الجزء 22
*الفصــل الثــــاني والعشرون*
-
-
عاد لغرفته بدل ثيابه وذهب لغرفتها، طرق الباب " وئام " -
-مسحت دموعها وتنحنحت " دقيقه باقي اكتبها " -
-" طيب " ، تكتف واتكأ على الجدار .. -
-بعد دقيقه .. قالت من خلف الباب .. " خذ الورقه ، شفها بتطلع من تحت الباب " -
-نظر للأرض فوجد الورقه مثلما قالت ، التقطها ونظر للباب مستنكراً " حشا كل ذا عشان صدري عاري! " -
-لم تجبه ، اقترب من الباب " وئــام " -
-" روح " -
-تنهد "طيب" -
-
-
حينما كان يتبضع اتاه اتصال من والدته " هلا يمه .. ما ردت عليك ؟ يمكن ما سمعته ، سمي وش كنتي تبين ؟ .. ليه ؟ طيب طيب .. سلمي لي على ابوي واختي ، سلام " -
-انهى الإتصال واخذ يبحث عن اسم وئام ، اتصل ووضع الهاتف على اذنه ، لم يأتيه إجابة منها ، اتصل بهاتف المنزل ولكن لا يوجد رد ، همس خائفاً " استودعتها الله " ، لم يكمل التبضع وعاد للمنزل سريعاً ، اوقف السياره وهو ينظر للشاحنات الكبيره التي تدخل المنزل المجاور لهم معلنةً عن قدوم جارٍ جديد .. تجاهلهم ودخل للمنزل سريعاً -
-" وئام !" .. المنزل هادئ .. نظر حوله " وئــام !" -
-ركض سريعاً ليصعد السلالم ونبضات قلبه في علو ، اتجه لغرفتها وطرق الباب " وئام .. وئــــام ...... وئااااام " -
-فتحت الباب ، قطب حاجبيه وهو ينظر لها ، ترتدي لباس بهيئه باندا وكأنها في أحد العروض الاستعراضيه للأطفال -
-قالت من خلف رأس الباندا الذي يخفي وجهها "وش تبغى؟" -
-" ايش هذا ؟" -
-انزلت رأسها وكأنها تنظر للباسها " ملابس " -
-بقلة صبر " ادري انها ملابس ، ليش لابستها ؟" -
-" كذا " -
-مد يده ليمسك برأس الباندا ويخلعه من على رأسها ولكنها وضعت يديها البارده على يديه الدافئه لتمنعه " اتركه " -
-" ليش يدينك بارده ؟" -
-رفعت يديه عن رأس الباندا وتراجعت للخلف 3 خطوات " جبت المقاضي ؟" -
-نظر للغرفه ، فوجد الشرفه مفتوحه والهواء البارد يدخل منها ، اتجه لها وهي التفتت تنظر له متعجبه من دخوله ! ، أمسك بأبوابها ليغلقها ، وقع نظره على نافذة الجيران فرأى خيالاً خاطفاً ، وكأن أحدهم كان يقف عند تلك النافذه .. اغلقها والتفت لها " لا تفتحينها مره ثانيه .. شكل فيه جار جديد وفيه عمال كثير فلا تفتحينها احتياطاً " -
-بإنصياع " طيب " -
-نظر لها من اعلاها لأسفلها وقال " غيري ذا اللبس " .. هزت رأسها رفضاً -
-قالت " عمتي ارسلت تقول ما بتجي ماله داعي اغير " -
-" غيريه ، ما يعجبني ؟" -
-" مو لازم يعجبك انا مرتاحه فيه " -
-" وئام .." -
قاطعته " ممكن تطلع !" -
-نظر لها لثوانٍ ثم خرج ، اقفلت الباب بالمفتاح -
- متعجباً" كل ذا عشان الي صار الظهر! " ..عبس " ابي اشوف وجهها طيب" -
-طرق الباب " إذا خلصتي تعالي تحت " -
-لم تجبه ، نزل للأسفل وهو يتحدث مع نفسه "يمكن باقي مستحيه وما تبيني اشوفها وهي بهذا الحال " ، توقف ، عاد وصعد السلام واتجه لغرفته ليبدل ملابسه ، نزل للأسفل من جديد وهو مبتسم ، جلس على الكنب وفتح التفاز ليقلب في قنواته ريثما تنزل .. مضت نصف ساعه ، ساعه ، ساعتين ولم تأتي ، فتح الواتس ونظر لحالتها فوجدها متصله .. -
-تمدد واغمض عيناه وتنهد " يمديني اخذ قيلوله ، شكلها مطوله " ..
..
