مرت بضعة أيام منذ أن اكتشف عبود وأورورا وعباس المحفظة الرقمية. عبود جلس مع عباس في حديقة منزل أورورا، وهما يتحدثان بهدوء عن المستقبل بعد الأحداث الأخيرة.
عبود (بتفكير عميق): "عباس، لقد مررنا بالكثير. المال هذا يمكن أن يغير حياتنا، لكني أريد أن يكون التغيير للأفضل، ليس فقط لنا ولكن للآخرين."
عباس (مبتسمًا): "أعرفك يا عبود، لن تدع الأمور تتغير بشكل سطحي. لديك قلب كبير."
عبود (ينظر إليه بجديّة): "سأرسل لك مبلغًا يكفيك لتبدأ حياة جديدة. لطالما كنت معي في الأوقات الصعبة، واليوم أريد أن أكون معك."
عباس (بتردد): "عبود، أنت أخي، وهذا يكفي. لست بحاجة لكل هذا المال. أنت تعلم أني أفكر في الزواج، لكني لا أحتاج الكثير."
عبود (يبتسم ويضع يده على كتف عباس): "هذا المال ليس مجرد أموال، إنه وسيلة لحياة جديدة لنا جميعًا. أنا أثق أنك ستستغله بطريقة جيدة."
بعدها، عاد عبود إلى الداخل ليجد أورورا تجلس أمام شاشة الكمبيوتر، تبحث في أوراق الشركات والمؤسسات الخيرية. كانت غارقة في الأفكار حول كيفية استخدام المال لمساعدة الآخرين.
عبود (بصوت هادئ): "أورورا، كنت أفكر… لدينا فرصة حقيقية لمساعدة الناس. المال لا يعني شيئًا إذا لم نستخدمه لصالح المحتاجين."
أورورا (تنظر إليه بابتسامة رقيقة): "هذا ما كنت أفكر فيه. يمكننا توجيه جزء من المال لمساعدة اللاجئين، وتأسيس مشاريع خيرية تستمر على المدى البعيد."
عبود (بإصرار): "نعم، دعينا نفعل ذلك معًا."
مع مرور الأيام، بدأ عبود وأورورا يقضيان مزيدًا من الوقت معًا. لكن العلاقة بينهما لم تكن واضحة بشكل سريع، بل كانت تنمو ببطء. كانت هناك لحظات مشتركة بسيطة جعلت كل منهما يقترب من الآخر بشكل غير مباشر.
في أحد الأيام، كانا يجلسان في الحديقة تحت أشعة الشمس ، أورورا تقرأ كتابًا بينما كان عبود يراقب الطيور التي تحلق في السماء.
عبود (مبتسمًا): "أنتِ تعرفين… لم أكن أتوقع يومًا أن أعيش حياة مثل هذه. كل شيء يبدو غريبًا لكنه جميل."
أورورا (ترفع عينيها من الكتاب): "أحيانًا، الأشياء التي لا نتوقعها تكون الأجمل. لم أتوقع أن يكون لدي شريك مثلك في هذه الرحلة."
عبود (بتفكير): "أحيانًا أشعر أنني عالق بين الماضي والمستقبل. ما زلت أفكر في ليلى، في كل ما كان من المفترض أن يكون."
أورورا لم تجب مباشرة. كانت تدرك أن عبود لا يزال متأثرًا بحب قديم. بدلاً من الرد، وضعت يدها بلطف على كتفه، في إشارة منها إلى أنها هنا إذا احتاج للتحدث.
استمر عبود في العمل مع أورورا على المشاريع الخيرية، ومع مرور الوقت، بدأت مشاعر جديدة تتشكل بينهما. كان هناك نوع من الراحة في حضورهما معًا، شيء يختلف عن أي علاقة سابقة.
في إحدى الليالي، بعد يوم طويل من التخطيط، جلسا معًا على الشرفة، يتأملان النجوم. كانت السماء مليئة بالنجوم، لكن الجو كان هادئًا، مليئًا بالتأمل.
عبود (بنبرة هادئة): "أورورا، أشعر أنني تغيرت كثيرًا منذ أن قابلتك. لم أكن أعرف أن الحياة يمكن أن تكون بهذه الطريقة."
أورورا (بابتسامة هادئة): "أنت لم تتغير فقط، بل أصبحت أكثر قوة وثقة. ربما كنت تحتاج فقط إلى شخص يريك الطريق."
عبود (بنبرة مليئة بالتفكير): "في البداية كنت أعتقد أن حياتي كلها ستدور حول ليلى، لكن… معك أشعر بشيء مختلف. شيء أعمق، كأنكِ تجلبين لي السلام."
أورورا لم تكن قد تحدثت عن مشاعرها بعد. لكنها كانت تعلم أن هذه اللحظة تعني أكثر من مجرد كلمات. بدلاً من الرد، وضعت يدها على يده بلطف، وكأنها تقول: “أنا هنا بجانبك.”