الفصل 62

رائد : ساعة على ماترد حضرتك .. عطني فارس بسرعة





حمد : فارس بالحمام من ساعة جايه إمساك يا حياتي
رائد : يا مال القرف أنت وياه
فارس أرتمى على األر ِض الخضراء و ضحكته تصخب به أطرا ُف
القصر
رائد بغضب و حنق : سكران !!!!
حمد : هااا .. أل .. إيه أقصد أل .. آل ماهو فارس هذا الكلب الثاني
رائد يُغلقه في وجهه و أعصابه تتلف ،
حمد : ههههههههههههههههههههههههههههه أبوك يا حبيبي عرف .. هيَّا
الدونيا مش حتضحك لنا أبدن
فارس و السالح على صدِره و مازال ُمستلقي على األرض : قوله أنا ميت
لين يسافر
ح َمد ويرتمي بجانبه : أنا ميت معاك
ُمهتزة : هذيك عبير
ُظر للسماء الصافيـة ويُشير بتع ِب بذرا ِعه ال
فارس وين
.. شفتها هنااااك مررة بعيدة .. مقدر أوصلها
ح َمد وعيناه ُمغمضة : خذ لك صاروخ وروح لها
ي
فارس بضيق حقيقي : مغرورة ماتتنازل وتنزل ل
ح َمد : أفآآ وراه عاد مغرورة ؟ أذكرها وش حليلها ذيك عبير اللي جتنا
صح
فارس يجلس : أل يا خبل .. هذيك .. همممم وش إسمها .. هذيك أمي ...
إيه أمي .. وش إسم أمي صح ؟
حمد : موضي
فارس : إيه هذي موضي اللي جتنا بس حرام تكسر الخاطر
حمد ومالِمح الحزن يُمثلها ب ُس ِكر : الحريم عوار قلب هم اللي يجيبونه
لنفسهم .. صدقني
فارس : أل هالحين أبوي تطلق منها صح
حمد : يعني أبوك مطلقة
ٍن أصبح ثقيل مع كثرة ال ُشرب : إيه ألن أمي هي اللي طلقته
فارس وبلسا
.. حسافة عاد كنت أبي أبوي يقهرها وهو اللي يطلقها





دقائِق طويلة ت ُمر بأحادي ِث ال ُسكر الغائِبة عن العقل ، بأحادي ِث الحرام و
ُّي قل ِب يست ِطع أن
الرائِحة التي تفُوح منها في أوا ِخر رمضان ، يالله أ
يع ِصي الله بهذه ال ُجرأة ؟ و الله الِذي قد يعفُو عن العاصين إال من جهر
ِر بم ج عفو الله ؟
ًوا ، أيُوجد أقسى من أن ت ُكون خا
عصيته ال يشمله عف
ُمبللة ببعض ما سقط من ُزجاجة الخمر ، أوقفه
ده من ياق ِة قميصه ال
ش ُّ
ي واِلده الغاضبة
وجسِده ال يتزن على األرض ، عيناه ت ُدور وتُثبت في عين
، لكَمه بش ِّده على عينه ليرفعه مرةً أخرى وبصرخة أرعبت جميع الحرس
: مو قلت تب !!!! ِّطِل شرب
فارس بضحكة : أوووه رائد الجوهي منِِّورنا
والده صفعه على خِده ليسقط على األرض ، توجه لحمد : وأنت معاه بعد
ِر لكم الشرب قسم بالعلي العظيم دفنك اليوم على إيدي لو
!!! مين اللي يوفِّ
مانطقت!
فارس بعبط طفُولي : هذا يا بابا هو اللي قالي أشرب
حمد : نصاب ال تصدقه هو اللي خالني أشرب أصالً
ِر لكم الشرب
رائِد بغضب : تكلم مين اللي يوفِّ
*
حمد هز كتف يه بعدم معرفة : هذا اللي جابه لي .. *أشار بأصبعه لفارس
فارس : كذاب ال تصدقه هو يغار مني عشان كذا يحب يورطني دايم
رائد ويسحبه من ذراعه ليدخال إلى قصِرهم المنزوي بعي ًدا عن أحياء
الرياض المعروفة ، دخل الحمام و فتح صنبُور المياه الدافِئة ، أغرق وجه
ِرس به :أصححى جبت لي الضغط والمرض
فا
يُفتفت خاليا رأسه : خالااص ... خالاااااااااااااااااااااص
ٍ
فارس ب ُصداع
رائِد وبغضب ضرب رأسه بالصنبُور المعدنِي لينجرح جبين فارس
وينز ُف بدما ِءه ، تركه وهو يُغ ِسل كف يه : قووم حسابك أنت وحمد ماأنتهى
، بشوف مين اللي يوصلكم هالخمر
،
ُون
ِقـة ، في عصِر حائِل السعيد و كبا ُر ال ِسن يتباِدل
قبل ساعا ت ضيِّ





اإلبتسامات سي ًرا على الطريق و السال م يحيـا بكفوفهم التي ترتفع ُكلما مَّر
أحد بجانبهم.
ر َكن سيارتِه أمام البي ت المتو ِسط الحجم ذو اللون األبيض و الِذي أصبح
" بسبب عوا ِمل الجو و الغبار.
يُقارب " البيج
ًما
م عليه و قبَّل رأسه إحترا
َّ
يُوسف رأى خال ُمهرة الكبير ، نزل وسل
للشيب الِذي يتخلخ ُل شعُر لحيتِه
الخال : وش علومك ؟
يُوسف بإبتسامة : بخير الحمدلله
ُمهرة قبَّلت جبين خالها الذي تهابه : شلونك خالي ؟
ُوا ، ُمهرة توجهت للبا ِب الجانبي الخاص
ِّي خالف .. و دخل
الخال : ماعل
بالبيت أما يُوسف و خاِلها توج ُهوا للمجلس.
م على جميع
َّ
يُوسف و شعر بالخجل من أنه ال يعرف حتى أسمائهم ، سل
من ُهم في المجلس وجميعهم يجهلهم .
الخال : زارتنا البركة والله
يُوسف : الله يبارك بعُمرك
الخا ُل اآلخر والِذي يب ُدو أربعيني بالعُمر يتخلله بع ُض الشيب : عشاك اليوم
عندي بعد التراويح .. قل تم
يُوسف : جعل يكثر خيرك بس والله مستعجل
الخال : آفآآ تجينا و مانعشيك!!
يُوسف بحرج كبير بلع ريقه : ماعاش من يرِِّدكم لكن الجايات أكثر
الخال الثالثيني و ُربما عشريني : الزم توعدنا بزيارة
يُوسف بإبتسامة : إن شاء الله على هالخشم
في جهٍة أخرى ، بعد أحاديثهم الحميمية الدافِئة صعُدوا لألعلى
أم مهرة : حرمة عيد ماتعطي خير أبعدي عنها
ُمهرة ضحكت لتُردف : يمه تكفين مانبغى نحش فيهم خليهم بحالهم
أم مهرة : بيجلس كم يوم ؟
ُمهرة و تحاول أن تُمِِّهد الموضوع : يوسف بيرجع اليوم!
أم مهرة : مسرع جايين من الرياض عشان يوم!





