الفصل 42

مقرن وغيره أل
وليد : أبي أعرف البنت اللي بتزوجها من تكون ؟
أم رؤى : رؤى
وليد : طيب أبوها المتوفي وش إسمه
أم رؤى بصمت
وليد : أبغى أعرف إسم أبوها على األقل
أم رؤى : مقرن
وليد بنرفزة : غير مقرن
أم رؤى : مالها أبو غيره
وليد بعصبية : تناقضين نفسك بنفسك !!! . .تركها بالمقهى وخر ج
"
أم رؤى تُخرج هاتفها وتكت ب رسالة " بو وليد يعرفكم
,
:كل شي تمام نظفنا المكان
سلطان : ماتقصرون , تصبحون على خير




:واجبنا . . وخر ُجوا رجال األمن ومعهم المسعفي ن.
سلطان ألتفت لناصر : كيفك الحين ؟
ناصر : تمام
سلطان : أكيد ماراح تقدر تسوق !! بوصلك بطريقي
ناصر : ماتقصر بس ماله داعي
سلطان : وش دعوى !! بوصلك وال فيها نقاش .. أخرج هاتفه ينتظر
بوسعود , إلى اآلن لم ي ِص ل
ضغط رقمه وسمعة نغمة هاتفه من جهٍة أخرى .. ألتفت : وينك تأخرت
بوسعود وعيناه تتأمل المكان وتسقط على نا ِصر وبنبرةٍ متوتِرة : وين
رتيل ؟
سلطان : تطمن مافيها اال كل خير .. وعز وناصر ماقصروا
بوسعود أرتاح تطَّمن قليال فاألهم اآلن هي رتيل , أردف : مين ؟
*بسخرية أردف* شكل اللي جابهم أغبياء انفضحوا
سلطان : ع َّمار و
بسهولة
بوسعود بغضب : والله ال يدفع ثمن اللي سواه غالي
سلطان : كلهم أنمسكوا وفيه اللي هربوا لكن مسكنا
وبكرا نبدأ تحقيقات
معهم ومسألة وقت وينمسك ع َّمار
بوسعود : وين عزيز ؟
سلطان تذ َّكر أمر المكتب : في بيته , *همس له* شكله شاف أوراق أو
ملفات بمكتبك
بوسعود بصمت
سلطان بصوت واضح : على العموم بكرا نتفاهم بهالموضوع ..
بوسعود وبه من الغضب مايجعله اليتحمل لإلنتظار للغد : بعرف كيف
تجرأوا يدخلون ؟ إذا دخلوا اليوم يعني يقدرون يدخلون بكرا وبعده
سلطان : بنحط لك حرس محد يقدر يدخل إن شاء الله وأكيد هم قاصدين
بس يهددونَّا
بوسعود ويُطلق الشتائِم واللعنات ممتاليًا
سلطان : بتخوف بناتك كذا ؟ خالص بكرا نحل الموضوع من الساعة





أنا بالمكتب كذا تمام ؟
بوسعود تن َّهد : طيب ..
سلطان : يالله مشينا ناصر
بوسعود : أعذرني ناصر ماشكرتك
ناصر : أفاا عليك بس ماسوينا شي .. وعساها ماتنعاد
بوسعود : آمين .. بحفظ الرحمن
خرج ناصر ومعه سلطان ....... كان الصم ت مسيطر بينهم بالطريق ,
وقفوا عند اإلشارة القريبة من ق ِصر بوسعود
سلطان : كيف شغلك ؟
ناصر : ماشي حاله
سلطان : مرتاح فيه ؟
ناصر : عادي ماتفرق
سلطان : وماوِِّدك ترجع لشغلك القديم ؟
ناصر : في باريس ؟ أل
سلطان : هناك ممكن تترقى بسرعة وتمسك منصب حلو
ناصر : بس أنا ماودي أسافر لبعيد
سلطان : جلست سنين في باريس ماابالغ لو قلت أكثر من الرياض
نا ِصر أبتسم لذكرى باريس : بس الحين أل
سلطان : لو أحد كذب عليك بشيء والشي كبير يعني نقول لو كان عندك
إجتماع مهم وفيه راح تترقى وكذب عليك شخص وقالك اإلجتماع بكرا
وهو اليوم !! وماحضرت وألنك ماحضرت كانت نقطة سودا في مشوارك
الوظيفي ؟ تغفر له أسفه
ناصر ألتفت عليه بصدمة من سؤاله
سلطان ويقترب قليال من بيت ناصر : سؤال طرى في بالي
ناصر : آل بس أستغربته
سلطان : بس بعرف أنك إنسان تسامح بسرعة أو أل
ناصر : أل إذا كان متعِِّمد ويشوفني مجتهد وأحاول أني أترقى ويجي واحد
ويكون زي اللي يعيقني عن هالشي أكيد ماراح أغفر له لو يتأسف لي




