الجزء 19
*الفصــل التـــاسـع عشــر*
-
-
نهض فجأةً " ثلاث امتار يا غبي ، لا تقرب أكثر لأنك بتجيب العيد " -
- نظر لها وهو يمشي مبتعداً، همس " أعوذ بالله من الشيطان " ، التفت للأمام ليكمل طريقه ولكنه اصطدم بقوة بالحائط ، وضع يده على أنفه وصرخ "آآآآخخخخخ" -
-استيقظت ونظرت حولها تبحث عن مصدر الصوت فرأته ، مشت ناحيته بسرعه " وش فيك ؟ " -
-همس " صقعت انفي بالجدار " -
-وضعت يدها فوق يده لترى انفه " خلني اشوف" -
-تراجع بسرعه للوراء " أنا بخير " -
-" كل ذا الصراخ وبخير !" أمسكت بيده التي تغطي أنفه " خلني أشوف " ابعدت يده واتسعت عيناها بينما هو يشعر بتخدر في يده بسبب ملامستها له " انفك ينزف يا غبي !" سحبته بيده ، اجلسته على الكنب ، أمسكت ذقنه بأطراف أصابعها لترفع رأسه للأعلى ، همست " خلك كذا ، ثواني وبرجع " -
-ابتلع ريقه وهو يسمع نبضات قلبه المجنونه -
-عادت وبيدها علبة البيبسي البارد وعلبة مناديل ، جلست بالقرب منه ، همست وهي تفتح علبة المناديل " ما لقيت ثلج فبنستخدم البيبسي بما أنه بارد " قطعت قطعة من المناديل وأدخلتها في فتحة أنفه لتوقف النزيف ، أمسكت بأنفه تتلمسه برفق تتأكد من عدم وجود كسر، أما هو فكان مغمض عيناه بقوه ليس ألماً بل خوفاً من أن يفقد السيطرة على نفسه بالقرب منها -
- همست " لا الحمدلله ، ضربه قويه بس " أمسكت بالبيبسي ووضعته برفق على طرف أنفه ، همس " بارد " -
-قالت " تحمل شوي عشان ما يتورم أنفك " ، ضحكت وهي تتخيل سكان بأنفٍ متورم .. -
-فتح عيناه ببطء ، نظر لها وهي تمسك بعلبة البيبسي وكانت قريبه منه جداً ، ابتسمت له ، أغمض عيناه ، ابتلع ريقه بصعوبة وهمس " ثلاثة متر " -
-قطبت حاجبيها " ثلاثة متر ! .. آه " ، ابتعدت عنه وهي تقول " آسفه آسفه " ، أمسك بعلبة البيبسي التي أنزلتها ووضعها على أنفه ، همس " تعشي بما أنك قمتي " -
-نهضت " باجيبه اللحين ونتعشى سوا " -
-نهض هو الآخر " أنا شبعان ، بروح أنام "
نظرت له متعجبه وهو يصعد السلالم " ليش جاب العشاء مدامه ما بياكل ؟" ، أمسكت بهاتفها ونظرت للاشعارات فوجدت رساله ، من رقم غريب محتواها " أنتِ بخير ؟ " ، ابتسمت بسخريه ونظرت للسلام " شكله زعلان عشان حبيبته ، كيفه " ، اتجهت للمطبخ ، اخذت الأكل وجلست أمام التلفاز تأكل وتشاهد فلماٌ .. دخل للغرفه ، أغلق الباب وأسند ظهره عليه وزفر " هذا أول يوم وحالي كذا ! كيف بباقي الأيام ". رفع رأسه للسماء وقال " يارب صبرني " ، اتجه للسرير وألقى بجسده عليه وهو يخبئ وجهه في الوساده ، همس " يبي لي لحاف عشان أنام على الأرض وهي تنام هنا ، مستحيل ننام بجنب بعض ، مستحححيل " قال جملته تلك ونهض ، أخذ وسادة ووضعها على الأرض ، أستلقى و تلحف ببشته تاركاً لها السرير لأجل أن تأتي وتنام فيه لكنه لم يعلم أنها قد استكشفت المنزل خلال غيابه ولم تجد سوى هذه للغرفه التي يوجد بها سرير لشخصين فقررت أن تنام مؤقتاً