الفصل 23
رتيل وتجرأت وبكوعها رفست بطنه وسارت بخطوات سريعة لمحطة
القطار
عبدالعزيز لم تؤثر به لكمتها لكن فاجئته بشدة لدرجة توقف وهو ينظر
إليها تتجه بعي ًدا
رأت أقدام أحدهم أمامها رفعت رأسها
كان مقر ن الذي أوقضها من ذكريا ِت لندن : صباح الخير
رتيل بهاال ٍت قد بانت تحت عينيها من تأثير السهر : صباح النور
مقرن : وش فيه وجهك ِكذا ؟
رتيل تجاهلت سؤاله وهي متلهفة لإلطمئنان عليه : طمني وش صار عليه
؟
مقرن : على حالته بس بيدخلونه عمليته اليوم ألن بو بدر تب ِّرع له بدمه
عشان يسوي العملية
رتيل : الله يرزقه الجنة
مقرن : آمين . . وين عبير ؟
رتيل : قبل شوي نامت
مقرن تن ِّهد وجلس ويشرب من كأس الماء ليبلل ريقه : تعبنا أمس وأبوك
رفض حتى يرجع معاي يرتاح
رتيل : كيف حاله ؟
مقرن : طول الليل واقف ماغفت عينه والريِّح جسمه .. يحس بالذنب
وخايف يفقده يقول ماعندي قوة تتحمل فقدانه وفقدان أبوه
رتيل : يارحيم صب ِّره . . طيب متى بيسوون له العملية ؟
مقرن : ال تح ِّسن نبضه شو ي بيدخلونه لغرفة العمليات
رتيل : للحين نبضه ضعي ف ؟
مقرن : لألسف
,
كانت الحديقة ُمزيِّنة بترتيب وأناقة . . اليوم سيحتفل الجميع بتخ ُرجها . . .
. الجو يُنبأ بالجمال في هذه الليلة
أطمأنت وهي ترى كل ترتيبات الحفلة ت َّم ! ت
أم منصور : الحمدلله كل شيء تمام
هيفاء : إيه الحمدلله يارب يتم الجو زي كذا وأحسن
م : بنام لي ساعة أريِّح جسمي فيها ورانا ليلة ُمتعبة
ري
أم منصور : وبكرا بعد
ريم ألتفتت على والدتها : ليه وش عندنا بكرا ؟
أم منصور : بيجي ريِّان وأبوه
ريم وكأنها تكهرب ت و ُصعقت
هيفاء أبتسمت إلى أن بانت صفة أسنانها العليا : مين ق ِّدك *تلتها بغمزة
خبيثه اليفهمها سوى ريم*
أم منصور : وبعدها بتروحون تسوون الفحص عاد بو ريِّان بعالقاته
بالكثير
أيام وبيطلع الفحص وبيسوون الملكة وبعدها بيرجعون الشرقية
لين عاد يحددون العرس
ريم من دون وعي : صدق!!
أم منصور : هههههههههههههه إيه وش فيك
ريم : يعني أسبوع وبتتم الملكة
أم منصور : خير البر عاجلة
ريم : بس ؟ يعني
أم منصور تقاطعها : وش فيك مرتبكة كذا . . التخافين العرس مطولين
عليه
ريم وتشعر بأن نبضها يكاد يضع ف!!
,
ي .. والراحلين وأطيافهم تطوف حوله
وإغمائته بدأت تنجِل !
ضحكة هديل الصاخبة ت ِّرن بإذنه و تمتمات غادة العاشقة التهدأ . .
ودعوات والدته الطيبة تطير بِه و عت ب والده يُسقطه!
ليلة العي د وصباحه يحضر بكل قوة فيه . . . غادة السعيدة تبكي أمامه وت ِّمد
ُغميت عليه
ذراعه تُريد إحتضانه ويرفض . . . . و صدر والدته التي أ
هدي ل ال يسعه اآلن . . . . ووالده الواقف على ذاك الجبل يطل ب منه
المساعدة وتُبتر يداه ليسقط والده . . ال شيء !!!!!
هؤالء األموات الباكون يحفرون قبري بجانبه م . . . . يبكون للحظة ثم
يضحكون بجنُو ن!!
هذه ليست غادة . . غادة تحبني اليُمكن أن تسحبني للموت هكذا . . . وال
هديل . . مهما توسعت دائرة خناقاتنا فأنا أعرف قلبها اليُمكن أن يكرهني .
