بعد عودته إلى المنزل، جلس عبود في زاوية غرفته، يتأمل فيما حدث للتو. العالم الذي قدمه له جون بدا وكأنه مليء بالإغراءات، لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن هناك شيئًا مظلمًا يكمن خلف كل هذا. جلس لفترة طويلة يفكر في غريغور، الرجل الذي كان بمثابة معلم له في السجن، وتذكر المحادثة التي جرت بينهما.
(فلاش باك)
في أحد الأيام داخل السجن، كان عبود وغريغور يجلسان في زنزانتهما، وكان غريغور يشرح له بعض الأكواد البرمجية وكيفية اختراق الأنظمة الكبيرة.
غريغور (بنبرة جادة): "العالم الذي أنا جزء منه ليس سهلاً يا عبود. إنه عالم مليء بالقوة، لكنه يدمرك من الداخل. عليك أن تكون قويًا، وأن تعرف متى تستخدم هذه المهارات."
عبود (بحزم): "أنا سأتعلم، لكنني لن أكون مثلك. لن أسلك نفس الطريق."
غريغور (بنظرة مليئة بالتفهم): "أنت مختلف عني، عبود. لكن تذكر دائمًا، الطريق الذي تختاره هو الذي يحدد من ستكون."
(عودة إلى الحاضر)
عبود جلس، مغمورًا في تلك الذكريات. لم يكن يريد أن يسلك نفس الطريق الذي دمر حياة غريغور. كان يريد أن يستخدم المهارات التي تعلمها بطريقة مختلفة، بطريقة لا تؤذيه أو تؤذي من يحبهم.
بعد التفكير العميق، قرر عبود أن يبتعد عن العرض الذي قدمه له جون. لم يكن يريد أن يصبح جزءًا من منظمة تسعى وراء السيطرة والتلاعب بالآخرين. قرر أن يتبع مسارًا آخر، حتى لو كان مليئًا بالصعوبات.
أمسك هاتفه بيده، وضغط على رقم جون.
عبود (بهدوء، لكن بثبات): "جون، أنا عبود. أحتاج أن أتحدث معك."
جون (بصوت واثق): "عبود، توقعت مكالمتك. هل اتخذت قرارك؟"
عبود (بحزم): "نعم، اتخذت. لن أعمل معكم."
كان هناك صمت في الطرف الآخر من الهاتف. جون بدا وكأنه لم يكن مستعدًا لهذا الرد، لكنه لم يكن مستغربًا أيضًا.
جون (بصوت هادئ ولكنه مليء بالتحدي): "هل أنت متأكد من قرارك؟ تعلم أن هذا الطريق ليس سهلًا يا عبود."
عبود (بثقة): "أنا متأكد، جون. أنا أقدّر ما حاولت أن تفعله، لكنني لن أكون جزءًا من هذا العالم. سأستخدم ما تعلمته، لكن بطريقتي الخاصة. لن أسمح لأحد بأن يسيطر على حياتي أو على من أحب."
جون (ببرود): "حسنًا. هذا اختيارك. لكن تذكر، الأمور قد تصبح أصعب مما تظن."
عبود (بحزم): "أدرك ذلك. لكنني سأواجه أي شيء. ولن أعود إلى الوراء."
بعد إنهاء المكالمة، شعر عبود بارتياح كبير. لقد كان يعرف أن قراره لن يكون سهلاً، لكنه كان يعلم في قلبه أنه اتخذ القرار الصحيح. كان الطريق أمامه مجهولًا، لكن على الأقل كان يعرف أنه لم يفقد ذاته في هذا العالم المظلم.
جلس عبود على كرسيه، ينظر من النافذة إلى المدينة الكبيرة التي كانت تعج بالحياة. كان يعلم أن هذا ليس نهاية القصة، وأنه لا يزال هناك الكثير من التحديات أمامه، لكنه كان مستعدًا لمواجهتها.
عبود (بين نفسه): "لقد تعلمت الكثير، لكنني سأستخدمه بطريقتي. سأصنع طريقي الخاص، ولن أكون دمية في يد أحد."
بهذه الفكرة، أغلق عبود عينيه واستعد لمواجهة اليوم التالي.