سنين
سلطان أبتسم : وش دعوى!!!
ناصر : أما إذا كان مايدري فهذا شي ثاني
,
الخامسة صبا ًحا
لم ينام أح ًدا .. رتيل رغم تعبها لم تغفى عينيها .. عينيها على السقف , في
حالة من الخوف الشديد رغم أنها تعلم بأن هناك حرس تم تعيينهم
ِل لها أشياء لم تراها
وموجودين عند باب بيتهم لكن بدأت اوهامها تُخيِّ
وألنها لم تنام فـ بسهولة ج ًدا أن تتخيل أشياء ليست موجودة و األرق دائِما
مايُضعف العقل و التفكير.
وأنا حالل ؟ وال ماني ر َّجال
دفنت وجهها في مخدتِها و يرن في إذنها "
بعيونك " كل شي حولها يصرخ بهذه الجملة.
كانت تمنِّ . ِي نفسها بـ أنه يميل إليها أو حتى يشعر ببعض شعورها .. خيبة
د أعصابها و تجعلها غا ِضبة حتى في حضرة الهُدوء.
قلة نو ِمها تش ُّ
عينيها على السقف ال تستطيع النو م , تلتفت على ُكل شيء .. وتنتبه ألدق
ل .. ماذا لو أح ًدا دخل من نافِذتها ؟ أرتعبت من هذه الفكرة ..
ِ
التفاصي
دُموعها سقط ت .. خوفَها أو ُربما شيء آخر , تشعُر بأن همو ًما تتراكم ال
تستطيع البوح فيها أولها هذا المجهول.
تَّود نفسها أن تُخبر رتيل لكن لن تفهمها رتيل هذا ماي ُدور في بالها أن رتيل
ال تأخذ األمور بجدية و ُربما تُخبر والدها .. أحيانًا أراها أه ٌل للثقة ولكن
مَّرات أشعر بأن من السهولة تكشف األسرار.
عينيها ت ُدور على صَورها تشعُر وكأ َّن عينًا ثالثة تراها , تتساقط دُموعها
كثي ًرا .. بحاجة لحضن أحد ُه م فقط لتب ِكي عليه لن تتح ِّدث بشيء سوى




البُكاء.
على الكرس ي جاِل ًسا يشغُل باله بناته , رتيل و عبير ال يرضى بأن يُ َّمس
شعرة ِمنهم كيف بـ رجا ٍل من اإلرها ب يعتدون على بيتهم ماذا لو كان
عبدالعزيز و ناصر ليسوا هنا ؟ ماذا حدث ؟ تعَّوذ من شياطين أفكاره و
من " ل " َّو
ُرغم حرصه الشديد إال أن حرصه هذا لم يحميهم اليوم .. ليتني لم أترك
رتيل ؟ كيف سمحت بأن تجلس لوحدها ُهنا ؟
تفكيره مشتت ينتظر السادسة ليذهب لعمله لن يسمح بهذه الفوضى أن
ُخرى في بيته
تحصل مرةً أ .
نس ٍب ُمشِِّر تارةً يُف ِّك ف يتقدم للزواج من عبير و رتيل ِر بأن لو أح ًدا ذو
حتى يطمأن عليهم ولكن ال يثق بأي رج ٌل بأن قادر على حماية بنات
ُروحه.
تق َّدم الكثير لعبير خاصةً وكان يرفض ُرغم أنهم ذوي نس ٍب ُمشِِّرف و
أخال ٍق عالية لكن يُريد شخ ًصا يحميهم ؟ وألنه رأى في حياته العجائِب
أصبحت ثقته بمن حوله ضئيلة.
في مجل ِسه لم يصعد لها , و لم يأتِيه النو م .. وقَّت المنبه على السادسة
صبا ًحا .. ُربما ساعة تجدي بأن ينام , تفكيره مشتت .. يُفكر بأمن بالِده
يُف ِّكِر بعبدالعزيز يُف ِّكِر حتى بنا ِصر يُف ِّكِر بالجوهي .. يُف ِّكِر بهموٍم كثيرة ..
رف بأن كان قاسيًا جدا عليها اليو م آخ ُرها ال ُجوهرة .. يع لكن ج َّن جنونه
وهو يراها هكذا ُدون أن تهمس له بحر ٍف يُطمئنه .. من حقه أن يسأل ..
لكن ما هي فداحة ماأرتكبته حتى تقف حياتها عنده ؟ ما دخل وليد ؟ ماذا
فعل تُركي و ريَّان لها ؟ لم الجميع غاضب منها ؟ لماذا أنظر في عيونهم
ِ بأنهم د لي و لها .. فال طاقة
غير راضيين عنها ؟ ماذا فعلت لهم ؟ البُعد جيِّ
لي بأن أستمع لهذا الصمت ال . ُمز ِعج
شي ٌء ما يُخبره بأن األمر متعلق بين وليد و بينها ؟ و لهذا ريَّان غاضب
منها و تم فصخ الخطوبة بينهم و شيء آخر يُخبره بأن تركي يعلم عن




شيء أرتكبته الجوهرة ولذلك هي تخاف أن يكشفها ؟ و شيء آخر يُخبرها
بأن الجميع غاضب عليها لفع ٍل خاطىء أرتكبته بالماضي ؟ ما هذا الفعل
؟
ُطوف حوله ..
ُمتعب ج ًدا مستلقي على سريره و أطيا ُف تتخذهُ مقا ًما لت
ضحكا ٍت بين بكائهم .. كيف يضحكون من بكائهم ؟ أبتسم لرؤيتهم ..
يعرف أنه وق ٌع من جنون لكن أريد هذا الجنون . . أرغب به ما دام الحقيقة
ُموجعة.
ضحك .. هل احد من قبل ضحك من قهره ؟ ُربما نضحك ألننا الحقيقة
ِلت لنا أنها " نُكتة " ال تُصدق أب ًدا . . ضحكة
أوجعت قلوبنا لدرجة ُخيِّ
" عزوزي يا روح غادة أنت لو تطلب
تتح َّدث وشفاه تتقِّوس وهي تُخبره
عيوني بقولك أن العمى خيرة "
إنحناءات مبسمه أستقامت يُرغب بالبكاء بشدة يرغب بمعانقتها .. قب ٌح على
هذا القلب ال ي ِِّحن أب ًدا علي . . لماذا أصبحت دموعي تستصعي الخروج ؟
قبل فترة كانت تخرج بسهولة و اآلن ماذا ؟ . . هل ُعدت لحالتي السابقة
؟
ضحكٍة على يمينه تتقَّوس بهمس " عزوز أخوي األطخم أشتقت لك مررة
مسك جانبي رأسه بكفوفه يُريد أن يخرج من خياالتهم بدأت
مررة "
أصواتهم تتداخل عليه " أحبك " , " أشتقت لك " , " يمه عزيز أنتبه
لصالتِك " , " عزوز حبيبي أشتقت لك " , " عبدالعزيز ترانا ننتظرك " ,
" ال تتأخر " , " تدري أنك ماتستحي منتظرتك من الساعة

" , "
باريس في غيبتك تنعاف " , " أشتقنا لك يا شين " , "
ههههههههههههههههههههههه تدري أني أسبك من حبي لك " , " حبيبي
عزوز أبعد عنهم " , " ماأحبهم كريهيين " , " يبون يقهرونك " , " تدري
عاد أنك مستفز " , " أبعد عنهم " , " أشتقت لك " , " أشتقت لك " , "
ننتظرك"
بنبرةٍ ُمتعبة " كافي .. خالاااص .. ياربـــــــــــــــــــــــــــي




لم تغفى عينيها , لم يأتي إلى اآلن .. يب ُدو هذه المرة لن يحاول أن يغفر لي
صمتي .. يب ُدو الطالق سهل ج ًدا على لسانه ولكن أنا ؟ . . عينا تُركي
ِّي ت
مازالت تتلصص عل راني في كل جانب .. أشعر به بجانبي .. أشعر
بالخيانة عندما أتذكره وأنا بين أحضانِك .. كيف له القدرة أن يقتحم
تفكيري بهذه الصورة ؟ أريد الحياة بجانبك لكن الحياة ال تُريد ذلك . . أريد
ال ُحب .. لكن ال ُحب ال يُريد . . أريد أن أبدأ حياة جديدة . . أريد أن أحب .
. أريد أطفاال حوِلي . . أريد أن أقول أنا أعيش .. ال أشعر سوى بإحتضار
أنفاسي في كل مرةٍ أرى بِها تُركي واقفًا أمام قلبِي . . عقلي .. جسدي.
سؤال سلطان اليو م جعله يُف ِكر كثي ًرا , لم السؤال ؟ ماذا سيفيده إن عرف
أنني متسا ِمح أم أل ؟ أشعر بنبرة حديثه أراد أن يُوصل لي شي ولكن لم
أفهمه . . ماهو الشي الذي سيزعجني ولن أسامح من أقترفه عليه ؟ األكيد
ِي . . تفكيره تذبذب مع نبرة
أنه ليس ُسلطان ولكن ُربما أخبر سلطان عنِّ
سلطان و سؤاله ؟ . . ال بُد أن شي ٌء يتعلق بالعمل ولكن لم أطمح بعملي
بعد وفاة غادة بشيء .. ال شيء ُمجرد كسب رزق ال غير , آآه يا غادة
الحياة كئيبة يابسة حامضة ال تُستساغ من بعِدك ! . . أشتاق إليك أكثر من
شيء آخر .. أشتاق لضحكاتنِنا .. أليامنا . .لمواعيدنا .. للحظات الهرب
من والِدك .. لحججنا بالتأخير . .تصرفاتك الطائشة كانت جميلة ج ًدا ..
ُكنت أحب الحياة .. " كنت احبني يوم كنتي قدام عيني تحبيني."
باريس – الرابعة فج ًرا -
أحٌد ين ُهش بقلبها تشعُر بأفواٍه تقتلع ُروحها , أح ًدا يُناديها و آخ ًرا يُبكيها ..
هل األموات لهم أصوا ت أم ماذا ؟ أصواتُهم ُمزعجة ج ًدا و نبراتِهم كأنها
ُّضها بشدة ,
ُّض عينا ون بِها .. أشعُر ي لتُبكيني .. تع
تع
كأنها فا ِكهة يستلذُ
ُها فا ِسد .. أشعُر أنهم يقتربون
وكأنني فا ِكهة كاِذبة ذات شك ٍل ُمغري و داخل




