في المخيم البلغاري، حيث كل شيء كان بائسًا، كان هناك حارس يُدعى "بوريس" معروفًا بين اللاجئين بقسوته وتسلطه. كان بوريس يتنمر على اللاجئين بشكل يومي، لكنه خصص جزءًا كبيرًا من وقته لاضطهاد عباس. ربما لأنه لاحظ في عيني عباس تلك الشعلة من الإصرار التي تثير غضبه، أو ربما فقط لأنه كان يبحث عن شخص ليصب عليه غضبه.
الموقف الأول: في يوم بارد، كان عباس يقف في طابور الطعام عندما شعر بيد ثقيلة تهبط على كتفه بعنف. استدار ليجد بوريس يبتسم ابتسامة خبيثة.
بوريس (بصوت ساخر): "ماذا؟ هل تأمل أن تجد طعامًا كافيًا اليوم؟ ربما يجب أن تتوقف عن الأكل... لن تحتاجه عندما تموت هنا."
عباس، الذي كان متعبًا للغاية بعد ليلة طويلة من البرد والجوع، لم يرد. لكنه لم يخفض رأسه. عيونهم التقت، وعباس لم يتحرك، مما جعل بوريس يشعر بالإهانة.
بوريس (بغضب وهو يدفع عباس بعنف): "ألا تسمعني أيها الحقير؟!"
عباس كاد أن يسقط، لكنه استعاد توازنه. أصدقاؤه في الطابور نظروا إليه بقلق، بينما كان عبود في الخلف يشاهد المشهد بصمت، لكنه شعر بالغضب يتصاعد في داخله.
الموقف الثاني: بعد عدة أيام، كان عباس يحاول إصلاح أحد الأغطية التي كانت لا تقي من البرد في خيمته عندما اقترب بوريس مرة أخرى.
بوريس (وهو يركل الدلو الذي كان يجمع فيه عباس بعض الماء): "هل تعتقد أن هذه الأغطية ستنقذك؟ ستتجمد في النهاية."
عباس تجاهله هذه المرة، محاولًا التركيز على عمله. لكن بوريس لم يكن يريد تركه بسلام. أمسك بذراع عباس ورفعه عن الأرض بقوة.
بوريس (بصوت غاضب): "أنا أتحدث إليك، أيها الجبان!"
عباس كان قد بدأ يفقد صبره. حاول تحرير نفسه من قبضة بوريس، لكن الحارس كان أقوى منه.
عباس (بهدوء محاولًا التحكم بغضبه): "اتركني."
بوريس (بصوت ساخر): "ماذا ستفعل؟ هل ستضربني؟ هيا، حاول."
كان هناك لحظة توتر، لكن عباس تراجع، لأنه كان يعلم أن أي مواجهة مع بوريس ستؤدي إلى عواقب وخيمة.
الموقف الثالث: في أحد الأيام، بينما كان اللاجئون يتجمعون في الساحة للحصول على حصصهم الغذائية، حدث أمر غير متوقع. بوريس وقف أمام الجميع، وبدأ يتفحص وجوههم بازدراء. وعندما وقع نظره على عباس، اقترب منه ببطء.
بوريس (بصوت متسلط): "عباس، أعتقد أنك تحتاج إلى درس."
دون سابق إنذار، ضرب بوريس عباس على وجهه. سقط عباس على الأرض، والدماء تسيل من فمه. صمت الجميع، ولم يتحرك أحد، خوفًا من بطش بوريس. لكن عبود، الذي كان يشاهد من بعيد، لم يعد قادرًا على التحمل.
عبود (بغضب وهو يتقدم نحو بوريس): "اتركه!"
الجميع كانوا في حالة صدمة. لم يجرؤ أحد من قبل على مواجهة بوريس. عبود وقف أمام الحارس، وعيناه مليئتان بالغضب.
بوريس (بابتسامة ساخرة وهو ينظر إلى عبود): "ومن أنت؟ هل تريد أن تكون البطل؟"
عبود (بصوت ثابت): "أنا فقط أريد منك أن تتركنا بسلام. نحن لم نأتِ هنا لنموت تحت أيديكم."
لكن بوريس لم يكن ينوي ترك الأمور تسير بهذه السهولة. حاول ضرب عبود، لكن عبود كان أسرع منه هذه المرة. تفادى الضربة ودفع بوريس بعيدًا عنه.
بوريس (بغضب شديد وهو يتراجع): "سوف تدفع ثمن هذا."
بعد تلك المواجهة، الحراس الآخرون تدخلوا وفرقوا بينهما، لكن عبود عرف أن الأمور لن تنتهي هنا. ومع ذلك، كان يعرف أن مواجهة بوريس كانت ضرورية. لم يكن بإمكانهم السماح له بالاستمرار في التنمر عليهم.
في الأيام التالية، أصبح بوريس أكثر حذرًا. لم يعد يتعرض لعباس أو عبود بنفس الجرأة، لكنه لم ينسَ ما حدث.