بعد حادثة إنقاذ عبود لحياة غريغور، أدرك غريغور أن عبود ليس فقط شخصًا شجاعًا ولكنه أيضًا يمتلك الإمكانيات للتعلم والتطور. في أحد الأيام، بعد شفائه من الإصابة، قرر غريغور أنه يجب على عبود أن يبدأ بالتعلم عن العالم الذي كان يسيطر عليه في السابق: عالم التكنولوجيا والبرمجة والهكر.
غريغور (بصوت جدي):
"عبود، لقد أثبتت أنك قوي جسديًا، لكن القوة الحقيقية في هذا العالم ليست في العضلات. إنها في العقل والتكنولوجيا. العالم الآن تحكمه المعلومات. وإذا كنت تريد أن تتحكم في مصيرك، عليك أن تتعلم كيف تستخدم هذا السلاح."
عبود (بدهشة):
"ماذا تعني؟"
غريغور (مبتسمًا):
"لقد كنت قائدًا لفريق من الهاكرز، وقد قمنا بتهكير البنوك والشركات الكبرى. كل شيء كان يديره الكمبيوتر، والأموال كانت تتدفق بمجرد ضغطة زر. أريد أن أعلمك كيف تفكر كهاكر."
عبود (بتردد):
"لكن كيف يمكنني أن أتعلم ذلك هنا؟ نحن في السجن، لا توجد حواسيب."
غريغور : لا تقلق ليس هناك داعي لها هنا ساشرح لك الاساسيات والمفاهيم التي يجب عليك معرفتها
غريغور يبدأ بتعليم عبود الأساسيات بشكل نظري. يشرح له المبادئ الأولى في البرمجة وفهم الأنظمة، بدءًا من الأساسيات مثل كيفية عمل الإنترنت، وكيف يتم تخزين المعلومات ومعالجتها.
غريغور (بصوت حازم):
"كل شيء يبدأ بالمعرفة. حتى هنا، في هذا المكان القاسي، يمكننا أن نتعلم. لدي كتب قديمة عن البرمجة والهكر. إذا كنت جادًا في أن تصبح أقوى، عليك أن تبدأ من الآن."
عبود (بابتسامة خفيفة):
"منذ كنت صغيرًا، كنت مولعًا بالتكنولوجيا. كنت أفكك الهواتف القديمة وأحاول فهم كيف تعمل. لكن البرمجة والهكر؟ هذا شيء جديد تمامًا بالنسبة لي."
غريغور (بثقة):
"هذا جيد، لأن العقل المولع بالاكتشاف هو ما تحتاجه في هذا العالم. سنبدأ بالأساسيات، وسأريك كيف يمكن للمعرفة أن تكون أقوى من أي سلاح."
المشهد التدريبي
كل يوم، بعد انتهاء العمل في السجن أو وقت الفراغ، كان غريغور يجلس مع عبود في زاوية الزنزانة. يحملون كتبًا مهترئة عن البرمجة، ويبدؤون بالتعلم خطوة بخطوة. عبود كان يستمع بانتباه شديد، وبدأ يشعر بأن هناك عالمًا جديدًا ينفتح أمامه.
في البداية، كان غريغور يشرح المفاهيم مثل "الخوارزميات" و"الشبكات" وكيف تعمل الأنظمة البرمجية. تدريجيًا، انتقل إلى مواضيع أكثر تعقيدًا مثل الاختراقات الأمنية وكيف يمكن التحكم في الأنظمة عبر استغلال الثغرات.
غريغور (بابتسامة صغيرة):
"المعرفة هي السلاح الأقوى. عندما تعرف كيف تعمل الأنظمة، يمكنك أن تتحكم في كل شيء."
عبود كان مليئًا بالشغف والإثارة. على الرغم من الظروف القاسية في السجن، كان يرى في هذا التدريب فرصة للخروج من حياته السابقة. لم يكن يريد فقط البقاء على قيد الحياة، بل أراد أن يصبح شخصًا أقوى ويمتلك القدرة على التحكم في مصيره.
غريغور من جانبه كان يرى في عبود نسخة أصغر من نفسه، شابًا لديه الإمكانيات لكنه لم يُعطَ الفرصة ليبرز. كان يشرح له الأمور بتفصيل ودقة، وفي نفس الوقت كان يتعامل معه كمعلم يريد أن يرى تلميذه ينجح.
غريغور (بصوت هادئ لكن عميق):
"عبود، الحياة ليست فقط عن النجاة. إنها عن السيطرة. وعندما تخرج من هنا، ستكون لديك القوة لتتحكم في حياتك."
مع مرور الوقت، كان عبود يتعلم بسرعة. بدأ يفهم كيف يمكن استخدام التكنولوجيا ليس فقط كأداة للنجاة، ولكن كوسيلة لبناء حياة جديدة. غريغور كان يعده بأن يساعده عندما يخرج من السجن، ويخبره بأن لديه خططًا لتهريبه إلى ألمانيا بعد انتهاء محكوميته.
غريغور (بثقة):
"عندما أخرج من هنا، سأعيد الاتصال بشركائي في المافيا الألمانية. سأرسل لك الأشخاص المناسبين عندما تنتهي محكوميتك. لن أسمح لهم بأن يرحلوك إلى سوريا."
يستمر عبود في تدريبه تحت إشراف غريغور، وهو يدرك أنه لا يتعلم فقط من أجل البقاء، بل من أجل أن يصبح شخصًا جديدًا، شخصًا يتحكم في مصيره ولا ينتظر من الآخرين أن يقرروا له. العالم الرقمي الذي يفتحه غريغور أمامه كان بالنسبة له نافذة لحياة جديدة مليئة بالإمكانيات.