ِي ثم ينتق ُمون لفساِد داخلي .. هذا الفسا د تكاثَر بِ ي من الو ِحدة .. الوحدة
ِمنِّ
نِي فتاة سيئة ذات طباع حادة تب ِكي على أتفه األسبا ب , أنا أبك
تجعل ي من ُ
قديم أجزم بأنه حدث من سنوا ٍت مضت و أنتهت , أشعُر بإشتياق
أثر جرحٍ
و حنين ألناس ال أعرفهم .. أشعُر بإشتياق ألماكن أجهلها . . ال أعرفها ..
أرى بعض مالمحها الشاحبة وال أستطيع تذكرها . . أنا أفتقدك يا أنت يا
من أجهله وقلبي يعرفه جيدا.
,
التا ِسعة صبا ًحا.
يغلق الكبك في كَّمه متذِِّمر منها كثي ًرا
ُمهرة : أحكي مع جدار ؟
يوسف ال يرد عليها
ُمهرة : كلب
يوسف : والله ياهو الكلب بيجي يخنقك الحين يخليك تقولين اللهم نسألك
التوبة
ِك يسوون نفسهم مايسمعون
ُمهرة : ألن الكالب اللي زيِّ
يوسف : بس ماخبروك انه الكالب مايفهمون لغة الحمير
ُمهرة بغضب وهي خلفه : كلمة وحدة جلسة هنا مع اهلك ماراح أجلس
يُوسف : طيب أنقلعي في أي زفت
ُمهرة : ودني حايل كيف أروح يعني ؟
يوسف ألتفت عليها :أقطع نفسي ؟ كيف أوديك ؟ وين بيتهم أنتي حتى
ماعمرك طبيتيها
ُمهرة : أنا أقدر أتصرف هناك
يوسف : ماعندنا حريم يدوجون
ُمهرة تن َّهدت : يالله صبر أيوب




يوسف : ويصبرني بعد . . وأرتدى شماغه وهو يعِِّدل نسفته
ُمهرة : يعني وش أسوي أنا ؟
يوسف: اكلي تراب
ُمهرة عضت شفتيها : ال ياحبيبي ماأجلس أنا هنا وأنت تروح تنبسط
يوسف بسخرية الذعة : وش قلتي ؟
ُمهرة : قلت ماراح أجلس هنا
ِل الهيام : ال قبلها فيه شي ح َّرك قلبي و أحاسيسي
ِّ
يوسف يمث
ِحني
ُمهرة : يا عساه ماعاد ينبض ويريِّ
يوسف : اللهم أني أعوذ بك من دعوات الشياطين
ُمهرة : محد شيطان غيرك
يوسف تن َّهد وأخي ًرا تع َّطر وبإستلعان رش على عينيها
ُمهرة وتشعر بنار بين أهدابِها , غمضت عينيها وحذفت عليه علبة الساعة
الثقيلة وأتت على بطنه
يُوسف يقترب منها ليمسك كفوفها , فتحت عينيها .. ثبتها وظهرها ُملتصق
بالجدار : أشوف إيدك يبيلها قص
ُمهرة بصقت عليه .. لتبتعد عنه
يوسف أرتخت مسكته بتقرف وهو يمسح وجهه : أنا أوريك !! متعَّودة
على أسلوب عيال الشوارع يا بنت الـ... مسك نفسه من شتيمة الِذعة قوية
.. يابنت اللي مانيب قايل .. أتجه نحوها ولكن كانت ترمي عليه كل شيء
قريبًا منها
ِّي
يوسف : أنا أعلمك كيف تتفلين عل !!
ُمهرة : أبعد عني وش تبي ؟
يُوسف ويمسكها من خصرها ليرفعها عن مستوى األرض وهو يتجه بِها
نحو السرير
ُمهرة ترفسه بكل الجهات تحاول أن تتخلص من قبضته
يُوسف : أنا أخليك تمشين على الصراط
ِي والله الأصارخ وأفضحك عند أهلك
ُمهرة : يا كلب أبعد عنِّ
يوس ف يُلصق ظهر ُمهرة على السرير ُمثبت كتفها حتى ال تتح َّرك ..




