الفصل السابع والاربعون: شرط صعب

بعد تفكير طويل وتخطيط، قرر عبود أن الوقت قد حان للتحدث مع والد ليلى.  وبدأ المكالمة بصوت هادئ لكنه حازم.

عبود (بتوتر): "السلام عليكم، عمي. أنا عبود... أريد التحدث معك بشأن ليلى."

كانت الكلمات تخرج ببطء من عبود، فقد كانت لحظة حاسمة بالنسبة له. والدا ليلى كانا يعرفانه منذ طفولته، ولكن الموقف الحالي كان مختلفًا تمامًا.


والد ليلى (بصوت صارم): “عبود، ماذا تريد؟

عبود : انا اطلب يد بنتك ليلى للزواج وانا مستعد لفعل اي شئ.

والد ليلى:ولاكن تاخرت  هذا الأمر ليس سهلاً كما تتوقع. ابن عمها طلب يدها، وأنت تعلم أن هذا زواج تقليدي محترم.”

عبود (بثقة): "أعلم يا عمي، لكن ليلى وأنا نحب بعضنا منذ سنوات. أريد أن أطلب يدها منك، وأعدك بأنني سأعتني بها."


والد ليلى كان صامتًا للحظة. بدا متردداً. كانت التقاليد والعائلة تضغط عليه، لكن حبه لابنته كان يجعله يعيد النظر في الأمر.

والد ليلى (بتردد): "عبود، هذا ليس بالأمر السهل. أنا لا أعرف كيف أوافق على شيء مثل هذا، خاصة وأنت تعيش في ألمانيا. لدينا تقاليد وعائلة يجب احترامها."

عبود (بإصرار): "أعلم ذلك يا عمي، وأنا أقدر كل ما تقول. لكنني أعدك بأنني سأفعل كل ما في وسعي لأكون الزوج الذي تستحقه ليلى. لن أتخلى عنها."


شعرت ليلى بأنها يجب أن تتدخل. بعد انتهاء المكالمة، تحدثت إلى والدها بلطف، محاولة إقناعه بأن حبها لعبود حقيقي وأنه الرجل المناسب لها.


ليلى (بصوت هادئ): "أبي، أرجوك. عبود يحبني وأنا أحبه. لقد مررنا بالكثير معًا، وأنت تعرف أننا نعرف بعضنا منذ الطفولة. أنا أريد أن أكون معه."


نظر والدها إليها بعيون مملوءة بالتفكير. كان يحب ابنته كثيرًا، ولم يكن يريد أن يجبرها على شيء ضد إرادتها. ولكن في النهاية، كان عليه أن يضع شرطًا صعبًا.


والد ليلى (بصوت حازم): "حسنًا، ليلى. سأفكر في الأمر، لكن هناك شروط. عبود يجب أن يكون جادًا."


تواصل والد ليلى مع عبود مرة أخرى ليخبره بشروطه. رغم أنه وافق بشكل مبدئي، إلا أنه وضع شرطًا ماليًا لم يكن سهلاً.


والد ليلى (بصوت جاد): "عبود، لقد تحدثت مع ليلى. سأعطيك موافقتي، لكن بشرط واحد. المهر سيكون 20 ألف دولار، وأنت ستتحمل كل تكاليف سفرها إلى ألمانيا."


توقف قلب عبود للحظة عندما سمع الرقم. لم يكن يملك هذا المبلغ. كان يعلم أن هذا تحدٍ كبير بالنسبة له، لكنه لم يكن على استعداد للتراجع.

عبود (بصوت هادئ لكن قلق): "سأفعل كل ما بوسعي، عمي. أعدك أنني سأجمع المال وأتحمل كل المصاريف. شكراً لمنحي هذه الفرصة."


بعد انتهاء المكالمة، جلس عبود وحيداً في شقته، يفكر في كيفية الحصول على هذا المبلغ. لم يكن لديه مال كافٍ، وكان يعلم أن جمع 20 ألف دولار ليس بالأمر السهل. كانت هذه لحظة تحدٍ كبيرة في حياته.


عبود (بين نفسه): "كيف سأجمع هذا المال؟ ليس لدي خيار... يجب أن أفي بوعدي."


بدأ يفكر في كل الخيارات المتاحة. ربما يحتاج إلى الاقتراض، أو العمل لساعات إضافية، أو حتى البحث عن مصادر دخل جديدة. لكن كان عليه أن يجد طريقة، لأنه لا يستطيع أن يخسر ليلى.


بعد أيام من التفكير والبحث عن الحلول، قرر عبود أنه سيقبل التحدي وسيفعل كل ما بوسعه لجمع المال. اتصل بوالد ليلى مرة أخرى ليخبره قراره النهائي.


عبود (بصوت حازم): "عمي، لقد فكرت في كل شيء. أوافق على الشروط. سأجمع المال وسأتحمل كل المصاريف. سأثبت لك أنني الرجل المناسب لليلى."


والد ليلى (بصوت هادئ): "حسنًا، عبود. سأنتظرك، لكن تأكد أن الأمور لن تكون سهلة. ليلى تستحق الأفضل، وأتمنى أن تكون جادًا."

وضع عبود الهاتف وأخذ نفسًا عميقًا. كانت هذه بداية رحلة جديدة، مليئة بالتحديات. لكنه كان مستعدًا لمواجهة كل الصعاب من أجل ليلى.
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية