الجزء 45
*الفصــل الخامـــــــــس و الأربعـــــون*
-
-
نظر لها بتمعن -
-أعادت سؤالها "مين؟" -
-اخذ نفساً عميقاً ثم زفره وباستسلام قال "انتِ" -
-بروده تشعبت في جسدها وقلبها انقبض ، عقدت حاجبيها مقاومة للإحساس الغريب بداخله "وش تخربط أنت؟"-
-"ما اخربط ، هذي الحقيقه.. انا احبك .. انتِ بس ، من يوم ما ادركت الحياة انتِ الي احبها" -
-عيناها متسعه ..-
-أكمل متجاهلاً عيناها "تتزوجيني ؟ زواج ما يكون فيه حبي مقيد بعقد ، ما يعيق حبي ورقة مختومه بتوقيعي .. اقدر اقولك اني احبك .. اقدر اقرب منك بدون ما اخاف من زعلك ، ما اضطر اني اكبح مشاعري ابداً ، ما انام وانا خايف من المستقبل ، ما اخاف من بكره ؛ اخاف من شروق شمس يوم ما تكونين فيه بجنبي .. ما اخاف من ان فيه رجال غيري ممكن ياخذك مني .. فيه حرب قايمه في قلبي ، ممكن توقفينها لأني تعبت ؟ "-
-ما زالت تنظر له مدهوشه -
-تنهد " بتوفين بوعدك؟ تخطبين نفسك لي؟"-
-عيناها متسعه تذرف الدموع وتحمل نظرة الخوف-
-عقد حاجبيه "ليه تبكين؟' -
-مد يده ليمسح دموعها ولكنها انتفضت مبتعدة عنه، نظر لها مندهشاً من ردة فعلها ، نهض ليقترب منها -
-صرخت " ابببببععععععدددد " -
-وقف في مكانه متفاجأً من صرختها ! -
-وضعت يدها بالقرب من فمها وهمست "انا وش سويت يا ربي؟ وش سويت ؟ وش سويت ؟"-
-عقد حاجبيه واقترب منها ، أمسك بيدها المرتجفه والقريبه من فمها "وئــام " -
-سحبت يدها وصرخت "قللت لككك ابعععد ، ابععد" -
-أمسك بيدها وبعصبيه "مجنونه انتِ ، نقصي صوتك لا تصارخين" -
-احتدت عيناها " أهلك غاصبينك على الزواج ! حبيبتك متزوجه! ليه تكذب ليه ؟ وأنا غبيه صدقتك بكل بساطه ، غبيه وثقت فيك" -
-ضغط على يدها التي يمسكها "غبيه لانك وثقتي فيني ؟ ليه ما اكون أنا الغبي هنا ، ليه ما تسألين نفسك ليه كذبت ؟ مو انتِ السبب ! قضيت عشرين سنه من حياتي وانا عايش في وهم انك تحبيني مثل ما انا احبك ، عشرين سنه وانا اتخيل متى اكبر ، متى اتوظف ونصير نسكن تحت سقف واحد مع بعض.. جيت لبابك وش لقيت ؟ انرفضت بعصير ليمون ! .. هه "
قصي "تقدرين تتخيلين صدمتي ؟ تقدرين تتخيلين وجع قلبي ذيك اللحظة ! عشرين سنه مقتنع بشي مو حقيقه ، كأني شخص مؤمن بأنه يقدر يجلس فوق السحاب ،جلس لكن السحاب ما كان مثل ماهو متوقع ، طاح واصطدم بالأرض بقوه ، هذا احساسي ، مؤمن بأنك تحبيني لكن ما كنتي..! ليه ما تسألين نفسك ليه انا وافقت على عقد مجنون زي الي بيننا ! مين الي فاقد عقله عشان يتورط بلعبه طفوليه زي هذي! أنا .. أنا غبي ومجنون كفايه لأني وافقت على شيء زي كذا ولا كان أبسط شي ممكن اسويه اني اقول لأبوك وهو بيتفاهم معاك و بتصيرين زوحتي بالغصب لكن أنا رضيت بالوجع ، رضيت بشروط غبيه بس عشان أشوفك برضاك، عشان قد ما اقدر اكون قريب منك .. انا اكذب كل يوم ، كل يوم .. اشوفك واتكلم معاك وامثل اني احب بنت ثانيه والي احبها قدامي ، مستوعبه التناقض الي عشته ، مستوعبه الحرب النفسيه الي دخلت نفسي فيها بس عشان شوفت وجهك أو سماع صوتك .. " -
-اطبقت اسنانها وبإنفعال "اصصصص .. اصصصص ، لا تكمل ، انت ما تحبني ، الي يصير كذب.. كذب" -
