الفصل السادس والاربعون: مكالمة ليلى والمشكلة الجديدة

بعد تلك المواجهة المثيرة في المكتب مع جون، كان عبود يشعر بثقل كبير في قلبه وعقله. عاد إلى شقته الصغيرة بعد يوم طويل، محاولًا تهدئة أفكاره ومراجعة كل ما حدث. كان من الواضح أن هناك أسرارًا حول غريغور لم يكن يعلمها، والآن أصبح متورطًا في شيء أكبر مما كان يتصور.


جلس عبود على الأريكة، وأخذ نفسًا عميقًا، محاولًا تخفيف التوتر الذي يشعر به. لكن هاتفه رن فجأة، وعندما نظر إلى الشاشة، رأى اسم "ليلى". كان يعلم أن المكالمة قد تكون مهمة، فالتقط الهاتف بسرعة.


عبود (بصوت هادئ): "مرحبًا ليلى، كيف حالك؟"


من الطرف الآخر، كان صوت ليلى مليئًا بالدموع والتوتر. كانت تبكي بشكل واضح، ولم تستطع السيطرة على مشاعرها.

ليلى (ببكاء مختنق): "عبود... عبود، أنا في ورطة كبيرة. أبي عاد من السفر وقرر أن يزوجني لابن عمتي، ولا أستطيع فعل أي شيء!"


تجمد عبود للحظة. لم يكن يتوقع سماع هذا الخبر من ليلى. كانت هذه اللحظة مليئة بالقلق والتوتر.

عبود (بصوت جاد وقلق): "ماذا؟! ليلى، اهدئي، أخبريني بالتفاصيل. كيف حدث هذا؟ ولماذا الآن؟"


ليلى (بصوت مرتجف): "أبي... لقد ضغطوا عليه العائلة، ويريدون أن يزوجوني لابن عمتي. لقد جاءوا اليوم وطلبوني، وأنا لا أستطيع أن أقول لا. إنهم يخططون لعقد الزواج قريبًا جدًا، وأنا خائفة يا عبود."



عبود شعر بالغضب والحزن في الوقت نفسه. لم يكن يتوقع أن تأتي هذه اللحظة بهذه السرعة، لكنه كان يعلم أن عليه التصرف بسرعة. لم يكن سيتخلى عن ليلى بهذه السهولة.

عبود (بصوت حازم): "ليلى، لا تخافي. سأحل هذه المشكلة. سأتحدث إلى والدك بنفسي، وسأطلبك منه. لن أسمح لأي شخص آخر بأن يأخذك مني."


ليلى (بصوت متهدج): "عبود... أنا خائفة. لا أريد أن أخسر كل شيء. ماذا لو رفض أبي؟"

عبود (بصوت مليء بالثقة): "لن يرفض. سأذهب وأطلبك منه بنفسي. أنا جاد يا ليلى، لن أتركك وحدك في هذا."


بعد المكالمة، جلس عبود ليفكر في خطته القادمة. لم يكن لديه الكثير من الوقت. كان يعلم أن عليه التحرك بسرعة، ولكن بطريقة ذكية. لم يكن يعرف كيف سيكون رد والد ليلى، لكن كان مستعدًا لمواجهة أي شيء.


عبود أمسك هاتفه وبدأ يفكر في التواصل مع والد ليلى. عليه أن يكون حذرًا في هذا الأمر، لكن أيضًا كان عليه أن يكون واضحًا وحازمًا.

عبود (بين نفسه): "لا يوجد خيار آخر.  أو سأتواصل مع والدها بأي طريقة.  واطلب يدها منه سأكون جاهزًا لكل شيء."

كان عبود يعلم أن المهمة لن تكون سهلة



إعدادات القراءة


لون الخلفية