الجزء 11
*الفصــل الحــادي عشــر*
-
-
تساءل بداخله " ايش جابها بيتنا ! ".. ابتسم بغباء " لا يكون اهلها غصبوها وجابوها لي " ، اختفت ابتسامته " بس هي رفضت .. لازم أعرف وش قاعد يصير "
التفت لباب دورة المياه وهو يسمع حركة المفتاح .. فتح الباب قليلاً ثم أغلق ، تحدثت " أنت هنا !" ذهل ، كيف أدركت وجوده وهي لم تخرج مع الباب ! -
-أكملت جملتها " ممكن تتحرك لأني أبغى أطلع " -
-همس وهو يحك رأسه ارتباكاً " طيب بروح " -
-سألته " إلى كم أعد ؟" -
-" ايش ؟" -
-" إلى كم أعد حتى تروح عشان أطلع ؟" -
-" اهه .. لين ١٠ .. لا لا لين ٥٠ ايه لين ٥٠ "
مشى مبتعداً وهو ينظر خلفه .. نزل درجات السلم وهو ما زال غير مصدق لتواجدها في منزله .. اتجه لغرفة الجلوس فوجد والده وفيصل .. جلس بجانب والده بسرعه وسأل " وين أمي ؟" -
-والد قصي مقطب حاجبيه " مساء الخير يبه ! أخبارك علومك ؟ " -
-قبل رأس والده ويده " مساء الخير .. وينها أمي ؟" -
-" فوق مع أختك يتجهزون عشان يروحون لزواج بنت الجيران" -
-" عندهم أحد ؟" -
-" ايه ، وئام " -
-فيصل " وئام هنا !" -
-قصي " وش جابها ؟" -
-والده " تزين أمك واختك تعرف لازم يلونون وجيهم وأمك تقول أن وئام ذي طلعت من الـ ميكب تيست مدري وش اسمها بس المهم انها مشهوره في التستقرام " -
-ضحك قصي " التستقرام أجل .. اسمه انستقرام يبه الله يطول بعمرك " -
-" الي هو " -
-دخلت أم قصي وابنتها وهما بكامل زينتهما .. شرق والد قصي بالماء وهو يرى زوجته .. كانت رائعه بفستانها الأحمر وشعرها المرفوع ومكياجها الهادئ الذي أبرز ملامحها ،أسرت قلبه حقاً بطلتها تلك ..أما ابنتها فكانت فاتنه بفستانها الوردي الضيق وشعرها المموج ومكياجها الترابي اللون مع لون شفاه صارخ ..
صفر قصي " أحلى يا أحمر " -
-فيصل بضحكه " أشوف قلوب تطلع من عيون أبوي " -
-أمه أحمرت خجلاً " اسكت انت وياه " -
-اختهم " يبه وش رايك؟" -
-والدها منبهر " ما شاء الله .. حصنوا أنفسكم " -
-" إن شاء الله " -
-اقتربت والدته منه ووضعت يدها على جبينه " كيفك يمه ؟" -
-" الحمدلله بخير " -
-والد قصي يربت على الكنبه بجانبه يدعو زوجته للجلوس بقربه " هذا قصي طلع من غرفته ، علمينا وش رد البنت " -
-فيصل " ردوا !" -
-" ايه بس أمك عيت تعلمنا قبل ما تعلم قصي " -
-ابتلع قصي ريقه وهو ينظر لامه ، ابتسمت وهي تنظر له ، أمسكت بيده " وافقت .. اعطتنا موافقتها ذاك اليوم وقالت انها ما بتلقى احسن منك بعد " -
-" كيف وافقت ؟ اختي قالت انها رفضت " -
-ابتلعت اخته ريقها ، نظرت لها والدتها بعتاب " أنا وش قلت لك ، مو قلت لا تستهبلين عليه مو ناقص " -
-اتسعت ابتسامته " يعني صدق وافقت !" -
-" ايه وش الفايده لو كذبت عليك " -
-نهض من مكانه واحتضنها بقوه " الله يخليك لي قولي امين " -
-ضحكت " آمين .. عاد شوف ابي حق ذي البشاره " -
-" سمي عيوني لك " -
-" تسلم عيونك .. قم يمه بدل ملابسك عشان توصلنا للزواج دامك بخير ، خل ابوك يرتاح من الفجر وهو صاحي " -
-" ابشري " -
-" ايه وترانا بنوصل وئام لبيتها بعد " -
-أشار على عينيه وهو يبتسم " من عيوني " ، نهض " انا ببدل ملابسي وانتوا البسوا عباياتكم " ، خرج من الغرفه -
-فيصل " أوديكم أنا يمه شكل قصي باقي تعبان " -
-والده " لا خله يوصلهم دام وئام بتروح معاهم بيصير مثل الحصان ما عليه خوف "
صعد السلام بسرعه ، رآها أمامه ترتدي عبائتها والشال على كتفها وهي تجر حقيبتين تخرجها من غرفة اخته " ، رفعت عينيها له عندما أحست بوجوده ، شهقت وأدارت ظهرها وأخذت ترفع شالها سريعاً على رأسها .. ابتسم ، مر من جانبها وقال " فيه حمره على خدك امسحيها " -
-اتسعت عيناها وهمست " وجــــــعععع متى أمداه يشوف " ، أكمل طريقه وهو يحاول إمساك ضحكته من الإنفجار "هي نفسها ، تفكر بصوت عالي دائماً "
دخل غرفته ، لبس ثوباً وشماغاً على رأسه واستنفذ نصف قارورة عطره ، خرج فوجدها مرتدية نقابها وتنزل الحقيبتين معها درجة درجة ، اقترب منها " اتركيها " ، تركتها خوفاً من صوته الذي فاجأها ، أمسك بالحقيبتين ونزل سريعاً ، " هيه لحظه انتظر " ، لم يستمع لها ، تبعته حتى الخارج حيث أمه واخته ، فتح باب السياره الخلفي وأدخل شناطها ، كانت تقف بالقرب منه ، ما أن أغلق الباب حتى همست " شكراً " ، لم يجبها ولكنه كان مبتسماً .. ركبوا جميعهم .. توجهوا لمنزلها ، وصلوا له ، نزلت بعد ان تودعت من عمتها وابنتها ، نزل هو أيضاً ، انزل الحقائب ووضعها بجانبها -
-همست " شكراً مره ثانيه " -
-بداخله قال " العفو" ولكنه قال " دقيتي الجرس ؟" -
-هامسه " ايه " -
-ما زال ينتظر بجانبها ، قالت له " تقدر تروح !" -
-" بدخل الشناط أول " -
-" أنا أقدر اشيلهم ، شكراً " -
-" ثقيله .. من جدك تشيلينها أنتِ! "
نظرت له بطرف عينيها .. رنت الجرس مره أخرى لكن لا أحد يجيب .. أخرجت هاتفها واتصلت بوالدتها ، بهمس قالت لكي لا يسمعها قصي " يمه وينكم لي ساعة ارن بهذا الجرس محد يرد .. وين رحتوا ؟ ما معاي مفتاح أنا طيب .. خلاص خلاص بتصرف بس سؤال مفتاح الباب الداخلي باقي موجود تحت الفرشه .. طيب .. سلام " -
-كانت منصتاً ، ما أن أغلقت حتى قال " إركبي السياره اللحين واذا رجعوا أهلك رجعتك " -
-" لا " .. نظرت حولها في الشارع تتأكد من عدم وجود شخص ينظر لهم ، نظرت له وقالت " يمديك تروح "