. . أبي يُحبِّني أكثر من نفسه كيف يدفني هكذا !! آلآلآل يايمه ماهو أن ِت
بعد!!!
الدماء تُلطخني هكذا . . . . أي ُجوز دفن الميِّت والدماء ممتلئة به . . .
َ
ِلم
يبه التتركهم يدفنونِي ؟ . . أنا أمد ذراعي المبتورة لك كيف تدفنها ؟ . . .
ال أنتم منتم أهلي ؟ . . . . . . سقطت دمعة على خده وهو مغمض عينه
وغائب عن الوعي أمام الممرضي ن وبو سعود الذي يراقبه من خلف
الزجا ج..
ِ
بس عناق . . عناق أشِّم فيه رائحة أ ِمي . . و دفء أبي . . وأتبلل بدمع
غادة . . وضحكة هديل . . . التتركوني!!
وجهاز الذي يعرض حالة القل ب يرتسم عليه الخط المتعرج قليال ويب ُدو
م
سيستقي
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حنيني . . .
,
م ينام بجانبي ؟ ال أريد أن أسيء الظن بأشياء
ل
َ
أرتبك ت يب ُدو متعب جدا ِلم
أخرى . . . يالله ماهذا الخوف الذي تسقيه ليكبر يوما عن يوم ياسلطان . .
أخذت الفراش وغطته جي ًدا وخرجت من الغرفة وهي تغلق الباب بهُدوء .
ُّضوا, . .
. . وجهه شاح ب أصفر . . . . لم ينام جي ًدا طوال يومين م
تُريد أن ت ِّدب في نفسها الحياة ولو لدقائق . . . أتجهت للمطبخ في محاولة
ِ شيٍء ما . . . هذا الصباح غريب ج ًدا . . . . أول
أن تسِلي نفسها بطبخ
صباح تبدأه منذ فترة طويلة جدا وجدا ُدون بكاء . . . . هل مات قلبي أم
تناثر قلبِي حتى أستعصى عليه أن يب ِكي على الجروح الغائرة فيزيد من
ِي ويخاف علي
ُعم ق جرحه !!! وألول مرةٍ أي ًضا يقف هذا القلب في صفِّ
واليزيد بجرحي ؟
,
أرتدت اإلسوارة التي توجهها كي الترتطم بشيء وخرجت من الشقة تُريد
أن تلتقيه ُدون إذن والدتها
ألول مرة هي األخرى تذهب الى العيادة ُدون مساعدةٍ من أحد .. تذكرت
ِر ًعا البُد أن تعبره لعمارة وليد . . . كيف ستعبره ؟ اليهم
أن هناك شا
سوف اسلكه.
مش ت مشت حتى سألت بائعٍة ما كانت تُغني للورد وللعشاق . . أردفتها
بأنه عمارة ُشوسفي أمامها . . . بجانبها العمارة التي تحتضن وليد . . . .
إذن بقي الطريق لتعبره . . كيف ستعبره اآلن ؟
,
حالة من اإلستنفار اآلن . . . صوت الجهاز يضج بالمكان منبئًا عن توقف
نب ِضه
و أعين أخرى توِِّدعه!
أنتهى
ي سيُسقطنا بِها هذا
ُمقتط فات من بار ت ُعصيا ن هذا الثغر . . والمقبرة الت
نا وبعضهم سيظهرُو ال ُح ب – ربما وربما جميعهم ظاهرين
ُ
بعضهم أبطال
اآلن-
"أقترب ت وهي تحفر كفِّه بيديها اإلثنتين وتقبِّلها لتودعه وتهمس على
مسامعه الميتة : أحبببك"
"أنا ماأتصِّور حياتي بدونك . . . أنا أأأ . .. . بلعت ريقها . . . وهي
تُظهر توتِّرها بأصابعها التي تتداخل فيما بينها. . . . أحبببك"
"كي ف تقدر تسوي فيني كل هذا ؟ كيف تخليني أعشقك بهالجنُون . . . أنا
كل مافيني يستسلم . . أنا أستسلم بس أترك كل هذا . . . وأحبببك"
ِ " الربيع أتى وأن ِت لم تأتِي . . ورحل
أتر ِكي هالغيا ب وأقبلي لقلبِ ي فـ
الخريف ولم يج ُف دمعي . . . أحبببك"
"إن ِت على أبواب القل ب قد نُقشتِي فكيف النسيان أن يُزيل ما ُحفر ونُقش ؟ .
