مرت الأيام في المخيم ببطء، وكانت الظروف تزداد قسوة مع كل يوم. كان الطقس البارد والرياح العاتية تضيف طبقات جديدة من المشقة إلى حياتهم اليومية، ومع ذلك، لم يكن لدى عبود وعباس سوى الأمل الذي يحافظان عليه بشق الأنفس. كانت الخيام ضيقة وغير كافية لحمايتهم من الأمطار، وكانت الظروف الصحية مزرية، إذ لم يكن هناك سوى القليل من الأدوية والمرافق الطبية.
عباس (بصوت خافت وهو ينظر إلى السماء الباردة): "هل تعتقد أننا سنصل إلى ألمانيا يومًا ما؟"
عبود (وهو يمد يده ليشد من عزيمة عباس): "نعم، سنصل. يجب أن نؤمن بذلك. هذه ليست النهاية، إنها مجرد محطة أخرى على الطريق."
بدأ الاثنان في التخطيط لخطوة جديدة. كان البقاء في المخيم لفترة طويلة يعني انعدام الأمل في تحسين أوضاعهم، ولذلك، قرر عبود وعباس البحث عن فرصة للهروب مرة أخرى. لم يكن لديهم الكثير من الخيارات. كان من الواضح أن الحياة في المخيم لن تؤدي إلى أي تغيير جذري، وكان الوضع يزداد سوءًا مع مرور الوقت.
ذات يوم، أثناء محادثة مع أحد اللاجئين الذين أمضوا وقتًا طويلًا في المخيم، عرفا عن مجموعة صغيرة من المهربين الذين يعملون بشكل سري لنقل اللاجئين من بلغاريا إلى صربيا. كان الأمر محفوفًا بالمخاطر، لكن لم يكن أمامهم خيار آخر. كان الوصول إلى ألمانيا هو هدفهم الوحيد ،
لذا يجب عليهم الذهاب الى صربيا ليكملا الطريق الى المانيا وكانا مستعدين لفعل أي شيء لتحقيقه.
عباس (وهو يجلس في الخيمة بجانب عبود، ويتحدث بهمس): "سمعت من أحد الرجال هنا أن هناك مهربين يمكنهم مساعدتنا في عبور الحدود الى صربيا."
عبود (بتفكير عميق): "لكننا جربنا المهربين من قبل، وانتهى بنا الأمر هنا. لا يمكننا المخاطرة مرة أخرى بنفس الطريقة."
عباس (بصوت جاد): "هذه المرة مختلفة. سمعت أنهم يعتمدون على طرق جديدة، يستخدمون وثائق مزورة أو سيارات تجارية لتهريب الناس."
عبود (يضع رأسه بين يديه): "حسنًا، لكن كيف سندفع لهم؟ كل ما لدينا ذهب مع محاولتنا السابقة."
بدآ في البحث عن طريقة لتوفير المال اللازم، واكتشفا أن المهربين يمكن أن يأخذوا جزءًا من المال الآن والباقي عندما يصلان إلى صربيا. كانت الصفقة محفوفة بالمخاطر، لكن لم يكن لديهما خيار آخر. جلسا مع المهربين لتحديد التفاصيل والخطوات التي يجب عليهما اتباعها. هذه المرة، الخطة تتضمن الانتقال بشكل أكثر حذرًا وتجنب الطرق البرية الخطيرة التي فشلت معهما من قبل.
بعد أسبوع من التخطيط والانتظار، كان اليوم المنتظر قد حان. جاءت السيارة التي وعد بها المهربون في الليل، وكانت مغلقة من الخلف مثل شاحنة تجارية. تسللا مع مجموعة من اللاجئين الآخرين، القلوب تنبض بالخوف والترقب، لكنهما كانا مصممين على أن هذه هي فرصتهم الأخيرة.