وضع باطن كفَّه اليمنى على ف َّمها حتى تصم ت
ُمهر ته بقوة وهي
م .. دفِّ
ة ع َّضت كفَّه بقوة جعلت يوسف يبعد يده عنها متأل
تقف بجانبه
ُمهرة بغضب : حقيييييييييييييييييييييير .. معفن ... كلببببببببببب .. وأكبر
كلب بعد .. وركضت للحمام وأغلقته عليها
يوسف نظر لوشم أسنانها بكفَّه : الكلبة قوية ... هيِّ بك قريب ِن يا ُمهرة حسا
,
م جي ًدا
على الف . ُطو ر , شاحبة مالِمحها لم تنا
ِس ؟
أم رؤى : مانمتي كويِّ
رؤى : كنت أف ِّكِر
أم رؤى : بوشو ؟
رؤى : معقولة ماعندي عم ؟ خال ؟ أي أحد
أم رؤى تن َّهدت : رجعنا لهالموضوع ؟
رؤى برجاء كبير : يمه تكفين قولي لي عن أحد فيهم ؟
أم رؤى ألتزمت الصمت
رؤى ببكاء : طيب وريني صورته بس صورته يمه تكفين
أم رؤى ال تُريد أن تضعف أمام دُموعها , شتت نظراتها
رؤى : بس صورتهم ؟ بس أشوفه تكفين يمه ... بشوف أبوي ؟ طيب
أخوي ؟ طيب غادة أبغى أشوفها
أم رؤى وأهدابها ترتج ف
رؤى : تكفين يمه .. الله يخليك .. يممه أشتقت لهم ... تكفييين بس ابي
أشوف من هم اللي أشتقت لهم ؟ بس أبغى أشوفهم لو دقايق
أكملت ببكاء المقهور : طيب خالص وريني بس أبوي ...يمه بس أبوي ..
تكفين ال ترديني ... بس أبوي ..
أم رؤى : طيب .. وتوجهت لـ غرفتها
رؤى تمسح دُموعها بأصابعها الباردة , و مس َحها لدُموعها كـ من يُنظ ف




أر ًضا و الغبا ر يعص ُف بها .. تمس ُح من جهٍة ودموعها تسقط من جهٍة
أخرى .. عيناها تفيض اآلن .. نبضاتها تتسارع سترى والدها .. وقفت
وأتجهت لغرفة والدتها وكانت قد أخرجت الصورة .. مَّدتها لرؤى
ٍ مرتجفة ال تكاد تثبت الصورة بين كف
رؤى مسكتها بأصابع وفها .. دُموعها
تستقر على هذه المالمح .. وقفت على ركبتيها ال تستطيع الوقوف بثبا ت
ودُموعها تنهار كـ مطٍر من بعد جفا ف.
ٍن مكسورة
أم رؤى واقفة بجانبها .. تنظر إليها بعي .
رؤى بنبرة أختنقت ج ًدا : يممممه . . . ماهو أبوي
أم رؤى جلست بجانبها : تعَّوذي من الشيطان
رؤى تسقط الصورة من كفوفها وهي تضُم نفسها : آل ماهو أبوي .. ماهو
أبوي .. وبجنون تردد . . ماهو أبوي . .ماهو أبوي
أم رؤى بصدمة تنظر إليها
ِل خدها : هالمرة سماح . . ماهو كل مرة تطلعين مع المجنون ذا
يُقبِّ
بضحكٍة يُردف : بس عشان كذا ؟
همسة على طاولة الطعام : والله خوفي بكرا تتبرين مننا عنده
يُعانقها وبهمسا ٍت بيضاء يوصيها على نف ِسها
فتحت عينيها على والدتها : ماهو أبوي ؟؟ مستحيل
أم رؤى : ليه مستحيل ؟
رؤى أنهارت غير مصدقة , وبأحاديث لم تفهم منها شيء والدتها : ضمني
أكثر .. ليتك مارحت .. يبهههه ..أبييييك
أم رؤى تقترب منها ولكن رؤى تصِِّدها : اللي تسوينه في نفسك حرام
دوا لي أبوي .. ردوه لي .. ردوا قلبي اللي خذاه ..
ُّ
رؤى : ر
ردوووووووووووه
أم رؤى : بسم الله عليك من همزات الشيطان وأعوذ بك من أن يحضرون
رؤى تب ِكي دماء .. دماء بيضاء .. دماء الشوق .. الحنين . .بعض من
لِذكرى تقتل عقلها .. تجعل الصداع ينهش بِ ا ه .. ولكن هذا األلم جميل ج ًدا