-رفع حاجبيه متعجباً " كذب !" ، ضرب بكفه على صدره وأكمل "هذا قلبي ، هذي مشاعري أنا وأنا أكثر واحد يعرفها ، مو انتِ الي تجين و تقولين لي ان الي احس فيه كذب .. مشاعري مو كذب مووو كككككذذذبببب فاااههههممممهه!!" -
-انتفضت خائفه من صراخه ودموعها اخذت تتسابق لتقفز من عينيها -
-زفر وهو يرى خوفها ، هو الآن السبب في بكائها ، اغمض عيناه ليهدء -
-همس "وئــام" -
-بصوت مخنوق قالت "انا اعرف شي واحد زواجنا حقيقته كذب ، كان الشي الوحيد الصدق بينا هو العقد واللحين عرفت انه مجرد كذبه هو بعد" -
-عقد حاجبيه " وش تقصدين ؟" -
-"اقصد ماله داعي نكمل ، كل شي كذب .. خلاص نوقف " -
-"ما فهمت؟" -
-"يعني تطلقني" -
-احتدت عيناه واقترب منها وهو مطبق اسنانه وعظمتي فكه برزت "عقد الزواج مو كذبه ، توقيعنا عليه مو كذبه ، هذا الزواج بالنسبه لي مو كذبه ، بالنسبه لأهلي وأهلك مو كذبه .. انتِ الوحيده الي معتبرته كذبه " -
-"انا وانت وقعنا عليه وحنا قايلين انه كذبه " -
-"انتِ بس " -
-" وش تقصد ، يعني ما بتطلق ؟" -
-" لا .. لو على جثتي ما طلقت " -
-نظرت له بقوه مصطنعه "طيب لا تطلق .. انا بأخلعك " -
-ابتسم بإستهزاء "السبب الي بيخليك تخلعيني ؟" -
-سكتت ولم تجبه .. تنهد وهو ينظر حوله مبعداً نظره عنها ، همس"كان عندي إحساس اني بأندم" -
-كانت تنظر له وعندما سمعت همست ، تألمت ، لأن ملامحه ونبرة صوته تحمل الألم ، ابتلعت ريقها وذهبت ناحية السلالم
نظر لها وهي تبتعد عنه ، زفر والتف خارجاً من المنزل -
-أمسك بباب سيارته يهم بركوبها ولكنه تذكر كلام الجار ، نظر للمنزل المجاور لمنزله -
-أغلق السياره واتجه له ، رن الجرس -
-في الداخل كان يسقي الزرع في فناء منزله ، سمع رنين الجرس ، انزل ما في يده واتجه للباب ، توقف وأخذ نفساً عميقاً ثم فتح -
-قصي كان ملتهياً يقرأ رسائل تلك الطفيليه المزعجه وضع لها حظراً -
-سمع فتح الباب ، رفع رأسه فاتسعت عيناه دهشه -
-ابتسم سالم " هلا و مرحبا.. حياك الله" -
-صامتاً ، مذهولاً من رأيت سالم -
-كانت يد سالم ممدوده لتصافحه، مد قصي يده وهمس "الله يبقيك " -
-نظر خلف سالم لفناء المنزل ثم قال " تعرف صاحب البيت ؟" -
-اتسعت ابتسامة سالم "تستهبل .. انا صاحبه " -
-عقد حاجبيه "كيف صاحبه ؟" -
-عقد سالم أيضاً حاجبيه وبكذب قال " أنت مو جاي تزورني ؟" -
-"لا .. إلا .. احم " أشار ناحية منزله وقال "أنا جارك ، هذا بيتي " -
-نظر سالم حيث أشار قصي "جد ؟ يا مصغر الدنيا" -
-ضحك وأكمل "جيران حتى هنا.. ايه .. اليوم شفت حرامي طالع من بيتك ، ركضت وراه على أساس بمسكه لكن لياقتي ضعيفه ذي الأيام " -
-"ايه .. قال لي جاري ابو محمد ، الله يجزاك خير" -
-سالم بإبتسامه " الجار للجار وانا اخوك " -
-" تسلم " -
-"تفضل ، توني مسوي قهوه " -
-"زاد فضلك ، بوقت ثاني " -
-أمسك بيده وسحبه لداخل منزله "اقول ادخل ما وراك شي وانا لحالي ، تعال نونس بعض " -
-أغلق الباب بعد أن ادخل قصي .. -
-اما وئام فكانت تعيد أغراضها من غرفة قصي لغرفتها -
-وضعتها بإهمال غير مهمته لترتيبها -
-خرجت من الغرفه واغلقت الباب، نزلت للأسفل ارتدت عبائتها وخرجت من المنزل ..
-
-