. أنا بكل حوا ِسي أحبببك"
البـــــــــــ
ــــــارت
مقتطف من أجمل قصائد فاروق ويلخص أحد األبطال
شيء إليك يشدني ال أدري ما هو منتهاه
يوما أراه نهايتي ،يوما أرى فيه الحياة
آه من الجرح الذي يوما ستؤلمني يداه
آه من األمل الذي مازلت أحيا في صداه
*فاروق جويده
حالة من اإلستنفار اآلن . . . صوت الجهاز يضج بالمكان منبئًا عن توقف
نب ِضه
و أعين أخرى توِِّدعه . . . . . . . طيف الغياب وحده من يُزهق من
أرواحنا جمالها . . فكيف إن كان الغيا ب بال إياب ؟
كيف نخبر المجانين بال ُحب أنه العودة للحبيب ؟ هل للمجنون عق ٌل حتى
َى اللقاء واللقاء فقط
يصدق الرحيل !! هذا المجنون اليصدق سو !
دخل الدكتُور المشرف على حالته وبدأ بصعق قلبه كهربائيًا ! في الجانب
آخر ُمتعب من هذا المشهد . . صديقً ه لكن يشعر بأنه أبيه . . توجه ا لوالد
لمصلى المستشفى اليُريد أن يشهد موته . . . . . . اللهم اليرد القضاء اال
الدعاء ِف يارب أحييه كما أحييت هذه األر َض والناس جميعًا . . . . . .
الدكتُور ويرى شاشة عرض نبضات القل ب . التتعرج ولو قليالً
ِّ فقد األمل مع صعقه المتكرر لقلب ه ينبض . . . . : أهله برا ؟
ه عل
طال ب اإلمتياز لم يُعجبه ردة فعل الدكتور وبكفوفه الذي تداخلت فيما
بعضها ووضعها على صدر عبدالعزيز العاري وبدأ يحاول إنعاش قلبه
بهذه الطريقة .. .. مرت الثواني الطويلة وقلبه متوق ف!
تعِّرج الخط المستقيم قليالً
تجمعوا المرضى حوله وهم ينعشونه باألجهزة األخرى مع تعرج قلبه
الدكتور لهج لسانه بالحمد
ُمفعم بالنشاط والحياة يحق له أن يسعد . . هذه أول مهمة
طالب اإلمتياز ال
له ! يشعر بسعادة اليُضاهيها شيء . . . خر ج وهو متلهف ان يحكي
ألصحابه بما حد ث.
زا ُدوا باألجهزة التي تُحزن مرأى كل شخص . . وأسال ًكا منتشرة على
صدره!. . . . . .
. . . .
مازال نبضه ضعيفًا وضعيفًا جدا .. يب ُدو أن رغبته بالحياة متالشية
يحق له . . فـ عينا الفُقد ترى الحياة رماِدية شاحبِة . . ميتِّة!
,
تق ا ِّطِ ع الخ س للسلطة وعيناها تبح ُر بعي ًدا . . من خلفها يحتضنها ويسحبه
من زاوية خصرها , أغمضت عينيها بقوة وسقط السكين من بين أصابعها
م أب ًدا .. وضعت كفوفها على أذنيها وهي
لتنغرز بقدمها .. لم تهتم لألل
تصر خ بأن يبتعد عنها..
الخادمة المسؤولة عن المطبخ وقفت مصعوقة من منظر ال ُجوهرة وحافة
السكين المغروزة في قدمها!
لهيب أنفاس تُركي على رقبتها تخنقها تخنقها بشدة . . تشعر بأن رئتيها
ممتلئة بثاني اكسيد الكربون وال م َّحل ألكسجين يُحييها
الخادمة : مدااام ؟ . . . مدااااااااااااااااام!!
ترك ت ُركي خصرها لتسقط على األر َض تلملم بقايا العقل الذي سرقه
تُركي وهي تضم نفسها وقدمها تنز ف ومعه نز ف أنفها
الخادمة برعب وقفت وتالشت كل الكلمات من على لسانها!
صدرها لم يهدأ بعد . . فتحت عينيها على منظر دمائها,
الخادمة ت ِّمد لها المندي ل
أخذته وهي تكتم شهقاتها وتب ِك ي من حالها . . حتى عندما حاولت أن تفتح
عينيها لتبصر بع ًضا من الجمال نفث تُركي في محاجرها ِمل ًحا ليحرقها
أكثر!