إن كان سيذكرنِي بوالِد ي .. أريده .. أريد أن أعانقه .. أشعر به .. أشعر
بأنفاسه .. أشعر بأن قلبه مازال بخير .. لماذا كل هذا ؟ لماذا الكذب ؟ لماذا
ال يريدون لي الحياة ؟ ال أتكيف مع حياة المنفى ؟ ال أعرف كيف أتكيف ؟
وال أريد أن أتكيَّف ؟ أريد فقط أبي . . أريده بشدة اآلن وأن يحضر .. أريد
أن أبصر إبتسامته
رؤى : أشتقت له .. وحشني .. وحشتنيييي .... يبهههه .... آآآآآآه .. آآآآه
" الموجعة التي نطقت بِها .. بكت ليس بيدها حيلة
" اآلآآه
والدتها بكت مع
رؤى تغطي وجهها بكفوفها وتب ِكي كاألطفال : جيبوا لي أبوي .. جيبوه لي
..
بضحكٍة ُمغلفة بالفرح وال شي غير الفر ح , عينين حادة سمراء البشرة
أهواه و أنا والله أهوى والِدي , أردف بصو ٍت أضع ُت بِه قلبي : يا هنى
نا ِصر في ك
رؤى أبعدت كفوفها عن وجهها ودموعها تبلل قميصها و تنتثر على
األرض , همست بوجع : ناصر .. مين ناصر ؟
أم رؤى : يمه خالص يكفي ال تتعبين نفسك وتتعبيني
رؤى بآآهات وصرخة مقهورة خرج ت من باطن قلبها الضائِع : جيبوو لي
أبوي .. جيبووه لي .. جيبوووه .. يممه تكفييين تكفييييين سِّو اللي تبينه
فيني بس جيبي لي أبوي
أم رؤى : ما بإيدي شي
رؤى وتنظر لوالدتها بعينين تلمع بدموعها : طيب ناصر ؟
أم رؤى ببكاء : مقدر
رؤى و تنها ُر أكثر : ناصر زوجي صح ؟ هو زوجي ؟
أم رؤى : إيه زوجك يا يمه بس خالص راح
رؤى : كنت أحبه ؟ طيب جاوبيني قولي لي كنت أحبه كثير وال أل ؟
أم رؤى : تحبينه يا روحي
رؤى : كان يحبني ؟




أم رؤى : إيه
رؤى أخفضت رأسها و الدموع تكتسيها : ناااااااااااااااصر .. آآآآآه .. يا يمه
قلبي ضاع بينهم ؟ قولي لي بس مين أنا ؟
توجع ج ًدا أن يجهل الشخص نفسه , أم رؤى ال رد لديها
رؤى : الله يرحمه ويغفر له .. ليتني أتذكر وجهه ياربي ليتني أتذكره ..
يمه أنا أشتقت لهم بس ماأعرفهم .. ماأعرفهم .. أشتقت ألبوي .. أشتقت له
كثييي ر
أم رؤى : الله يرحمه
رؤى تنظر في عين والدتها : أحيانا حتى أنتي ماأعرفك ؟ ماأحس أنك أمي
؟ أنا أحبك بس حتى انتي أجهلك
أم رؤى : هذا من الشيطان ياقلبي .. تعوذي من الشيطان
رؤى تمتمت بجنون : ناصر .. وين ناصر الحين ؟ .. أبغاااه .. أبغاه يمه
... *وبصرخة مبكية ترتجي* .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصر
يُتبع
,
تقيأ كثي ًرا هذا الصباح , يشعر بأن بلعو ِمه انجرح و يتقيأ الدماء فقط , قلبه
يضيق به , قلبه الذي بحجم الكف ضيق ج ًدا , غادة تحضر في باله اآلن ..
ِضح
تحضر بقوة .. نظر لنفسه بالمرآة .. عينيه متورمة , شفتيه جر ُحها وا
ج ًدا , مالمحه شا ِحبة , لم ي ُكن بهذه الصورة أبد في حياة غادة , لم يكن هذا
الشحوب موجو ًدا , كان كل من حوله يفي ُض بالحياة , بلل وجهه وهو
يمسحه .. أرتمى على السرير .... أغمض عينيه .. مبتس ًما لطيف الذكرى
ُم منه
القريب من قلبه اآلن .. ُرغم هذه الذكرى إال أن ُهناك شيئًا آخر يتأل
قلبه .. ضاقت بعينيه من هذا األلم . . مازال ُمبتس ًما ال يُريد تفويت ذكرى




