الجزء 23
*الفصــل الثــــالـث والعشرون*
-
-
انزل هاتفه وتسائل " صار لها شي وأنا برا ؟ من وقت ما رجعت وتصرفاتها مو معجبتني ، لبس الباندا والخرابيط الثانيه " ، نظر للشرفه ، وقف واتجه لها ، فتح الباب برفق لكي لا يصدر صوتاً ، مشى فيها ( الشرفه طويله تطل عليها كل من غرفة وئام وقصي ) ، أطل برأسه ، وجدها تجلس على الأرض متكئةً ظهرها على السرير واضعةً رأس الباندا بجانبها وتمسك بقلم وتكتب ، نظر للدفتر ، مختلف ليس الذي كتبت به تفاصيل زوجته المستقبليه ، قطب حاجبيه وهو يراها ترفع رأسها للأعلى وتطبق على شفتيها وكأنها تحاول منع نفسها من البكاء .. اعتدل في وقوفه وهمس "ليه تبكي !" ، " بروح لها " هم أن يتقدم ولكنه تردد " لا ، ما بتقول لي " التفت ليعود لغرفته فرأى خيالاً خاطفاً في نافذة المنزل المجاور لكنه لم يهتم ...دخل غرفته واغلق باب الشرفه ، أمسك بهاتفه واتصل بأخيها -
-"سلام عبدالإله .. أخبارك ؟ .. الحمدلله ، أخبار خالي وخالتي ؟ كلكم بخير ؟ .. لا الحمدلله ، ما فينا شي بس قلت اتطمن عليكم .. قلت لك ما فيه شي لا تقلق .. الله يحفظك ،مع السلامه " -
-انزل هاتفه ، نظر للجدار وتنهد " وش الي بكاها؟" .. مضى الليل ولم يسمع صوت المطر فلم ينم تلك الليلة ولم تنم .. ..
-
..
- -
-تحرك منزعجاً من صوت الطرق على باب غرفته -
-عبدالإله" قصي .. قصي " -
-وئام " اتركه ما نام إلا متأخر " -
-" ابغاه أنا " ، -
-جلس قصي عندما سمع صوت عبدالإله " وش جابه ؟" -
-طرق الباب من جديد " قوقو ، قي قي " ، نظر لاخته " اسمه صعب .. وش تدلعينه أنتِ ؟" -
-نهض من السرير التقط قميصه وامسك مقبض الباب وهو يسمعها تقول " قصيي " -
-فتح الباب وهو مبتسم يرتدي قميصه، قال بصوته المبحوح "عيون قصيك " -
-فاجأها بخروجه ، بجملته ومظهره ، سعلت .. اقترب منها وطبطب على ظهرها بيده " بسم الله عليك " -
-وضعت يدها على عضده تهم بإبعاده ، اقترب منها بسرعه وهمس في إذنها " لا تخلينه يشك .. نسيتي الشرط ! " -
-ابعد وجهه عنها ولكن يده ما تزال على ظهرها ، نظر لها بتفحص ، ترتدي تنورة ضيقه من الجلد البني تصل إلى منتصف ساقها وقميصاً أبيض بأكمام طويلة و زينة عنقها بعقدٍ جميل ، شعرها سرحته ليبدو قصيراً ووضعت *مكياج* بألوان هادئه ولكنها كانت فاتنه .. أسر بجمالها، رائحة عطرها وبرائه شكلها ، كان مستمتعاً بالنظر لها وكونه قريب منها . -
-تنحنح عبدالإله " أنا هنا " -
-نظر له قصي وهو مبتسم " مطول ؟" -
-عبدالإله " طرده !" -
-" تقدر تقول "
عبدالإله ينظر لاخته محمرة الخدين .. ضحك " ابعد عنها وجهها صار أحمر ، بعدين مالك غيري يقابلك اليوم ، وئام عندها زباين بعد شوي وبتنشغل وبتقعد لحالك .. باقعد اواسيك لين تخلص شغلها " -
-نظر لها " ايه .. نسيت " .. في الحقيقه لم يكن يعلم ! -
-كانت تنظر للأرض ووجنتيها محمره حقاً ويبدو وكأنها تحبس أنفاسها ، انزل يده عن ظهرها وابتعد عنها قليلاً وهو مبتسم -
-" ايه وش جابك ؟" -
-" وئام وصتني على أغراض وجبتها لها " -
-نظر لوئام " ليه ما قلتي لي كان جبتها لك ؟ " -
-عبدالإله " جبتها وانتهى "، اشار لجسد قصي وقال " ما شاء الله ، شكلي باخذ دوره عندك عشان يصير عندي نفس عضلاتك " -
-ضحك قصي " شغل كم سنه ذي .. بس إذا ودك .. سلمني نفسك كم شهر كذا ازبطك " -
-رفع عبدالإله قميصه عن بطنه " عندي السيكس باك لكنهم صغار" -
-وضع قصي يده على عيني وئام بعفويه " نزل تي شيرتك .. عيب لا تشوفك زوجتي " -
-نظر له ببلاهه " أحلف بس ! .. هي السبب في إني اطلع السيكس باك ذي ، كل ما شافتني اسبح تتريق تقول وش ذا الكرش، اشتغل على نفسك وطلع لك عضلات بدال الفضاوه" -
-نظر لوئام بطرف عينيه وقال " اها .. بس هي قالت لي انها .. " -
-قاطعتهم وئام " احم .. الفطور جاهز في المطبخ ولا تتحركون كثير تحت عشان زبايني .. إذا بغيتوا شي دقوا علي " -
