الجزء 42
*الفصــل الثــــــاني و الأربعـــــون*
-
-
فتحت فاهي أريد أن أصرخ لعل أحد ما يجدني .. -
-انتهى حلمي .. -
..
-
قلب الصفحات ، توقف ليقرأ
-
..
-
يجب أن اهرب من هذا المكان في وقتٍ قريب .. -
-اني اميل عن الطريق .. -
-اهتمامه .. -
-حديثه .. -
-وابتسامه .. -
-جميعها تؤثر في قلبي .. -
-يتصاعد نبضه وكأنه يرقص .. -
-هناك أمر آخر ، عندما اكون بقربه -
-يصبح في معدتي سرب من الفراش المتطاير -
-ما أريد قوله ، في وجوده ..-
-يصيبني شعور اجهل تفسيره
-
..
-
ابتسم وهو يقرأ التاريخ .. كتبت هذا في الأمس .. اتسعت ابتسامته وقلبه يرقص فرحاً .. كان ذلك إعترافاً منها .. أخرج هاتفه .. التقط صورةً لما كتبت .. اعاد هاتفه في جيبه وأكمل يبحث في ذلك الدفتر .. -
..
-
فليكن هذا اليوم رعباً بالنسبة له -
-فليخف .. -
-فليقلق .. -
-اتمنى ان يتوتر .. -
-اتمنى أن تمر لحظات هذا اليوم عليه ببطء قاتل -
-يتمنى أن يمضي ولكن اليوم لا يفعل -
- خوفه وقلقه وتوتره .. مجرد إنتقام صغير متأخر.. -
..
-نظر للتاريخ الذي ختمت به تلك الكلمات .. كان يوم زواجهم .. خلا وجهه من التعابير والفرحة من قلبه تبخرت -
-أغلق الدفتر ،أعاده لمكانه وأغلق الخزانه ثم نظر للفراغ.. -
- الآن هو يعلم .. -
-لما ترفض اقترابه ولماذا ترفض الزواج أيضاً ؛ هنالك محظوظ ما قد احتل قلبها مانعاً دخول غيره..
مضت الأيام بهدوء ..
-
-قصي أصبح ساكناً وهادئاً بشكلٍ غريب ، لا يمسك بهاتفه كثيراً و عندما تتحدث معه هي أو والدته يصطنع الاهتمام والأصغاء في حين أنه ليس كذلك .. حتى عند النوم لم يعد يستمع للمطر! -
-أمسكت بمعصمه وهو يجر حقيبة والدته التي ستعود لمنزلها .. نظر لها صامتاً -
-قالت " فيك شي ؟" -
-" لا " ، هم ان يكمل طريقه ولكنها اعترضته -
-تسائلت " تهاوشت مع قلبك ؟" تقصد حبيبته -
-نظر لها بنظرات مبهمه او ربما كانت معاتبه .. -
-همس " لا تنتظرين رجعتي بأسافر مع اخوياي " -
-" كيف بتسافر ؟" -
-نظر لها ولم يجبها -
-قالت " طيب الله يحفظك بس ليتك قلت لي من قبل مو لما صرت بتطلع من البيت " -
-" ما تفرق " -
-نظرت للفراغ " تفرق .. الله يستر عليك بس تأكد إذا طلعت تقفل الباب زين " -
-عقد حاجبيه " ما عمري طلعت وتركته مفتوح " -
-لم تعلق على ما قال -
-نزلت والدته .. تودعت وئام منهم وخرجا .. -
-أغلقت الباب بإحكام وركضت للسلالم صاعده لغرفته.. أمسكت هاتفها اتصلت بوالدتها وارجعت شعرها خلف اذنها
-
- " سلام يمه .. كيفك ؟ .. الحمدلله .. والله بخير بس قلت اسألك إذا موجودين في البيت أبغى ازوركم .. اها .. متى رحتوا ؟ .. طيب .. لا لا بخير لا تخافين اهم شي تستانسون .. الله يحفظكم ، ترجعون بالسلامه " -
-أغلقت الهاتف ، تنهدت -
- عائلتها سافرت لقضاء بعض الوقت الممتع .. لا أحد لديها لذا ستقضي ايامها بمفردها -
..
-
..
