الفصل الخامس والستون: اختطاف


الفصل الجديد: الخطف والنار (موسع)
المشهد الأول: الخروج من المطار
خرج عبود، عباس، وأورورا من المطار بعد أن انهار كل شيء بالنسبة لعبود، الخيانة التي عاشها مع ليلى، والفوضى العاطفية التي باتت تسيطر عليه. كان الجو خارج المطار مشبعًا بالتوتر، وعبود كان يسير وكأن الأرض تختفي من تحت قدميه، غارقًا في أفكاره. لم يستطع تجاوز ألم خيانة ليلى، الحب الذي اعتقد أنه سيكون مصدر سعادته أصبح الآن أكبر جرح في حياته.

عباس (بهمس وهو يلاحظ شرود عبود):
"عبود، خذ نفسًا. كل شيء سيصبح على ما يرام."

عبود (بصوت مبحوح ومكسور):
"لا أعتقد ذلك يا عباس. ليس بعد كل ما حدث."


في تلك اللحظة، كانت أورورا تراقب عبود بصمت. كانت تشعر بتوتر غريب في الهواء. لم يكن يتعلق فقط بحالة عبود العاطفية، بل بشيء آخر. كان المكان غريبًا، الجو يحمل معه إحساسًا بالخطر.


أورورا (بهمس وهي تتفحص المنطقة):
"هل تشعرون بهذا؟ الجو هنا غير مريح، هناك شيء غير طبيعي يحدث."

عبود كان متعمقًا في أفكاره ولم يكن لديه وقت ليحلل أي شيء آخر. كان كل ما يريده هو الابتعاد عن الألم الذي يعصف به. لكنه على الرغم من ذلك، شعر بشيء غريب. كانت غريزته العسكرية تنبهه.


بينما كانوا يسيرون باتجاه موقف السيارات، لاحظت أورورا شخصين بعيدين يقتربان منهما بسرعة. كانت تظن أن الأمر مجرد صدفة، حتى توقفت سيارة سوداء بشكل مفاجئ أمامهم.


عباس (يتفحص الوضع بقلق):
"عبود... هذا ليس طبيعيًا. شيء ما خطير يحدث."

قبل أن يتمكن أي منهم من فعل أي شيء، توقفت سيارة سوداء أخرى بشكل مفاجئ. نزل مجموعة من الرجال المسلحين بسرعة من السيارة وهم يرتدون أقنعة سوداء، تبدو عليهم ملامح العنف. اقترب أحدهم بسرعة نحو أورورا، محاولًا سحبها.


زعيم المجموعة (بصوت عالٍ وجدي):
"أمسكوا بها بسرعة."

في لحظة من الذهول، كان عبود وعباس يقفان عاجزين للحظة، وأورورا تجد نفسها في قبضة أحد هؤلاء الرجال المسلحين. حاولت المقاومة بكل قوتها، لكن قبضتهم كانت قوية وساحقة. صرخت بصوت عالٍ، محذرةً عبود وعباس.


أورورا (وهي تصرخ بيأس):
"عبود! عباس! ساعدوني!"

عبود الذي كان يتخبط في آلامه العاطفية استيقظ فجأة على صوت صراخها، وكأن صوتها كان جرس إنذار داخل رأسه. انتفض بجنون وركض نحو الرجال، محاولًا إيقافهم.


عبود (بصوت عالٍ ومشتعل بالغضب):
"اتركوها!"

قبل أن يتمكن من الاقتراب، أطلق أحد المسلحين طلقة نارية، أصابت كتف عبود بقوة وسقط على الأرض. الصدمة والألم تملكا جسده في لحظة.


عبود (بصوت مكتوم وهو ينحني من الألم):
"آه... اللعنة."

شعر عبود أن الرصاصة قد اخترقت جسده، لكنه لم يكن قادرًا على التفكير في الألم. كان تفكيره كله مركزًا على أورورا وصراخها المستمر الذي يمزق قلبه. بينما كان يرقد على الأرض، كانت عيناه تغمض ببطء، وشعر أن كل شيء بدأ يصبح ضبابيًا.


