الفصل الثامن والخمسون: المهمة الغامضة

كان عبود يعمل بتركيز في مكتبه، مستغرقًا في مشاريعه اليومية. فجأة، ظهر جون في باب المكتب، بنظرة جادة وملامح لا تحمل أي تردد. عبود كان يعرف أن جون لم يأتِ لمجرد حديث بسيط. نظر إليه بتساؤل، وهو يتوقع أن شيئًا غير عادي على وشك الحدوث.


جون (بصوت هادئ ولكن محمل بالجدية): "عبود، تعال معي. لدينا عمل علينا إنجازه."

عبود (مستغربًا): "عمل؟ لكني أعمل هنا الآن."


جون (بنبرة واثقة): "لا تقلق. لقد أخبرت أورورا أنني سأخذك معي لبعض الوقت. لن يلاحظ أحد غيابك."

عبود شعر بشيء من الحيرة، لكنه كان يعلم أن جون لا يتحدث بلا سبب. وقف من كرسيه وأخذ سترته، متجهًا نحو الباب بخطوات مترددة.

عبود (وهو يتبع جون): "ما الذي يحدث هنا؟ إلى أين نحن ذاهبون؟"

جون (وهو يخرج من الشركة): "سترى بنفسك، عبود. إنها مهمة خاصة جدًا، وأنت الشخص الوحيد الذي أثق به للقيام بها."


قاد جون السيارة بهدوء، بينما كان عبود يجلس بجانبه، ينظر من النافذة إلى المشهد الذي يتحول تدريجيًا إلى غابة كثيفة. الطريق كان ضيقًا، وعبود لم يستطع رؤية نهاية الطريق بسبب الأشجار العالية. الجو في السيارة كان مشحونًا بالتوتر الصامت، وكلما تقدمت السيارة، زادت تساؤلات عبود.

عبود (بنبرة قلق): "جون، لماذا نحن هنا؟ هذه ليست مجرد رحلة عادية."

جون (مبتسمًا بخبث): "ستعرف قريبًا جدًا، عبود. الأمر أكبر مما تظن."

السيارة توقفت أمام كوخ قديم وسط الغابة. الكوخ بدا مهجورًا ومتهالكًا، لكن عبود شعر أن هناك شيئًا غريبًا في المكان. خرج كلاهما من السيارة وتوجها نحو الكوخ.


دخل جون وعبود الكوخ بخطوات حذرة. الداخل كان يبدو بسيطًا، مجرد أثاث قديم وغبار يغطي كل شيء. لكن جون توجه نحو زاوية معينة من الكوخ، حيث كانت هناك سجادة قديمة تغطي الأرض. قام برفع السجادة ليكشف عن باب سري معدني مثبت في الأرض.

جون (بابتسامة خفيفة): "هذا هو المدخل، عبود. استعد لما ستراه الآن."

ضغط جون على زر مخفي، وفتح الباب السري ببطء، كاشفًا عن درج حلزوني يؤدي إلى أسفل. كانت الأضواء الخافتة تنير الطريق إلى الأسفل، مما جعل الجو يبدو أكثر غرابة وغموضًا. نزل عبود خلف جون، وهو يشعر بأن الأمور على وشك أن تأخذ منعطفًا غير متوقع.

عبود (بصوت منخفض): "إلى أين يقودنا هذا الدرج؟ ما هذا المكان؟"

جون (وهو ينزل الدرج بثقة): "سترى. إنه المكان الذي يتم فيه العمل الحقيقي."


عندما وصلوا إلى أسفل الدرج، وقفوا أمام باب معدني ضخم. جون أدخل رمزًا سريًا على لوحة مفاتيح صغيرة، ثم فتح الباب. عبود لم يكن مستعدًا لما رآه في الداخل.

كانت الغرفة تحت الأرض كبيرة بشكل لا يصدق. الجدران مغطاة بشاشات عملاقة تعرض أكواد برمجية معقدة وأجهزة مراقبة في كل مكان. في منتصف الغرفة، كان هناك فريق من الهاكرز يجلسون أمام أجهزة كمبيوتر متطورة، يعملون بسرعة وكفاءة. كانت أصوات الكيبوردات تملأ المكان.

جون (بابتسامة غامضة): "مرحبًا بك في قلب العمل، عبود. هذا هو المكان الذي نخطط فيه لكل شيء."

عبود (مذهولًا): "ما هذا المكان؟ ماذا يحدث هنا؟"

جون (وهو يشير إلى فريق الهاكرز): "هذا هو الفريق الذي يعمل في الظل. نحن هنا نتحكم في الأسواق، نراقب الحسابات، ونتلاعب بالمعلومات لصالح من يدفع أكثر. غريغور كان جزءًا من هذا النظام، وأنت الآن جزء منه أيضًا."


جلس جون وعبود على طاولة كبيرة في منتصف الغرفة. بدأ جون في شرح ما يجري بشكل أكثر تفصيلًا. كانت الشاشات تعرض معلومات عن أسواق مالية، وشركات كبيرة، وتحركات سرية. عبود كان يشعر بأن كل شيء أكبر مما كان يتخيل.

جون (بجدية): "هذا ليس مجرد عمل عادي. نحن نتحكم في الأسواق، نعرف ما الذي سيحدث قبل أن يحدث. ولدينا القوة لإيقاف أي شخص أو تدميره إذا لزم الأمر. هذه الأكواد التي تراها على الشاشات ليست مجرد برمجيات. إنها مفاتيح للسيطرة على العالم المالي."

عبود (مترددًا): "ولماذا أنا هنا؟ ماذا تتوقع مني أن أفعل؟"

جون (بابتسامة): "أنت هنا لأن لديك المهارات التي نحتاجها. لقد تعلمت من غريغور، وأنت الشخص الوحيد الذي كان يثق به. نريد منك أن تنضم إلينا، لتكون جزءًا من هذا الفريق."



عبود جلس لبرهة، يفكر في ما سمعه. كان يعلم أن هذا العمل محفوف بالمخاطر، لكن القوة التي كانت بين يديه كانت مغرية. جون انتظر بصمت، وهو يراقب رد فعله.

عبود (بصوت هادئ): "لا أعرف إذا كنت مستعدًا لذلك. هذا العمل يبدو خطيرًا."

جون (بثقة): "الخطر هو جزء من اللعبة، عبود. لكن المكافآت أكبر بكثير مما تتصور. انضم إلينا، وستكون لديك القوة لحماية نفسك ومن تحب."

عبود (بصوت جاد): "سأفكر في الأمر. لكنني لن أتخذ أي قرار الآن."

جون (مبتسمًا): "خذ وقتك. لكن تذكر، الفرصة تأتي مرة واحدة."

وقف عبود وغادر الغرفة، وهو يشعر بثقل القرار الذي يواجهه. كان يعلم أن حياته لن تكون كما كانت بعد هذا اليوم.

المشهد السابع: العودة إلى المنزل

عندما عاد عبود إلى المنزل، جلس وحده يفكر في كل ما حدث. كان يعلم أن الانضمام إلى هذا الفريق يعني الدخول في عالم من الغموض والقوة، لكن كان هناك جزء منه يشعر أن هذه القوة قد تكون ما يحتاجه لتحقيق كل ما يسعى إليه.

عبود (بين نفسه): "هل أنا مستعد للانغماس في هذا العالم؟ وهل يمكنني حقًا الوثوق بجون؟"

ظل يفكر في الأمر حتى الفجر، وهو يعلم أن القرار الذي سيتخذه سيغير مجرى حياته بالكامل.



إعدادات القراءة


لون الخلفية