.. نزلت وهي تحتضن دفتراً وقلما وحقيبه صغيره وما زالت بلباس الباندا ، اقتربت من الكنبه فرأته مستلقي ، مغمض العينين يرتدي قميصاً ولكنه لم يغلق سوى نصف أزراره -
-ابعدت نظرها عنها وقالت "استغفر الله .. عناد السالفه !" -
-اتجهت لكنبة أخرى ، انزلت دفترها وقلمها وحقيبه سوداء صغيره ، التقطت لحافاً خفيفاً قد وضعته هناك مسبقاً .. اقتربت منه وغطته ، همت أن تبتعد إلى أن يدها مُسِكت ! ، نظرت له ، فوجدته ينظر إليها ويده تمسك بمعصمها بإحكام -
-جلس وهو يقول " تأخرتي ، جاني النوم وانا انتظرك " -
-همست وهي تحاول تحرير معصمها من قبضته "آسفه " -
-سحبها ليجلسها بجانبه " لا تتأسفين " -
-أمسك باللحاف الذي غطته به ، جمع يديها وأخذ يلف اللحاف عليها وهو يقول " يدينك بارده ، خليها تدفى " -
-تنظر له من خلف رأس الباندا ، شعره المبعثر ولحيته المرتبه بعكس شعر رأسه ، كتوفه العريضه وصدره الواسع ، يداه الضخمه مقارنةً بصغر يديها وعروقه البارزه ، ابتسمت ، للمرة الأولى تنظر له هكذا ، كبر حقاً .. لم يعد يشبه ذلك الطفل الذي كان يشاركها الطفوله ، يختلف كثيرا .. كانت أطول منه وأكبر ، لم تعد كذلك الآن.. أصبح أضخم وأطول منها .. -
-أمسك يديها المغطاه بين يديه ورفع رأسه لها ، عبس عندما رأى رأس الباندا " ابعدي ذا الراس " -
-" ما ابغى " التفتت بعيداً وهمست " مو قلت لك غط صدرك " -
-نظر لنفسه ثم نظر لها " لابس قميص ما تشوفين" -
-" قفل أزاراه .. لين أعلى واحد الي عند الرقبه" -
-" تناقشنا في هذي السالفه وقلت لك هذي حريتي" ، سكت قليلاً ثم قال " اللحين انتِ ما قد شفتي ابوك ولا اخوك بنفس حالي " -
-وئام بكذب " أبداً " -
-" متأكده ولا مره وحده ؟" -
-" ولا لمحه حتى " -
-" أجل ابوك وأخوك مو طبيعيين " -
-نظرت له وبسخريه " انت الي طبيعي ، استر نفسك بس"
-
ضحك " متستر " ، أردف " حاولي تتعودين لأنك بتشوفيني كذا كثير، انتِ الي كتبتي في العقد لكل واحد حريته " -
-همست " حسبي الله " -
-ابتسم وهو يضغط على يديها ليدفئها " صدق ليش تغطين وجهك ؟" -
-نظرت له " كيفي .. انت خل صدرك عاري وانا باغطي وجهي لكل واحد حريته " -
-" بس أنا ابي اشوف وجهك " -
-ارتبكت ، سحبت يديها من بين يديه ونهضت ، ابتسم ابتسامه خفيه وارجع ظهره على الكنب ، نظر للحقيبه والدفتر " هذي اغراضك ؟" -
-جلست على الكنبه ، أمسكت بالدفتر وهي صامته -
-سالها " ما اشوفك تشتغلين ماخذه إجازه ؟" -
-" أمي خلتني آخذ إجازة شهر غصب ، ابوي علمها انك اخذت جواز سفري وهي حاولت تنسق لي عملي بدون ما ادري " -
-تنهد " و آخرتها ما رحنا " -
-" بتروح إن شاء الله " ، أمسكت بالحقيبه ومدتها له " تفضل " -
-أمسك بها وبتعجب " ايش هذي ؟" -
-" المهر الي دفعته ، ما صرفت منه شي " -
-رفع رأسه بسرعه ، ينظر لها مستنكراً " ليه ؟ " -
-" المهر يدفع للزوجه لكن انا مجرد وهم .. خذه واحتفظ فيه عشان زوجتك المستقبليه " -
-ملامحه باهته ، ينظر لها وكأن أحدهم سكب عليه ماءاً بارداً ، اعاد لها الحقيبه وبغضب مكبوت " انا ما دفعته عشان ترجعينه لي خذيه " -
-"افهمني ، هذا اسمه مهر يدفع للزوجه وانا مو زوجتك ما اقدر اقبله " -
-ألم توسط صدره ،صدى جملتها يتردد في رأسه "أنــا مـــو زوجتـــــك " .. اغمض عيناه بقوه.. دفعت الحقيبه ناحيته ، امسكت بقلمها والدفتر وقالت " مر شهر وانا ما سويت شي بخصوص الشرط الرابع .. خلنا نتكلم عشان ادور لك على بنت الحلال الي تسعدك " -