وقفت بمساعدة الخادمة وجلست على الكرس ي
الخادمة : ينادي بابا سلتان ؟
الجوهرة ه ِّزت راسها بالرف ض وهي ترى جرحها غائ ٌر عميق .. رفعت
قدمها لها حتى أرتفع معه فستانها لنصف فخِذها , لم تهتم . . . . . حاولت
ي تتذكر تُرك ي.. تمسح جرحها ودموعها التتوق ف وه
أتت الخادمة األخرى بعد أن أنتهت من تنظيف الصاالت وشهقت عندما
رأتها . . . لم تلتفت إليها الجوهرة
أنسحبت وصعدت لألعلى مرعوبة وهي تطرق باب جناح ُهم لتوقظ سلطا ن
وهو قد أوصاها بأن تخبره بكل ماي ِّحل بالجوهرة في غيابه.
ُمزعج .. وتقاسيم التعب قد بان ت في تقاطيع
فتح عينيه بتع ب على الطرق ال
وجهه .. لم ينام جي ًدا , خرج
الخادمة : مدام فيه دِّم
سلطان نزل بخطوات سريعة اليريد أن يفكر بأي حماقة أرتكبت الجوهرة
, توجه للمطبخ عندما دخلت الخادمة إليه,
منحنية لقدميها وشعرها األسود الطويل يُغطي مالمحها وسيقانها إلى
منتصف فخذها عارية , رفعت وجهها عندما شعرت بخطوات قادمة
وبرهبة لم تغب عن سلطان أنزلت قدميها من على الكرس ي وأستعدلت
ِّطيره
بجلسها وهي تنزل فستانها وكفوفها فخذيِّها وكأن هناك هواء سي
!!!!!!!!!!!!
سلطان : وش جرحها ؟
الجوهرة وقفت وهي تتحامل على وجعها وبصوت خافت : مافيه شيء . .
وحاولت أن تتوجه للباب لكن أصابع سلطان ُحفرت بـ زندها لتتوق ف
الجوهرة شدت على شفايفها حتى التخرج منها " اآله "
سلطان وبعينيه يأمر الخدم أن يخر ُجوا , أردف للجوهرة : أنا ماأسألك
و ِّدك تقولين لي وال أل ؟ أنا أسألك وش جرحها ومطلوب منك تجاوبين
على قد السؤال
الجوهرة كطفلة هذا التوبيخ يُبكيها .. ألتزمت الصمت ودموعها تصارع
محاجرها أن التخرج ولكن نزلت
سلطان تجاهل دموعها ومزاجه هذا اليوم اليرحم : بتجاوبين وال كيف ؟
ِّي
ال ُجوهرة وعينيها على األرض : طاح السكين بدون الأنتبه عل
سلطان ترك ذراعها وقد أحمرت و ُحفرت مكان أصابعه : التدخلين
المطبخ مرة ثانية دامك ماتعرفين تستعملين السكين . . . وخرج تاركها
حتى لم يكل ف نفسها أن يطهر جرحها أو حتى يرى إن كان يستدعي ذهاب
للمستشفى أم أل!!
الجوهرة لم تسيطر على أنفاسها المضطربة وهي تض ِّج بالمكا ن ..
حقيييييير زي حقارة اللي قبلك وش تفرق عنهم !! * شعرت بقهر فظيع
يعصف بقلبها . . . . بأيام قليلة أهانها أكثر من مرة *
تركت جرحها وأكتفت بتطهيره . . وصعدت لألعلى رغم ألم قدمها . .
دخلت دون أن تنتبه أن خلفها كا ن , تن ِّهدت بقهر وجلست على طرف
السرير وهي تنزع صندلها وتأخذ جوالها وترى مكالمات من " أفنان " ,
صوتها ليس بخير لكي تح ِّدثهم اآلن!