عبود (في حديث داخلي مؤلم):
"هذا... لا يؤلم أكثر من الألم الموجود في قلبي..."


عبود، رغم الألم المبرح في جسده وكتفه الذي كان ينزف بغزارة، لم يكن قادرًا على الاستسلام. فتح عينيه بصعوبة وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة شديدة. صراخ أورورا كان لا يزال يتردد في أذنه، وكان يشعر بالعجز التام.


عبود (بصوت ضعيف ومكافح للغضب):
"أورورا...!"

بدأ يحاول الوقوف، لكن جسده كان يرفض التعاون. ومع ذلك، استطاع أن ينهض تدريجيًا، مستخدمًا كل قوته الداخلية ليدفع نفسه للأمام. رأى الخاطفين وهم يسحبون أورورا نحو السيارة، وكان يحاول بشدة أن يصل إليهم.


في لحظة من الجنون، ركض عبود نحو السيارة السوداء التي بدأت تتحرك ببطء. أمسك بنافذة السيارة الخلفية، محاولًا التعلق بها.

عبود (بصوت متحشرج):
"لن أدعكم تأخذونها!"

لكن أحد الرجال من داخل السيارة رآه وأطلق لكمة قوية نحوه من النافذة، مما جعله يسقط أرضًا مرة أخرى.


الرجل المسلح (بصوت ساخر):
"اذهب واعتنِ بجروحك، هذا ليس مكانك."

السيارة انطلقت بسرعة، تاركة عبود وراءها، مرميًا على الأرض بجانب المطار. صرخ عبود بأعلى صوته في الظلام، صرخة مليئة بالعجز والغضب.


عبود (بصوت يائس ومملوء بالغضب):
"أورورااااااا!"


بعد سقوطه الثاني، استلقى عبود على الأرض، وجسده كان يئن من الألم. لم يكن جسده فقط الذي كان يصرخ، بل قلبه وروحه أيضًا. كل ما كان يحدث له في تلك اللحظة كان تذكيرًا بقسوته، بخيانة ليلى، والآن باختطاف أورورا. كل شيء كان يتداعى.

في تلك اللحظة، جاء عباس يركض نحوه، وجهه كان مليئًا بالقلق.

عباس (وهو يركض بسرعة):
"عبود! لا تستسلم الآن، علينا أن ننهض."

كان عباس يحاول أن يربط الجرح في كتف عبود بقطعة قماش مستعجلة.

عباس (بحزم وهو يرفع عبود):
"لا تدعهم يربحون هذه المعركة. سنجدها، عبود. لن نتركهم يأخذون أورورا بعيدًا."

عبود، رغم الألم في جسده وقلبه، شعر بقوة داخلية تدفعه للنهوض مجددًا. لم يكن قادرًا على قبول الهزيمة. مع كل ما مر به في حياته، كان هذا التحدي الأخير. عليه أن يقاتل، ليس فقط من أجل أورورا، بل من أجل كل شيء فقده.

عبود (بصوت هادئ لكنه مليء بالعزيمة):
"سأجدهم... وسأعيدها."


بمساعدة عباس، وقف عبود على قدميه. كان ينزف، لكنه لم يكن ليتوقف الآن. نظر إلى الأفق المظلم، ورغم الألم في كتفه، كانت عيناه مليئة بالعزيمة.

عباس (بصوت مهدئ):
"علينا أن نتحرك بسرعة قبل أن يفقدوا أثرهم."

عبود أومأ برأسه، لكنه كان يعلم أن الوقت ليس في صالحهم. بينما كان يلتقط أنفاسه، كان يخطط لخطوته التالية. لن يدع هؤلاء الرجال يختفون بسهولة، ولن يدع أورورا تضيع.

عبود (بصوت عميق ومليء بالغضب):
"الآن يبدأ الحساب. لن أدعهم يأخذون ما بقي لي."


بينما كان عبود وعباس يقفان في الظلام، كانت المهمة القادمة واضحة. كان عليهما التحرك بسرعة، لأن كل ثانية قد تكون فارقة في إنقاذ أورورا من مصير مجهول.
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية