الجزء 36
*الفصــل الســــــــــــادس و الثلاثـــــون*
-
-
غسل وكفن ثم صلوا عليه ودفن ..
-
-فتحت ابواب منزله لاستقبال المعزين .. يقف ابناءه الست في المجلس والحزن يعلو اوجههم ، عداه كان ينظر بكره لسالم وسالم يبادله النظرات ذاتها .. في الداخل عند النساء ، أم قصي واخته تجلسان بجانب بعضهما وأنوفهم محمره ، صورته لا تفارق عقولهم ، كيف كان ملقى على الأرض والدماء تزحف منه .. -
-اما وئام فكانت تقوم بالكثير .. مساعدة الخادمه من تجهيز القهوه والشاي عدة مرات حتى مد السفر لوضع الأكل ثم حملها، زوجات الآخرين كانوا يقومون بالإستقبال والتهدئه من نوبات البكاء ومساعدة وئام إن طلبت .. -
-وضعت يدها على ظهرها متألمه ، دخلت والدة قصي وهي تكفكف دموعها انتبهت لوئام .. اقتربت منها ووضعت يدها على ظهرها ، فزت بخوف -
-والدة قصي " ارتاحي يمه من الصبح وأنتِ واقفه" -
-ابتسمت " أنا بخير " ، مدت يديها لتمسح دموع ام قصي "الله يرحمه يا عمه ، إن شاء الله يكون من أهل الجنه شوفي يا كثر الي جو يعزون فيه ويذكرونه بالطيب ، الناس شهداء الله في أرضه " -
-بكت " بإذن الله لكن شكله وهو طايح على الأرض .. آهه .. والله أن موتته موجعتني ، كله بسبب اخوانه الله لا يسامحهم " -
-عقدت حاجبيها " اخوانه ؟" -
-" كان فيصل قاعد معاه في السطح ، كان يقوله عن نصيبه من ورث ابوه وانفعل الله يرحمه راح فيصل يجيب له حبوب وما امداه يلف إلا هو طايح" .. -
-وجهها خالٍ من التعابير منذ أن سمعت اسمه ، تشعر وكأن والده أدرك ما حدث .. هزت رأسها طاردة لتلك الفكره ، ابتسمت وحضنتها " لا تخافين يا عمه انا متأكده قصي واخوانه بياخذون حقه .. بس انتِ ادعي الله ينصركم " -
-" الله يعين .. الله يعين " -
-ابتسمت وأمسكت خدي ام قصي بإبتسامه "ابتسمي شويه اشوف .. اذكر عمي أيام زمان، كان يتغزل فيك قدامنا ، كان يقول أما ابتسامة أم فيصل ما فيه مثلها ، لا ابتسمت قلبي يهف لها هف " ضحكت وهي تكمل " و كنتي تستحين وتقرصينه عشان يسكت لكن كان يقول بصوت عالي لا تقرصيني ما قلت شي غلط وأنتِ تحمر خدودك وتقومين من المكان وهو يضحك" -
-ضحكت وهي تتذكر الأيام الخوالي .. تنهدت ولكنها لا تزال مبتسمه " الله يرحمه .. الله يجعل قبره روضه من رياض الجنه " -
-همست وئام بـ"آمين" وهي ترى قصي متكئ على الجدار وكأنه كان يستمع لحديثهم .. -
-تقدم ، قبل رأس والدته وقال " اخواني ينتظرونك في المجلس"
-
-قالت والدته "طيب" وخرجت .. -
-نظرت وئام حولها بإرتباك تجهل سببه ، أمسكت بالأطباق لتغسلها متجنبة النظر لقصي .
-
-اقترب قصي منها "أكلتي ؟"
اومأت برأسها موافقه -
- قال " بس اختي ارسلتني عشان اشوف لك تقول من الصبح وانتِ واقفه وما اكلتي زين" -
-انزلت الطبق ونظرت له " انت اكلت ؟ طيب نمت لك لو شوي ؟ لا صح .. " -
-ابتسم ابتسامه صغيره " مالي نفس " -
-أمسكت بالطبق " حتى أنا " .. أكملت بصوت خافت " ما قدرت اشوفك من الصبح .. عظم الله أجرك .. الله يرحمه ويغفر له" -
-تنهد "آمين" ، أردف "اتركي الي في يدك وتعالي اجلسي .. امس كنتي في المستشفى واليوم كله شغل " -
-توقفت عن الحركة للحظه ، مر أمامها ما حدث بالأمس سريعاً، اغمضت عيناها ..
