عبود (بصوت مشوب بالإحباط): "لقد تحدثت مع السلطات، وقالوا لي إن معاملات لم الشمل قد تستغرق عامًا أو حتى عامين، وأحيانًا يتم رفض الطلب تمامًا. لا أعرف كيف سأتمكن من جلب ليلى إلى هنا."
كانت أورورا تستمع بصمت، وهي تعرف مدى تعلق عبود بليلى ومدى الجهد الذي بذله ليكون معها. ورغم أن علاقتهما قد تطورت في لحظات الضعف، كانت تعرف أنه بحاجة لمساعدة حقيقية.
أورورا (بصوت هادئ وواثق): "عبود، لا تقلق. هناك طريقة أسهل لجلب ليلى إلى هنا."
نظر عبود إلى أورورا بتعجب، محاولاً فهم ما تقصده.
عبود (بدهشة): "ماذا تعنين؟ كيف يمكن ذلك؟"
أورورا (بابتسامة خفيفة): "بدلًا من الانتظار لكل تلك الإجراءات البيروقراطية، سأرسل لها عرض عمل في الشركة. يمكنني بسهولة أن أستخرج لها تأشيرة عمل، وهذا بسيط جدًا. ستتمكن من القدوم خلال أيام."
تجمد عبود في مكانه للحظة، غير قادر على استيعاب ما سمعه. كان الحل الذي قدمته أورورا بسيطًا جدًا ولكنه فعّال. لم يتخيل أن هناك طريقة أسرع لجلب ليلى إلى ألمانيا.
عبود (مندهشًا، وعيناه تلمعان بالأمل): "هل هذا ممكن؟ هل حقًا تستطيعين فعل ذلك؟"
أورورا (بثقة): "نعم، بكل تأكيد. أنا المديرة هنا، وأستطيع إصدار عرض عمل لها واستكمال إجراءات الفيزا في وقت قصير. لن نحتاج إلى الانتظار الطويل مثل معاملات لم الشمل."
وقف عبود فجأة، وكأنه قد تحرر من حمل ثقيل كان يعوقه عن التنفس. لم يكن يصدق أن حلاً بهذه السهولة كان في متناوله.
عبود (بفرح غامر): "أورورا، لا أصدق ما تقولين! هل حقًا يمكنها القدوم بهذه السرعة؟"
أورورا (مبتسمة): "نعم، عبود. يمكنك الوثوق بي. سأرسل لها عرض العمل غدًا، وبمجرد قبولها، سنبدأ بإجراءات الفيزا. لا تقلق، سيكون كل شيء على ما يرام."
شعر عبود بفرحة لم يعشها منذ فترة طويلة. كانت العقبات التي واجهها تبدو وكأنها تختفي فجأة. تقدم نحو أورورا وعيناه تلمعان بالامتنان.
عبود (بامتنان حقيقي): "أورورا، لا أستطيع شكرك بما يكفي. لقد أنقذتني. ليلى تعني لي كل شيء... لا أعرف كيف سأرد لك هذا الجميل."
أورورا (بابتسامة دافئة): "لا داعي للشكر، عبود. أريد فقط أن أساعدك. أحيانًا الأمور البسيطة هي ما تصنع الفارق الكبير."
عبود وهو يطير من الفرح، وهو يعلم الآن أن حلمه في جلب ليلى إلى ألمانيا قد أصبح حقيقة قريبة جدًا. بدأ يفكر في كل الخطط التي كان ينتظر تنفيذها منذ وقت طويل.
عبود (بلهفة): "سأتصل بليلى فورًا وأخبرها. لا يمكنني الانتظار لرؤية رد فعلها."
أورورا ضحكت قليلاً وهي ترى سعادة عبود التي لا تُخفى، وقالت له بنبرة مرحة:
أورورا (بمرح): "لا تنسَ أن تخبرها أن تعبئ أوراق العمل بسرعة!"
عبود (مبتسمًا): "بالتأكيد، سأخبرها بكل شيء!".
