الجزء 35
*الفصــل الخامـــــــس و الثلاثـــــون*
-
-
أمسك فيصل يد والده وقال بغضب " خلاص يكفي .. ماني بزر عشان تضربني ، صرت ابو " -
-" والله لو تصير جد وتغلط لأضربك " ، رفع عقاله ليضربه من جديد ، امسك فيصل به واخذ كل منهم يشده -
-والده بانفعال " اتركه انا ابوك عيب عليك " -
-فيصل ما زال ممسكاً بالعقال ويجذبه ناحيته "اتركه يبه ما عدت بزر عشان تضربني " -
-ترك والده العقال واخذ يضربه بكلتا يديه وفيصل يحاول تفادي الضربات -
-" يبه خلاص .. بس .. يبه يكفي .. يبه .. بسسسسسس " قال جملته الأخيره ودفع والده بكل قوه.. -
-تراجع للوراء بسبب دفع فيصل له وعيناه متسعه ذهولاً من فعل ابنه، أصطدمت ركبتيه بجدار السطح القصير ، انحنى ظهره للخلف وسقط من مسافة ثلاثة طوابق .. -
-فيصل "يــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــه " ..
..
..
-
-يده ممدوده في الفراغ وعيناه متسعه ، نبضات قلبه سريعه بشكل جنوني ، استدار ذاهباً للسلالم ، نزل سريعاً ، أمه وأخته تقفان مفزوعتان في غرفة الجلوس ، سألتاه وهو يعبر من أمامهم "وش طاح في الحوش ؟" -
-فتح الباب وخرج ليرى والده جثة هامده وبقعة من الدماء تتسع تحت رأسه ، تجمد في مكانه ، خرجت والدته وأخته ووقعت أنظارهم عليه ، صرختا -
-ركضت اخته لوالده " يبببهه .. يبــــــــــــــــه " ، نظرت لفيصل الثابت في مكانه ، " اتصل على الإسعاف بسرعه " -
-أمسكت أمها هاتفها بيدين مرتجفه لتتصل بالإسعاف بينما هو ما زال فيه مكان ينظر لوالده .. -
-
-
-نظرت له اخته "فيصصصل تحرك ، سو أي شي أبوي لا يروح ، تحرررككك " -
-صراخ اخته ايقظه من سرحانه ، سمعوا صوت سيارة الأسعاف ركض ليفتح الباب لهم ، دخلوا مع نقالتهم ، انحنا أحد المسعفين ، وضع أصبعيه على رقبة أبو فيصل .. لا يوجد نبض ، نظر للدماء حوله بتفحص -
-نظر للمنزل ثم نظر لفيصل " من أي دور طاح؟" -
-عادت أمه وأخته بعد أن ارتدتا عباءاتهم ، فيصل بتلعثم "السـ..سـ..طح " -
- المسعف بشك " كنت معاه ؟" -
-نظر للمسعف بتيه هل يجيب أم يصمت ! -
-أحد المسعيفين " الظاهر لازم نستدعي الشرطة" -
-اتسعت عيناه ، تكلم " كنت أنا وياه في السطح ، كان يبي يكلمني بخصوص نصيبه من ورث جدي الي ما اخذه وظلموه اخوانه .. كان منفعل وجالس على طرف السطح ، صار يضرب على صدره بانفعال ، قلت له يهدي وننزل تحت لكنه قال انه مكتوم وطلب مني اجيب له دواه ، حبوب القلب ، درت بجسمي عشان انزل .. سمعت صرخته وهو يطيح ، ركضت ابي أمسكه بس .. " أدمعت عيناه "بس ما امداني ألحقه .. ما امداني .. ما .. امداني "
تعاطف معاه المسعف وربت على كتفه " لا تحمل نفسك الذنب ، ساعته وقدره ، عظم الله أجرك" ، رفع عيناه للأعلى يقاوم البكاء .. خلفه.. أمه واخته منهارتان .. -
*****
-
انتفض جسدها وفتحت عينيها بشده ، شعرت وكأن جسدها سقط من فوق جبل شاهق ، انتبهت لقصي المائل بالقرب منها ، يجلس بجانبها ، واضعاً رأسها على فخذه ويده على جبينها ورأسه مائل ناحيتها، ابتعلت ريقها وتحركت بهدوء لكي لا توقظه ولكنه شعر بحركتها ..