-
- شعر بتضايقها ، نظر حوله يبحث عن اي شيء يتحدث به ليغير الموضوع ، " آآآ .. شكرأ لأنك خليتي أمي تبتسم .. من الصبح وانا شايل همها بس تبكي " -
-ابتسمت " لا شكر على واجب " ، أردفت " ما أعرف كيف اواسي ، مع الأسف فاشله بهذا الشي فحاولت اضحكها شوي " -
-عادت والدته مبتسمه " يمه قصي خذ زوجتك وروحوا لبيتكم ، من الصبح وهي واقفه خلها ترتاح" -
-قصي " بس انا واخواني اتفقنا ننام هنا !" -
-" انا حلفت عليهم يرجعون بيوتهم ، زوجاتهم وعيالهم بيتبهذلون " -
-" لكن يمه .." -
-قاطعته وئام " انا وقصي بنقعد هنا " -
-" لا .. ارجعوا بيتكم وارتاحوا " -
- وئام " اخوانه كيفهم يرجعون انا وقصي ما عندنا عيال ولا شي .. بعدين ما يصلح تقعدون لحالكم ، انا وقصي بنقعد معاكم " -
-فتحت والدته فاهها لتحلف عليهم ان يذهبوا لمنزلهم لكن وئام منعتها واضعة يدها على فمها "لا تحلفين قاعدين يعني قاعدين " -
-ابعدت يدها وابتسمت والدته " طيب ، باروح اجهز لكم غرفه " -
-نظرا لبعضهما ، أمسكت وئام بيد والدته " لا وش غرفته ؟" -
-متعجبه " غرفه عشان تنامون " -
-نظرت لقصي تطلب منه التدخل ، قال "لا ماله داعي وئام تنام مع اختي وأنا بأدبر لي مكان انام فيه " -
-وئام محاولة أقناعها " ايوه مسكينه ما وقفت بكاء من الصبح بأقعد معاها أهديها " -
-" كيفكم " -
-خرج مع والدته وبقيت هي مع الخادمه يكملون التنظيف ..
-
- انتهت.. خرجت من المطبخ لتجدهم يجلسون في الصاله ينظرون للفراغ بصمت ، شابكت يديها وتقدمت لهم ، جلست بجانب اخته الممسكه بلحاف خفيف وبجانبها علبة مناديل قد افرغت نصفها.. -
-نظر قصي لوئام وقال " قررنا ننام كلنا هنا في الصاله " ، تمدد وهو يغطي نفسه باللحاف " لازم تنامون لأن بكره بيكونون المعزين أكثر" -
-تغطت والدته باللحاف واستلقت على جانبها ، همست وئام لأخت قصي "حطي راسك على رجلي و نامي" فعلت ما قالت وببطء تسلل النوم لأعينهم .. عداها ، عدا والدته لم تستطع
مضت أيام العزاء بهدوء .. -
-اليوم الرابع لموته -
-كان ابنائه مجتمعين في المنزل .. -
-قالت والدتهم " أملاك ابوكم ابيكم تقسمونها باسرع وقت لا يصير لي شي واموت ثم تظلمون بعضكم مثل ما انظلم ابوكم من اخوانه " -
-فيصل يقبل رأسها " بعد عمر طويل يمه ، لا تتفاولين على نفسك " -
-نهضت " بأروح أجيب اوراق اثبات الملكيه حقت املاك ابوك، خذها وخذ اخوانك وروحو للمحكمه عشان تتقاسمون " -
-" طيب " -
- نهضت وذهبت لغرفتها ، فتحت الخزنه لتخرج الأوراق ، أمسكتها في يدها وهي تقلبها تتأكد من أن الأوراق كامله .. وقع نظرها على ورقه .. كانت اثبات ملكية لابو فيصل لأرض تخص والده ..اي انه قد اخذ نصيبه من الورث .. قرأتها عدة مرات غير مصدقه.. -
-طرق فيصل الباب "يمه" -
-بسرعه طوت الورقه ، فتحت درج بالقرب منها وضعت الورقه فيه ثم أغلقته ، نظرت للباب "ادخل" -
-دخل ، جمعت الأوراق ورفعت رأسها له " وش تبي ؟" -
-" لا بس طولتي قلت اجي اشوف لك " -
-مدت له الأوراق " هذي هي " -
-أمسك بها يقلبها يتأكد من عدم وجود أرض جده بينهم ، كانت تنظر له بتمعن -
-نظر لها فأنزلت عينيها ليدها " هذي كل الأوراق؟" -
-" ايه " -
-"طيب " التف ليخرج ، رفعت نظرها له فانتبهت لابتسامة الراحه التي على شفتيه .. -
-
-
خرجت وئام من غرفة اخت قصي وهي تقول " باشرب مويه وارجع لك" -
-نزلت السلالم واتجهت للمطبخ .. توقفت وهي تراه يمشي ممسكاً بالأوراق .-
-رفع رأسه لها عندما أحس بوجودها ، تنظر له وكأنها تنظر لشبح .. -
-ابتسم وتقدم ناحيتها -
-تراجعت وهي تشعر بأن قلبها سيتوقف -
-اسرع بخطواته .. -
-بصعوبة التفت واخذت تركض وهي تنظر خلفها..-
-اصطدمت بأحدهم ، رفعت رأسها فإذا به قصي-
-عقد حاجبيه وهو ينظر لها " وش فيك ؟" -
-انتبه لعينيها الخائفه وهي تعيد نظرها للخلف وكأن أحدهم يلحق بها -
- ابتعد عنها ذاهباً من حيث اتت ليرى ما أخافها-
-أمسكت بعضده بسرعه " لوين ؟"
-
-