بعد أن استقر عبود في ألمانيا وبدأ يتعلم اللغة الألمانية، شعر بالحاجة إلى تطوير مهاراته بشكل أكبر. تذكر الدروس التي تعلمها من غريغور في السجن حول البرمجة والتكنولوجيا، وأدرك أن هذه المهارات يمكن أن تكون مفتاحًا لمستقبله في هذا البلد الجديد. كان يعرف أن العالم الآن يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، وإذا تمكن من تطوير نفسه في هذا المجال، فقد يتمكن من بناء حياة أفضل.
بدأ عبود يبحث عن مراكز تعليمية تقدم دورات في البرمجة وتكنولوجيا المعلومات. لم يكن لديه الكثير من المال، لكنه كان مصممًا على إيجاد طريقة لتعلم هذه المهارات. بعد عدة أيام من البحث، اكتشف مركزًا محليًا يقدم دورات لتعلم الحاسوب والبرمجة براتب رمزي. كانت هذه الفرصة التي كان ينتظرها.
عبود (محدثًا نفسه بابتسامة صغيرة): "هذه هي الفرصة التي أحتاجها. سأتعلم كيف أحول الدروس النظرية التي أخذتها من غريغور إلى مهارات عملية."
توجه إلى المركز وسجل في الدورة. لم يكن الأمر سهلاً، لكن عبود كان مستعدًا للعمل بجد لتحقيق هدفه. كل يوم كان يحضر فصول اللغة في الصباح، ثم ينتقل إلى دورات البرمجة في المساء.
في البداية، واجه عبود صعوبات في متابعة المواد المقدمة في الدورة، لكن شغفه بالتكنولوجيا وإصراره على التعلم جعلاه يواصل التحدي. بدأت الدروس الأولى تركز على الأساسيات: فهم الحاسوب، كتابة الأكواد البسيطة، وكيفية بناء برامج صغيرة. كان عبود يشعر بالحماس مع كل درس جديد.
المعلم (موجهًا كلامه لعبود وزملائه): "البرمجة ليست مجرد كتابة الأكواد، إنها حل للمشاكل. إذا تمكنت من فهم المشكلة، يمكنك استخدام البرمجة لحلها."
عبود (بتفكير عميق): "هذا ما كنت أفعله مع غريغور... كنا نحل المشاكل بطرق مختلفة، لكن الآن، سأستخدم هذه المهارات بشكل آخر."
خلال الدورة، كان عبود يستعيد ذكرياته عن الأيام التي قضاها مع غريغور في السجن، حيث كان يعلمه نظريات حول الأنظمة الإلكترونية والهكرز. الآن، كان يستطيع رؤية كيف أن تلك الدروس النظرية يمكن أن تُطبق في العالم الحقيقي.
بدأ بتجربة بعض الأكواد الصغيرة التي تعلمها، محاولاً بناء برامج بسيطة. لم تكن النتائج مثالية في البداية، لكن مع كل محاولة كان يتعلم شيئًا جديدًا. أحيانًا كان يبقى في المركز بعد انتهاء الدروس، يتدرب على الأكواد ويدرس المفاهيم الجديدة.
عبود (محدثًا نفسه بابتسامة صغيرة): "غريغور، لم أكن أفهم كل ما قلته لي في البداية، لكن الآن أرى كيف أن ما تعلمته منك يمكن أن يغير حياتي."
مع مرور الأسابيع، بدأ عبود يشعر بالثقة أكثر في مهاراته. في أحد الأيام، طلب منه معلم الدورة المساعدة في إصلاح برنامج صغير كان يعاني من مشكلة تقنية. كانت هذه هي فرصته لإظهار ما تعلمه.
المعلم (موجهًا لعبود): "عبود، هل يمكنك مساعدتي في إصلاح هذا البرنامج؟ يبدو أن هناك خطأ في الكود."
جلس عبود أمام الحاسوب، وبدأ يفحص الكود. بعد دقائق من التحليل، اكتشف الخطأ وقام بإصلاحه. عندما نجح البرنامج في العمل بشكل صحيح، شعر عبود بشعور من الفخر لم يشعر به منذ سنوات.
المعلم (بابتسامة فخر): "عمل رائع، عبود. يبدو أنك تتعلم بسرعة."
عبود (ممتنًا): "شكراً لك. سأواصل العمل بجد لأتحسن أكثر."
مع انتهاء الدورة، حصل عبود على شهادة بسيطة في البرمجة. لم تكن الشهادة مهمة بقدر المهارات التي اكتسبها. الآن، كان يعرف كيف يكتب الأكواد ويحل المشاكل البرمجية. هذه المهارات ستفتح له أبوابًا جديدة في حياته المهنية.
بدأ يفكر في الخطوة التالية: "كيف يمكنني استخدام هذه المهارات لبناء مستقبل أفضل في ألمانيا؟". كان يعلم أن العالم الرقمي مليء بالفرص، وأن البرمجة يمكن أن تكون بوابته إلى النجاح.
عبود (بصوت حازم): "هذه ليست النهاية، إنها فقط البداية. سأواصل العمل بجد حتى أحقق ما أريد."
بدأ عبود يبحث عن وظائف صغيرة يمكنه من خلالها تطبيق ما تعلمه. كان يعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، لكنه كان مستعدًا للعمل الشاق، تمامًا كما فعل طوال حياته.