-
-فز من نومه ونظر لها بعيناه الحمراء المرهقه دليلاً على سهره " وين رايحه ؟" -
-" باشرب مويه " -
-" اجلسي انا باجيب لك " -
-أمسكت بيده " انا بخير اقدر اخدم نفسي ، انت ارتاح لك شوي " -
-ابتسم لها وهو يرخي ظهره على الكنب " لا تطولين انتظرك هنا " -
-ابتسمت رغم عدم رغبتها بذلك ، وضعت يدها على عينيه لتغلقها "نام ، أنا بخير لا تقلق " -
-وضع يده فوق يدها التي تغطي عينيه وهمس بصوت مبحوح "لا تبكين لوحدك خليني اشاركك حزنك وإذا فيه شي خوفك تعالي عندي ، اوعدك ما اسألك بس لا تكونين لوحدك ، انا هنا عشانك " -
-ابتسمت ابتسامه صغيره وعيناها اغرورقت ، كلماته تلك أثرت بها ، لامست قلبها .. سحبت يدها برفق عن عينيه ..
-
- تنهد " لو انك خليتيها دخل النوم عيوني " -
-همست " باشرب مويه وارجع " -
-ابتسم وتكتف وهو مغلقاً عينيه " اجل بانتظرك "
-
- نهضت نظرت لعبدالإله النائم سحبت اللحاف من على قدميه لتغطيه جيداً واتجهت للمطبخ ، اخذت كأساً وسكبت به ماء ، شربته ووقع نظرها على نافذة المطبخ التي تطل على الفناء الخلفي ، ماحدث بالأمس مر أمام عينيها سريعاً ، أنزلت الكأس وأغلقت عيناها بقوه .. هزت رأسها رفضاً للأنهيار ، حضنت نفسها وهمست " لا يا وئام أنتِ أقوى من كذا .. أنتِ أقوى .. لا تبكين مو وقته ، ابد مو وقته " -
-على بعد مسافه كان قصي واقفاً ينظر لها ويديه في جيبيه -
-اهتز هاتفه ، عاد لمكانه ، أخرج هاتفه وأجاب ، كان اتصالاً من اخته ..
قصي " هلا .. بنت وش فيك ؟ .. هدي و قولي لي وش فيه .. ايييييشششش ؟ جاي جاي " أغلق الهاتف وركض ناحية الباب ..
-
-استيقظ عبدالإله من نومه بسبب صرخة قصي ووئام عادت من المطبخ -
- سألت وهي ترى قصي يهم بالخروج " قصي وش فيه ؟" -
-لم يجبها وخرج ، سمعت صوت عجلات سيارته التي تحركت سريعاً .. -
-نظرت لعبدالإله ويدها على صدرها " وش صار؟" -
-اعتدل في جلوسه " الله يستر " -
-نهض وخرج للفناء فوجد الباب غير مقفول بل مفتوحاً على مصراعيه ، أغلقه وعاد ..
-
- قال " شكل فيه شي صار الولد طلع بدون ما يسكر الأبواب " -
-" يارب لطفك .. تكفى خذني له " -
-" ما ادري وين راح ؟" -
-" بيت اهله ، سمعته يكلم اخته شكل فيه شي صار عندهم " -
-" ما كأنه عيب نروح كذا ؟" -
-" انا زوجته ما فيها عيب" دمعت عيناها "خذني له" -
-" طيب طيب لا تبكين ، اطلعي بدلي ملابسك وامشي " -
-" ماله داعي " -
-توقف في طريقها " صاحيه انتِ تروحين بلبس الباندا هذا ، اطلعي غيريه ما بخليك تطلعين و انتِ لابسته " -
-زفرت ، صعدت السلالم ركضاً وما هي إلا دقائق حتى عادت له فوجدت وجهه مخطوف -
-" عبدالإله ! " -
-نظر لها صامتاً ، سألته " وش فيه وجهك صار كذا؟" -
-التفت ليخرج " امشي بسرعه " -
-لحقت به " وش فيه .. كلمت قصي ؟ " -
-" ايه .. ابوه .. الله يرحمه " -
-توقفت في مكانها واتسعت عيناها ، أمسك بيدها ليسحبها "بسرعه امشي "
-
-