الفصل الواحد والخمسون: السعادة الغامرة

خرج عبود من مكتب أورورا بعد أن حصل على مبلغ 30 ألف دولار. كانت مشاعر الفرح مختلطة لديه، فبعد كل ما مر به من صعوبات ومعاناة، شعر وكأنه قد اقترب من تحقيق أحد أحلامه الكبرى. المبلغ الذي حصل عليه لم يكن فقط وسيلة لإنقاذ حلمه مع ليلى، بل كان أيضًا بداية جديدة لحياته معها.


عبود (بين نفسه، بابتسامة): "أخيرًا، سأتمكن من إحضار ليلى هنا. لقد مررنا بالكثير، ولكن الآن الأمور بدأت تتحسن."

استقل عبود سيارته، وفي طريقه إلى المنزل، قرر أن يتصل بوالد ليلى ليخبره بأنه حصل على المال وأنه مستعد لترتيب الأمور المتعلقة بالخطبة.



عبود كان متحمسًا عندما اتصل بوالد ليلى. كان يتوقع أن يكون الرجل سعيدًا مثله، خاصة بعد أن توصلوا إلى اتفاق بشأن المهر والمصاريف.

عبود (بفرح): "السلام عليكم، عمي. كيف حالك؟"


والد ليلى (بهدوء): "وعليكم السلام يا عبود. كيف حالك؟"

عبود (بتحمس): "الحمد لله، أموري تمام. فقط أردت أن أخبرك أنني تمكنت من تدبير المبلغ، ومستعد لترتيب كل شيء الآن. سأرسل المال لليلى لتبدأ بالتحضيرات."


والد ليلى (بصوت متردد قليلًا): "هذا خبر جيد، عبود. سأبدأ الترتيبات هنا، وسنقيم خطبة صغيرة. ستكون عائلية وبسيطة، لكن نريد أن نحتفل بخطبتك وليلى بالطريقة التي تليق بنا."

عبود (متحمسًا): "لا بأس عمي، المهم أن نبدأ حياة جديدة معًا. سأرسل المال لها اليوم لتبدأ بكل ما تحتاجه."


والد ليلى (بهدوء): "أنت شاب طيب يا عبود. سأترك الأمور بين يدي الله."


بعد المكالمة، جلس عبود في شقته وفتح تطبيق تحويل الأموال. كان قد جمع كل التفاصيل اللازمة وأرسل المبلغ المطلوب إلى ليلى. لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو يتخيلها تفتح الرسالة وترى المبلغ. أخيرًا، أصبح كل شيء حقيقيًا.



بعد أن أرسل المال، قرر الاتصال بليلى ليخبرها بكل شيء ويطمئنها. كانت المكالمة مليئة بالعواطف، وكأنها اللحظة التي كانا ينتظرانها منذ سنوات.

عبود (بصوت مفعم بالفرح): "مرحبًا ليلى، كيف حالك؟"

ليلى (بصوت مليء بالمشاعر): "عبود! لقد أرسلت المال! لا أصدق أن كل هذا يحدث أخيرًا."


عبود (بابتسامة): "نعم، يا ليلى. كل شيء أصبح جاهزًا الآن. يمكننا أخيرًا أن نبدأ بترتيب الأمور. والدك أخبرني أنه سيقيم لكِ خطبة صغيرة، وأنا متحمس لكل هذا."

ليلى (بدموع الفرح): "لا أصدق أن كل هذا يحدث يا عبود. لقد مررنا بالكثير، والآن أشعر بأننا قريبون جدًا من أن نكون معًا."

عبود (بصوت هادئ): "لقد فعلناها يا ليلى. نحن هنا الآن. كل ما تبقى هو الانتظار، وسنكون معًا قريبًا."



بدأت ليلى ووالدها في تحضير الخطبة الصغيرة. كانت خطبة بسيطة على "قد الحال" كما وصف والدها، حيث دعا الأقارب والجيران. كان الكل سعيدًا بهذا الحدث، خاصة أن عبود وليلى كانا قد مرّا بسنوات من الصعوبات، وكان الجميع يعرف مدى الحب الذي يجمعهما.


عبود كان يعلم أن الأمور بدأت تتحسن، ولكن المسؤوليات لا تزال كبيرة. كان عليه أن يحضر ليلى إلى ألمانيا، وأن يبدأ حياتهما الجديدة هناك. لكنه كان مستعدًا لكل ما سيأتي، مليئًا بالأمل والعزيمة.

في ذلك المساء، وهو يجلس وحيدًا في شقته، بدأ يخطط لما سيأتي بعد الخطبة. كانت حياته تسير في اتجاه جديد، وكان مستعدًا لمواجهة كل التحديات التي قد تعترض طريقه.

عبود (بين نفسه): “لقد قطعت شوطًا كبيرًا. والآن، حان الوقت لبناء حياة جديدة مع ليلى.”



إعدادات القراءة


لون الخلفية