-كور قبضته وعروقه برزت بشده " بعدين " -
-" ما فيه .. اللحين " -
-وقف " وئــام قلت لك بعدين " -
-أمسكت بمعصمه " إلى متى بعدين ؟ أنا أبغى أخلص " -
-فتح عيناه ونظر لها بغضب لم يستطع إخفائه "تبين تخلصين !! " -
-همست " ايه !" -
-" اوه ، آسف ما كنت داري انك مستعجله على الطلاق " -
-جلس بغضب وقال " طيب بنتكلم .. وش عندك ؟" -
-نظرت له " وش فيك عصبت ؟" -
-بصوت عالي " وش تبين نتكلـــم فيــه بســــرعــه " -
-" لا تصارخ علي !" -
-اغمض عيناه وقدماه تهتز " تكلمي " -
-امسكت بقلمها من جديد " ابغى اسألك عن مواصفات البنت الي تبغاها " سكتت للحظات ثم أردفت " أو إذا كان عندك بنت تحبها علمني وانا اخطبها لك " -
-ابتسم بسخريه " تخطبين لي الي احبها ؟" -
-" إذا ودك ابشر "
قصي " ما تقدرين " -
-" ليه ؟" -
-نظر بعيداً " تزوجت " -
-" أوه .. " -
-نظر لها دون ان يتكلم .. ما تزال عيناه غاضبه .. -
-قالت " طيب على كذا انت لازم تكمل .. هي تزوجت وانت بعد لازم تتزوج وتشوف حياتك ، لا توقف عشانها " -
-ابتسم بسخريه " تشوفين كذا !" -
-" ايه .. اللحين عطني مواصفات البنت الي تبغاها عشان ادور لك " -
-اتكأ ظهره على الكنب ، نظر لها بعمق وكأن نظراته تخترق الرأس الذي تلبسه " ابيها طويله" .. اخذت تكتب وهو يكمل " سمرا .. شعرها قصير فوق اكتافها ويكون اسود ، مليانه شوي ، عيونها ما تكون كبار .. ولا تكون ناعسه .. ما احب العيون الناعسه ، واهم شي ما يكون عندها غمازه في الذقن لأنها ما تعجبني " -
-وضعت (نقطه ) واغلقت دفترها وهي تقول "يعني وحده ما تشبهني " -
-ارتخت ملامحه ، كان يقول عكس صفاتها من الغضب ولكن يبدو وكأنه جرح مشاعرها ، همت أن تقف فامسكها : " لحظه .. مو قصدي اجرحك " -
-وضعت يدها فوق يده وهي تبتسم من خلف رأس الباندا " عادي هذي مواصفات الي تبغاها " ، سحبت يدها ونهضت " ما انجرحت " .. ابتعدت وهي تقول " امهلني أسبوع او اسبوعين وإن شاء الله القا لك وحده " ، صعدت السلام ذاهبه لغرفتها -
-قبض يده وأخذ يضرب بها جبينه " غبــي .. غبـــــي افف " -
-وقف ليصعد لغرفته هو الآخر ولكن قدمه اصطدمت بالطاوله " آآخ " ، نظر لها بغضب وركلها بقدمه الأخرى وهو يقول " ما لقيتي توقفين إلا بطريقي .. انقلعي مناك " ، دخل لغرفته واغلق الباب بقوه ، يفرغ غضبه في الجمادات من حوله ، القى بجسده على السرير ، نام على جانبه الأيمن وهو ينظر للجدار الذي يفصل بين غرفتيهما ، نظر لساعتها ثم أعاد نظره للجدار وهمس " 1.. 2..3..4....5 " .. لم يحدث شي ! -
-نظر لساعته من جديد ، امسك بهاتفه لينظر للوقت فكان مطابقاً للوقت في ساعته " غريبه !" .. اقترب من الجدار واضعاً اذنه عليه .. لم يسمع اي صوت .. ابتعد واتجه لباب الغرفه يريد الذهاب لها فهذا وقتها المعتاد للنوم *عادةً في هذا الوقت يسمع صوت المطر ، لكنه لم يسمعه* امسك بمقبض الباب .. تردد ، تركه وعاد ليجلس على السرير ، امسك بهاتفه > واتس أب >وئام .. لم تكن متصله .. انزل هاتفه وتسائل " صار لها شي وأنا برا ؟ من وقت ما رجعت وتصرفاتها مو معجبتني ، لبس الباندا والخرابيط الثانيه " ، نظر للشرفه ، وقف واتجه لها ، فتح الباب برفق لكي لا يصدر صوتاً ، مشى فيها بخطوات رشيقه (الشرفه طويله تطل عليها كل من غرفة وئام وقصي) ، أطل برأسه
-
-