الجزء 34
*الفصــل الرابـــــــع و الثلاثـــــون*
-
-
هز اكتافها " اول مره يصير لك كذا علمــييننيي وش فيكك ؟ انا اخوك قولي لي وش الي خوفك ؟" -
-طأطأت برأسها تخفي عيناها عنه .. وضعت يديها على يديه ودفعته " ما فيني شي .. طلعني من هنا بس " -
-" يكفي كذب ! مافيك شي ؟ .. قولي لي ، علميني خليني اقدر اساعدك بشي ، ما ابغى اشوفك بهذا الحال افهمي .. ما ابغى اشوف وئام ضعيفه هذا الشي يكسرني .. حتى امي وابوي لو بيشوفونك كذا بينكسرون .. حنا ما صدقنا قلت النوبات وقلنا يا كريم اختفت والبنت صارت بخير وتخلصنا من لبس الباندا ذا .. وش رجعها علمينا ، وش سببها قولي لنا خلينا نلقى لك حل " -
-نهضت ، رفعت سبابتها بتهديد وبنبره غاضبه " لا تســألنـــــي .. لا تسسسسألللل لأن ما عندي اجابه .. بس كذا انا مريضه وانتهى ، انا فيني عله نفسيه لا تسألوووونيييي خلااااااااصص" رفعت كفيها المشدودان وصرخت "خخخللااااااااااااصصصصصصصصصص" -
-دخل قصي ، رأها بحالتها وكأنها ستنهار من جديد ، دموعها تتسابق و شهيقها يعلو ولكنها لا تبكي ! فقط دموع وشهيق من دون صوت بكاء .. اقترب منها ، امسك بكتفها "وئام هدي " -
-ارتخت ملامحها المنفعله عندما رأته ، امسكت يده بيديها "تكفى طلعني من هنا .. تكفى " -
-نظر لعبدالإله الذي هز رأسه بالموافقه ، مد لها عبائتها "ألبسيها وأنا بروح اسوي لك خروج " -
-امسكت بيده " بروح معاك ، إنتظر " -
-لبست عبائتها سريعاً وألقت شالها على نقابها لتخفي عيناها .. -
-عبدالإله " جاي معاكم " -
-همست وهي تمسك بيد قصي " إذا بتجي عشان تسأل فلا تكلف على نفسك وارجع لأهلي" -تنهد " ابغى اتطمن عليك " -
-أمسكت عضدها بيدها ولم تنطق بكلمه ، نظر قصي ليدها الممسكه بيده بقوه ، شد قبضته عليها ليطمئنها .. استدركت انها شدت على يده دون وعي بسبب خوفها ، سار وهي تتبعه تنظر ليده المحكمه على يدها ، لوهلة تمنت لو أنها لم تمسك به لكي لا يعلم بخوفها ولكنها في ذات الوقت لا تريد ترك يده ابداً !.. -
-وصلوا للمنزل ووئام قد غلبها النعاس في الطريق ، مد قصي المفاتيح لعبدالإله "افتح الباب وانا بأجيبها " -
- أمسك المفاتيح وتقدم ليفتح الباب .. دار قصي حول السياره فتح بابها .. تنهد و حملها ، أغلق الباب بقدمه واتجه للمنزل ، توقف وهو يشعر وكأن أحد ما يراقبه ، التفت للمنزل المجاور ينظر لنوافذه ، لم ير شيئاً -
- همس " أعوذ بالله من الشيطان " -
-مر من جانب عبدالإله الممسك بالباب لكي يدخلوا ، تقدم لغرفة الجلوس وأنزلها برفق على أحد الكنبات ..
اقترب عبدالإله ، رفع رأسها ووضع تحته وساده ، جلس الإثنان على كنبتين متواجهتان وهم ينظرون لها عيناهما تنطق بالهم والقلق عليها .. -
-مسح عبدالإله فمه وذقنه بكفه " لا حول ولا قوة إلا بالله " -
-قصي " روح ارتاح انا بانتبه لها " -
-هز عبدالإله رأسه رفضاً " بأقعد هنا اليوم إذا ما عليك كلفه ، قلبي ما يطاوعني اتركها وهي بذي الحال " -
-ابتسم قصي ابتسامه صغيره " البيت بيتك وهي إن شاء الله بخير " -
-" لو أعرف السبب ، اااخخ بس " -
-" ما رضت تقولك ؟ " -
-" لما دخلت شفت صراخها كله عشان سألتها عن السبب " -
-تنهد وهو ينظر لها " لا عاد تسألها " -
-عبدالإله بإستنكار " اتركها كذا .. تجيها ذي الحالات ولا نعرف وش سببها عشان نقدر نساعدها !" -
-" ما تبي تقول خلها ، مصيرها في يوم من الأيام تقولنا" -
-" مرت سنين ولا قالت تتوقع تنطق في المستقبل ! ما اظن " -
-"مرت سنين ؟ من متى عندها ذي الحاله؟" "من صغرها" -
-نظر لها وهو يشعر بالحيره .. منذ صغرها وهي تعاني من هذا الحال ، لكنه لا يذكر اي شي عن نوبات الهلع هذه رغم أنه كان يقضي الكثير من الوقت معها ، لوهلة شعر بأنه يجهلها ، لا بل هو ادرك أنه كذلك ، ليست كما ظن أنه يعرفها جيداً .. -
-نظر لعبدالإله " وش حكاية لبس الباندا ؟" -
