بعد أن تأكد عبود من وصول تأشيرة العمل الخاصة بليلى، بدأ يشعر بأن حلمه الذي طال انتظاره أصبح قريبًا جدًا. حدد يوم السفر واللقاء، ولم يستطع الانتظار حتى يرى ليلى بعد كل تلك السنوات. قرر أن يكون هذا اليوم خاصًا جدًا، وأن يرتب كل شيء ليكون مميزًا.
أمسك عبود هاتفه واتصل بصديقه الوفي عباس ليخبره بالخبر السعيد.
عبود (بحماس شديد):
"عباس! جهز نفسك! ليلى ستصل قريبًا، وحددت موعد السفر. أريدك أن تكون هنا، لقد رتبت كل شيء للزفاف."
عباس (بفرح):
"يا إلهي! أخيرًا! سأكون بجانبك في هذا اليوم. لا أستطيع الانتظار حتى نحتفل سويًا."
عبود بدأ يجهز كل تفاصيل الزفاف، برغم بساطته، أراد أن يكون هذا اليوم لا يُنسى. حجز مكانًا صغيرًا لإقامة الحفل بعد وصول ليلى، ورتب كل التفاصيل مع الأصدقاء المقربين. كانت الأمور تسير بسلاسة، وكان عباس بجانبه يساعده في كل خطوة.
عبود (وهو يخطط مع عباس):
"أريد أن يكون كل شيء جاهزًا عند وصولها. الزهور، الموسيقى، وحتى تفاصيل الزفاف البسيط... هذا اليوم يجب أن يكون بداية جديدة لحياتنا."
عباس (مازحًا):
"لا تقلق، يا عبود. سأكون موجودًا للتأكد من أن كل شيء يسير كما يجب."
عبود كان يعيش لحظات مليئة بالأمل، وكان ينتظر بشغف اللقاء الذي طال انتظاره.
المشهد الثالث: اقتراب اليوم الكبير
كل شيء كان جاهزًا، وعبود لم يكن قادرًا على إخفاء حماسه. أعد كل شيء بشكل مثالي، وتأكد من أن كل الترتيبات تمت كما أراد. لقد انتظر هذا اليوم لسنوات، وكانت مشاعره مختلطة بين الفرح والترقب.
في تلك اللحظات، كان عبود يشعر وكأن كل العذاب الذي مر به أصبح خلفه، وأن الحب والسعادة بانتظارهما في الأفق.
عبود، الذي كان ينتظر لحظة لقائه مع ليلى طوال سنوات، يقف في مطار برلين وهو يمسك بباقة من الزهور، وجهه مليء بالفرحة والتوقعات. لا يمكنه أن يصدق أن حلمه قد أصبح حقيقة بعد سنوات من الصبر والانتظار. كان كل شيء جاهزًا لبداية حياة جديدة مع حب حياته.
في الجهة الأخرى، كانت ليلى تمشي نحو عبود ببطء، لكن لم يكن في عينيها نفس الشعور. كان التوتر واضحًا على ملامحها، وكأنها تحمل ثقلًا لا تستطيع حمله بمفردها. عيناها لم تتلاقيا مع عبود، وعندما اقتربت منه، وقف عبود أمامها بحب وابتسامة كبيرة.
عبود (بابتسامة كبيرة ومفعم بالحماس):
"ليلى! أخيرًا، نحن هنا معًا. لا أستطيع أن أصدق أننا سنبدأ حياتنا الجديدة."
لكن ليلى، بدلاً من أن ترد بنفس الحماس، توقفت فجأة. كانت ملامحها تحمل مشاعر متضاربة، وعبود بدأ يلاحظ أن هناك شيئًا خطأ.
ليلى تنهدت بعمق، وكأنها تحاول جمع شجاعتها لتقول ما كانت تخفيه طوال هذه الفترة. أخفضت رأسها للحظة، ثم نظرت إلى عبود بعينين مليئتين بالذنب.
ليلى (بصوت مضطرب):
"عبود... هناك شيء يجب أن أخبرك به."
عبود شعر بأن الوقت قد توقف. بدأت الكلمات تتردد في ذهنه قبل أن تنطق بها. كان يعرف أن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث، لكنه لم يستطع الهروب من الواقع.
عبود (بقلق واندهاش):
"ما الأمر، ليلى؟ ماذا يحدث؟"
ليلى أخذت نفسًا عميقًا، وبدأت بالكشف عن الحقيقة التي أخفتها لفترة طويلة.
