بعد خروجه من الملهى الليلي، كان عبود يقود سيارته عبر شوارع المدينة الهادئة نسبيًا، متوجهًا إلى منزله. كان يشعر بالثقل النفسي بعد لقاءه بجون، والأفكار تتزاحم في رأسه عن المحفظة والمنظمة. كان كل شيء يشير إلى أن الأمور أصبحت أكثر خطورة مما كان يتوقع.
عبود (بين نفسه، بتوتر): "الأمور تزداد تعقيدًا... لماذا جون الآن؟ وما الذي ينتظرني في هذه اللعبة؟"
بينما كان يقود السيارة ببطء على الطريق الخالي، لاحظ في مرآة الرؤية الخلفية أن سيارة سوداء تقترب منه بسرعة. لم يولِ الأمر اهتمامًا في البداية، ظنًا أنها مجرد سيارة مسرعة أخرى.
ولكن فجأة…
بوووووم!
اصطدمت السيارة السوداء بسيارة عبود من الخلف بقوة، مما دفعه إلى الأمام بعنف. صدمته المفاجئة لم تمنعه من التفكير السريع.
عبود (بتفاجؤ، ولكنه محافظ على هدوئه): "ما هذا بحق الجحيم؟!"
نظر في المرآة الخلفية مجددًا، ولكن هذه المرة رأى شخصًا يجلس في المقعد الخلفي للسيارة السوداء، يحمل سلاحًا ويرفعه باتجاهه.
عبود (بين نفسه، بجدية): "هذا ليس حادثًا عشوائيًا... إنهم يستهدفونني."
تتتتت تتتتت
بدأ إطلاق النار فجأة. الرصاصات اخترقت الزجاج الخلفي لسيارة عبود، مما جعل الزجاج يتناثر في الهواء. عبود بدأ في المناورة بسرعة، ينحرف يمينًا ويسارًا على الطريق محاولاً تفادي الرصاص.
عبود (بصوت هادئ وعيون حادة): "إذا كانوا يريدون قتلي، فعليهم المحاولة أكثر من ذلك."
زاد عبود من سرعة سيارته، ولكن السيارة السوداء استمرت في ملاحقته. أطلق أحدهم المزيد من الرصاص باتجاه إطارات سيارة عبود، محاولًا أن يتسبب في انقلابها، لكن عبود استغل مهارته في القيادة ليحافظ على توازن السيارة.
في تلك اللحظة، كان عبود يقود السيارة عبر أحد الجسور الصغيرة، وكانت الطرق أمامه ضيقة، مما زاد من صعوبة المناورة. لكنه كان يعرف أن عليه التصرف بسرعة وذكاء. بدلًا من الهروب، قرر اتخاذ موقف هجومي.
عبود (بجدية، وهو ينظر للمرآة): "لا مجال للهروب الآن. يجب أن أرد عليهم."
أخذ عبود نفسًا عميقًا وأمسك المقود بإحكام. في لحظة واحدة، ضغط بقوة على المكابح، مما جعل السيارة السوداء تصطدم به مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت خطته هي استخدام هذا الاصطدام لصالحه.
بوووووم!
اصطدام آخر، لكن عبود هذه المرة كان مستعدًا. عندما توقفت السيارة السوداء للحظة بعد الاصطدام، أخرج عبود سكينًا كان يحتفظ به في جيب السيارة، فتح بابه وقفز خارج السيارة بسرعة.
أحد أفراد المجموعة من السيارة السوداء نزل من السيارة حاملاً سلاحه، مقتربًا من سيارة عبود بحذر، لكن لم يكن يعلم أن عبود قد ترك السيارة.
ووش!
انقض عبود على الرجل من الخلف، ودفعه بقوة ليسقط على الأرض، ثم وجه له ضربة مباشرة بالسكين، ليطرحه أرضًا. كان الأمر سريعًا وعنيفًا، لم يكن لدى الرجل فرصة للرد.
عبود (وهو يتنفس بصعوبة): "الخطوة التالية..."
ولكنه لم يكن وحيدًا. شخص آخر خرج من السيارة السوداء، حاملاً مسدسًا، وبدأ بإطلاق النار على عبود مجددًا. عبود تراجع بسرعة خلف سيارته لتجنب الرصاص.
تتتتت تتتتت
الرصاص اخترق الهيكل المعدني لسيارة عبود، لكنه ظل متمركزًا في مكانه، يراقب تحركات الرجل الذي يلاحقه. عبود انتظر اللحظة المناسبة، ثم أمسك بحجر كان ملقى على الأرض بجانبه.
في لحظة واحدة، بينما كان الرجل يقترب منه، قفز عبود من خلف سيارته ورمى الحجر بقوة باتجاه رأس الرجل. الحجر أصاب الرجل مباشرة في جبينه، مما جعله يسقط أرضًا، فاقدًا الوعي.
عبود، الذي كان ينفذ أنفاسه من شدة المطاردة، اقترب بحذر من السيارة السوداء، ليجد أن السائق كان قد فرَّ هاربًا.
عبود (وهو يمسح العرق عن جبينه): "لم ينته الأمر بعد، لكن هذه ليست النهاية بالنسبة لي."
كانت السيارة السوداء قد تحطمت جزئيًا في الاصطدام، لكن عبود شعر أن هذه لم تكن سوى البداية.