الجزء 26

*الفصــل الســــــــــادس والعشرون*
-
-

للتو استيقظ نظر حوله فوجد ورقةً بجانب هاتفه ، جلس مبتسماً ، أمسك بها وقرأها -
-" انتبه لنفسك ، لا تحرك راسك كثير .. جهزت عشاء في المطبخ ، كله وخذ المسكن .. بالعافيه ? " -
-التفت وهو يسمع الباب يفتح -
- دخلت وهي مبتسمه " توك قمت !" -
-بادلها الإبتسامه " راجعه بدري ؟" -
-انزلت حقيبتها و فسخت عبائتها " عشانك " -
-ابتسم ابتسامه واسعة لم يستطع إخفائها ، نهض من مكانه " تعالي نتعشى سوى " -
-"مالي نفس " -
-" ليه ؟" -
-" اكلت عند الجيران ، بس باجي اسولف " -
- " تعالي " -
-سحب كرسي ونظر لها " اجلسي هنا " -
-متعجبه " و الثلاثة أمتار ؟" -
-" أنتِ قلتي ما فيه ثلاثة أمتار وانا مريض "

" أنتِ قلتي ما فيه ثلاثة أمتار وانا مريض " -
-جلست وهي تقول " ايه كويس تحترم كلمتي " -
-" دايم احترمها " -
-" ايه مره واضح .. دايم تتأمر كأنك أكبر مني .. أنا الكبيره ولكن معاك ما احس بهذا الشي " -
-ابتسم " كويس " -
-عبست " ايه يعجبك انك تكون المسيطر " -
-" اكيد .. وش صار عند جمعة الجيران ؟" -
-وئام " جارنا الي نقل بجنبنا " -
-" وش فيه!" -
-" اعطاك واحد صفر " ، ضحكت " كنت أنت صاحب الشعبيه والوسامه عندهم لكن ذا صابر مدري وش اسمه غطى عليك " -
-" صابر !" -
-" حتى انت تحس اسمه غريب ؟ هذا كلام ام منيره ، المهم انهم يعرفون عمره واسمه وايش يشتغل وحالته الاجتماعيه والعاطفيه وانا وانت هنا جيرانه الجدار بالجدار ما نعرف عنه شي " -
-ضحك " حريم ما تخلون سوالفكم " -
-رفعت يديها وكأنه تستسلم " أنا بريئة مما يفعلون " -
-" أنتِ حاله استثنائيه " -
-" شكراً .. جبهتك باقي توجعك ؟" -
-" لا الحمدلله " -
-اخذت تحدثه بجميع حكايا الجيران وهو يستمع لها و يتمعن في أدق تفاصيلها وهي تشرح ما سمعته ، كان سعيداً بحديثها -
- نهضت "بروح اشوف جوالي من الصبح ما شفته ورحت عند الجيران ونسيت آخذه ". -
- نظر لها وكأنه ينتظر شيئاً ..

فتحت هاتفها فوجدت 29 مكالمه من قصي و عدة رسائل :
-وينك؟ -
-رحتي ؟ -
-لا تروحين باقي اتفاقنا ، ما جبتي لي عروس .. -
-وئام ردي ؟ -
-ردددي -
-اسف لأني صرخت عليك -
-دقيت على أهلك ما لقيتك عندهم وينك ؟ -
-وئام لا تخوفيني وينك ؟
..
.. -كانت عاقدة حاجبيها وهي تقرأ رسائله ، نظرت لها وابتسمت ابتسامه صغيره وحاجبيها ما زالا معقودان " وش كنت تفكر فيه ؟" -
-نظر لطعامه " ولا شي " -
-" جد جد كنت تحسبني هربت !" -
-" يعني ، كذا فكرت ، بعد صراخي و .. " -
-قاطعته وهي بتسمه وبعفويه " ودي اضمك .. " -
-شرق ، اقتربت منه وهي تضحك ، طبطبت على ظهره وهي تمد له كأس الماء " بسم الله " -
-شرب الماء ، من دون أن ينظر لها " تبغين تدفعين عشر الآف !" -
-" انا قلت كذا لأني جد اشكرك على اهتمامك .. ممكن لو تزوجت بواحد ثاني ما اهتم فيني كذا .. بس بما اني احب العشر الآف فبشكرك كلاماً فقط .. شكراً لك " -
-ينظر لطعامه " العفو " -
-" جسمي طايح بأروح أنام، تصبح على خير " -
-" وانتِ من اهله " -
-ابتعدت فظهرت الإبتسامه الكبيره على وجهه .. -
..
-
هل تحمل بداخلها مشاعر حب لي ولو بمقدار نقطه !
ارادت احتضاني ! كنت سأفتح ذراعي لها على وسعهما ولكنها فضلت العشرة الآف علي .. منافسي ليس رجلاً بل مالاً !
مكاني في قلبها لا يقارن بمكان ذلك المبلغ ، مكاني ضئيل جداً ولكن لا يهم حجمه حالياً ، الأهم اني أملك مكان ولو بمقدار نقطه ورويداً رويداً سأدعو أن يكبر ..
-


إعدادات القراءة


لون الخلفية