الجزء 7
*الفصــل الســـــابع*
-
-
ما أن خرج حتى اخفت وجهها بيديها "قال بتمقل فيه قال"
ابعدت يديها عن وجهها وخداها اكتسيا باللون الاحمر خجلاً
اخذت نفس " ركزي .. " زفرت هواء صدرها
والدتها " وئام حبيبتي !"
التفتت لأمها وهي مبتسمه " سمي يا نور عيني "
اقتربت منها ، وضعت يدها على جبين وئام
ضحكت "اشبك أمي !"
نظرت لها بشك " بنتي مستوعبه الي قاعد يصير ! ترا مو مزحه "
"أدري "
" تدرين ! "
ضحكت مره أخرى " يمه اشبك تناظريني كذا ؟"
" لا بس توقعت اجي القاك مقومه الدنيا ومقعدتها والدخاخين تطلع من راسك "
ابتسمت وئام " وش دعوه ؟"
سألتها أمها مره أخرى " عمتك جات عشان تخطبك لولدها قصي .. متأكده إنك مستوعبه؟" ،،
" ايوه واللحين بروح عشان يشوفني واشوفه "
" يعني موافقه عليه !"
ابتسمت ابتسامه صغيره تخفي خلفها مغزاً " ايوه عبدالإله يمدحه وهو ولد عمتي في نهاية المطاف يعني ما بلاقي أحسن منه "
ابتسمت والدتها .. قبلت رأس ابنتها بسرور " الله يفرحك زي ما فرحتيني والله كنت خايفه .. هم وانزاح .. اشوف شعرك .. حطيه على جنب .. ملابسك كوسيه ماله داعي تغيرينها "
ابتسمت وئام بإرتباك " مبسوطه لاني موافقه ؟"
"مره مره مره .. ماني قادره أوصف سعادتي "
أبتلعت ريقها بصعوبه ، التفتت لتحمل العصير وهمست "انا بروح " ..
اهتز هاتفها ، امسكته فإذا بها رسالة جديدة من ذلك الرقم المجهول .. (لا تطلعين .. لا يشوفك )
ضغطت زر المسح .. وضعت هاتفها على الصامت وحملت كؤوس العصير
ذهبت للمجلس وهي تتمتم" يا رب ساعدني "
والدها وأخوها ينتظرونها أمام باب المجلس
ابتسمت بتوتر.. فتح والدها الباب و همس " تعالي حبيبتي "
نظرت لوالدها ثم نظرت لأخوها .. غمز عبدالإله لها وأشار بيده ( كل شي تمام )
نظرت للكؤوس وهمست لنفسها " الي في الوسط .. الي في الوسط "
اقترب أخاها " هات اشيلهم عنك ؟"
هزت رأسها بالرفض " أنا بشيلهم "
" يدينك ترتجف بتكبين العصير عليه "
" لا معليك " .. أخذت نفساً ودخلت
كان ثصي في منتهى السعاده والتوتر في آن واحد ..
أخيراً..
أخيراً سيراها ..
ابلتع ريقه بصعوبه وهو يرى الباب يفتح ونبضات قلبه كانت أشبه بطبول افريقيه مجنونه
دخل خاله .. نظر له مستنكراً " ليش جالس عندك ؟ "
وقف قصي بإرتباك " وين أجلس فيه ؟"
والد وئام " على الأرض "
هم أن يجلس على الأرض إلى أن خاله أطلق ضحكه صاخبه
دخل عبدالإله وخلفه وئام تختبئ .. والدها " الله يصلحك .. قم قم أجلس على الكنب "
نهض وهو يبتسم بإرتباك ، جلس على الكنب وجلس خاله على الكنبه المجاوره له
نظر عبدالإله خلفه و همس "أدخلي يلا "
كان ينظر لعبدالإله الذي يقف عائقاً أمام الباب .. يريد أن يبعده ليراها
خرجت من خلفه وهي مطأطأه رأسه
ارتسمت على شفتيه ابتسامه واسعه لم يستطع إخفائها
تقدمت ناحيته وهي تشعر بأن انفاسها ستتوقف أما هو فكان يشعر بأن قلبه سيقفز من صدره .. أمسكت بكأس العصير الأوسط ومدته له لكي لا يختار كأساً آخر
أمسك بالكأس و تلامست أطراف أصابعهم .. سرت قشعريره في جسدها من ملامسته
أنزلت الكؤوس وجلست بجانب والدها وهي ما تزال مطأطأة رأسها .. همست لنفسها "لازم تواجهين .. ارفعي راسك "
سأل مبتسماً .. " كيفك وئام ؟" -
-اجابت بهمس " بخير "
" دايم يا رب "
قرب الكأس من شفتيه وهو ينظر لها وشرب من العصير ، شرق به لحموضته ..
خاله " بسم الله عليك ، نظر لابنه " جب له ماء " ، انصاع الابن لوالده ..
والد وئام يطبطب على ظهر قصي " بسم الله عليك "
عاد الابن بكأس الماء ومده لقصي .. شربه كله
والد وئام " شوي شوي يا ولدي لا تشربه بسرعه "
همس قصي بصوت منخفض " ليمون"
خاله باستنكار " ليمون !"
رفعت وئام رأسها وتكلمت بسرعه " ما أعجبك العصير .. تبغى عصير ليمون ! "
نظرا لها مستنكراً وهو واضع يده على أسفل عنقه
همست بداخلها " يارب يفهم يا رب " ، نطقت " تحب عصير الليمون ! أنا ما أحبه .. أهلي يغصبوني إلا اشربه كل ما مرضت .. ما أبغاه رغم كذا يغضبوني عليه "
خلا وجهه من التعابير كان ينظر لها فقط وكأنه أدرك ما تعنيه
تريد أن توصل له رسالة بأنها لا تريده دون أن تدرك عائلتها
العصير ليمون ولكن لونه أحمر لكي لا يفهم والدها أو أخاها بما يحدث يدور بينهما
والدها " تبغى عصير ليمون .. اجيب لك واحد اللحين ابشر "
همس " لا خالي ارتاح "
وقف عبدالإله " يبه تعال أبغاك شوي "
وقف الأب " طيب "
غمز عبدالإله لوئام وهمس " تمقلي فيه زين "
أحمرا خديها سريعاً وطأطأت برأسها
خرجا وبقيا الاثنان بمفردهما ..
-