رفعت عينيها وكان واقف بقرب التسريحة , أخذت شهيقها وكتمت زفيرها
ب ُرعب كانت تتوقعه أنه بالصالة ,
تجاهلها تماما وهو يتوجه للحمام ليست ِّحم ويخرج ليطمأن على عبدالعزيز
ثم لعمله
,
أمام الطريق مازالت تُفكر كيف تعب ره
قطع تفكيرها من خلفها : ياصباح الور د
ألتفتت وإنحناءات مبسمها قد وضحت : صباح الخير . . كنت أحسبك
بالعيادة
ولي د : ماعندي مواعيد اليوم الصباح فتأخرت شو ي
رؤى : طيب مشغول ؟
وليد : نفضى عشانك
رؤى أبتسمت : يعني نص ساعة مو أكثر
وليد : طيِّب أنا مكتئب من العيادة خلينا نروح لمكان بتحبيِّنه كثير
رؤى : وين ؟
وليد : بتشوفين الحين
رؤى بسخرية على حالها : إيه صح بشوف
وليد : يبصرون جمال هالكون كله ويستشعرون فيه . . ممكن يارؤى
تبطلين سخرية على نفسك كأن هموم الدنيا كلها فيك
رؤى بصم ت
توجه معها لسيارته وفتح لها الباب لترك ب وتوجه لمكان يحبه كثي ًرا ويحب
أن يختلي فيه مع نفسه
رؤى : ترى مقدر أتأخر كثير ألن أمي ماتدري أني طلعت
تهمس في أذنه : مقدر خالااص ههههههههه .. هالمرة محد يدري يعني
صعبة أتأخر
رد عليها وهي الترى سوى محيِّاه : عجبتني سالفة الهرب تنفع مع أهلك
اللي يحسسوني بخطفك
ر ِّدت عليه : ههههههههههههههههه بس مو كل مرة تسلم الجرة
عادت مع سؤال وليد . . : وين رحتي
رؤى : تذكرت شيء مدري
وليد : زي وشو ؟
رؤى : مع واحد ماأشوف وجهه بس أغلب أحالمي معه
وليد بنفسه توقِّع أن يكون زوجها وأردف : ماراح نطِّول كثير
ُوا , مكان بعيد عن ضجيج المدينة .. كل شيء
ساد الصمت إلى أن وصل
ُهنا نقي طاهر بأخضر يُغطي المكان ورائحة األزهار التي يفوح منها
الجمال .. وجو مشمس رائع ..
وليد : هالمكان يفتح شهيتي للحياة
رؤى أبتسمت وهي تسمع أغاني العصافير : مررة حلو
وليد يُجلسها بطاولة تحت ظل الشجرة ويجلس أمامها : إيه وش كنتِي تبين
تحكين ؟
رؤى أرتبكت وهي تبحث عن أكثر الكلمات أناقة : أنا ماأتصِّور حياتي
بدونك . . . أنا أأأ . .. . بلعت ريقها . . .بس ... وهي تُظهر توتِّرها
بأصابعها التي تتداخل فيما بينها . . *وفي داخلها تقول أحبك*
وليد رحم توتِّرها : قالت لي أمك
رؤى تفاجئت بشدة
وليد : إذا عن هالموضوع تأكدي ماني متضايق
رؤى وتعرضت لخيبة أمل كبيرة
وليد : أكيد مقِِّدر هالشيء بس الظروف ماتمشي على كيفنا
ِي لك تحت رحمة الظروف !! , بلعت ريقها : طيب كنت
رؤى , يعني ُحبِّ
شايلة هم كيف أقولك بس أمي شكلها ماق ِّصرت
وليد أبتسم : أمك تبي مصلحتك أكيد وأحيانا رغباتنا نتخلى عنها عشان
سعادتنا
رؤى دون أن تلقي باال بحديثها الذي خرج : الحب عمره ماكان رغبة
وليد أستغرب وصمت يُفكر مادخل هذا بهذا
رؤى وقفت : شكرا على وقتك
,
عبير على الكنبة متعبة : تروحين ؟
رتيل ومتعبة هي األخرى من السهر : مالي مزاج أبد بس مستحية منها
مرا
عبير : طيب نرسل لها هديتها ونعتذر لها وهي بتفهم أكيد ظروفنا
رتيل : طيِّب . . ترتمي على الكنبة . . بنام وصحيني على صالة المغر ب
عبير تستعدل بجلستها : بروح أضبط هديتها وأرسلها مع السِّواق
رتيل ونظرها يذهب مع عبير وهي تصعد لألعلى .. وهاجمها طي ف
ِّحب اال عندما نفقده ! الغياب وحده هو من
عبدالعزيز , النعلم بحجم من نُ
يفضح شعورنا !!!!! لم أكن أتخيل بأنك بهذه المكانة ياعبدالعزيز!
