في إحدى الليالي في السجن، بينما كان عبود وغريغور يجلسان في زاوية الساحة يتحدثان عن خططهم المستقبلية، بدا أن شيئًا غير طبيعي يحدث. كان الجو مليئًا بالتوتر، وشعر عبود بأن شيئًا ما خاطئ.
غريغور (بصوت هادئ ولكن مشدود):
"هناك أمر غريب هنا الليلة. راقب الجميع، عبود."
عبود استشعر الخطر أيضًا. كان السجن مكانًا لا يمكن الوثوق به، وكان يعلم أن الأعداء يمكن أن يأتوا من أي زاوية. ومع مرور الوقت، تعلّم من غريغور أن يكون دائمًا على أهبة الاستعداد.
بينما كانا يتحدثان، لاحظ عبود شخصًا غريبًا يقترب منهما. كان وجه الرجل مظلمًا، وعيناه مليئتين بالغضب. لم يكن ذلك الشخص أحد السجناء الذين اعتاد عبود رؤيتهم في السجن. كان وجهه مجهولًا، لكن عزمه واضح.
غريغور (بتوتر خفيف):
"هذا ليس جيدًا. كن مستعدًا."
قبل أن يتمكن عبود من الرد، اندفع الرجل نحو غريغور بسرعة مفاجئة، موجهًا سكينًا حادًا نحو صدره. كانت الحركة سريعة جدًا لدرجة أن غريغور لم يكن لديه وقت للرد.
لكن عبود كان أسرع. بدون تفكير، اندفع عبود بين غريغور والمهاجم، مدافعًا عنه بجسده. كانت الضربة موجهة مباشرة نحو قلب غريغور، لكن عبود تلقاها على يده اليمنى. اخترقت السكين الجلد واللحم، وأصابته بجرح عميق.
عبود (يصرخ من الألم):
"آآآه!"
لكنه لم يتراجع. رغم الألم، أمسك بيد المهاجم التي كانت تحمل السكين وحاول إيقافه. غريغور، الذي صُدم في البداية، استعاد سيطرته على نفسه واندفع نحو المهاجم بقوة، موجهًا ضربة مباشرة إلى وجهه.
غريغور (بصوت غاضب):
"لن تقتلني بهذه السهولة!"
المهاجم، الذي فوجئ بردة الفعل السريعة من عبود وغريغور، تراجع قليلًا، محاولًا استعادة توازنه. لكن عبود، رغم إصابته، لم يسمح له بالهروب. قفز عليه مرة أخرى وأمسك به بكل قوته، موجهًا ضربات متتابعة إلى جسده حتى أسقطه على الأرض.
كانت لحظات الفوضى في الساحة قد أثارت انتباه الحراس، وهرعوا إلى المكان. بينما كانوا يمسكون بالمهاجم، جلس عبود على الأرض ممسكًا بذراعه المصابة، والدماء تنزف بغزارة.
غريغور، الذي كان لا يزال مذهولًا من ما حدث، نظر إلى عبود بامتنان واضح. كان يعلم أن عبود قد أنقذه، وأنه لولا تدخله في اللحظة المناسبة، لكان قد انتهى أمره.
غريغور (بصوت ممتن ومندهش):
"عبود... لقد أنقذت حياتي."
عبود (مبتسمًا رغم الألم):
"لن أدعهم يقتلونك بهذه السهولة. أنت السبب الذي جعلني أؤمن بأن هناك شيئًا يستحق القتال من أجله."
لحظات قليلة، وتم نقل عبود إلى المستشفى داخل السجن لتلقي العلاج. الجرح كان عميقًا، لكنه لم يكن مميتًا. جلس غريغور بجانبه في المستشفى، يتأمل كيف أن الحياة يمكن أن تنقلب في لحظة.
غريغور (بصوت هادئ بعد لحظات من الصمت):
"أنا مدين لك، عبود. ما فعلته اليوم لن أنساه أبدًا."
عبود (بجدية):
"لقد علمتني الكثير يا غريغور. لن أتركك تواجه كل هذا وحدك."
تفسير خلفية الهجوم
بدأ غريغور في كشف المزيد عن نفسه وعن حياته لعلاقة أكثر ثقة بينه وبين عبود. اعترف بأن الهجوم لم يكن مفاجئًا بالنسبة له. كان يعلم أن هناك أشخاصًا ما زالوا يرغبون في الانتقام منه بسبب أعماله السابقة مع المافيا الألمانية.
غريغور (بصوت عميق):
"عالم الجريمة ليس سهلًا، عبود. لقد تسببت في الكثير من الأضرار للعديد من الأشخاص. بعضهم ما زالوا يريدون رأسي."
عبود (بقلق):
"لكن... لماذا الآن؟ لماذا في السجن؟"
غريغور (بواقعية):
"السجن ليس مأمنًا، إنه مجرد ساحة معركة أخرى. البعض يريدون إنهاء حياتي قبل أن أخرج من هنا. وهناك دائمًا من هم مستعدون لتنفيذ تلك الأوامر مقابل المال."
عبود، الذي كان يتعلم يومًا بعد يوم من غريغور، بدأ يدرك مدى خطورة هذا العالم. لم يكن الأمر يتعلق بالبقاء على قيد الحياة فقط، بل بالبقاء يقظًا طوال الوقت.