-
في الخارج ادخل حقيبة والدته في السياره وأغلق الباب ، نظر لفيصل " انتبه لأمي " -
-فيصل عاقداً حاجبيه " بتروح مكان ؟" -
-" بسافر " -
-" اها .. متى ؟ " -
-" اللحين " -
-" وين بتروح ؟ ومع مين ؟" -
-ابتسم ابتسامه جانبيه "كأنك تقمصت دور الوالد الله يرحمه .. بأروح الخبر لحالي و مدري كم يوم بقعد " -
-بشك سأل فيصل " تهاوشت مع زوجتك ؟" -
-تفادى الإجابه قائلاً " الله يحفظك .. انتبه لأمي وسلم لي على بناتك" -
-فيصل " بإذن الله .. توصل بالسلامه " -
-"الله يسلمك" -
-تحركت سيارة فيصل ذاهباً في طريقه .. -
-تنهد قصي ونظر للمنزل .. لم يأخذ له ملابساً ولكنه لا يريد العودة للداخل ، قلبه يؤلمه في كل مرة يراها -
- تجاهل الأمر وركب سيارته -
-الملابس ليست بمعضله ! إن احتاج سيشتري .. انطلق بسيارته متجهاً للخبر
مضت اربعة أيام .. -
-مرتدية لباس الباندا ، تجلس بالقرب من السرير ويديها تلتف حول بطنها وكأنها تحتضن نفسها .. تنظر للطعام الذي اخذته من المطبخ في أول يوم من سفره .. لم يتبقى سوا فاكهه واحده .. والماء كذلك لم يتبقى منه الكثير .. لم تخرج من الغرفه خوفاً من ان تجد فيصل امامها في أي وقت-
-امسكت بهاتفها وارسلت له "أخبارك ؟ .. مستانس مع اصحابك؟" -
-قرأ رسالتها دون أن يجيب -
-زفرت .. اتكأت رأسها على السرير وأغمضت عينيها .. لم تنم جيداً طيلة هذه الأيام .. قضتها وكأن هنالك حربً تدور حولها و المنطقة الآمنه هي هذه الغرفه ، اخذت تردد الأذكار عدة مرات تدعو الله ان يكفيها ما تخافه.. -
..
-
..
-
يجلس على الشاطئ امام البحر .. ينظر له بتيه ، يفكر ملياً .. ذلك المحتل الذي سبقه قد تملك قلبها جيداً .. -
-من يكون ؟ -
-كيف احبته ومتى ولما ؟ -
-هل احبها ؟ -
-هل جازفت واعترفت له بحبها ام انه هو من اعترف أولاً .. -
-هل كتب لها كلمات الغزل ؟ -
-هل قالت له احبك ؟ هل حظي بذلك ؟
هل هو رجل جيد ؟ فهي ترفض الزواج لأنها لا تريد ان ترتبط برجل غيره .. يبدو أنه كذلك فاحتلاله لم يقتصر على قلبها بل على عقلها وكلها .. -
- يشعر أن لا أمل له في ان يمتلك قلبها -
- تذكر ما كتبته عنه ، فتح هاتفه ينظر للصوره التي التقطها .. تنهد .. هو حائر بين أمرين :
-اخفاء مشاعره أكثر أمر لا فائدة منه .. هو لم يعد يقوى على ذلك لذا فليذهب لها ويخبرها بحبه لها -
-أو -
-يتركها تذهب في حال سبيلها .. يكفيه وجعاً انها تزوجته لتنتقم من محتل قلبها -
- يشعر وكأنه استغل من قبلها وهذا حقاً يؤلمه -
-تنهد .. وصمت مستمعاً لصوت الأمواج -
- لفت انتباهه اصوات مألوفه .. نظر ناحية اليمين .. هنالك الكثير ممن يفترشون سجادتهم ويجلسون .. وقع نظره عليهم ، عائلة وئام -
-ابتسم لا إرادياً ، للتو كان يفكر بها فوجدها قد لحقت به لهذا المكان .. نظر حولهم يبحث عنها .. لم تكن تجلس معهم .. نهض من مكانه .. القى السلام عليهم وردوه وهم مندهشين من رؤيته -
-بشوق قالت أمها "وئام الي خلتك تجي هنا صح" .. نظرت حولها " وينها ما اشوفها ؟" -
-بهتت ابتسامته .. ليست معهم ! -
-ركض عائداً لسيارته متجاهلاً ندائهم .. -
-خوف أحاط بقلبه .. ذهب متكلاً انها ستكون مع عائلتها بالتأكيد .. لم تكن .. قضت ايامها الأربع بمفردها .. ماذا لو احتاجت شيئاً .. ماذا لو اتتها نوبة الفزع مرة أخرى .. قاد سيارته عائداً لها بأقصى سرعه -
-امسك بهاتفه ليهاتفها .. هاتفها مغلق ، انقبض قلبه بشده
-
-