ُمهرة بتوتر : آل ، يعني بيخليني هنا
أم ُمهرة بحدة : وراه إن شاء الله ؟
ُمهرة بربكة : يعني فترة بس و
أم مهرة : تبي تتركين بيت رجلتس ؟؟
ُمهرة تن َّهدت : يمه بس فترة وبعدها خالص يعني برتاح عندك .. وعندي
لك خبر حلو
أم مهرة جلست بضيق : مايجي من وجهتس أخبار حلوة
ُمهرة تجلس على ركبت يها أمامها : أنا حامل
أم ُمهرة : وشهوووووووو!!
ُمهرة أبتسمت بتمثيل الفرحة وهي الغاضبة على هذا الحمل : إيه والله
أم ُمهرة بفرحة عميقة : جعله مبارك .. بس هسمعي حريم خوالتس ال
يدرون ترى عينهم قوية وشينة
مهرة : هههههههههههههههه أبشري
أم مهرة : أقري أذكارتس ترى الناس ماتعطي خير
"
من زين حظي
ُمهرة تن َّهدت ، و َّدت أن تقول "
،
ُم رمضان تركض و يكاد تفل ُت خيوطها منَّا
صبا ٌح آخر ، يُشابه األمس ، أيا
ُم الطاعة و ركع
إال من مسك زما .
، يا
ُمبار ًكا فيه "
س َجد على األرض و لسانهُ يُردد " الحمدلله حمًدا كثي ًرا
ُمن َّصب على قلبي اليوم ! يا راحة الكون التي ُزرعت في
شعُور السعادة ال
لصباح ، يا جمال ال ُدنيـا التي أراها اآلن ، يا كر ُم قلبي هذا ا الله الِذي ال
ُحبك يالله ألنني ال أعر ُف
ُمعطي ، أ
يُعد وال يُحصى .. ُسبحانه الكريم ال
غير ُك ُمعي ٌن و ُمع ِطي ورازق ،
ُمتعبة ها ِم ًسا :
ِل جبينها و يغر ُق في تقبيل مالِمحها ال
دخل عليها ليُقبِّ
الحمدلله على سالمتك يا أم عبدالله
أبتسم ت و عيناها شا ِحبة صفراء وببحة ُمتعبة : الله يسلمك





من ُصور و فر َحة عميقة ترق ُص في قلبه لدرجة ال يعرف كيف يُعبر عنها
إال بركعتي ن أر َسل بهما أحادي ٍث و ُدعاء ُمبتس ًما إلى الله.
نجال َء لم ت ُكن أقل منه فر َحة ، هي األخرى ال تعر ُف ماذا تفعل ، و
عينا ُهما تُقيمان أعرا ًسا ال تنض ِّب ، غرقت محا ِجر نجالء بدُموع اللهفة و
ُمدِمعة
َرح و بللت التع ُب بها بضحكِة عينها ال
الف .
دخلت الممرضة و معها " عبدالله " الصغي ُر ال . ُمكت ِسي ببيا ٍض ُمح َّمر
كاد قلبه يخرج من الشوق له و الفرحة ، مسكه برهبة بين ذراع يه و هو
" الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن ال
يؤذن في أذنه اليُمنى
إله اال الله اشهد أن ال إله اال الله ، أشهد أن محمد رسول الله أشهد أ ِّن
ُمحمد رسول الله ، حي على الصالة حي على الصالة ، حي على الفالح
حي على الفالح ، الله أكبر الله أكبر ، ال إله اال الله "
قبَّل أنفه الصغير و خِده األحمر و جبينه الرقيق " اللهم أجعله من
الصالحين األتقياء"
ُطهر
مَّدت نجالء ذرا ِعها ليضعه بجانِبها ، قبَّلتهُ كثي ًرا وهي تشُم رائِحة ال
فيه : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجالل وجهك وعظيم سلطانك
من ُصور بإبتسامة تتسع لفرحته الكبيرة ، ألتفت للباب الِذي يُطرق بخفُو ت ،
كانت والدة نجالء ، قبَّل رأ ِسها وكفَّها
أم نجالء : مبرووك الله يجعله من الصالحين
منصور : امين الله يبارك فيك
نجالء بضحكة مجنُونة : يممه تعالي شوفيه
منصور : عمي برا ؟
أم نجالء : إيه
منصور خرج و سار قليالً حتى أنتبه لعِمه ، قبَّل رأسه
أبو نجالء : مبرووك يا ولدي عساه يكون شفيع لكم
منصور : الله يبارك بعُمرك
أبو نجالء : أذنت فيه ؟
منصور : إيه تو جابوه
أبو نجالء : عطيته تمرة ؟





منصور بعدم فهم : تمره!!
أبو نجالء : إيه من السنة وأنا أبوك
منصور بإبتسامة : الحين أروح أجيب له
بمالمح منصور الضاحكة : و أنا بروح
أبو نجالء بإبتسامة ُمتسعة فرحةً
أشوف الغالي
،
مَّرت األيام ، وصلنـأ إلى:
ِم رمضان
تِّ
ُ
ُمرتج ف للثالثين اليو م ، أ
اليو ُم األخير لرمضان ، الوداع ال
تما ًما كـالرمشة ، ُربما أح ُدنا تمسك بأهدابِها طاعة ن ً و ُربما أح ُدنا سقط ُدو
أن يفعل شيئًا إال أ َّن الندم سيحفُر بقل ِب ُكل من أعرض عن ِذكر الله و الله
ي عنَّـا
ُّ
الغن .
السا َعـة الثا ِمنة ليالً ،
عبدالمحسن : الحمدلله ، طيب وينها ؟ أبي أكلمها
سلطان سار بخطواتِه للغُرفة التي أمامها ، دخل و رآها على سجادتِها ،
بصو ٍت خافت : تصلي ، بس تخلص أخليها تكلمك
عبدالمحسن : طيب .. بحفظ الرحمن .. وأغلقه.
سلطان ادخل هاتفه في جيبه و جل س بجانبها ، ألتفتت عليه و بخو ٍف
تراجعت قليالً ،
ُمحترقة ، س َحب كفوفها لي ُحاصرهم بكفوفِه ،
بهُدوء ينظر لبا ِطن كف يها ال
سقطت دُموع الجوهرة المهزومة.
سلطان : أتصل أبوك ، تبين تكلمينه ؟
ا و يد يها مازالت ُمقيدة
ال ُجوهرة هزت رأسها باإليجاب دون أن تن ِطق حرفً
بكفو ِف سلطان.
سلطان بهُدوء : قلت له بتجلسين عندي فترة ... وبرضاك طبعًا
آخر تُجرى بين ُهما
ٍ
ال ُجوهرة بهُدوء عيناها تلتِقي بعين يه ، و أحادي ٌث من نوع
، بلعت ريقها لتهمس : طيب





ده إليها ، مسكت ال ُجوهرة وسرعان ماسقط
ُّ
أخرج هاتفه ليتصل عليه ويم
منها عندما شعرت وكأ َّن مل ًحا يُمرر على حرقِها ،
سلطان عقد حاجب يه و رفعه إليها
الجوهرة مسكته بين أصبع يها و دُموعها تغرق في محاجرها ، من ينقذُ
الدُموع من الغرق ؟
ببحة : ألو
عبدالمحسن بصم ٍت طال يحز ُن به على إبنته ، أردف : شلونك يا روحي ؟
عساك بخير ؟
ال ُجوهرة بهُدوء وهي تنظ ُر لسلطان : الحمدلله أنت شلونك ؟
عبدالمحسن : الحمدلله بخير ، مرتاحة ؟ .. أصدقيني القول
الجوهرة بلعت ريقها : الحمدلله ، بس مثل ما قالك فترة ... تعَّمدت قولها
د كل محاوالت سلطان التي ُربما ستأتي قريبًا.
ُّ
حتى تس
عبدالمحسن : بيجي عرس ريان بعد كم يوم و بتحضرينه وممكن ترجعين
معنا
الجوهرة بصو ٍت تحاول أن تتزن به : إن شاء الله
عبدالمحسن : تآمرين على شي
الجوهرة بصو ٍت خانها باكيًا : سالمتك
عبدالمحسن بهمس ٍة دافئة : الله يسلمك ، أنتبهي لنفسك
الجوهرة : بحفظ الرحمن .. مدت الهاتف لسلطان.
سلطان و يخشى ج ًدا من نفسه عليها ، ال بُد من أحٍد يحميها وال أحٌد سيفعل
هذه المهمة ُدون أن يشعر إال عمته : بنرجع البيت اليوم
الجوهرة و صمتُها يستن ِطق ُحزنًا ، ح َّطم كل شيء و أحرقه و كيف تعُود
الحياة بعد أن أحرقتها ؟ ال شيء يشِفي أوجاعي منك يا سلطان و ال شيء
َحد من األوطان التي أرد ُت أن أنتمي إليها
يُلملم ُحزني منك يا تُركي ، ال أ
ي ؟
ر َّحبت ب
ِركها
سلطان : جهزي نفسك نص ساعة بالكثير وبنرجع .. خ َرج تا
و ُعتمة الظروف جعلتها تُخفض رأسها لتب ِكي بإنهيار و تُفرغ كل طاقاتِها
ُم الذي ال ينجلي بسواِده كل هذه
السلبية الباكيـة ، ُحزنها المتراكم و الغي





