
-فاتحةً فاهها تريد التحدث ولكن صوتها لا يخرج ، فقط دموعها تتساقط بسرعه ، دمعة تتبعها أخرى.. -
-" افاا ، كل ذي الدموع عشاني ؟" -
-تهز رأسها ببطء بمعنى(لا) ، اصطدمت بالحائط ، أصبح جسدها ينتفض حتى فكيها ، صوت اصطدام اسنانها مسموعاً .. -
-توقف أمامها " حبيبي وئام .. تزعليني كذا "
-
-وضع يديه على خديها موقف لإرتجاف فكيها ، أقشعر جسدها ، صوت بكائها وشهقاتها في علو ، بصوت بالكاد يخرج قالت "لاا لا " وهي لا ترى وجهه بسبب دموعها -
- سقطت على الأرض فقدماها لم تعد تقوى حملها ، انحنى وهو لا يزال ممسك بوجهها ، جلس القرفصاء وأخذ يبعد خصلات شعرها الملتصقه بوجهها ليرى ملامحها كامله ، قال وهو عابس "ليش تزوجتيه؟ ليه وافقتي عليه؟ رفضتي كثير قبله ليه ما رفضتيه زيهم؟ تبين تخوفيني؟ ليه؟ قةلي لي لييييه؟
أصبح تنفسها صعباً وما حول شفتيها مائل للزرقه .. وخز كالأبر يغزو جميع جسدها
كان قريب منها ينظر لتعابير وجهها
فجأةً ..
سحب من أمامها بكل قوه ..
-
-