كان عبود قد أنهى يومًا طويلًا وقرر أن يأخذ حمامًا سريعًا ليسترخي. خلع ثيابه ودخل الحمام، تاركًا الماء الساخن يتدفق فوق جسده المتعب. فجأة، دق الباب. توقف عبود للحظة، ناظرًا نحو الباب بحذر.
عبود (بين نفسه): "من يمكن أن يكون الآن؟"
بسرعة، لف وشاحًا حول خصره وخرج من الحمام متوجهًا نحو الباب. عندما نظر من ثقب الباب، رأى فتاة طويلة تدير ظهرها للباب. تردد للحظة قبل أن يفتح.
عبود (بصوت مليء بالتساؤل): "من في الباب؟"
لم يسمع أي رد. فتح الباب ببطء لتستدير الفتاة نحوه، وكانت أورورا.
عبود (مندهشًا): "أورورا؟ ماذا تفعلين هنا؟"
كانت أورورا تقف هناك، تنظر إلى عبود بنظرة صادمة. كان جسده شبه عاري، عضلاته مشدودة ومرئية بوضوح، وعليها ندوب قديمة من جروح عميقة، تروي قصص المعارك والتحديات التي مر بها. للحظة، شعرت أورورا بعدم القدرة على الكلام.
أورورا (بصوت متهدج): "عبود... أنا... لم أكن أعلم أنك ."
عبود شعر ببعض الإحراج، لكنه حافظ على هدوئه.
عبود (بابتسامة خفيفة): "لا بأس. تفضلي، ادخلي."
دخلت أورورا الغرفة بحذر، لكن عندما استدار عبود لتوجيهها نحو الكرسي، لاحظت شيئًا على ظهره. كان هناك وشم غريب يغطي جزءًا من ظهره. بدت رموزه مألوفة بشكل غامض، لكنها لم تستطع تذكر أين رأته من قبل.
أورورا (بصوت متردد): "عبود... ما هذا الوشم على ظهرك؟"
توقف عبود للحظة، وتذكر تلك الأيام في السجن، وتحديدًا اللحظة التي حصل فيها على هذا الوشم. تذكر غريغور وهو يجلس بجانبه، يوشم ظهره بنفسه.
(فلاش باك)
كان غريغور يمسك بأداة الوشم في يده بينما جلس عبود على كرسي خشبي في زنزانتهما. كان وجه غريغور مليئًا بالجدية.
غريغور (بصوت هادئ): "كل شخص دخل السجن يجب أن يحصل على وشم. إنه تقليد هنا."
عبود (بتردد): "لكن لماذا هذا الوشم بالتحديد؟ انه كبير جدا وياخذ مساحة على ظهري لا اريد هذا الوشم؟ حتى لا اعلم ما الذي يعنيه؟"
غريغور (بنبرة غامضة): "اصمت ستعرف مع مرور الوقت. إنه يحمل أكثر مما تراه بعينيك."
(عودة إلى الحاضر)
عبود (بصوت هادئ، لكنه مليء بالذكريات): "هذا الوشم من السجن. غريغور هو من وشمني. قال لي إنه تقليد، لكنه لم يخبرني عن معناه الحقيقي."
أورورا ظلت تنظر إلى الوشم، محاولة تذكر أين رأت هذا الرمز من قبل. شعرت أن هناك شيئًا مخفيًا خلف هذا الوشم، شيئًا له علاقة بوالدها.
أورورا (بصوت متهدج): "أشعر أنني رأيت هذا الوشم من قبل... لكن لا أستطيع تذكر أين."
عبود نظر إلى أورورا بعينيه، محاولاً فهم ما يدور في ذهنها.
عبود (بجدية): "هل تعرفين شيئًا عن هذا الوشم؟"
أورورا (بتفكير عميق): "ربما... لكنني لست متأكدة. أحتاج وقتًا للتفكير. هناك شيء مألوف في هذا الرمز."
كانت الأجواء مشحونة بالتوتر والغموض. أورورا جلست على الكرسي، وعيناها مثبتتان على الوشم، بينما عبود وقف بظهره إليها. شعرت أن هناك سرًا كبيرًا يتربص خلف هذا الوشم، لكنه لم يتضح بعد. لم تكن تعرف ماذا يعني هذا الوشم، لكنها كانت واثقة أنه مرتبط بوالدها وبالمحفظة الرقمية التي كان يتحدث عنها جون.
عبود (بصوت هادئ): "إذا كان هذا الوشم مهمًا، لماذا لم يخبرني غريغور عن معناه الحقيقي؟"
أورورا (بنبرة خافتة): "غريغور كان مليئًا بالأسرار. ربما كان يحاول حمايتك بطريقة ما."
عبود شعر أن هناك شيئًا كبيرًا على وشك الانكشاف، لكنه لم يكن يعرف كيف سيتعامل مع هذه المعلومات. كان يعلم أن غريغور لم يكن شخصًا عاديًا، وأن كل ما يتعلق به كان مليئًا بالأسرار الغامضة.
أورورا (بصوت مضطرب): "اتصل بي جون منذ قليل، وقال لي أنني يجب أن أطردك من العمل... وأن أعيد لك النقود التي أعطيتك إياها. حاول فرض سيطرته علي، وقال لي إن كل هذا بفضله، وإنه يستطيع سلبه مني في ثوانٍ."
عبود (مندهشًا): "بسببي؟ كل هذا يحدث لأنني رفضت العمل معه؟"
أورورا (بصوت متقطع): "العمل معه؟ هل عاد الى اعماله القذرة ؟
عبود لا اعلم ولاكن اظنها كانت اعمال قذرة.
توقف عبود للحظة ليفكر. لم يكن يريد أن يتسبب بمشاكل لأورورا، لكنه كان يعلم أن علاقته بجون أصبحت أكثر تعقيدًا بسبب رفضه العمل معه في نشاطاته المشبوهة.
عبود جلس على الكرسي ونظر إلى أورورا، محاولًا تهدئتها. بدا على وجهه علامات التفكير العميق والقلق من التطورات الأخيرة.
عبود (بصوت هادئ): "ما الذي كان جون يريدني أن أفعله معه؟"
أورورا (بتردد): "لقد قال لي إنه ترك كل تلك الأعمال القذرة. قال لي إنه يحاول بدء حياة جديدة معي، بعيدًا عن كل ما كان يفعله. لكن الآن... يبدو أنه كاذب."
عبود (بصدمة): "كنتِ لا تعرفين؟"
أورورا (تبدأ بالبكاء): "لا... لم أكن أعلم أنه لا يزال مشتركًا في تلك الأعمال. لقد كنت أصدقه... كنت أعتقد أن كل شيء تغير بعد وفاة أبي. والآن... لا أعرف ماذا أفعل."
تقترب أورورا من عبود وتنهار بالبكاء، ترمي نفسها في حضنه، وكأنها تبحث عن ملاذ من كل هذا الضغط والتوتر. عبود يشعر بمزيج من الحيرة والشفقة عليها، لكنه يعرف أنه يجب أن يبقى قويًا.
عبود يضم أورورا بحنان ويقول لها بصوت مليء بالثقة: "لا تخافي، أورورا. أنا هنا، وسأساعدك. لا يجب أن تواجهي هذا الأمر وحدك."
أورورا ترفع رأسها وتنظر إلى عبود بعينيها المليئتين بالدموع: "ماذا يمكنني أن أفعل؟ أنا ضائعة. جون يسيطر على كل شيء، وأنا لم أكن أعلم مدى تداخله في حياتي."
عبود (بصوت ثابت): “لن تدعيه يسيطر على حياتك. أنت قوية بما يكفي لتغيير مسارك. لقد رأيت كيف تحكمين شركتك وتديرين أعمالك بحزم. لا تدعيه يحطّم ما بنيته. معًا، يمكننا إيجاد طريقة للخروج من هذا المأزق.”