جلس عبود في غرفته في برلين بعد يوم طويل من العمل. كان يتأمل السقف، والقلق ينهش قلبه. يحتاج إلى 40 ألف دولار على الأقل ليتمكن من الوفاء بشروط والد ليلى، لكن حسابه البنكي فارغ تقريبًا. بدأت الأفكار تتسارع في ذهنه: كيف يمكنه جمع هذا المبلغ الضخم في وقت قصير؟ كلما فكر في الأمر، ازداد إحساسه بالعجز.
عبود (بصوت داخلي مفعم بالقلق): 20 ألف دولار مهر و 20 ألف دولار مصروف السفر والزواج يعني "40 ألف دولار... كيف سأجمع هذا المبلغ؟ كل شيء يبدو مستحيلاً."
لم يكن يملك الوقت الكافي. ليلى تنتظره، ووالدها وضع عليه هذا العبء الكبير. حاول التفكير في كل الحلول الممكنة. اقتراض المال من البنوك كان مستحيلاً بسبب وضعه المالي، وزملاؤه في العمل بالكاد يعرفونه، فلم يكن بإمكانه طلب المساعدة منهم.
عبود (بهمس): "عباس... ربما يمكنه مساعدتي."
كان عباس هو الشخص الوحيد الذي يثق به عبود بشكل كامل. صديقه الذي مر معه بكل المصاعب وكان بجانبه دائمًا. أخذ عبود هاتفه، وضغط على الرقم الذي يحفظه في ذاكرته منذ سنوات. كانت هذه المكالمة مليئة بالتوتر، لأنه لم يكن يرغب في وضع عبء إضافي على عباس، لكن الظروف كانت تحتم عليه ذلك.
عبود (بصوت هادئ): "مرحباً، عباس."
عباس (بصوت مفعم بالفرح): "عبود! كيف حالك؟ لم أسمع صوتك منذ فترة."
عبود (بتردد): "أنا بخير، عباس. لكن لدي مشكلة كبيرة... وأحتاج إلى مساعدتك."
عباس (بقلق): "مشكلة؟ ماذا حدث؟"
عبود بدأ يروي لعباس كل شيء عن المهر الضخم الذي طلبه والد ليلى، وكيف يحتاج إلى جمع 40 ألف دولار في وقت قصير. كان يحاول أن يبقى هادئًا، لكن الضغط كان واضحًا في صوته. كان يعلم أن عباس قد يكون الأمل الوحيد في هذه اللحظة.
عبود (بتنهيدة): "أعلم أن الأمر صعب، ولكنني لا أملك أي حل آخر. هل يمكنك مساعدتي؟ حتى لو كان بالدين، سأعيد لك المال لاحقاً."
عباس شعر بقلق عميق تجاه عبود، لكنه كان يعلم أن الأمور ليست سهلة. هو الآخر كان يفكر في الزواج ويحتاج إلى المال لتحقيق ذلك. ومع ذلك، لم يكن مستعدًا لترك صديقه يواجه هذه الأزمة وحده.
عباس (بتردد): "عبود... أنت تعرف أنني سأفعل أي شيء لمساعدتك. لكني، أنا أيضًا أحاول جمع المال للزواج. لدي 10 آلاف دولار فقط الآن."
توقف عبود لبرهة. 10 آلاف دولار لن تكفي لتغطية المبلغ المطلوب، لكنها كانت بداية. على الأقل، عباس كان هناك لمساعدته. عبود شعر بالامتنان العميق، لكنه كان يعلم أن هذا ليس كافيًا.
عبود (بصوت مفعم بالامتنان): "شكراً لك يا عباس. أعلم أنك تحاول مساعدتي بقدر ما تستطيع. 10 آلاف دولار هي أكثر مما كنت أتوقع. سأفكر في طريقة لجمع باقي المبلغ."
جلس عبود وعباس لفترة يتحدثان عن الحلول الممكنة. عباس اقترح على عبود البحث عن فرص عمل إضافية أو محاولة الاقتراض من أحد المقربين. رغم أن هذه الحلول لم تكن مثالية، إلا أن مجرد الحديث عنها جعل عبود يشعر بأن هناك أملًا، ولو كان ضعيفًا.
عباس (بجدية): "عبود، لا تقلق. سنتجاوز هذا معًا. سأعطيك ما أستطيع، ويمكننا البحث عن طرق أخرى لجمع باقي المال. هناك دائمًا حل."
عبود (بابتسامة خفيفة): "شكراً يا عباس. لا أعرف كيف كنت سأتعامل مع هذه الأزمة بدونك."
بعد إنهاء المكالمة، جلس عبود وحده مرة أخرى. لم يكن الوضع قد تحسن كثيرًا، لكنه شعر بأن هناك بصيصًا من الأمل. عليه الآن البحث عن باقي المال، وربما قبول بعض العمل الإضافي، أو البحث عن فرصة أخرى للحصول على المال.
عبود (محدثًا نفسه): "لدي 10 آلاف الآن... يجب أن أجد طريقة لجمع الباقي. لن أتخلى عن ليلى بهذه السهولة."
قرر عبود أن يبدأ في البحث عن حلول إضافية في اليوم التالي. كان يعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، لكن حبه لليلى والتزامه بوعده كانا يدفعانه للأمام.