-نزلت السلالم هاربه ، قصي لعبدالإله " إنتظر هنا شوي " -
-نزل خلفها السلالم ، لحقها حتى غرفتها الخاصه بعملها ، أمسك يدها وأدارها ناحيته ، ينظر لها وهو مبتسم " أجل بسببك ربا عضلاته" -
-همست " حسبي الله " -
-ضحك " والله كنت ناوي اغطي صدري بس بما إنك كذبتي من يوم ورايح بتمشا كذا في البيت" -
-" بس .. " " لا بس ولا غيره .. " ، نظر لها بتمعن " قصرتي شعرك ؟" -
-" ما قصرته بس سرحته عشان يطلع قصير " -
-ابتسم ابتسامه جانبيه " عشاني قلت أمس احب البنت الي شعرها قصير .. صح ؟" -
-سحبت يدها من يده " اقول انقلع بس .. " -
-ضحك " حلو عليك .. " ، امسك يدها ونظر لها بجديه "قلت لك إذا مسكت يدك لا تسحبينها لين اتركها انا " -
-همت أن تسحب يدها إلى أنه شد قبضته عليها ، نظر لتفاصيل وجهها " كل ذي الحلاوه عشان زباينك" -
-تنظر في كل مكان عداه " لازم اطلع قدامهم كذا .. المظهر مهم " -
-" اها "
عبدالإله يهتف " قصــي " ..اغمض عيناه وبداخله " لازم تخرب يعني "
فتح عينيه ، " بالتوفيق في شغلك " ، بسرعه طبع قبله رقيقه على جبينها وخرج ، اتسعت عيناها ، فاجأها بحركته .. قاطع ذهولها رنين الجرس فذهبت لتفتح الباب .
*عند قصي وعبدالإله " -
-يتوقف عن تناول الطعام وينظر لقصي "صار شي أمس؟" -
-"قلت لك ما فيه شي" -
-"تتصل علي الساعه 1 وتسألني عن اخبارنا وتقول ما فيه شي" -
-"آسف .. ما انتبهت للوقت" -
-"لا تتأسف بس خفت حتى ما نمت للحين" -
-ابتسم " خلص فطورك وبجهز لك مكان تنام فيه".. بادله الإبتسامه .. -
-
مضى اليوم ووئام تعمل ، نساء داخلات وأخريات خارجات ، قصي خرج ليقضي عملاً له.. عبدالإله يغط في النوم على إحدى الكنبات .. انهت عملها وهي لا تكاد ترى طريقها من الإجهاد إضافةً لكونها لم تنم .. أيقظت عبدالإله " عبوود .. قم ..قم" -
-" كم الساعه ؟" -
-"10" -
-جلس سريعاً " اف طولت وانا نايم .. كله من قصي " ، نهض "بروح ، تامرين على شي ؟" -
-بعينان شبه مغلقه " انتبه لنفسك " -" و انتِ بعد .. سلام " .. خرج أما هي فرمت بجسدها على الكنب ، لم تعد تستطيع السير ، دخل قصي ليراها تجلس على الكنب مرخية رأسها للخلف وعيناه مغلقه .. ابتسم ، جلس بجانبها وهو ينظر لها ، بأصابعه ابعد خصل شعرها عن وجهها .. فتحت عيناها بوهن ثم اغلقتها وهي تهمس " أخيراً رجعت .." -
-ابتسم " كنتي تنتظريني ؟" -
-" ايـ..ـه " -
-اتسعت ابتسامته " ليه ؟" -
-بصوت ناعس " اف .. اسألتك كثيره .. مافيني حيل ابغى انام " -
-مسح على شعرها " نامي نامي .. أنا هنا " -
-فتحت عيناً ونظرت له " لا تقرب مني " أغمضت عينها وهي تهمس " أخاف " -
-تنهد .. ثوانٍ حتى غابت في عالم اللاوعي .. همس وهو ينظر لتقاسيم وجهها " سبحان من خلقك " -
-اقترب بهدوء وقبل خدها ، انرسم على ملامحها الإنزعاج ، ضحك بخفوت وقبل خدها مرةً أخرى ، رفعت يدها وحكت مكان قبلته ، أدارت وجهها ناحيته فاصبح يرى وجهها كاملاً ..، نهض من مكانه هارباً لغرفته ، أغلق بابه واتكأ ظهره عليه .. همس " اعوذ بالله من الشيطان " ، دخل لدروة المياه *أكرمكم الله* و أغرق نفسه بالماء ليخرج تلك الأفكار من رأسه ، ولكنه في كل مرة يغلق عيناه يرى وجهها النائم أمامه.. ، خرج ، استلقى على سريره وهو عاقد حاجبيه ، غاضباً من نفسه .. نهض وخرج من غرفته .. لن يستطيع النوم وهي هكذا في الأسفل من غير غطاء ، هم أن ينزل السلالم إلى أنه رأها تصعد وهي تترنح ، ادار وجهه عنها وهو يشعر بالإرتباك .. هل كانت مستيقظه عندما فعل ما فعل .. لا لا يمكن ! لو كانت كذلك لصرخت به ، لضربته أو حتى قتلته .. -
-عبرت من جانبه متجه لغرفتها وهي تهمس "تصبح على خير " -
همس بإرتباك " وأنتِ من أهله " أغلقت الباب ، مسح على وجهه بيده ودخل لغرفته ، استلقى على سريره وثوانٍ حتى ارتفع صوت المطر .. استلقى على جانبه الأيمن ينظر للجدار الفاصل بينهما ، همس " تصبحين على خير "
-
-