األشياء تجعلها تختنق في بُكائِها ، أتجهت للحمام لتغسل دُموعها ببرودة
ًما ُكل يو م ،
المياه ، تجاهلت حر ِق كفوفها الِذي يزداد أل
سنوات أتى سلطان يتِِّو العذاب بحرقِه ، يالله يا أبنا ِء لم يكتِفي تُركي بـ
ُ ج
آدم كيف تغتالون األنثى ُدون أن يتحشرج بكم ُحزنًا أو ضيقً .ا
مالِمحها با ِهتة شا ِحبة وال الحياةُ تسكن في ُمحيَّاها ، رفعت شعرها الطويل
بترتِيب و أرتدت عبا ِءتها.
د َخل سلطان ليجلس قريبًا من السرير : تعالي
الجوهرة بخطوا ٍت موسيقية خائفة وقفت أمامه ، أخذ الك ف اليُمنى و وضع
فها بـ شا ش وفعل باألخرى مثل األولى
عليه مرهم ليل . َّ
سلطان وقف أمامها و ال شي ٌء يفصلهما سَوى مرور هوا ٍء هزي ٍل ُمختنق
في حضرةِ ُحز ِن . الجوهرة
ٍر شرقي :
سلطان بهمس : أنتظرك برا .. خرج ليتح َّدث مع الر ُجل ذو س َما
خل عيونك عليه
:تآمر آمر
ُمنادي "
سمع ُصراخه ال
الجوووووووووووووووووووووووووهـــــــــــــــــــــ ــرة "
سلطان تن َّهد بغضب كبير لو أتى إليه سيدفنه فعليًا ، تق َّدمت له الجوهرة
وسمعت صرخاته لترتجف ، ألتفت عليها سلطان وب ُسخرية غاضب : تبين
تودعينه ؟
ال ُجوهرة بقهر أتى صوتُها حا ًدا : ال ، ألنه محد فيكم يهمني
سلطان عقد حاجب يه : محد فيكم ؟ أنا تقارنيني فيه ؟
الجوهرة بلعت ريقها بخوف لتعُود عدة خطوات بسيطة ،
سلطان بصو ٍت .. ُمهدد : طيب يابنت عبدالمحسن
،
على فرا ِشه منذُ ساعت ين ، آل يُريد أن يُف ِكر بشيء وال يتح َّدث مع أحد ،
دفن وجهه في الوسادة و تفكيره ُمشتت بين أشيا ٍء كثيرة ، غ ًدا العيد كيف





يشهُد ح ُضوره ُدونهم ؟ يالكآبة العيد و يال ُحز ِن األر ِض التي ال تحويهم و
ياجفا ِف زه ُر الحياةِ ُدون ما ِء عينهم ، يا سواِد السماء الزرقاء المزحو َمة
بغيِم حزني ! ال أنا أنا وال الحياة مي
ُ
هي الحياة ! من يستن ِط ُق بي فر ًحا يا أ
قسُم بر ِب خلقنِي أنني
ُ
إن غب ِت ؟ من يُقِِّو ُس بي ضحكِة إن رحلت يا أبِي ؟ أ
حاولت أن أصبر ولم أستطع ، أصع ُب شيء أواجهه وال أ ِجد به مخر ًجا
ِر بها قلبي
ُصبِّ
هو الفُقد و كيف أصب ُر عنه يالله ؟ و أنا الِذي لم أ ِجد طريقة أ
ِن الهدي ل و بضحكِة الغادة!
عن جوعه و شغفه بعي
قب المنزوي في قلبِي والهائِ ُج
ٍر تُسِدد هذا الثُ
يالله مرر على قلبِي ِكسرةُ صب
ب ُحبهم ،
تمتم : اللهم أرحمهم وأغفر لهم برحمتك التي وسعت كل شيء ، يارب
أع ُف عنهم وأغفر لهم بأضعا ِف وأضعاف إشتياقِي ل م ، ُهم وحاجتِي لرؤيته
يالله أرزقني رؤيتهم في الجنان يا كريم يا ر َّزاق.
ُم أ َّن
تن َّهد واقِفًا ، سمع أصوا ٌت ُمتداخلة كثيرة في القُرب من نافِذته ، يعل
بوسعود خرج ليجي ُء بـ زوجته ، يا شماتتي ببناتِه ! أي ًضا ال ي ُهم بالنهاية
والدت ُهم متوفية منذُ زمن بعيد.
وقف ُمب ِعًدا الفراش عن جسِده ، أدخل كفوفه في جي ِب بنطال بيجامتِه
ُظر للقصِر الهادىء تما ًما في مثل هذا الوقت أو
الكاروهات ، خرج لين
ُربما كل األوقات.
أقترب من حمام السباحة و ال أثر ألحد ، سقطت أنظاره على ُغرفة
ِضح أنها غير
التخزين ، تن َّهد من ذاك الفجر البائِس ، عاد ليصطِدم بها ووا
ُمتسخة اآلن ، تن َّهدت
ُمنتبهة لها ، ُمنحنية تمسح شيئًا على بيجامتها ال
ُمبلل ، رفعت عينها وتج َّمدت في
بضيق من وقوعها قبل قليل على الطين ال
ساندي " التي أخبرتها أ َّن عبدالعزيز نائِم
مكانها وشتمت في داخلها "
وأضواء بيته ُمطفئة.
الباب خلف عبدالعزيز إذن البُد أن تمر من جانبه ،
ُها حتى شعرها غرق في تفاصيله
عبدالعزيز و انظاره صا ِمتة هاِدئة تتأمل
وهو ملموم لألعلى وممَّو ُج بشكل يُغري العين.
رتيل بلعت ريقها وهي تسي ُر بجانب الجدار ، و ه ُدوئه يُثير في داخلها





الشك لم تعتادهُ هاِدئًا في الفترة األخيرة.
ِرها و وقف أمامها ، رتيل أبتعدت للخلف
عبدالعزيز وكأنه شعَر بأفكا
بخطوا ٍت قليلة لترفع عينها : وش تبي ؟
الينط ُق شيئًا وعيناه في عين يها ، غارقة. ستعرفين يا رتيل يو ًما أ َّن عيناك
ي من قوافيها
ي أ
كانت قصيدة ُمؤجلة لم تجد ب .
رتيل بغضب : أبعد عن طريقي
عبدالعزيز بضحكة ُمستفزة : ماهو اليق عليك تعصبين
رتيل عقدت حاجب يها : والله ؟؟ وأنت ماهو اليق عليك تكون ر َّجال
عبدالعزيز ببرود ينظر إل يها وإلستفزازها ، لو كان األمُر بيِده لف َّجرها
بوجهها حتى تعلم كيف تكون الرجولة.
َوى الذراع الممتدة له خلف
رتيل وأراد أن تدفعه لوال أ َّن عبدالعزيز ل
ذنها بحرارةِ أنفاسه : ال تحاولين تمثلين القَّوة !! ..
ُ
ظهرها وهمس في أ
وترك ذراعها ُمت ِج ًها لبيته.
رتيل مسكت ذراعها بألم وبصرخة وصلت له : الله
يحرقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـك أنت وياها
عبدالعزيز أبتسم وهو يسير وضحكة تقِِّوس شفتاه.
،
ِر أ شقتِه التي باتت ال تز ُهر في غيا ِب قلبه الِذي أندفن مع غادة ،
غل ق أنوا
ِزه األخ َضر ، غ ًدا العيد و من
تن َّهد بضيق وهو يسح ُب حقيبتِه وبجيبه جوا
ِهي رحلت ، من كانت ِضحكتُها عي د و عيناها
َّق على حياتِها أعياٍد ال تنت
عل
ِركها األعياد غاب
ُشا
عيٌد آخر ، من ُكنت أ ت و اآلن أعج ُز ان أفرح بعيٍد
وا ِحد و انا الِذي أعتد ُت العيد منذُ عرفتِك.
ُم في ليل ٍة صاخبة - ُدوفيل - العيد
على الشاطىء ، هذه ليل ِة ثانِي أيا .
عبدالعزيز خ َرج من المياه الدافئِة عار ي الصِدر و الضحكة ترتسُم على
مبسمه : خربت جِِّوكم
نا ِصر الجاِلس بجانِب غادة : ماهو شي جديد عليك





