الجزء 41

*الفصــل الحــــــادي و الأربعـــــون*
-
-

قصي يأخذ قيلوله على إحدى الكنبات في غرفة الجلوس .. -
-استيقظ مفزوعاً وهو يصرخ "يبــه " ..-
- تكرر حلمه بوالده .. -
-نظرت له والدته مفزوعه " بسم الله عليك يمه" -
- مسحت على ظهره وهي تقول "الله يرحمه تعوذ من الشيطان " -
-نفث على شماله ثلاثاً .. نظر لوئام الجالسه بالقرب من والدته، لما والده يردد اسمها في منامه ، وضع يده على عينيه وهمس "اعوذ بالله من الشيطان " -
-كانت والدته تنظر له بقلق ، تريد سؤاله عن ما رأى ولكنها تخاف سماع شيء تكرهه . -
-اخرج هاتفه من جيبه يتفقده ، العديد من المكالمات والرسائل من المدعوه (قلبي) -
- نظر لوئام فوجدها تنظر له بطرف عينيها -
-ابتسم واعاد نظره لهاتفه يدعي مراسلة تلك الطفيليه .. -
-تحدثت مع والدته لتبعد تفكيرها عنه ، لكنه اخذ يضحك بصوتٍ مرتفع ليلفت نظرها ، انرسمت تعابير الإنزعاج على وجهها .. -
-رن هاتفه فنهض وهو مبتسم .. ابتعد عنهم وتوقف في مكان بعيد بحيث يرونه لكن لا يسمعون صوته .. -
-تساءلت والدته " ذا الولد من يوم ما جيت ما شفته يوم تارك جواله .. طوال اليوم وهو فيه يده" -
-رفعت وئام صوتها وهي تنظر له " الشغل يا عمه الشغل ، تشرق الشمس وتغرب وهو على جواله.. الله لا يشغلنا إلا بطاعته" -
-لم يستطع إخفاء ابتسامته على كلماتها .. -
-عاد لهم وجلس بجانب والدته ، نهضت وئام لتعد العشاء .. -
-نظرت والدته له " يا ولدي اترك ذا الجوال ما تشوف زوجتك زعلانه " -
-" زعلانه ؟" -
-" ما سمعتها ! .. سألتها قبل شوي وش فيك دايم ماسك جوالك .. جاوبت ورفعت صوتها وقالت الي قالته وكأنها تقول هذا الكلام و اسمعي يا جاره .. باين انها متضايقه من مسكتك للجوال ، اتركه وخذها بكره وافطروا سوى ، راضها لا تزعلها " -
-ابتسم " ابشري " -
..
-
..
-
في صباح اليوم التالي ، اخذها وخرجا ، نظرت له "انت ما تستحي طالعين وتاركين امك في البيت "-
-" هي الي اصرت إلا نطلع ، تقول انك زعلانه مني " -
-" انا ؟ " -
-"ايه .. عشاني دايم ملتهي بجوالي " -
-همست "انا قايله من قبل ما فيه اغبى منه .. امه فهمت وهو ما فهم" -
-يخفي ابتسامته "سمعتك" -
-"وش اسوي لك !" -
-نظر لها "ليه زعلانه؟" -
-"ما زعلت "

رفع حاجباً "توك تقولين اني غبي لان امي فهمت انك زعلانه وانا ما فهمت " -
-" متنرفزه مو زعلانه " -
-" ايه ليه ؟" -
-بإنفعال "لأنك ما تستحي حتى وامك عندنا اربعه وعشرين ساعه ماسك جوالك وتكلم الي ما تتسمى .. اتركوا بعض شوي تنفسوا ، ما صارت دايم مع بعض ..ما مليتوا ؟ " -
-" اذكري الله لا تحسدينا .. وبعدين ناديها باسمها مو الي ما تتسمى" -
-"وش اسمها ؟" -
-صمت .. متفادياً الإجابه " وبعدين اكلمها زي ما ابي مالك دخل .. اذا رجعنا تدفعين عشر الآف لأنك تدخلتي في شؤوني " -
-بهتت ملامحها " لا ما اتفقنا كذا ، حنا اصحاب وش عشر الآف ؟" -
-" والله هذي الشروط الي كتبتيها .. ذوقي ما صنعت يداك " -
-تمتمت " الله ياخذها " -
-" لا تدعين عليها " -
-صمتت وهي تشعر بالقهر لأنها ستدفع عشرة الآف ..-
- عادا للمنزل وامضت اليوم تتهرب منه .. -
-دخلت للغرفه متأخره أملاً بأن يكون النوم قد غلبه لكنها وجدته متربعاً فوق السرير وعلبة الغرامة أمامه .. -
-أشار على العلبة وقال " ادفعي " -
-تمتمت وهي تفتح خزانة الملابس " ما ينسى أعوذ بالله " -
-رفعت ملابسها لتظهر بعض الدفاتر المخبأة ، فتحت دفتراً واخذت تخرج المال منه -
-كان ينظر لها متعجباً من وضعها للمال بين صفحات الدفاتر .. لفت نظره أحد الدفاتر ، قد رآها تكتب به عندما كان يختلس النظر لها من للشرفه -
-اغلقت الخزانه ، مدت له المال " سبع الآف ، الثلاثة الباقيه بأدفعها الشهر الجاي " -
-اخذها وادخلها العلبه .. استلقى وامسك بهاتفه ، تأففت ثم همست "إن شاء الله تنام وتسحب عليك" -
-استلقت ، امسكت بهاتفها اوصلت سماعتها به ، وضعتها في اذنها واغلقت عينيها .. -
-وضع يده على كتفها وهزها ، خلعت سماعه من إحدى اذنيها ونظرت له "نعم !" -
-"اعطيني سماعه جوالي بيطفى باسمع معاك " -
-" مافيه .. خل قلبك تسمعك صوت المطر " وضعت السماعه في اذنها واغلقت عينيها .. -
-كتم ضحكته وابتعد عنها ؛ يبدو انها قد اشتعلت من الغيره -
-امسك بسماعاته لبسها واستمع للمطر وهو مبتسم حتى غلبه النوم ..

تجلس على الكرسي أمام المرآه تضع اللمسات الأخيره على وجهها حتى تستقبل زبائنها ، نهضت ، رشت على ثيابها من عطرها ، التفت له " لا تنزل تحت ، طيب ؟" -
-نظر لها مفتوناً بحسنها "طيب" ، خرجت -
-تنهد وهو ينظر حوله بملل ، هي مشغولة بعملها ووالدته خرجت لتزور اخته .. اغمض عيناه فتذكر حلمه بوالده ، تعوذ من الشيطان وهمس " مجرد اضغاث احلام .. لا تفكر كثير " -
-تذكر مجموعة الدفاتر التي رآها مخبأه بين ثيابها ، نهض وخرج من غرفته ، نظر يمنه ويسره ليتأكد من عدم وجود أحد .. دخل لغرفته واغلق الباب .. ذهب للخزانه ، رفع ثيابها وأخرج أحد الدفاتر ، فتحه يقلب به .. كانت مجرد يوميات .. -
-عقد حاجبيه وهو يقرأ .. -
..
- -
-رأيت اليوم حلما .. لا بل كان كابوساً -
-نركب انا ووالدتي في سيارته ، يقود بنا في طرق وعره -
-كان يختلس النظر لي من مرآته .. لم أكن ارتدي عبائتي .. أين هي ؟ لما أنا هكذا ؟ -
- اردت الإختباء ، تمنيت الإختفاء .. -
-تغير المكان -
-كأننا في مجلس منزلٍ ما ، انا وعائلتي و هو، ما زلت من غير حجاب .. كان يجلس أمامي ، يتحدث عني قال قصصاً حدثت لي كنت مذهولة لسماعها منه .. تسائلت كيف عرفها ؟ -
-ارتبك ، اخذ يلتف بالحديث ليتجنب اجابتي -
-فجأة كنت أنظر لممر مبتسمة ، انظر لزوجته التي اُحبها ترتدي قميصها وتكنس الأرض ، أُمسِكتُ بيدي وسُحِبت لغرفة مظلمه .. أغلق الباب ، نظرت أمامي فكان هو .. يتقدم ناحيتي وانا التراجع .. نظرت حولي لكن ما حولي مظلم .. كل ما حولي اسود -
-فتحت فاهي أريد أن أصرخ لعل أحد ما يجدني .. -
-انتهى حلمي .. -
-
-


إعدادات القراءة


لون الخلفية