الجزء 12
*الفصــل الثـــانـي عشــر*
-
-
كانت منصتاً ، ما أن أغلقت حتى قال " إركبي السياره اللحين واذا رجعوا أهلك رجعتك " -
-" لا " .. نظرت حولها في الشارع تتأكد من عدم وجود شخص ينظر لهم ، نظرت له وقالت " يمديك تروح " -
-" وأنتِ وش بتسوين ؟ ادخلي السياره " -
-" روح انا بتصرف " -
-" ماني رايح مجنونه أنتِ بتقعدين في الشارع لحالك وبالليل بعد " -
-زفرت " لف وجهك طيب ! " -
-رمش بعيناه " ألف ! " نظر حوله ثم سألها " وش بتسوين أنتِ ؟" -
-" ياخي لف واخلص علي "
ادار وجهه وأصبح ظهره مواجهاً لها .. قربت إحدى حقائبها من جدار المنزل ، كانت معدنيه .. صعدت فوقها .. تمسكت يداها بطرف الجدار وجذبت نفسها للأعلى .. سمع صوت قفزه فألتفت ولم يجدها .. ثوانٍ حتى فتح الباب .. نظر لها مذهولاً ثم إنفجر ضحكاً " متأكده انك بنت ؟" تجاهلته وهمت أن تمسك بحقيبتها إلى انه سبقها وأمسك بالحقيبه " أنا بدخلها " ابتعدت عن الباب ليدخل وضع الحقيبتين وهو ما يزال يضحك بصوت منخفض على فعلتها .. نظرت له بطرف عينيها وهي تشعر بالخجل من فعلتها ولكنها كانت مضطره فلا تريد العوده للسياره والبقاء معه لفترة أطول كما أن عمتها وابنتها بالتأكيد تضحكان عليها أيضاً . -
-همست " آسفــه ما قدرت أرفض "
سكت عن الضحك نظر لها وبداخله يتساءل أكان يجب عليها تعكير مزاجه ، ابتسم ابتسامه جانبيه " ماله داعي تعتذرين كلنا مغصوبين مو بيدنا " سكت قليلاً ثم أردف "ممكن الي صار خيره لنا " نظر لها " ادخلي البيت لا تقعدين برا " ، خرج وأغلق الباب خلفه بينما هي ظلت واقفه تفكر بجملته " ممكن خيره لنا !" ، اتسعت عيناها وكانت ستركض خلفه ولكنه قد أغلق الباب ، همست "لازم اكلمه " ، اتجهت للمنزل ، رفعت قطعه صغيره من السجاد أمام الباب وأخرجت مفتاحاً ، فتحت ودخلت .. دخل السياره وهو يسمع ضحك اخته ، أغلق الباب وهو يبتسم -
-قالت أمه " ما تغيرت .. نفس يوم كانت صغيره تطلع بحركات تصدمك .. هههههه الله يصلحها ، أهلها مو موجودين في البيت ؟" -
-" ايه " -
-" الله يحفظها " ، همس " آمـين " -
-اخته " أنا عرفت ليه قصي يحبها اللحين والله ذي البنت تجنن " -
-أمه " بكره بنلاقي أختك متسلقه بالجدران تحاول تقلدها " -
-قصي " أحب أقولك من اللحين ما فيه أمل تصيرين زيها " -
-" خير يا طير ليه ما أقدر أصير زيها ؟" -
-أم قصي " لأن أبوك بيحش رجولك حش لو شافك " -
-ضحك قصي " ويفك عقاله ويجلدك لين تطلع روحك " -
-عبست " أعوذ بالله عايله قاتله للمواهب "
.. أوصلهم وعاد للمنزل صعد لغرفته ، فتح الباب فوجد والده يجلس على سريره ، شعر ببعض الخوف ، قال مرتبكاً فوجود والده في غرفته لا يبشر بخير
-
- " يبه .. وش تسوي هنا ؟" -
-نظره له والده بحده " أنا وش قايلك عن ذي الملعونه ؟ مو قلت لك إقلع عنها ! كان ودي أهزئك من يوم نزلت وأنا شامم ريحتها فيك لكن مسكت نفسي عشان الي بتتزوجها موجوده وما ودي تشوفك تتهزء " -
-" يبه ، والله ما صرت أدخن مثل أول .. اللحين أخف والله" -
-" أنا قلت اقلع مو خفف .. بس اسمع ذي المره ما بمد يدي عليك ولا أهاوشك لكن قسم بالله ما تعرس على وئام لين تقلع عنها فاهم ! كنت ناوي إذا وافقوا شهر بالكثير وأزوجك لكن اللحين تحلم " -
-اندهش " لا يبه تكفى مو كذا " -