في غرفة الجلوس حتى تجد حلاً .. .. .. ~~~ استيقظ وتمطط،، نظر لبشته وابتسم ، وضع ذراعه على عينيه ليحجب عنها النور وهمس "الحمدلله ما كان حلم " ، جلس سريعاً ونظر للسرير خوفاً من كونها قد سمعت ما قاله لكنه لم يجدها ! عقد حاجبيه وخرج من الغرفه يبحث عنها ، وجدها في غرفة الجلوس ، نائمه بوضعية الجنين ، هاتفها بجانبها وسماعاته في أذنيها ، اقترب ببطء وبخفه سحب السماعه من أذنها ، اقترب ليضعها في أذنه وانصت ، قال متعجباً " مطر! " انزل عينه لينظر لها فوجدها تنظر له بعينان يملأها النوم ، ادركت انه قريب منها فصرخت " ااااااااااااآ" ، صرخ هو أيضاً وهم أن يتراجع ولكن السماعه ما زالت في أذنه تمسك برأسه ، خلعها ورماها ، ووقف باستقامه وهو يدعي نفض يديه
جلست وخلعت السماعه الأخرى من أذنها -
-قال بتوتر محاولاً تبرير موقفه " هذا .. شسمه .. كنتي نايمه هنا والسماعات .. سمعت .. كان مطر " -
-قالت بإستهزاء " امس.. .. ثلاثة متر .. اليوم .. نص متر ما فيه " " هاه ! " -
-ضحكت " شايف نفسك كيف تتكلم .. سمعت .. كان مطر ؟؟؟!!!" وقفت وهي تجمع شعرها " امس قلت لي خليك على بعد ثلاثة امتار واليوم اقوم القاك قريب مني ، اقرب من نصف متر " -
-" احم " ، نظر بعيداً عنها " ليش نمتي هنا ؟" -
- " لأن ما فيه مكان غير هذا أنام فيه !" -
-أشار بيده للأعلى " فيه غرفه فوق فيها سرير " -
-نظرت له " سريرك هذا .. بعدين مستحيل أنا وأنت ننام بنفس للغرفه ، ايه نعيش بنفس البيت بس نفس للغرفه لا " -
-" يعني ؟" -
-" امس شفت غرفه فاضيه فوق .. نطلع اليوم عشان أثثها و أنام فيها"
" طيب " ، ابتعد عنها وهو يهمس " حسافة النومه على الأرض بس" -
-فتح الثلاجه فوجدها خاليه ، اغلقها وعاد لغرفة الجلوس فوجد وئام ترتدي عبايتها " وين رايحه ؟" -
-" الثلاجه فاضيه وباطلع معاك نجيب المقاضي ، بدال ما اقعد هنا ويذبحني الطفش " -
-" لو خليتينا نسافر لشهر العسل كان ما طفشتي" -
-" كأنك زعلان ؟" -
-" هو شهر عسل واحد في حياتي وما رحت له " -
-" واحد.!! " -
-تجاهل ما قالته وهو ينظر لهاتفه الذي يهتز ، اجاب " هلا يمه .. الحمدلله أخبارك أنتِ ؟ .. لا .." نظر لوئام وقال " قررنا نأجله .. ايه ، لا ما فينا شي بس وئام تقول عندها شغل ما تقدر تأخره .. ايه .. طيب ، الله يحفظك " -
-أغلق -
-وئام " ابوي اخذ مني جواز سفري .. معاك ؟" -
-" ايه إذا رجعنا رجعته لك " اتجه ناحية الباب -
-لحقت به " انتظرني " ، امسكت بيده لتوقفه -
-نظر لها متعجباً -
-سألته" زعلت صح ؟" -
-" لا " -
-نظرت لعيناه " لا تكذب ، عيونك تقول أنك زعلان " -
-" تعرفين تقرين العيون ؟" -
-" يعني "
ابتسم ابتسامه صغيره " اقريها زين اشوف ، وش تقول لك عيوني ؟" -
-وضعت عيناها بعينيه ولكنها لم تستطع إطاله النظر، تركت يده ونظرت للباب بإرتباك من نظراته، -
-تنهد وأمسك يدها " إذا مسكتي يدي لا تتركينها ، ما احب هذي الحركه" -
-
-