عبدالعزيز بعبط : بابا قالي ال تتركهم بروحهم
ِك ، طيب المويا باردة ؟
ِّ
ناصر: ياغث
عبدالعزيز أستلقى على التُراب المخملي : أل برودتها حلوة
غادة ترمي عليه المنشفة : غط نفسك اليدخلك برد
عبدالعزيز وزحف حتى وضع رأسه في ُحض ِن غادة وبخبث : ألعبي
بشعري
ناصر : ههههههههههههههههههههههه بزر
غادة بإبتسامة : تدري قبل شوي هديل تكلمني وتسب فيك تقول كل عيد
الزم أنثبر وأنتم تفرفرون
عبدالعزيز : وش أسوي في هالحمار اللي جمبك !!
ناصر : أنا ساكت من اليوم إحتراما إلختك بس بقوم عليك بعد شوي
أخليك تعض التراب
عبدالعزيز : أقول أنبسطوا بس هذا آخر عيد لكم يتحكم فيه أبو ي .. العيد
الجاي إن شاء الله بتآخذ ُمرتك وتنحاش
ِن ثغرها الخ ُجول ، هذا اليو ُم
غادة بخجل شتت أنظارها ، واإلبتسامة تُزيِّ
ال . ُمنتظر منذُ سنين
نا ِصر بضحكة وا ِسعة : شعور حلو أنه أحد يستأذن مني تجيني وتقولي
بروح بيت أهلي وأقولها أل .. أخلي أبوك يجرب الـ أل مني
عبدالعزيز : أكسر راسك والله إن حاولت
ُمنت ِظرة تحت ، ُصِدم بأمرأةٍ رفع لها
فُتِح المصعد ُمت ِج ًها لسيارة األُجرة ال
حقيبة اليد التي سقطت : آسف
َي واقِفًا
أمل و عيناها تتأمل نا ِصر بنظرا ٍت طويلة ، نا ِصر بق بريبة من
نظراتِها
ًوا
أمل بعربيـة : عف
نا ِصر أكتفى بإبتسامة ودخل السيارة متو ِج ًها للمطار.
ُوسها على المقعد مربوطة عدةِ أيام
أمل وذرا ِعها الملتوي يؤلمها إثر جل
تحت التحقيق األسود من قبل سعد ، لم يخرج سعد بح ٍق وال با ِطل ،





ُف كيف أعي ُش في ُم أعر ُف جي ًدا كيف أحف نتصف ُظ األسرار كما أعر
المعركة.
" أنا ُمتأ ِكدة من ذلك ،
ألتفتت على سيارة األجرة البيضاء ، هذا " ناصر
سبق و رأيت صورتِه ، يب ُدو لي أنه مازال يأتي إلى باريس ولم ينتقل
ِضح أنه ُمغادر من حقيبته .. من الجيد أ َّن
بش ِكل ُكلي للرياض ، ال ي ُهم وا
غادة ليست في باريس.
ٍق بال سبب أو ُربما
في ُعتمة السيارة فتح أزارير قميصه ، يشعُر بضي
باريس هي السبب ، غثيان يُداهمه و نظرا ِت تلك المرأة العربية ُمستفزة
لمعدتِه الفارغة ، أثارت الشك في قلبه و رحلت. من الممكن أنها سبق
" أستغفرك ياربي من كل ذنب " ،
ورأتني أو ُربما تعرفني لذلك توقفت ،
تن َّهد و قلبه يضي ُق به أكثر.
،
دفن ت مالِمحها البا ِهتة في الوسادة ، تب ِكي بإنهيار قل ٍب بات ال يتح َّم ُل
ٍق تام من أ َّن
ي ، تشعُر بضي
اإلنتظار ، غ ًدا العيد و ال أه ٌل تتسع فرحت ُهم ل
ال أح ًدا بجانبها سوى وِليد الِذي لن ي ُكن زو ًجا تُقبِّ نقه ، ماذا ِله وال أ ًخا تُعا
يفعلون اآلن ؟ ُربما يُجهزون مالبِسهم الجديدة للغد و ُربما أل.
ضربت رأسها كثي ًرا على الِفراش تُريد أن تتذ َّكر ولكن بيأس تضر ُب غير
ي
ُكل هذا يح ُصل ب
َ
"
" ِلم
ُمصِدقة ، أنينها يرتفع
ب ُحزن عميق : آآآآآآآآه .. ساعدني يالله
ريد أعر ُف كيف
ُ
فقط يالله أ كان عيدي السابق ؟ كيف كانت فرحته ؟ أنا ال
ريد ! والله ال
ُ
أنسى ضحكاتِهم ولكن أنسى مالِمحهم ! أنسا ُهم يالله وال أ
ُحب
ريد أن أنسى من أ
ُ
أ .
يُتبع
،





َسار بغضب ال يعر ُف ماذا يفعل اآلن ، أر َسل رسالة لمقرن " أمل
ماتعرف مكان غادة و وليد ، بحاول أدِِّور في المناطق القريبة"
مَّرت سيارةُ األجرة بالقُرب من الرصيف و تناثَر ما ُء الطريق عليه ، سعد
بحنق : الله يآخذك
نا ِصر ألتفت للنافِذة الخلفية من سيارةِ األجرة ُمتفا ِجئًا : هذا سعد ... !!
ماذا يفعل في باريس ؟ أذ ُكره جي ًدا في بداي ِة ح ُضوري لباريس كان ال
يُفارق واِلد عبد م ألتزم بعمله في الرياض ، مالِذي جاء بِه
العزيز و من ثُ
إلى ُهنا ؟
،
ِها الحاملة للمبخرة
تسي ُر حول البيت و رائِحة الب ُخور والعُود تنبع ُث من كفِّ
،
العنود بإمتعاض : يمه خنقتينا !! كل هذا لوشو ؟
حصة بإبتسامة : سلطان يقول بتجي الجوهرة اليوم
اشاء الله وكل هذا بس عشانها بتشِِّر العنود بسخرية : م ف بيتها مفروض
هي اللي تقوم فينا الحين
حصة : أقول أبلعي لسانك اللي وش طوله
العنُود تن َّهدت و أخذت ُمجلة تتصفحها ،
حصة : أسمعيني زين بس تجي ماعاد أشوفك طالعة بهالمصخرة قدام
سلطان ، تلبسين طرحتك ولبس زي العالم والخلق
العنود بدلع : هذا لبسي وهذا أنا ماراح أتغيَّر عشان خاطر أحد
حصة عضت شفتِها ال ُسفليا : يا شين هالدلع بس !!
فُتِح الباب ُمتقِدًما سلطان على الجوهرة ، حصة ببهجة كبيرة : يا هال والله
تو مانَّور البيت ،
مت على ح َصة و التي عرفتها من صوتِها أنها ا
الجوهرة بهُدوء سل لعمة َّ
ِر ًدا ج ًدا
التي تحدثت معها سابِقً . ا ، تقدمت العنود لها وكان سال ًما با





ِن حصة : شوفي لك حل مع بنتك
سلطان همس في أذ
تماما مايحد ُث خلفه بين
تن َّهد جاِل ًسا وهو يملىء فنجانه بالقهوة ُمتجاهالً
الجوهرة و عمتِه.
العنود توجهت لغُرفتها بعد أن رمقت الجوهرة بنظرا ٍت لم تعر ُف تفسي ًرا
لها.
حصة : وش فيك واقفة ؟ تعالي أجلسي خلني أعرف أخبارك
ِّي أث ًرا للجروح وهي
الجوهرة حمَدت ربها كثي ًرا أ َّن مالِمحها ال تح ِوي أ
اها بطر ِف أكمامها ، بإبتسامة شاحبة جاهدت أن تخ ُرج لها وال
تد ُس كفَّ
ي كلمٍة تُردف
تعر ُف بأ
سلطان ألتفت : خليها تصعد ترتاح شوي
حصة : إيه أكيد أخذي راحتك حبيبتي
الجوهرة وبخطوا ٍت سريعة صعَدت لألعلى ،
حصة جلست بجانب سلطان : وش فيها ؟ وجهها أصفر مررة
سلطان بغير إهتمام : تلقينها مانامت
حصة : مالت عليك إيه والله مالت
سلطان رفع عينه غاضبًا ،
حصة : يخي تح َّرك مافيك قلب يحس !! .. روح ألحقها شف وش فيها وش
منَّه تعبانه ؟
سلطان بحدة : تنام وترتاح
حصة تن َّهدت : الحكي معك ضايع ، بكرا العيد حاول تكون لطيف شوي
" قلد صوتها " لطيف
سلطان ُرغما عنه ضحك ليُردف : طيب بصير
حصة أبتسمت : ال عاد جد سلطان ، خلك وش زينك وأهتم فيها ، ماشاء
الله هالزين مفروض مايضيق
سلطان تن َّهد : طيب
حصة بضحكة : بس والله عرفت تختار !! هذا وهي تعبانة كذا كيف عاد
وهي كاشخة .. الله اليضرها
سلطان : هههههههههههههههههههههههههه يارب دخيلك ، بتجلسين
تمدحينها لين بكرا عارف أسلوبك





حصة : إال والله أني صادقة ، ماشاء الله تبارك الرحمن ربي يحرسها من
عيون خلقه .. أحلفك بالله ماهي أزين من شفت بحياتك ؟
سلطان بتضييع : أن ِت أزين من شفت والله
حصة : يا شينك ال قمت تضيع السالفة ، المهم سلطان أنا حجزت لك في
مطعم ***** طاولة بكرا لك أنت والجوهرة ، المكان مررة راقي وهادي
وبيعجبك أنا واثقة
سلطان : أل مقدر بكرا مشغول
ِّي هالحركات
حصة : حتى في العيد مشغول !! عل !!
سلطان بضحكة وقف : روحي أن ِت وبنتك
،
ا
، أخذت نف ًسا عميقً
رفعت شعرها األسَود على شك ِل " ذيل حصان "
ونزلت لألسفَل ،
ِزي لبيتِهم ،
وقفت في ُمنتصف الدرج وهي تسم ُع الصو ُت األنثوي الغا
تج َّمدت في مكانها وهي تنظ ُر إليها بريبة و ُكره.
عبدالرحمن : عبيير
عبير نزلت بهُدوء وهي تعلم من هي ولكن بحقد أردفت : مين هذي ؟
عبدالرحمن عقد حاجبيه وبحدة : إسمها ضي
عبير ، أنظارها تتفحصها من أسفَل لألعلى و ب ُكرٍه يكاد يُنطق بينهم.
رتيل بحرج من أنظار عبير : بقول للشغالة تسوي لنا قهوة ... وأتجهت
للمطبخ.
ِن واِلدها الغاضبة ،
مت عليها ببرود إستجابة لعي
َّ
عبير سل
عبدالرحمن جلس وبجانبه ضي : شلونك ؟
عبير بصوت خرج حا ٌد : بخير
ضي أكتفت بإبتسامة وهي تشعُر بأ َّن عبير ممتلئة بحقٍد عليها عكس رتيل
التي رحبَّت بها.
عبدالرحمن : بروح أشوف عز ... وخرج.





توتَّرت األنظار بين عبير و ضي لتتق َّدم إليهم رتيل ، : ماقلتي لنا وش
أخبارك ؟
ضي : بخير الحمدلله ، أن ِت بشريني عنك ؟ قالي عبدالرحمن أنك كن ِت
تعبانة اليومين اللي فاتت
رتيل بإبتسامة : آل الحين أحسن الحمدلله ، خلصتي دراسة وال ؟
ضي : آل مخلصة من زمان بس كنت آخذ دورات خبرة وكذا
رتيل : وش تخصصك ؟
ضي : إدارة أعمال
رتيل : حلو زي تخصص عبير
ا غير الئِق أب ًدا لضي و لو كان حا ِض ًرا
عبير وتنهيدتها كانت تص ُرفً
عبدالرحمن لرمقَها بنظرا ٍت كرهت بها حياتها ، أردفت : عن إذنكم ..
وصعد ت.
رتيل : معليش بس عبير متضايقة هاليومين
ضي أبتسمت : آل عاِدي ،
رتيل : أبوي وين راح ؟
ضي : قال بيشوف عبدالعزيز
رتيل وتغيرت مالِمحها لحدةٍ و غضب.
ضي ضحكت : وش فيك كذا تغير وجهك
رتيل بإبتسامة : ماأطيقه أب ًدا
ضي وألتزمت الصمت و أتاها شعُور الرحمة لرتيل التي التعرف بأمِر
زواجها هذا ، " ماتطيقه " كيف لو تعرف بأنها زوجته ؟
دخلت عبير ُغرفتها وأغلقت الباب بغضب ، إذن أتى بها ؟ يُريد أن
يفرضها علينا بحياتِنا !!
ُمستحيل أن أحترم انثى لم تحترم ُعمر أبِي وتزوجته واألكيد أ َّن
من ال
زواجها طمعًا به ، ماذا تُريد من ر ُجل في مقاِم والدها ؟
، فئة حقيرة تُجبرني على شتِمها.
ال تُريد سوى " الما َّدة "
أستلقت على السرير وأخذت هاتِفها ، ال تَّود أن تضعف ولكن تشتهي ان
، كل رسائِله حذفتها حتى ال تشتاق إليه ولكن ُرغم ذلك هي
تقرأ له رسالةً





تشتاق ، يالله أغنني بحاللك عن حرامك.
،
يُقرب أنفه لرقبتِه القصيرة ليُقبلها ورائِحة الجمال تنبع ُث ِمنه : فديته والله
حبيب عمه
من ُصور بإبتسامة : عقبالك
يُوسف ضحك ليُردف : آمين .. متى تطلع ؟
منصور : مدري عنهم كل يوم طالعين لنا بشي جديد بس بكرا الصبح
بطلعها تجلس عند أهلها
يُوسف : ماتشوف شر ، متى نويت التمايم ؟
ي .. شفت أهل زوجتك ؟
منصور : إن شاء الله الخميس الجا
يُوسف : أسكت قسم بالله وجهي تقلب عندهم ألوان وال واحد أعرف إسمه
وكل شوي أغلط فيهم بعد
منصور أبتسم : كثار ؟
يُوسف : شفت يمكن
وواحد صغير بس عيالهم البزارين نشبه يخي نظام
اللي يحشرونك بأسئلتهم
منصور : ههههههههههههههه أمدى تشوفهم كلهم
ِّي واحد
يوسف : أجل تحسبني جلست مقابل الجدران كل شوي داخل عل
وبزارينه ، بس والله والنعم فيهم كلهم ماقصروا
،
تن َّهد بعد صمتهم الذي طال و تأ ُمالت عبدالرحمن في مالِمحه ، يُدرك
وجعه في ليل ٍة كهذه وال ح ٌل لد يه و عبدالعزيز يبنِي حواج ٌز كثيرة بين ُهما.
عبدالرحمن : حجزت لباريس ؟
عبدالعزيز : إيه بعد يومين ،
عبدالرحمن : وكم بتجلس ؟





عبدالعزيز : مالقيت حجز عودة قريب في الخطوط السعودية .. حجزت
على اإلماراتية ترانزيت بعدها بأربع أيام
عبدالرحمن ب ُسخرية : قليل مرة على زوجتك
عبدالعزيز بضحكة أتت لكي يُنِفِّس عن غضبه : إال الشغل أنا أحترمه كثير
عبدالرحمن أبتسم : آآه منك يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : سالمتك من اآلآه ،
عبدالرحمن : تضايقنا كثير بس مالنا قدرة نضايقك
عبدالعزيز : بسم الله على قلوبكم اللي دايم تفرحني
عبدالرحمن : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خذ
راحتك وتطنَّز على كيفك
عبدالعزيز أبتسم : أنا ماأنكر أبد مكانتك في قلبي بس تضايقني دايم
عبدالرحمن بإبتسامة دافئة : مشكلتك يا عز منت راضي تفهمنا ، أحلف لك
بالله أني أخاف عليك حتى من ظلك و كل شي نسويه عشان مصلحتك
عبدالعزيز : فاهمك لو ماني فاهمك مارجعت لكم
ِس ، المهم ب ِّشِرني عنك ؟ وش مسوي ؟
عبدالرحمن : كويِّ
عبدالعزيز : بخير الحمدلله ، ماعندي شي أسويه غير مقابل الجدران
عبدالرحمن : وينه ناصر صار لي فترة ماأشوفه ؟
عبدالعزيز : راح باريس
عبدالرحمن بهُدوء : وش عنده ؟
عبدالعزيز : يقول كذا بيغيِّر جو ، اليوم طيارته راح يوصل الفجر ِ
عبدالرحمن : يوصل بالسالمة
،
ُّكن لبعضهم
في سهرةٍ ليلية ُمعتادة قبل العيد ، بنا ُت عائِلتهم ُمجتمعين التي ت
ُكر ًها و ت ُكن لبعضهم اآلخر ُحبًا.
زوج ِة خالها الشابـة : ماقلتي لنا ُمهرة عن زواجك ؟ يعني كذا بالخش
والدس تتزوجين!
ُمهرة ببرود : كان توه متوفي فهد الله يرحمه





غالية : ماشاء الله يتوفى األخو من هنا وتعرس األخت من هناك
ِردة : طيب ؟ وش المطلوب مني ؟
ُمهرة ومازالت با
غالية : المطلوب أنك مفروض تنتظرين قبر أخوك يجف بعدها الحقة على
الزواج وال شفتي ولد عبدالله جايك وعلى طول لصقتي فيه
ُمهرة بهُدوء : لصقت فيه ؟ وليه ألصق ناقصني شي ال سمح الله ؟
زوج ِة خالها األخرى : ماهو ناقصك شي ياملي بس ولو ، من األصول
أنك تنتظرين
ُمهرة و َّدت لو أ َن والدتها موجودة لتُسكتهم كالعادة ، أردفت : والله عاد
هذي حياتي ومحد تدخل في حياتك عشان تتدخلين فيني
غالية : إحنا ننتقد الموضوع بس ، أجل أنا عمتي وضحى *أم مهرة*
أسألها عنك وتصدمني تقول تزوجت طيب على األقل قولي لنا نبارك لك
ُمهرة تن َّهدت بضيق : موضوع وصار بسرعة ،
وضحى الشابَة إبنة خاِلها تنظ ُر إليها وإلى شحوب مالمحها : حامل ؟
ُمهرة ُصعقت من وقاحة أسئلتهم التي من جلست ولم تهدأ أحاديثهم عنها
وعن يُوسف ، مالِمحها تج َّمدت.
والدة وضحى : هههههههه واضح انها حامل وال بعد ماتبين تقولين ! مو
أن ِت ماشاء الله بكرا تتطلقين وتتزوجين غيره وال نعرف بعد
ُمهرة وقفت : فال الله وال فالك..
زوج ِة خالها األكبر : هههههههههههههههههههه وش فيك عصبتي ؟ الله
يرزقك الذرية الصالحة ويخلي لك زوجك بس أم وضحى فرضت أنك
تتطلقين
ُط ٍف عنيف لتُجلسها : أجلسي تَّوها السهرة بأَّولها
سحبت ذراعها بل
ُمهرة : مو أنتم ماشاء الله من جلسنا وشغالين أسئلة فيني!!
د َخلت صبية ت ُكن إبن ِة خالتها : ماعاد نشوفك ٌ عشرينية تُبغضها ُمهرة بشدة
يا ُمهرة ؟
*
*ح َّدت من كلمتها األخيرة حتى تُغيضهم
ُمهرة : أنشغلت بزوجي
،





في أطرا ِف الليل ، ضحكت ألو ِل مَّرة بعد سلسلة األحداث الدرامية التي
َّت على حياتها
حل
ح َّصة : جد أحكي ، الزوج الرابع عاد ذا مشكلته مشكلة كان ُعمري تقريبا


وأنا ماني متعودة أبد على نظام الطبخ والقلق ذا كله ، مقدرت أصبر
وتطلقت منه
الجوهرة بصدمة : هذا زوجك الخامس!!
حصة : آل خليهم أنا مقسمتهم اللي فصخنا الخطوبة واللي كنَّا مملكين هذا
كان زوجي الرابع رسميًا
الجوهرة ضحكت لتُردف : ماشاء الله
ِِّق : جاني بعدها شايب يجيب الهم قلت نجرب
حصة تُكمل ما ِضيها الشي
حظنا كان عمره باألربعين ، من قالي أنا ملول وأطلق هربت منه وفصخنا
الخطوبة وش لي بالهم أجل يقولي أنا ملول !!
الجوهرة أبتسمت : اللي باألربعين ما ُهم شياب مررة
حصة : ذاك كان الشيب مغرق وجهه ، المهم جاء زوجي اللي جبت منه
العنود
الجوهرة وتحمست كأنها تحاول ركل ُحزنِها بأحادي ِث العمة ح َصة : إيه
حصة : ضربني عاد يوم ضربني مقدرت أصبر وطلقني منه حبيبي
سلطان
الجوهرة : طلبتي الطالق من أول مرة ؟ يعني ممكن بلحظة غضب
ويعتذر لك بعدها ، يعني بينكم بنت وحرام
حصة : آل عاد اللي يضربك مرة قادر يضربك مرتين وسلطان مارضى
بعد
الجوهرة بهُدوء : مارضى!!
حصة :إيه طبعًا ماعندنا حريم ينضربون !! هذا اللي ناقص ر َّجال يمد إيده
على حرمة
الجوهرة ألتزمت الصم ت بضيق و لم تُعلق ، آل يرضى على عمته وال
ِّي حتى الحرق ، ما قسوة ق
على أحٍد و لكن يرضى عل لبك يا سلطان.





دخل على ذكِره راميًا مفاتيحه على الطاولة : السالم عليكم
َسالم
:وعليكم ال
سلطان :سهرانين ؟
حصة : أحكي لها عن زواجاتي
سلطان بسخرية : من زين الماضي يوم تحكينه!
حصة بضحكة : وليه ماأحكيه بالعكس أتشرف فيه
سلطان جلس بجانب عمته ،
ح َّصة : أقولها عن أبو العنود وأنك طلقتني منه بس عشان ضربني
سلطان أخذ فنجان القهوة الِذي ُمَّد من الجوهرة ،
خرجت العنُود من ُغرفتها بالبيجاما الحريريـة ذات اللون ال ُسكِري ،
ُظر إل يها ، كيف تخ ُرج هكذا وبهذا المنظر أمام
الجوهرة ُصعقت وهي تن
سلطان ؟
أنحرجت حصة من نظرا ِت الجوهرة بينما سلطان أنظاره كانت على
" العنود
فنجانه ولم يهتم أب ًدا بالكائن الحي ال ." ُمدعى
حصة أتجهت للعنود وبهمس : مجنونة أن ِت ، أدخلي داخل أشوف
العنُود بصو ٍت مسموع ُمتغنج : كنت أبغى أشرب مويآآآه
حصة بحدة تهمس : العنود
سلطان تن َّهد ليلتفت إل يها : حصـــــــــة
حصة بصو ٍت خافت : الحين بيقِِّوم الدنيا عليك .. ادخلي داخل
العنود تأفأفت بصو ٍت عا ٍل حتى تأفأفها كان " دلعًا " .. و دخلت لغُرفتِها.
حاولي بالمرة
ح َصة بحرج كبير جلست ، سلطان همس بإذنها ضا ِح ًكا "
تقولين لها عن ما ِضي بنتك عشان تستفيد"
حصة بصو ٍت ي ِصل للجوهرة : تتطنَّز حضرتك !!
َّرت
الجوهرة وقفت : تصبحون على خير .. ومَّرت من جانب سلطان وتعث
ِق الطاولة ، كادت أن تسقط لوال يِد سلطان التي مسكتها من عنِد
بسا
خصرها.
الجوهرة بربكة سارت بخطواتِها السريعة لألعلى.
حصة بصو ٍت خافت : وش فيها إيدها محروقة ؟





