الجزء 25
*الفصــل الخامــــــس والعشرون*
-
عادت للمنزل فوجدته أمامها ، واقفاً ، متكتفاً وعيناه غاضبه -
-أدخلت الأكياس وهي تقول " بسم الله وش رجعك ، ما وراك دوام ؟" -
-" وين كنتي ؟" -
-" أزور صديقاتي ! .. وش رايك ؟ الأكياس في يدي تدل على أيش ؟" -
-نظر للأكياس ثم نظر لها من جديد " ليه طلعتي بدون ما تقولين ؟ دقيت على جوالك الف مره ما رديتي ، حتى اني كلمت أمك وكنت بسألها عنك" -
-بإستهزاء " اعتذر منك والله .. كنت بأقول لكن حضرة جنابك طلعت صافق الباب وراك بدون ما تسمعني .. قايله لك من أمس عندي جمعة مع الجيران وبكتب لك النواقص عشان اسوي شي وآخذه معي .. لكن حضرتك بس جبنا طاري حبيبتك نسيتنا وطلعت معصب " -
-تنهد " مره ثانيه لا تطلعين بدون ما تقولين لي" -
-" ايه إن شاء الله " -
-" وئام اتكلم جد " -
-" ما ودك تروح لدوامك ؟" -
-" ماني رايح " جلس -
-" ليه إن شاء الله ؟" -
-" تبين تطرديني انتِ ؟" -
-" تقدر تقول اني ما ابغى اشوفك " -
-تنهد " الله يسامحك " -
-" كيف جيت ؟ ما شفت سيارتك لما دخلت ؟" -
-" في الورشه .. سويت حادث " -
-شهقت واقتربت منه "صار لك شي ؟ تتوجع من شي ؟" -
-ابتسم " انا بخير " -
-نظرت لجبينه المتورم الذي لم تنتبه له في البدايه " اوه .. انتظر هنا " -
-ما زال مبتسماً " وئام تعالي أجلسي أنا بخير "
عادت بكماده بارده ، اقتربت منه وهي تقول "الثلاثة أمتار حقتك إنساها حالياً ، خلني أعالجك "
فتح فمه يريد التحدث ولكنها وضعت الكماده على جبينه فتألم ، وضعت يدها الأخرى على فمه " لا اسمع صوتك"
ابعدت يدها لتمسك بيده وتضعها على الكماده ، نهضت " بأجيب لك مسكن ، لا تتحرك "
ابتعدت عنه ، اما هو فكان مبتسماً ، ابتسامه عريضه ، سعيداً بإهتمامها ذلك .. عادت بمسكن وكأس ماء ، مدته له وأمرته بالراحه وذهبت هي لتستعد لتجمع الجيران ، ارتدت عبائتها ونظرت له قبل أن تخرج فوجدته نائما ، أمسكت بقلم وكتبت له على ورقه تركتها بجانب هاتفه ثم خرجت .. -
..
-
..
- -
-في منزل أحد الجارات حيث جميعهن اجتمعن هناك ، صوت ضحكاتهم عالي وأحاديثهم مستمره .. -
-إحدى الجارات لوئام " البيت الي بجنبكم انسكن ؟" -
-" ايه ، من فتره قصيره لكن ما امداني اتعرف عليهم " -
-أخرى " الله يصلحك وش تتعرفين عليهم ، الي نقل رجال ، أعزب لحاله " -
-وئام " ما شاء الله عندكم الأخبار كامله ، انا بجنبه وما أعرف مين نقل ، عايلع ولا أعزب" -
-" إلا زوجي قابله وحكى معاه ، يقول أنه رجال والنعم وواضح أخلاقه حسنه ، يعني بيكون جارٍ خير لكم بإذن الله ما يجيكم منه أذى " -
-"بإذن الله " -
-امرأه ثالثه " ما عرفتوا وش اسمه ولا مين هو ولده وكم عمره ؟" -
-ضحكت وئام " كأنك بتخطبينه!" -
-المرأه " والله إذا هو والنعم ، بأزوجه بوحده من بناتي " -
-أخرى " وئام أنتِ الي بيتك بابه اسود صح ؟ " -
-" ايوه " -
-" وجارك الجديد هو الي بابه بني ولا اسود مثلكم؟" -
-" والله ما عرف لون بوابته ، وانا راجعه بشوفها واعلمك " -
-جاره " ايوه هو الي بوابته سوداء مثلهم " -
-صفقت بيديها تلك الجاره " شفته " ، تضع يديها على خديها وهي تقول " مزيووون مزيووون " -
-الجارات بإنصات " متى شفتيه ؟" -
-" ذاك اليوم يتكلم مع رجلك يا أم منيره .. والله ياهو مزيوون ، يفتن يفتن " -
-ضحكت وئام بينما الجارات يسألن أم منيره " قالك زوجك عنه ، وش اسمه ، كم عمره ، وش يشتغل؟ "
" الظاهر قال ان اسمه سامر مدري صابر مدري وش اسمه " -
-" لا وش صابر ! إذا اسمه صابر وش نبي فيه ؟" -
-الجاره اللتي رأته " والله لو يكون اسمه اشيز اسم في الكون جماله يشفع له صدقيني " -
-ام منيره " خلوني اكممل ، ايه قال انه كبير الظاهر هو في 38 او حولها " -
-الجارات " اف كبير ؟ .. ليش ما تزوج للحين ؟ وش مأخره ؟" -
-ام منيره " ما ادري ولكن اتذكر انه قال انه محامي معروف ، شي زي كذا " -
-احدى الجارات " كبير وما تزوج للحين ، شكله عقيم او فيه عيب او مرض نفسي " -
-التي رأته " لو يكون فيه مية عله ، صدقوني جماله يشفع له " -
-إحدى الجارات بفضول " أحلى من زوج وئام !" -
-نظرت وئام لها متعجبه من سؤالها .. -
-اجابتها تلك " اممم يعني ، بس هذا صابر مدري وش اسمه احلى بشوي .." -
-اكملت جاره " عاد ما شاء الله زوجك وش زينه " -
-ابتسمت وئام مجامله " الله يسلمك " -
-" كيف تزوجتي به ؟" -
-" هربنا وتزوجنا " -
-نظرن النساء لها بدهشه ، ابتسمت بتوتر " امزح ، تزوجنا زواج تقليدي هو ولد عمتي ، خطبني وتزوجنا " -
-ضحكن وهي ضحكت معهم دون سبب ! -
-استأذنت وعادت للمنزل ، توقفت أمام باب المنزل ونظرت للمنزل المجاور -
-قالت ضاحكه " فاتن نساء الحي ..الله يعينه " .. دخلت لمنزلها غير مدركه أنه كان يقف خلفها وسمع ما قالته .. ما قالته جعله سعيداً جداً !
-
-