مر بِها
ت ُّ
ُوج باري س , في إحدى المقا ِعد على الرصيف المغطى من األعلى
أسفل ثل
مع عزوز وهدول جلسنا يوم
غادة : أيوا وش بعد ؟ رحت " َكـا ن "
ورجعنا
نا ِصر : أسبوع غبت عنك ودوجتي لين قلتي بس
غادة : هههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي الدراسة وقضينا !
وعزوز كان مآخذ إجازة
ناصر : طيب أسأليني وش سويت بالرياض ؟
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت
بالرياض ؟
ناصر : وال شيء
غادة تداعب أنفه بأنفها : معقولة وال شيء
ناصر : تقريبًا ما فيه شي يذكر
غادة : وال شي حتى لو تافه
ناصر : هههههههههههههههههههههه كئيبة جدا الرياض
غادة رفعت كلتا رجليها على الكر ِس ي لتُلصق ظهرها بـ كتف ناص ر أما
نا ِصر فـ ألتفت حتى تضع ظهرها على صدره ويغرق في شعرها
ناصر : أبوك يدري أنك طالعة ؟
غادة : أل هههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له بروح
أشتري كتاب وأجي .. وإن رجعت بقوله أني شفتك
ِرد : المشكلة ماراح تطيح اال على راسي
ناصر يُقبل خ َّدها البا
غادة : آل أنا بقوله أنك ماتدري
ناصر : أبد أبوك يصدقك
غادة ضحكت وهي تلتف ت عليه : مايصدقك أنت بس يصدقني
بلة : تدرين أني أشتقت لك
نا ِصر يُباغتها بـ قُ
غادة بخجل : وتدري أني أحبك
ِِّربها أكث ر ِمنه , ال يف ِصل بين ُهم شيء .. قلبها يلت ِص ق بقلبه .. و
نا ِصر يُق




أحادي ث تجِري من نوع آخر .. بع ٌض من ال ُح ب يتسلل ِمن شفتيها له ..
ِّي .. هي أو ل
والبع ض اآلخر يتشب ث بقلبِها .. ه ي أجمل من رأت عين
ال ُح ب و هي آخره .. هي الحياة و بعدها األر ِض ال تُطي ق أن أسير عليها
وحي ًدا .. ال تطيق أب ًدا .. تُريدني معك دائِما .. حتى أنها تلعنِي دائِما وتبر ُز
أشواكها في وجه ي . .. أنا أحبك
قاطعه م : ياسالم على المناظر اإلباحية
غادة تزم شفتيها وهي تشتت نظراتها بإحراجٍ شديد
عبدالعزيز : يعني منتظريني !! وعارفين أني بجي وقدام الناس بعد !!
صدق اللي اختشوا ماتوا
نا ِصر أبتسم بحرج : شلونك ؟
عبدالعزيز : وش شلونك ؟ لحظة بستوعب أنها غادة
غادة وتَّود أن األرض تدفنها اآلن
ِل الغضب : ماعاد تشوفك فاهم !! وال قدام العالم والناس ,
ِّ
عبدالعزيز ويمث
مرة مفتخرين باللي تسوونه ماشاء الله
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو قدام الناس
ِك وعندهم طول نظر يشوفنا
إال اللي يدققون عاد زيِّ
عبدالعزيز : وبعد تضحك !! ال جد ماني مصدق ! يخي أستح على وجهك
مابقى على عرسكم شي الحق
غادة وتف َّجرت بال ُحمرة
عبدالعزيز غمز لنا ِصر و أردف : وأنتي ماتستحين صدق غادة أتكلم ذا
يخربك وأنتي معاه بالخراب ؟ فر ًضا ماتم الزواج وش تبين الناس يقولون
عنَّا ماعرف يربي أخته .. صدق مافيه عرب بس على األقل أحسبي
حساب الفرنسيين اللي يشوفونكم
غادة وهي تنظر لألسفل : طيب
عبدالعزيز : وش طيب ؟ جد أنصدمت والمشكلة شكيت في نفسي قلت
معقولة ذي غادة ونويصر الكلب ؟ ال صدق هالمرة ماهو من أبوي مني أنا
مافيه طلعة مع راس هالخراب
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه




هههههه .. ويضع ذراعه على كفوف غادة .. زوجتي وكيفي
عبدالعزيز : كيفك إن شاء الله ال صار العرس بس الحين هي تحت أمرنا
وأبوي ولي أمرها وأكيد ماراح يرضى .. آخخ لو أبوي شايفكم وش ممكن
يسوي ؟ يعني بتخيَّل أنه بيعلقك على هالعمود وبيج ِّر غادة من شعرها
يخليها تلعن الساعة اللي شافتك فيها
غادة من اإلحراج الشديد بدأت عينيها تنبأ بالدموع
عبدالعزيز عندما رأى دموعها انفجر بالضحك :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خالص خالص نمزح
.. بس عاد ال تمصخونها ندري أنكم متزوجين بس كذا تفتنون العزابية
اللي زيَّنا
غادة تمسح دموعها ورغم مسحها إال أنها تسقط دون توقف
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين
وش يسكتها!!
غادة دفته بغضب
عبدالعزيز :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههه ههههه وبعدين أحترموا الذوق العام مايصير كذا قدام الرايح
والجاي!!
ِك
ناصر : مس َّكر المكان ماتشوف الطريق فاضي إال من الكالب اللي زيِّ
عبدالعزيز : أنا كلب يا حقير . . غادة خلينا نروح
ههههههههههههههههههههههههههه
غادة مازالت تب ِكي وجسدها بأكمله مح َّمر
عبدالعزيز يسحبها ليضع رأسها على صدره : يختي أمزح بس صدق
منظركم ماهو حلو بس يالله ملعيش وش نسوي بعد ؟ أحيانا الرغبة أقوى
*أردف كلمته األخيرة بإستهزاء شديد في ناصر*
ناصر : أشوف فيك يوم يا ولد سلطان
فتح عينيه المح َّمرة .. تسق ُط منه خيباته ِمن هذه ال ُدنيا , األرض تبكيه كيف