ليلى (بصوت منخفض ومليء بالذنب):
"عبود... أنا آسفة. لا أستطيع أن أكون معك. لم أكن صريحة معك طوال هذه الفترة. بينما كنت في السجن... تعرفت على شخص آخر."
تجمد عبود في مكانه. لم يكن يتوقع أن يسمع شيئًا كهذا. شعر وكأن كل شيء من حوله قد انهار. كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كيف يمكن لحب حياته أن تخونه بهذه الطريقة؟
بدأت ليلى تبرر خيانتها بصوت متردد ومليء بالندم.
ليلى (بصوت خافت ومليء بالذنب):
"كنت وحيدة، عبود. لم أكن أعلم إذا كنت ستعود أم لا. كنت أشعر بالضياع والضعف. خلال فترة وجودك في السجن، تعرفت على شخص آخر عبر الإنترنت. كنا نتحدث كثيرًا، ومع مرور الوقت... بدأت مشاعري تجاهه تتغير. لم أكن أخطط لهذا، لكنه حدث."
عبود (بصوت مكسور، وهو يحاول استيعاب ما قالته):
"شخص آخر؟ ليلى... كنا نحب بعضنا. ضحيت بكل شيء لأجلك، تحملت السجن، العذاب، وكل شيء، فقط لكي نكون معًا. كيف... كيف يمكن أن تفعلي هذا بي؟"
ليلى لم تستطع الرد، كانت تعرف أن كل كلمة تقولها ستزيد من ألم عبود. لكنها لم تعد تستطيع الهروب من الحقيقة.
ليلى (بصوت خافت):
"أنا آسفة. لم أكن أريد أن أخبرك بهذه الطريقة، لكنني لم أستطع مواجهتك قبل أن أصل إلى هنا. هذا الشخص ينتظرني هنا في ألمانيا... هذه الرحلة لم تكن للقاءك، بل للقاءه."
عبود شعر بأن قلبه قد انكسر تمامًا. تلك اللحظة التي حلم بها طوال سنوات تحولت إلى كابوس مرير. كان يحدق في ليلى، غير قادر على استيعاب ما يحدث أمامه.
عبود (بصوت متهدج وعيناه تملأهما الدموع):
"لماذا، ليلى؟ لماذا؟"
ليلى (بتنهيدة حزينة):
"أنا آسفة، عبود. لم أكن أستطيع الانتظار أكثر. لقد تغيرت الأمور... وأنا تغيرت."
بينما كان عبود يحاول جمع شتات نفسه، بدأت ليلى تتحرك بعيدًا عنه. وقفت بجوار سيارة كانت تنتظرها في الخارج، وركبت السيارة مع الشخص الذي كانت على علاقة به طوال تلك الفترة. عبود وقف يشاهدها وهي تمشي بعيدًا عنه، عاجزًا عن الرد أو الحركة.
كان عباس وأورورا يقفان في الخلف، يشاهدان ما يحدث بصدمة واندهاش.
عباس (بصوت خافت وهو ينظر إلى أورورا):
"هذا غير معقول... ليلى خانته طوال هذه الفترة؟"
أورورا (بدهشة وحزن):
"كيف يمكنها أن تفعل ذلك به؟"
عبود وقف هناك وحده، عاجزًا عن استيعاب ما حدث للتو. حب حياته، الشخص الذي ضحى بكل شيء من أجله، قد تركه، وكسر قلبه. دموعه بدأت تملأ عينيه، لكنه أبقى رأسه مرفوعًا. حاول أن يبدو قويًا، لكنه كان يشعر بأن عالمه قد انهار بالكامل.
أورورا (بصوت حزين وهي تتقدم نحو عبود):
"عبود... أنا آسفة جدًا."
لكن عبود لم يستطع الرد. كل ما كان يشعر به هو الألم والخيانة.
بعد أن رحلت ليلى، جلس عبود على مقعد في المطار، غارقًا في صدمة وخيبة أمل لا توصف. كان عباس يجلس بجانبه محاولاً مواساته، بينما وقفت أورورا خلفهما، وهي تشعر بحزن عميق على عبود.
عباس (بصوت مفعم بالحزن):
"عبود، لست وحدك. نحن هنا من أجلك."
لكن عبود لم يستطع الرد. كان يحاول استيعاب الخيانة التي تعرض لها، وكل ما كان يشعر به هو الفراغ التام.
عبود (بصوت خافت ومكسور):
"لماذا، ليلى؟"