ياربي يارحيم تقومه بالسالمة وتخفف عنه ألمه وترجعه لنا بكامل صحته
وقوته,
,
أفنان : يممه والله دقيت ومار ِّدت يمكن مشغولة الشافت إتصاالتي أكيد
بترجع ترد
أم ريان بوسوسه : ياويل قلبي اليكون فيها شيء
أفنان بضحك على شكل أمها : تلقينها نايمة بالعسل معه وأن ِت توسوسين
أم ريان : أحر ماعندي أبرد ماعندك . . حتى أمس مار ِّدت علي اليكون
فيها شيء وإحنا ماندري ... ليتنا زو ِّجناها واحد قريب مننا الحين مين
يودينا الرياض
أفنان : هههههههههههههههههههههيهههه يالله يايمه أنا أمس مكلمتها
ِّي .. الله يهديك بس
بالواتس آب ور ِّدت عل
أم ريان : وش قالت لك ؟
أفنان : مرتاحة ومبسوطة
أم ريان : والله إن كنتي تكذبين ألتع ِّشاك
أفنان : ماتصدقيني بعد !!
أم ريان : دقي عليها مرة ثانية
أفنان : مايصير نزعج العرسان خليهم يتهنون شوي على طول بتتصلين
عليهم . . من الحين أقولك بعرسي تراني بخير والحمدلله مو تجلسين
ِّي كل شوي كذا تسرقين وقتي من حبيبي
تتصلين عل
أم ريان ترميها بعلبة الكلينكس : صدق اللي اختشوا ماتوا !!! أقول عطيني
جوالك بس
أفنان وضحكاتها تتعالى وتمد لها جوالها اآليفو ن
أم ريان أطالت النظر به : وين األرقام!!
أفنان : يمه تتش
,
ي بالضيو ف . . . الجو لم يخدعهم
في أطرا ف اللي ل . . بدأ المكان يمتِل
ومازال جميالً!
نجالء جلست : خالص مقدر هههههههههههههههههههههههههه بتف ِّشل
عندهم على أتفه شيء أضحك بيقولون وش ذا السامجة
منصور : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
طيب ماراح تخليني أنام
نجالء تجلس عنده على السرير : حاول تهاوشني عشان ماأضحك على أي
شيء
منصور : هههههههههههههههههه. . . طي ِّب تبيني أصفقك
نجالء : تبيني أجيهم متكفخة ال ياحبيبي هاوشني ماأبغى أشوف أحد
وأضحك
منصور بنبرة حادة : إلى متى وإن ِت سامجة كذا على كل شيء تضحكين
أنا أنحرج منك بيقولون هذي زوجته تافهة ماعندها هدف بس تضحك . .
ثقيلة دم بجد
نجالء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههه ماتعرف تعصب
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههه
منصور : خليني أنام خالص أن ِت حالتك مستعصية اليوم . . وش شاربة!!
نجالء : مدري والله !! كنت وش زيني بس من قامت تس ِّمج ريم جعلها
اللي مانيب قايلة قمنا نضحك . . كل ماشفنا شيء أنا وياها ضحكنا
منصور : الحين وش الحل
نجالء : بطلع قدامهم حرم أخو هيفاء الراقية الذربة ماأبغى أضحك يخي
الضحك يخرب البرستيج
منصور : إن صار أحرجي ريم كله منها
نجالء : طيب أحرجني عشان أف ِّكر باإلحراج وماأضحك
منصور أسند ظهره على السرير : بالنهاية تراني بطردك من الغرفة
يامزعجة
نجالء : يالله تكفى منصور !! يرضيك أطلع بمنظر أهبل . . وجهي صاير
أحمر من الضحك الزم أرجع تمام
منصور : خفِّي علي بس ياسيدة المجتمع السعودي
نجالء وقفت وأبتعدت عنه وبقهر : أيوا أستفزني أكثر . . مفروض
تمدحني
منصور : شفتي عصبتي يالله بسرعة أنزلي قبل التجينهم تضحكين كأنك
سكرانة
نجالء أنحنت تلبس كعبها
منصور : وش ذا الكع ب ؟ ناقصك طول!!
نجالء : إيه ماني طويلة مرة
منصور : صايرة كأنك نخلة . . أنزعيه
نجالء : قلت لك أقهرني بس مو كذا عاد
منصور : آلمن جدي أتكلم مررة طويل وبعدين إن ِت حامل
نجالء ضحكت بهبال وأردفت: الله شعور حلو لما أحد يقولي التسوين كذا
أن ِت حامل
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههه أنا حاسة أنك شاربة شي من وراي
نجالء : عصير ليمون سِّوته الشغالة الجديدة مررة حامض حرق معدتي
منصور : غيره ؟
نجالء : بس من اليوم نفرك قصدي نكرف . . أووف يانجول ركزي
منصور : أكملت !! التسولفين مع أحد عشان ماتحطين نفسك بمواقف
بايخة
نجالء : بآخذ نفس عميق ..