سلطان : كان سألتيها ؟
حصة : تقولي من آلة الكوي
سلطان : طيب ليه تسأليني أجل
حصة تنهدت : ياربي منك .. طيب روح ألحق مرتك
سلطان : مو جايني النوم بسهر معك
َح ِّب " : وأنا ماراح أسهر ، تصبح على خير
حصة تقف وتأخذ ص ُحون " ال
سلطان تن َّهد و أتجه لألعلى ، فتح باب جنا ِحهم بهُدوء وعينه تسِقط عليها
وهي تُغطي وجهها بالفراش.
سلطان : الجوهرة
بلعت ريقها و الربكة تُصيب أهدابها ليُردف : قومي بقولك شيء
الجوهرة ألتفتت عليه و الرجفَة تُحيط أطرافها ، بصو ٍت مخنوق : آآ .. آآ
وشو!
سلطان جلس على طرف السرير ُمقابلها ، بصو ٍت أكث ُر إختناق وضيقً . : ا
.
،
دخلت مع ضي بعد ماكانوا بالحديقة الخلفيـة وبإبتسامة أردفت : وهذا الله
يسلمك مكتب أبوي اللي يعتبر خط أحمر في البيت كله
ضي أبتسمت : عاد إال الخطوط الحمراء وأبوك عصبي بعد
رتيل : أما عصبي !! بالسنة مرة يعصب
ضي بعفوية : كل يوم آكل تهزيئة منه
من خلفهم : أفآآآ
ألتفتوا عليه لتُردف رتيل : هههههههههههههههههههههه كنا نحش فيك
عبدالرحمن : أجل أنا كل يوم اهزأك!!
ضي أبتسمت : حاللك ،
عبدالرحمن : أجل أنا بآخذ المهمة من رتول وبوريك الدور الثاني .. و
توج ُهوا لالعلى هو وضي.





رتيل أتجهت للباب الخلفي ال السباحة لترتِدي حذائها " ُم ِطل على حمام
الفالت " بعد أن تركته على عتب ِة الباب ، توقفت قليالً و هي تسم ُع صوته.
عبدالعزيز وهاتفه على إذنه :
أيام تكفي أنا اصالً قايلها مشغول هالفترة
بس يتم زواجنا وبرجع وبعدها أضبط اموري وأجيبك .... أل .... " تن َّهد "
عاد الله أكبر اللي الفرحة مقطعتني بدون هاألشياء ... وأنا قلت بجيبها
أعذبها .. ههههههههههههه إيه وش بيتغيَّر يعني ؟ .... طيب كلهم يتغيرون
وأنا أقدر أغيَّرها ... ال يدري ... قبل كم يوم شافني مع بنته وتكلم ... أل
أنه زواجي من رتيل غلط في غلط والله
للحين ماتدري ... أكتشفت أصالً
ندمان قد شعر راسي!!
.
أنتهى + تعَّو dُ :دوا على طول هالبارتات لين الله يكرمنا بالعطلة
نلتِقي بإذن الكريم - الخميس-
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى()
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب ُمستضعفين في
ُّ
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال ُكل مكان أن يرحمهم ر
ِط علينا
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ُمسلمين
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد .
+و أي ًضا ال ننسى عظمة اإلستغفار.





*بحفظ الرحمن.
الجزء )

)
يا الله
هنا جذوة في صدري
و وتد قهر
أصطلي به..
أستحرمتها عليك ؟
و استحللتها علي ؟
أي فؤاد يتربع في صدرك ؟
و أي ندم يتآكل في روحك ؟
أدرك جيدا
أن هناك شيء بدأ
يتنامى بيننا
أنت ترى ما بعد غشاوة
غضب .. يا الله ماذا صنعت ؟
و أنا أجدني
ال أستحق سوى نفسي
فأنت نزعت كل بذرة
قد تزرع غفرانا..





أتدرك أنك
بت شيئا باليا..
فبعض صنيع يوغر
في الصدر بركان ثائرا''
*المبدعة : وردة شقى.
تن َّهد ُمت ِج ًها لألعلى ، خطواتِه خافِتة غاضبة ال يعر ُف للحلو ِل وس ًطا يُهدأ
ُمشتعل في جوفه ، لس ُت أول ر ُجل في حياةِ أمرأة بني ُت لها سقفًا
اللهي ب ال
في المستقبل يعتلينـا معًا ، اول يوٍم عرفت به أنني
كان يج ب أن تذهب منذُ
لن أقبل بها ، كانت تُخطط أن تُخبرني لذلك قبل إعترافها اللعي ن عانقتني ،
" تالعب
" لعبةٌ
تعر ف جي ًدا أنني لن أسامحها مهما بلغ األمر بها ، تبقى
ِّي ما دام ت سهلة لعِمها فهي سه
بها ع َّمها وأتتني ، وأنا والله لتُحرم عل لة
لغيره ، يالله يال ُجوهرة بائِسة أن ِت و أنا أكث ُر بؤ ٍس من ِك ، نؤمن بأ َّن
عصيانُنا يُمكننا أن نتُوب منه ولكن انا ال أؤمن بذلك و ال نف ِسي تقب ُل بأن
أقبَل الحياة معك و أن ِت لس ِت عذراء. غاضب من نف ِسي ومن ِك كثي ًرا ، ثقتي
ُكن ، كنت على وشك ان ُكن يا بنا ِت حواء ه َّشة ال أستطيع أن
بِ
ِم قلبي لَ
ِّ
ُسل
أ
ِمك قلبي يالجوهرة و الحمدلله أنني مازلت قاِدر على اإلستغناء عنك
ِّ
ُسل
أ .
د على قبضة البا ب ، ن َظر إل يها و ما إن شعرت
فتَح با ِب الجناح و يِده تش ُّ
به حتى غ َّطت مالِمحها بالفراش ذو اللو ن ال ُسكِري بنقُو ٍش سوداء ُمتداخلة
ا : الجوهرة.
تُشبه تداخل أفكار سلطان ، أخذ نف ًسا عميقً
ُها
أرتجف ت تحت الفراش و أهدابِها تُصاب بالربكة العميقة التي تجعل
تختبىء أكثر ولو بيِدها أللتحمت بالسرير حتى ال تراه ، أر َدف سلطان
وس َط تج ُمدها و صالب ِة جسِدها الِذي ال يتحرك في ُحرقة إسمها الخارج
منه : قومي بقولك شيء