ثم ذهب عبود الى بيته.
بعد مرور أسبوع من الانتظار المتوتر، كان عبود جالسًا في شقته، يراجع بعض الأوراق الخاصة بعمله الجديد ويتابع المستجدات حول الفيزا. لم يكن يتوقع أن يحصل على أي خبر اليوم، لكنه كان يشعر بتوتر طبيعي مثل أي شخص ينتظر شيئًا مهمًا في حياته. هاتفه رن فجأة.
عبود (بصوت متسائل): "من هذا؟"
عندما نظر إلى الشاشة، رأى رقمًا غير معروف، لكنه شعر بحدس أن هذا الاتصال قد يكون عن الفيزا.
عبود (بترقب): "مرحبًا؟"
الموظف من الجهة الأخرى (بصوت رسمي): "مرحبًا، السيد عبود؟ أنا من المكتب المسؤول عن التأشيرات، وأود أن أخبرك بأن الفيزا الخاصة بخطيبتك قد تمت الموافقة عليها. يمكنك البدء في الترتيبات للسفر."
عبود لم يستطع أن يصدق ما يسمعه في البداية. شعر وكأن العالم توقف للحظة، وكأن حملًا ثقيلًا قد انزاح عن صدره. نهض من مكانه بسرعة، متجاهلًا الأوراق التي كان يعمل عليها، وعيناه تلمعان بالفرح.
عبود (بصوت مليء بالسعادة): "حقًا؟ هل تمت الموافقة؟!"
الموظف (بهدوء): "نعم، تمت الموافقة. يمكنكم البدء في ترتيب تفاصيل السفر. تهانينا."
أغلق عبود الهاتف وهو يشعر وكأنه يعيش حلمًا. لم يكن يتوقع أن تأتي الأخبار بهذه السرعة. فورًا، قرر الاتصال بليلى ليخبرها بالخبر السعيد.
أمسك عبود بهاتفه واتصل بليلى، وكان يشعر بأنه على وشك الانفجار من السعادة.
عبود (بلهفة): "مرحبًا ليلى! لدي خبر مذهل لك."
ليلى (بصوت متلهف): "عبود؟ ماذا هناك؟"
عبود (بفرح لا يوصف): "تمت الموافقة على الفيزا، ليلى! أخيرًا، ستتمكنين من القدوم إلى هنا. كل شيء قد انتهى، وستكونين معي قريبًا!"
سمع عبود صوت ليلى من الجهة الأخرى وهي تبكي من الفرحة.
ليلى (بصوت متهدج): "يا الله، عبود... لا أصدق ما أسمعه. هل حقًا سأتمكن من السفر؟"
عبود (بصوت دافئ): "نعم، يا حبيبتي. كل شيء جاهز. سنبدأ الآن في تنظيم رحلتك إلى هنا."
بعد المكالمة، بدأ عبود وليلى في تنسيق الأمور اللازمة للسفر. عبود اتصل بالشركة لترتيب تفاصيل العمل وتأكد من أن كل الأوراق المتعلقة بوصول ليلى إلى ألمانيا جاهزة.
عبود (يتحدث إلى موظف الشركة): "مرحبًا، أردت فقط التأكد من أن كل شيء جاهز بخصوص وصول ليلى. نحن مستعدون للترتيب النهائي."
الموظف (بهدوء): "نعم، كل شيء جاهز. ننتظر فقط وصولها، وستكون مستعدة للبدء في العمل فور وصولها."
بعد الانتهاء من كل الترتيبات، جلس عبود في شقته وهو يشعر بالراحة لأول مرة منذ فترة طويلة. كل ما كان يحلم به أصبح الآن حقيقة قريبة. كل شيء يسير نحو الطريق الذي كان يتمناه. ابتسم لنفسه وهو يفكر في المستقبل الذي ينتظره مع ليلى.
عبود (بهمس): “أخيرًا... بعد كل هذا الوقت، سنكون معًا.”