منصور : آلأوصيك أكذبي علي الرجعتي تفاجئت فالنة أني متزوجة
وفالنه بغت تنهبل و ِّدها أكون لولدها
نجالء أنفجرت ضحك وهي تنحرج وتردف: ماكذبت أسأل أمك
مايصدقون أني متزوجة
منصور : أنتم يالحريم عليكم هياط يالله تكفينا ش ِّره
ِّطعك الصدق التخلينا أذكرك بماضيك الكاذب أول أيام زواجنا
نجالء : مق
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ماكنت أكذب بس كنت أزيد من عندي
نجالء وقفت أمام المرايا الطولية لترى نفسها بنظرة أخيرة : خالص بطلع
يارب ماأتفشل وال أنحرج والأنحط بموقف بايخ!!
منصور يذ ِّب عليها : حاولي ترزين بطنك عشان يعرفون أنك متزوجة
نجالء ألتفتت عليها وبنظرة أليمة : آل والله ؟
منصور دفن وجهه بالمخدة وهو ميِّت من الضحك
نجالء ترمي عليه المخدة اللي على الكنبة : ماراح أصحيك بكرا عشان
تتهزأ من عِِّمي كويِّس . . وخرج ت , وقد تغيرت مالمحها إلى ثقل ورزانة
. . ألتقت هيفاء على الدرج : كأن أحد ضاربك سليكون
نجالء : أنتم عايلة ماتساعد الواحد يكون ثقيل
هيفاء : طيِّب أجلسي عند البنات التروحين عند الحريم
م كثير
ِّ
نجالء : زحمة مالي خلق أسل
هيفاء : إيه كلهم جو تقريبا اللي عزمتهم ورتيل وعبير أرسلوا هديتهم
ياحبي لهم بس ماراح يقدرون يجوون و بنت عمتك المعفنة تقول صحيني
وبجيك بس سحبتها نومة
,
َى .. هذا الدور شبه خالي والس ُكون يعم من س ُكون المرض َى
في المستشف !
سلطان : طولوا!!
بو سعود : ماأقول اال الله اليفجعني فيه
سلطان : اللهم آمين . . . جلس وهو يتن ِّهد,
مرت الساعات طويلة جدا والأحد يخرج ويطمأنهم من غرفة العمليات’
أتى مقر ن : السالم عليكم
ردوا عليه السالم : وعليكم السالم
مقرن : هالزحمة ماتنتهي أبد . . بشروني وش صار ؟
سلطان : للحين محد طلع
مقرن : الله يقِّر عيننا بصحته
بو سعود : آمين
في غرفة العمليا ت .. فريق طبي يشرف عليه بحسب توصيات بو سعود ,
أكثر مايخشاه دكتوره أن تصبح مضاعفات بالعملية قد تسبب لهم فجوة
كبيرة في هذه العملية!
مرت أكثر من
ساعات وهذه الرابعة تكاد تخر ج ونبدأ بالساعة الخامسة
ومازال عبدالعزيز تحت رحمة الله
,
عبير : ياثقل نومك . . . أخذت علبة مويا باردة وف ِّضتها على وجهها
رتيل صحت منزعجة وهي تمسح وجهها من المياه : أووووووووووف . .
. كم الساعة ؟
عبير : صلوا المغرب والعشاء والحين الناس تصلي الوتر
رتيل وتنظر للساعة قاربت على العاشرة : يالله ليه ماصحيتيني
عبير : صحيتك بس نومك مررة ثقيل والقمتي وخليتك ورجعت صحيتك
على العشاء وماقمتي بعد
رتيل : عبدالعزيز دخل عمليته ؟
عبير : إيه بس للحين ماطلع هذا قاله لي عمي مقرن الساعة
اال ربع
رتيل : بروح أصلي وأتصلي على عمي مقر ن يمكن طلع الحين . . .
م
وتوجهت للحما
,
تبكي على صدر والدتها وتضيق أكثر و أكثر .. ُصفعت بخيبة اليوم !! هي
أعظم خيباتها أعظم من خيبتها عندما لم تعد تبصر بعد عملياتها أعظم
بكثير هذه المرة قلبها ممتأل بالوجع
والدتها تمسح على شعرها : قلت لك التتلعقين فيه أكثر
رؤى ببكاء كبير : يمه أحببه غصبًا عني . . قالي أنه الزم نتخلى عن
رغباتنا عشان سعادتنا . . ليه يقولي كذا ؟
والدتها : ألنه صادق سعادتك مهي معه أب ًدا التفكرين أنه ممكن يسعدك . .
يارؤى أن ِت حياتك غير عن حياته ماتجتمعون أبد
رؤى : حتى على الحب مستكثرينه علي !! يعني حياتي مرة سعيدة عشان
أحزن أني أتخلى عنها
والدتها :ألنك تفكرين بعاطفية بكرا بس تكبرين بتفهمين كل هذا
رؤى : وأنا صغيرة عشان أنتظر أكبر
والدتها تن ِّهدت وألتزمت الصم ت
رؤى رفعت عينيها لها : ليه قلتي له ؟
والدتها بإستغراب نظرت إليها
رؤى : أصال مقدرت أقوله عن مشاعري وال شيء والحتى عن باريس !!
ي
قالي أمك قالت ل
والدتها وفهمت أخيرا أن رؤى فاهمة وليد خطأ ووليد أي ًضا فهم خطأ ولكن
من حسن هذه الصدفة لها كي تبعد رؤى عن وليد : كنت أبي أساعدك
وحتى ماخذيت رايه بالموضوع كنت أبيه يقول رايه لك بس ماتوقعته
يكون رافض هال ُحب كذا
رؤى مع كلمتها اآلخيرة زادت ببكائها
والدتها ضمتها : الزواج معه يجي ال ُحب أما حب قبل زواج مايصير ولو
قريتي قصص وروايات وأفالم تقول هالشيء صدقيني بتكون مشاكلكم
كثيرة وماراح تعيشون بسعادة وراحة .. التطلبين الحب قبل الزواج
ياروحي
رؤى : كل شيء أحبه أفقده بسرعة . . الرحنا باريس خالص ماعاد
بيصير شيء إسمه وليد
ِّر الله خيره
والدتها : أنسيه دكتور وعالجك وكث
رؤى : يمه أحبه التقولين لي أنسيه . . بكيفي أنساه متى ماأبي !! لو بكيفي
كان نسيت أبوي و عبدالعزيز
والدتها بصدمة أرتخت ذراعيها : عبدالعزيز!!
رؤى : إيه عبدالعزيز . . أخوي ماعندي أخو إسمه محمد
والدتها بصم ت
رؤى تواصل بكائها وهي تقف مبتعدة عن حضنها : يكفي كذب يكفييييييي
حتى أصدق شيء بحياتي بفقده بكرا . . نورة هيا محمد كل هذا كذب !!
يمه ليه ماتريحيني ليه تكذبين علي !! ماني مجنونة أعرف وأفهم . . .
حرام عليك أنا أموت عشانهم كل يوم وإن ِت تكذبين علي حتى بأسمائهم
تبخلين علي أعرف أسمائهم .. أبي أدعي لهم بأسمائهم ماأبغى صورهم
التقولين مواقف بيننا خالص ماأبي شيء منك بس أبي اعرف الصدق
هي األخرى صامتة أمام وضع إبنتها
رؤى تغطي وجهها بكفوفها وهي تجهش بالبُكاء : مين عبدالعزيز ؟
والدتها : إن ِت قلتي أنه أخوك
رؤى : سمعت إسمه بس أبي أتأكد هو أخوي وال زوجي اللي مخبينه
والدتها بصدمة : زوجك !! يارؤى أن ِت تعبانة وتتخيلين أسماء وأشياء من
عندك
رؤى : ماني تعبانة !! أنا معلقة بين السماء واألرض محد يريِّحني محد
يقولي إذا فيه أحد يحبني ينتظرني اللي هو زوجي وال هو ميِّت وال
مطلقني وال بجهنم ماأدري عن شيء !! يكفي والله ماعاد فيني حيل أتح ِّمل
كل هذا
يتبع
,
يأكل عشائه بهُدوء ودقائق ت ِّمر وهو يلعب بالملعقة وثواني يأكل بِها ..
أبتسم لذكراها .. لن يحزن أبد مادامت تحضر معه دائِما
عم الباريس ي, . . في المط
ناصر : أنت وش حاشرك
عبدالعزيز : أظن أني جاي أتعشى مو أسمع غزلك بأختي قدامي
ناصر ويغيضه وعينيه على غادة المنحرجة بشدة : إيه حبيبتي ماعليك منه
. . آمريني بس وش و ِّدك فيه