أبعدت الفراش بحركٍة بطيئة كقلبها الِذي ينبض بخفُوت و بطٍء من رهب ِة
قُربه ، أرتجفت كلماتها : آآ .. وشو ؟
ِق و
ُمتكاثرة في فمه الضيِّ
سلطا ن بصو ٍت ُمختنق تكَّدست به مشاك ُل الحياة ال
تحَّولت جبهتُه لتعرجا ٍت هزيلة : أقنعيني كيف مقدر ِت تدافعين عن نفسك
؟
ال ُجوهرة و هبطت غيمةُ سوداء على صدرها لتُزاحم نبضها و تُبطئه أكثر
: ليه تسأل ؟
سلطان بقسوةٍ و نبرةٍ جافة : بكال الحالتين مالك محل في حياتي بس أبي
أعر ف
ترفرفت دمعةُ سئمت من ُسجن المحا ِجر وسقطت ، أردفت ببح ِة البُكاء
الموجوعة : ماراح أجاوبك ألن مالك في حياتي شغل
سلطان بح َّدة : سؤال وأبي له جواب والحين!!
ال ُجوهرة ألصقت رأسها ب ُمقدمة السرير تحاول أن تهر َب ِمن صوتِه و عينه
و كلماتِه و جحيمه ، و َّدت لو أنها قطعة . ُ خرٍز تن َّد ُس في الوسادة
سلطان بغضب : الجــــــــــــوهرة.
ال ُجوهرة : ما عندي جواب
سلطان ويُشير بسبابته غضبًا : صدقيني محد بيخسر غيرك وال تحسبين
تُركي وحده اللي بيتعاقب!!!
ال ُجوهرة أخفضت مالِمحها الباهتة بالبُكاء : ما تقدر
سلطان و شياطينه وقفت عند عتبه عينِه ، أقترب منها ومسكها من كتف يها
ليص ُرخ بها : مين اللي مايقدر !!! تحسبينه شيء عادي ! إذا ربي سترك
كل هالسنوات فهو قادر يكشفك .. والله بعظمته و
ُط بأنفاسه : ما غلطت
قاطعته ببكاء و أنفاسها تختل
ِت عن نفسها
صفعها على خِدها لتص ُمت ، سيُجن جنُونه من دفاعها الميِّ
وعن خطِأها ، ترك كتف يها إثر صفعتِه القوية على وجهها.
و مازال في غضبه متكِِّو كذبين على مين !! تحاولين ٌر : ماغلط ِت ؟ ت
تصلحين غلط مين بالضبط ؟
ُمها من صفعتِه لها : لو اني غلطت ماقلت
ال ُجوهرة بحشرج ِة صوتها و أل





لك وال قلت ألبوي عقب كل هالسنين
سلطان ب ُسخرية : ألني كنت راح أعرف من نفسي و أبارك لقلبي بزواجي
من وحدة ناقصة
ال ُجوهرة تضببت ُرؤيتها من دمعه ة
َّ
ُمبتل
ا الذي يخن ُق مساما ِت قلبها ال
بكلماته : ناقصة ؟ .. أبتلعت غ َّصتها لتُردف ببكاء هيستيري : ماجيته ...
هوو . . ليه ماتصدقني ؟ أحلف لك بالله .. أحلف لك بعزته أني ماجيته و
أني ماحاولت أقرب منه ... أنا حافظة حدودي زين و عارفة ربي .. كيف
بقدر أسوي شي زي كذا ؟ ... ليه ماتحسن ظنك فيني ... ليه تصدقه ؟ أنا
ماني محتاجتك .. الله يغنيني عنك بس ال تقذفني .. *صرخت* ال تقذفني
بكالمك !! أنا .. أنا ماأستاهل والله ماأستاهل كل هذا ..
تصادم ُصراخهم لينف ِجر هو اآلخر : وأنا أستاهل ؟ ليه تكذبين من أول !
ليه ماقلتي لي !! لو أنك صادقة ليه ماقلتي ألبوك أول ماصار هالزفت !!!
لو أنك منتي راضية كان دافعتي عن نفسك ..... كن ِت سهلة له .. سهلة
حيل يالجوهرة!!
ِهما و ببكا ٍء ُمحترق في
ال ُجوهرة وضعت كف يها على إذنها لتضغط علي
لهيب سلطان : مقدررت .. كان أقوى مني ..
سلطان : فيه مية طريقة تدافعين فيها عن نفسك ... آل تتعذرين وتقولين
مقدرت .. و الله أعلم كيف كان شعورك وقتها
ال ُجوهرة بتقزز من وصِفه و إنهيار تاِم ل ُحجرةِ عينها :
يكفــــــــــــــــييييييييييي .. كان شعوري قهههر .. تعرف وش يعني قهههر
ِّي ؟ زي شعوري الحين وأنت تتكلم عني !! ماكنت راضية
.. أغمى عل
ِّي و ما صحيت اال و أنا
والله أغمى عل .....
غطت مالمحها بكفوفها وهي تجه ُش ببكائِها ُمنهارة ال كلما ٌت لد يها.
سلطان بتع ٍب في قلبه : صحيتي وأن ِت وشو ؟
بقسوةٍ بددت نف ُس الجوهرة شتاتًا : وأن ِت منتي بن ت !! .. كيف أبني حياتي
معاك ؟ ماراح أقدر وال أرضاها على غيري كيف أرضاها على نفسي
ٌم في ُمنتص ِف غاب ٍة سوداء
ال ُجوهرة رفعت عين يها له و إلتقا ُء نظراتِهما جحي
: و ال أنا راح أرضى على نفسي أعيش مع شخص صَّدق واحد مريض





مايحسب لكالمه حساب !! .. ليه تنظر لي بنظرة دونية وكأني عاهرة !!
ي!!
حياتي ماراح توقف عليك وعلى تصديقك ل
سلطان بغض ٍب كبير : والتفكرين تبدين حياتك من جديد !!!
الجوهرة بحنق : ماهو على كيفك
سلطان : تتسترين فيني وتستغفليني وناوية تبدين من جديد !! أل يا روح
أمك ماهو أنا اللي برضاها على نفسي ... بكرا يتزوجك غيري ويقول
والله طليقها داخل عليها مايدري أنه عمك من لحمك ودمك العب فيك ،
تبين تخدعين غيري زي ماخدعتيني وهذا عشم أبليس في الجنة!!
الجوهرة بصرخة عميقة ه َّزت ح ُصو ِن قلبها و أبكتها الب َّحة التي تحشرجت
بها : يكـــــفــــي حرااام عليك .. حرااااااااااام
سلطان بغضب أحاط رقبتها بكفوفه و و ِّد لو يقتلها اآلن و بهم ٍس مجروح
محروق : وأن ِت ! ماهو حرام عليك ... لو غيري كان ش َّهر فيك وفي عمك
و ن َّزل سمعتكم بالقاع ... لو منتي بنت عبدالمحسن كان عرفت كيف أربيك
.. واللي خلقني يالجوهرة أني ال أذوقك جحيم الدنيا قبل جحيم اآلخرة أن ِت
وعمك
ِّي ال ُجوهرة بإختناق كبير : مين أنت بجحيم اآلخرة ؟
عشان تحكم عل
سلطان ترك رقبتها لتصرخ ال ُجوهرة : مالك حق ... مالك حق تعاقبني
وأنا مالي ذنب !
سلطان أبتعد بخطواتِه للخلف : الله اليريَّح فيك قلب ... وخ َرج صا ِع ًدا
ٍر فِقير ال يحوي فراش ، أستلقى
ِر َغة إال من سري
لألعلى ، د َخل الغُرفَة الفا
عليه و أنظاره للسقف به من الغضب مايجعل النو م يهرب منه و النو ُم لئيم
سيختبأ ولن ي ِجدهُ أب ًدا ، و ُجود ال ُجوهرة بقُربه يستف ُز كل قَّواه و حتى
ر ُجولته تُرهق وتُستفَز ، بُكائِها و صرخاتِها تُؤذيه ألنه ال يُصدقها و يشعُر
ِل بأ َّن إستحقارهُ لها يعُود إليه إن أنتبه لشعُ في داخله ، ماأقبحه
ور اإلستغفا
من شعور حين تُالمسه كلمة " أستغفلتني."
،





يسي ُر ذهابًا وإيابًا في ُعر ِض الحديقَة المنزليـة التي يُصيبها الجفاف مع
أجوا ِء الرياض ، ُمختنق في جي ِب وطنِه و ضائِع ُمشتت كورقا ِت الشجر
الساقطة و تُحركها الريا ُح بقسوة ، يُحادث ناصر : متى بتجي ؟
نا ِصر بصو ٍت ُمتعب : طيارتي بعد ساعتين ، يمكن على الصبح والله
مدري على حسب إذا ماصار فيه تأخير
عبدالعزيز تن َّهد : بالسالمة يارب
ناصر : الله يسلمك ، تخ


إعدادات القراءة


لون الخلفية