-"تلبسه إذا جتها ذي الحاله ، يهديها ويحسسها بالأمان ، عاده من الطفوله ، تجيها نوبه تلبس ذا اللبس وتبدا تهدا" -
-سكت قصي ونظر للفراغ يفكر ، دقائق ثم رفع رأسه ليجد عبدالإله قد استلقى ووضع ذراعه على عينيه وغفى .. صعد السلالم ليجلب ما يغطيهم به ، وضع لحافاً خفيفاً على عبدالإله والآخر على وئام ، رفع رأسها برفق جلس وأنزل رأسها على فخذه .. قضى الليل يمسح على رأسها ويقرأ عليها ما تيسر من القرآن .. -
******
-
فتح عيناه فلم يرى سوى السواد ، أغلقها و فتحها من جديد والسواد لا زال يكسو ما حوله ، اتسعت عيناه ، نهض سريعاً ، مد يديه في الهواء وأخذ يمشي ، همس " لا يا رب " .. تعثر بشيء في الأرض ، نهض من جديد واخذ يتحسس ما حوله بيديه ، أحس بمقبض .. امسكه وأخذه يحاول فتح ذلك الباب ، ضرب بيديه "هيييييييييييه ، فيــــــه أحــــــــــــد هنــــــــــــااا"
-
-يضرب بيديه على باب بقوه لعل أحد ما يسمعه ، توقف وهو يسمع الباب يفتح ، ظهر والده أمامه -
-ابتسم فيصل "الحمدلله" ، وضع يده على جبينه "افففففف .. ليه حاطني في الظلام ذا والله حسبت اني مت " -
-ابتعد عنه والده "يا ليتك مت" -
-عقد حاجبيه وتبع والده (فيصل كان محجوزاً في غرفه في سطح المنزل *منزل والده*)
أمسك بعضد والده " ما سمعتك وش قلت ؟ " -
-التفت له والده بعينان محمره وغاضبه " ليتك مت وافتكيت منك " -
-ارتخت يده " يبه وش قاعد تقول ؟" -
-مطبقاً أسنانه " يا حسافة تربيتي لك ، يا حسافة الوقت والفلوس الي صرفتهم عليك .. يا حسافة المهر والبيت الي اعطيتك اياهم عشان تتزوج " -
-فيصل مذهولاً " يبه .. " -
-" لا تقول لي يبه .. انا ماني ابوك .. انا ماني ابو واحد يخلف اخوه على بيته ".. رفع صوته بإنفعال " الله حسبي عليك .. ما لقيت إلا ذا البنت ، ما طاحت عينك إلا عليها " -
-فيصل بخوف " يبه صل على النبي " -
-" الصلاة والسلام عليه " ، رفع يده ليضرب بها على صدره "سنين وانا اظن ما فيه ولد احسن منك ولا احد قد ربا له ولد مثل ما ربيتك .. واكتشف انك اسوء ولد واني ربيت اسوء تربيه " -
-اقترب فيصل منه وامسك بيده " يبه هدي العصبيه ميب زينه لصحتك " -
-نفض يده من يد فيصل " لا تلمممسسسنني " -
-عقد فيصل حاجبيه " سالم الي قالك " -
-نظر له والده بغضب ، زفر فيصل " يبه لا تصدقه تراه كذاب" -
-اتسعت عيناه " كذاب ! تكذب علي انت ، شايفني بزر قدامك !!!" -
-فيصل بانفعال " ايه كذاب ، تهاوشت انا وياه ، قالك هذا الكلام عشان ينتقم مني " -
-هز رأسه بأسف " يا حسافة ، تعرف كم عمرك انت .. في الأربعين وباقي تكذب .. في الأربعين ، الشيب بدا يطلع براسك وما تستحي تكذب " -
-" يبه تراك طولت السالفه قلت لك انه كذاب .. انا ولدك مو سالم ، صدقني انا تراه كذاب " -
-بغضب أمسك بفصيل من ياقة ثوبه بكلتا يديه "باقي تكذبه ، باقي مصر تكذب علي لين آخر لحظه .. أعطيك اثبات انه مو كذاب ، اعلمك وش الي خلاني اصدقه ، لما قال قصي انه بيخطب وئام .. انت عارضت و ظليت تقنعني ان وئام مجرد نزوة بالنسبه له .. أعطيك اثبات ثاني .. لما طلعت البنت من بيتها وراحت للسوبرماركت تقضي اغراض ناقصه البيت ، الي قعد يصقع فيها رايح جاي ويستهبل مو انت ! .. " -
-اتسعت عيناه " كيــ.." -
-" كيف عرفت ؟ سالم كان موجود وصورك" ، رفع يده لرأسه ليأخذ عقاله في يده ويده الأخرى ما تزال ممسكه بثوب فيصل ، "والله لأربيك من جديد عشان تعرف كيف تتعرض لزوجة اخوك " مطّ عقاله وأخذ يضربه بكل قوه .. -
-والده بغضب شديد وهو يضربه "ليتك استحيت وقلت صارت زوجة اخوي بأمسك نفسي عنها ، لا ما تصدق اخوك يبعد عنها وتخلفه عليها" -
-أمسك فيصل يد والده وقال بغضب "خلاص يكفي .. ماني بزر عشان تضربني ، صرت ابو" -
-"والله لو تصير جد وتغلط لأضربك " ، رفع عقله ليضربه من جديد، امسك فيصل بالعقال واخذ كل منهم يشده..
-
-