الفصل التاسع والاربعون: الحب بلسم للجروح

بعد الحديث مع عباس ومحاولته الحصول على المال، شعر عبود بأنه بحاجة إلى التحدث مع ليلى. لقد كان حبهما هو الدافع الوحيد الذي يبقيه صامدًا في وجه كل هذه الصعاب. رغم كل ما مر به من مشاق، كان حلمه الأكبر هو أن يجمعهما القدر في مكان واحد. كان يعلم أن ليلى تنتظر هذه اللحظة أيضًا، ولهذا قرر أن يتصل بها ليخفف من التوتر والضغط الذي يمر به.

أمسك عبود بهاتفه واتصل بليلى. انتظر قليلًا حتى ردت، وصوتها الحنون جاء كبلسم لجروحه.

عبود (بصوت مفعم بالعاطفة): "مرحبًا، ليلى."

ليلى (بابتسامة باهتة تسمعها من خلال الهاتف): "مرحبًا، عبود. كيف حالك؟"

عبود (بتنهيدة عميقة): "أنا بخير... فقط أفتقدك."


جلس عبود على سريره، عينيه مغمضتين وهو يتحدث مع ليلى. بدأ يفتح قلبه لها كما اعتاد دائمًا، يتحدث عن مدى حبه لها وعن الأحلام التي يبنيها من أجلها.

عبود (بصوت حالم): "ليلى، كل يوم أستيقظ وأنا أفكر فيك. لقد مررت بالكثير حتى أصل إلى هنا. سوريا، تركيا، السجن... لكنكِ كنت دائمًا في ذهني. كنتِ السبب الذي جعلني أتحمل كل هذا."

ليلى (بصوت مليء بالعاطفة): "عبود، أنا أعلم كم تعبت. كنت دائمًا أشعر بك، وأدعو الله أن يحفظك. لكن أحيانًا أشعر بالخوف... الخوف من أن الظروف تفصل بيننا."


عبود (بإصرار): "لا تخافي، ليلى. أنا هنا الآن، وأنا أفعل كل ما بوسعي لأجلك. أعدكِ بأنني سأوفر لك حياة أفضل. سأبذل قصارى جهدي لأعوضك عن كل شيء فاتنا. سأعيش معكِ أجمل الأيام، وسأجعلكِ ملكة."



كان عبود صريحًا مع ليلى حول المعاناة التي مر بها. لم يكن يريد أن يخفي عنها شيئًا، فقد كانت شريكته في كل شيء حتى لو لم تكن بجانبه جسديًا. بدأ يروي لها جزءًا من تلك المعاناة التي عاشها، وكأن الحديث معها يخفف عنه بعض الألم.


عبود (بصوت مفعم بالحزن): "ليلى، لا أريد أن أرهقكِ، لكن يجب أن تعرفي... لقد مررت بظروف قاسية. السجن، التهريب، الخوف من أن يتم ترحيلي إلى سوريا. كل لحظة كانت تحمل خطرًا جديدًا. كنت أعيش في حالة من القلق المستمر، لكن الشيء الوحيد الذي جعلني أتحمل كل هذا هو حبكِ."


ليلى (بتأثر واضح): "عبود، لا أعرف كيف أصف لك ما أشعر به الآن. كنتِ دائمًا في ذهني، وكنتِ مصدر قوتي. لا أستطيع تخيل كل ما مررت به. أريدك فقط أن تعرف أنني هنا لأجلك، وسأكون دائمًا إلى جانبك مهما حدث."


كان عبود يتحدث بحماس عن المستقبل. رغم كل الصعاب، كان لديه إيمان بأن الأمور ستتحسن. تحدث مع ليلى عن خططه، عن البيت الذي يحلم ببنائه لها، وعن الحياة التي يتمنى أن يعيشها معها.

عبود (بصوت حماسي): "ليلى، أعدكِ بأنني سأعوضكِ عن كل يوم انتظرته. سأبني لكِ بيتًا صغيرًا جميلًا هنا في ألمانيا. سنعيش حياة هادئة بعيدًا عن الحروب والخوف. سأجعلكِ سعيدة وسأفعل كل ما بوسعي لأحقق لكِ أحلامكِ."

ليلى (بابتسامة دافئة): "أعلم ذلك، عبود. أنا أثق بك. ونحن سنحقق كل هذا معًا."


مع انتهاء المكالمة، كان كلاهما يشعر ببعض الراحة. عبود عرف أن الطريق لا يزال طويلاً، لكن حديثه مع ليلى أعطاه دفعة جديدة من القوة. كان يعلم أن هناك تحديات كبيرة تنتظره، لكنه كان مستعدًا لها. فقد كان حب ليلى هو الدافع الذي يجعله يمضي قدمًا، ويواجه كل الصعوبات.

عبود (بصوت مليء بالحب): "ليلى، أنا أحبكِ. وسأفعل كل شيء لأبقى بجانبكِ."


ليلى (بصوت حنون): "وأنا أحبك، عبود. وسأنتظرك مهما طال الزمن."

أنهيا المكالمة، وكل منهما يحمل في قلبه الأمل والحنين.



إعدادات القراءة


لون الخلفية