الجزء 37

*الفصــل الســــــــــــابع و الثلاثـــــون*
-
-

انتبه لعينيها الخائفه وهي تعيد نظرها للخلف وكأن أحدهم يلحق بها ، ابتعد عنها ذاهباً من حيث اتت ليرى ما أخافها -
-أمسكت بعضده بسرعه " لوين ؟" -
-نظر لها ثم نظر للمر " وش خوفك ؟" -
-ابتلعت ريقها بصعوبه .. فيصل كان ملتصق بجدار غرفة وجدها مفتوحة الباب فدخل فيها عندما سمع صوت قصي، عض على شفته بتوتر ..
-
-سحب قصي يده من يدها وأكمل طريقه اما هي ركضت للأعلى عائده لغرفة اخته ، نظر للممر فوجد أمه تقف خارج غرفتها وتنظر بنظره غريبه. -
-تقدم قصي لها ، وضع يده على كتفها " تعبانه يمه ؟ .. " ، ادخلها لغرفتها " تعالي تمددي لك شوي ونامي " -
-تمددت ، همست " لا تسكر النور خله مفتوح" -
-" طيب " ، خرج واغلق الباب -
-تنظر للأمام تتذكر ما رأته .. عندما ظهرت وئام ، كيف تجمدت في مكانها ونظرات الفزع لاحت على وجهها ، رفع ابنها رأسه لها وتقدم ناحيتها دون خجل ، دون ان يستدير ويذهب في إتجاه معاكس ، كيف تحركت ساقيها بتثاقل لتركض ،.. اختباؤه في الغرفه عندما سمع صوت قصي ..
-
-فتحت الدرج الذي خبأت فيه الورقه ، فكت طياتها لتقرأها وصوت فيصل يتردد في ذهنها " كان يبي يكلمني بخصوص نصيبه من ورث جدي الي ما اخذه وظلموه اخوانه ، كان منفعل وجالس على طرف السطح ، صار يضرب على صدره ، قلت له يهدي وننزل تحت لكنه قال انه مكتوم وطلب مني اجيب له دواه ، حبوب القلب ، درت بجسمي عشان انزل إلا سمعت صرخته وهو يطيح ، ركضت ابي أمسك بس .. بس ما امداني ألحقه .. ما امداني .. ما .. امداني " ، أغمضت عيناها بقوه .. -
-
-
-
دخلا للمنزل ، قصي وهو يصعد السلالم بوهن "بأرتاح بغرفتي" -
- وئام " بأسوي غداء " -
-" لا تحسبين حسابي ، مالي نفس " -
-خلعت عبائتها ورمت بجسدها على الكنب " وانا بعد مالي نفس " -
- أمسكت بهاتفها تقلب به ، اتتها رسالة من الرقم الغريب " اخباركم؟" -
- ابتسمت وهي تقول " اخبارنا ؟ .. شكلها يأست انه يرجع لها " -
-كتبت " عزيزتي صاحبة القلب المفطور .. عرفت انك تحبين قصي .. اصلاً غبيه الي ما بتعرف .. من رسايلك واضح وضوح الشمس ايش تبغين .. تبغين تتطمنين على أخباره ؟ كيف أنا وياه نقضي أيامنا؟ هل نساك ولا باقي يتذكرك؟ تبغين الجواب؟" -
-ضغطت ايقونة الإرسال .. -
-في مكان آخر فتح رسالتها وابتسم ابتسامه جانبيه وهو يقرأ كلامها .. كتب " يا ليت " -
-اتاه رد منها "أولاً.. باقي تحبينه ولا لا ؟" -
-نظر للشاشه بحيره ، كتب " ايه " -
-اجابته " من متى ؟" -
-عقد حواجبه وهو يفكر " يمكن من الصغر !!"

رفعت حاجبيها وابتسمت " اوووووه .. اجل انتِ وحده من رفقاء الماضي الأسود .. اعرفك صح ؟.. اعترفي بسرعه مين انتِ ؟ " -
-حك ذقنه ، توقف ليفكر في اجابه ، قاطع تفكيره رسالتها "مو مشكله لا تقولين اللحين مصيري بأعرفك " -
-ابتسم ابتسامه صغيره ، اتته رسالة أخرى منها "ليش ما تزوجتيه ؟" -
-عقد حواجبه مستنكراً سؤالها ، كتب "ما فهمت!" -
-" وش الي ما فهمتيه ؟ أنا اسألك ليش ما تزوجتيه وش الي منعك؟" -
-" انتِ تزوجتيه " -
-"ايه ،عشانك تزوجتي وتركتيه فتزوجني ما يبغى اهله ما ينشبون له عشان الزواج " -
-رفع حاجباً "شف الكذاب " ، كتب " اها " -
-"كيف حياتك مع زوجك ؟" -
-عبس مندمجاٌ في كذبته " تطلقت " -
-ابتسمت وهي تكتب " احححلففففيييي .. ودي اقوله اشوف ردة فعله " -
-ابتسم عندما قرأ ( احلفي ) ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته عندما قرأ باقي رسالتها، كتب بسرعه " لاا لاا .. لا تقولين له " -
-" طيب .. براحتك " -
-" الجواب على اسألتي ممكن اعرفه ؟" -
-نظرت للأعلى ناحية السلالم ثم أعادت نظرها للهاتف "بأعطيك الجواب وفي المقابل تعطيني شي " -
-"وش ؟" -
-" شي بيسعدك .. اتفقنا ؟" -
-" اتمنى اقدر انفذه .. اتفقنا " -
-" سألتي عن اخبارنا .. امم انا وهو ما وصلنا لمرحلة تجمعينا في سؤال .. اخباره هو .. حالياً حزين بسبب موت والده ، أكيد تعرفين هذا الشي .. كيف نقضي ايامنا ؟ بشكل بسيط جداً ، ناكل ، ننجز أعمالنا ، ننظف البيت سوا بعض الأحيان ، ننام .. هل نساك ؟ أكيد لا ، يتذكرك وحزين بعد لأن في كل مره أتكلم معاه عن حبيبته يعصب ، بس اقدر اقرى في عيونه انه يحبك لاننا إذا تكلمنا عنك تختلف نظرته ، تلمع عيونه وتحسينه يتألم .. هذا الجواب أما المقابل الي ابغاه ومتأكده بيسعدك هو .. .. انا ادور له على زوجه واحترت لكن انتِ موجوده وهو يحبك .. ايش رايك؟ " -
-قرأ الجمله الأخيره عدة مرات وزفر براحه ، اخرج الشريحه وقسمها لنصفين ، رمى هاتفه بجانبه و ابتسم وهو يهمس " ما قرب منها "

- *في منامه *
يقف في مكان مقطوع ، لا حياة فيه ولا أنس .. فقط أرض جدبه تحت قدميه وسماء فوقه مزدحمه بالغيوم الرماديه .. سار بتيه ، يبحث حوله عن أي كائن حي .. توقف وهو يرى والده ، رفع يديه وهتف "يبـــــــــــــه" هم أن يذهب له ولكن قدماه تثاقلت ، تتحرك بصعوبة بالغه .. صرخ "يبـــــــه" ، التفت له والده ولكنه لم يتحرك من مكانه .. شفاهه تتحرك وكأنه يقول شيء ما .. "وش تقول ما اسمعك ؟" ، تحركت شفاه والده من جديد ، ركز نظره ليقرأ شفاهه "و..ئا..م " عقد حاجبيه "وئـام! وش فيها وئام ؟" .. أشار والده ناحيته وكأنه ينبهه من شيء خلفه ، التف برأسه لينظر ولكنه لكم على وجهه ، ثم ضربات متتاليه على منتصف ظهره على اثرها سقط ارضاً وهو بالكاد يتنفس ، نظر لوالده الحزين .. مد يده ناحيته يطلب منه المساعده وبصعوبة قال "يبه" .. -
-استيقظ من نومه فزعاً ، جبينه يتصبب عرقاً ويشعر بالخمول في جسده ، وضع يده على جبينه فإذا بحرارته مرتفعه ، استلقى من جديد ونفث على يساره ثلاثاً .. أمسك هاتفه ليرى الوقت .. قد نام يوما و كاملاً ، ارسل لمديره في العمل اعتذار عن الدوام لكونه مريض .. أغلق هاتفه واغمض عيناه بوهن .. -
-انزعج عندما سمع طرق الباب ..قال "نعم " -
-اتاه صوتها "قصي جهزت لك الفطور ، قم صل الي فاتك وتعال افطر وروح لدوامك " -
-" ماني رايح .. افطري لحالك " -
-" من أمس ما اكلت شي ما يصلح " -
-" وئام مالي نفس خلاص " -
-ابتعدت .. استلقى على جانبه وهو ينظر للفراغ ووجه والده الحزين لا يفارقه .. رن هاتفه ، تجاهله حتى سكت .. رن من جديد ، امسك به منزعجاً كان رقماً غريباً ، وضع الهاتف على اذنه وظل صامتاً .. -
-ثوانٍ حتى اتاه صوت انثوي ناعم " الو " -
-"نعم" -
-"هلا ، هلا بالصوت الحلو .. تصدق اشتقت لك ، كنت خايفه ما تر... " قطع الإتصال -
-رن هاتفه ، ذات الرقم ، اتصلت عدة مرات ، رد "خير؟" -
-"ليه معصب ؟ " -
-" وش تبين ؟ " -
-" ابيك " " غلطانه في الرقم مو انا الي تبينه " -
-" إلا أنت .. صدمت فيك في السوق تذكر .. لما اشتريت الفستان الأسود " ، بكره أكملت "لحبيبتك" -
-"اها .. ما اذكر اعطيتك رقمي ؟ كيف جبتيه ؟" -
-ضحكت " انا باسوي المستحيل عشان اوصلك .. عاد فكر انت كيف جبته " -
-قطع الخط ، اطفأ هاتفه واغمض عيناه -
-
-
.. في الأسفل .. -
-تنظر لهاتفها وهي عاقدة حاجبيها "وش فيها ذي ما ردت من أمس؟"-
-نظرت للرقم لثوانٍ ثم ضغطت ايقونة الإتصال ، وضعت الهاتف على اذنها ، ابعدته " مسكر .. يمكن صار لها شي .."
-
-


إعدادات القراءة


لون الخلفية