-" الي سمعته لو تقعد سنه ما همني .. مابتتزوجها لين تقلع عن التدخين " -
-خرج من الغرفه وأغلق الباب بقوه دليلاً على غضبه -
-" افففف افففف "
أخذ سلة القمامه ورمى فيها بقايا سجائره .. فتح مكتبه وأخذ يرمي علب السجائر الكثيره .. كان يخبئها لكي يتناولها عند الحاجه دون أن تدرك عائلته ، ربط الكيس وخرج من غرفته ، بحث عن والده فوجده يجلس أمام التلفاز وضع الكيس أمامه -
-" هه هذا كل الي عندي " -
-نظر للكيس ثم نظر له " اليوم ترميها بكره تروح تشتري ثانيات " -
-" يبه .. " -
-" الاقلاع ماهو في ساعه .. براقبك شهرين بعدها اقرر " -
-" يبه وش شهرين ! البنت خطبناها عيب نخليها شهرين معلقه على الأقل ملكه طيب " -
-" لا ملكه ولا غيره .. ما فيه لين اشوف و اتأكد بعيوني إنك تركت ذي الخبيثه وقتها أبشر نملك لك ونزوجك مره وحده " -
-" بس يبه عيب والله تكفى بس ملكه .. بعدين خالي يحسبنا نستهبل معاه ويزوجها أطرف واحد " -
-" والله لو تعرف العيب كان تركت التدخين وبعدين وش يزوجها أطرف واحد .. عنزٍ هي عارضها للبيع ! " -
-" عنز!!!" -
-" وش دراني عنك تقول يزوجها أطرف واحد الزواج موب لعبه يالخبل .. اذلف عن وجهي " -
-" طيب يبه اسمعني.. " -
-" قلت لك إذلف "
في غرفتها تصلها رسائل من الرقم المجهول -
-( أنا مو قلت لك لا توافقين عليه ؟) -
-( أهلك غصبوك ولا أنتِ ما كنتي بتوافقين صح ؟) -
-( لا تتزوجينه أبداً .. اهربي من البيت او هددي أهلك بإنك بتنتحرين بس لا تتزوجينيه فاهمه ؟) -
-وئام " الله الله حلوه ذي اهربي من البيت او انتحري ! على كيفها هو ! " .. ضغطت زر الإتصال لتهاتف من تستخدم ذلك الرقم .. أغلقت في وجهها .. نظرت لهاتفها بدهشه " شين وقوي عين " ، اتصلت مره أخرى فاجاب الطرف الآخر ولكن دون أي كلمه -
-قالت " الو .. الووووو ! .. طيب لا تردين احسن بس اسمعيني اقسم بالله لو باقي ارسلتي لي لاخليك تكرهين اليوم الي عرفتي فيه رقمي.. وبعدين وش اهربي ولا انتحري حياتي على كيفك ؟ .. لو كنتي تبغينه صدق كان تمسكتي فيه زين .. انقلعي و تكلمي معاه مو معاي .. هو الي جاء و خطبني مو أنا الي خطبته ! وقااااحه صدق " -
-أغلقت الهاتف ورمته " الله ياخذك " -
-اهتز هاتفها .. مكالمه من ذلك الرقم .. أغلقت الخط ، اتصلت من جديد ووئام تغلق الخط في كل مره .. دخل عبدالإله -
-وقفت " جيت وربي جابك " امسكت بيده ووضعت هاتفها في يده "تكفى رد عليها وهزئها ازعجتني كل شوي تتصل ولا ترسل " -
-عبدالإله " مين هذي ؟" -
-" مدري عنها وحده ابثرتني .. رد بسرعه قبل تسكر " -
-فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه " الوووو.. الو .. الوووووو .. اسمعي يا بنت الناس والله والله العظيم لو باقي تتصلين ولا ترسلين لذا الرقم والله ما يصير لك خير سامعععه ! احترمي نفسك ولا عاد تزعجيني لا بارك الله فيك ، انتِ .. " أغلق الخط وهو لم يكمل حديثه -
-نظر للهاتف " وجع صكت في وجهي وانا باقي ما خلصت كلامي " -
-وئام " شكلها خافت .. تستاهل " .. ..
على الطرف الآخر نظر للفراغ .. ادخلت اخاها في الامر .. عليه السكون لفتره .. تساءل .. يا ترى هل أطلعت أخاها على الرسائل التي بعثها ! .. مسح على وجهه لم يكن يتوقع تصرفها هذا ابداً .. بكل قوه رمى بهاتفه على الجدار غاضباً فتهشم ! ..
-