أنه وحي ًدا .. و آآه من الحنين .. ينه ُش بجسده .. يقتلع ِمنه الفرح بشدة .. ال
فرح يستحق ُدونها . . أشتاق لك يا نظر ناصر.
,
بمكتبه و أمامه عبدالعزيز
بوسعود : ترجع تنام واضح التعب من عيونك
عبدالعزيز : مافيني اال العافية
بوسعود : أي عافية شايف وجهك كيف أصفر
عبدالعزيز ألتزم الصم ت
بوسعود : سلطان تأخر .. أخذ جواله يتصل عليه .. ال ُمجيب .. تن َّهد وهو
يتصل على الجوهرة
جالسة على طرف السري ر تنتظره يأتي .. لم يأتِي من أمس .. نبضا ُت
قلبها ليس ت بخي ر .. تشعُر بالضياع في غيابه .. بال ُحزن .. ُرغم حزنها منه
إال أنها تحزن عليه وعلى حديثه أكثر .. رغم أنها تضايقت منه ولكن اآلن
تريد أن تطمئن عليه .. ال يستحقها أنا أعلم أنني ال أستحقه لكن .. ماذا
أفعل كي أرتاح و يرتاح ؟
مسكت جوالها الذي يضج بنغمته , رأت إسم ع َّمها .. أنقبض قلبها من
الخوف ؟ ُربما خب ٌر سيء , بصوت ُمرتبك : ألو
بوسعود : صباح الخير
الجوهرة : صباح النور
بوسعود : شلونك ؟
الجوهرة : بخير الحمدلله عساك بخير
بوسعود : الحمدلله , الله يرضى لي عليك صحي لي سلطان شكل راحت
عليه نومة




الجوهرة توتَّرت , نبضاتها تتسارع بشدة
بوسعود : دقيت عليه بس مايرد
الجوهرة بصوت جاهدت أن تُضبطه ُدون ربكة : إن شاء الله
بوسعود : بحفظ الرحمن
الجوهرة : فمان الكريم .. أغلقته .. أين سلطان اآلن ؟ .. نزلت لألسفل
وكانت أمامها عائشة : شفتي سلطان ؟
عائشة : إيه فيه نوم بمجلس
الجوهرة تن َّهدت براحة .. تقدمت للمجلس وكان بارد ج ًدا والتكييف على
أعلى مايمك ن .. نظرت إليه مستلقي و بجانبه هاتفه ومفاتيحه .. جلست
بقربه .. تأملته ألول مرة تتأمل تفاصيله وأدق تفاصيله دون أن ترمش
عيناها أو تشتتها بعي ًدا عنه.
بعد دقائِق طويلة وعينيها تحكي الكثي ر
نظرت لهاتفه ويب ُدو أنه على الوضع الصام ت .. بهُدوء : سلطان
ال ُمجيب .. يب ُدو صوتها جدا هادىء
ِرد ج ًدا .. لو أنها تنطق بكل ما ركنتهُ في
وضعت باطن كفَّها على خده البا
صدرها من سنين .. لو أنها , رجفت كفوفها من خِِّده وأبعدتها
ِّي الجوهرة , تن َّهد
ِ ًدا حاجبيه . . أنتقلت أنظاره لـ عين
فتح عينيه بتع ب , معقِّ
وجسده ُمتعب من النوم على األرض , يشعر بأن ظهره ُك ِسر اآلن من
وضعية نومه.
الجوهرة برجفة : أتصل عمي وقال أنك ماترد على جوالك
جلس و هو ينظر لهاتفه و ُصعق من الساعة القريبة من العا ِشرة صبا ًحا
الجوهرة : ليه مانمت فوق ؟
سلطان تجاهلها تماما وهو يأخذ أغراضه ويق ف
الجوهرة : طيب كان طمنتني
سلطان ألتفت عليها وهو يخرج : أطمنك على أيش ؟
الجوهرة أرتبكت و دموعها ترتجف على رم ِشها : خفت أنك ماجي ت ,
ماكنت أدري أنك هنا جلست لين الصبح أحاتيك
سلطان : شكرا على اإلهتمام بس ماني بحاجته .. وصعد لألعلى




الجوهرة وسقطت دُموعها أمام حديثه , بكت بضع ف , بإحتياج , ب ُحب ..
دخلت عائشة لتنظف المجلس وتجمدت في مكانها أمام بكاء الجوهرة الذي
يُشبه تماما سعاد بنظرها.
الجوهرة مسحت دموعها وأنسحبت بهُدوء لتصعد لألعلى .. دخلت الجناح
ِّي
بخطوا ت ضعيفة , سمعت صوت الماء .. ال ت ُكن مثلهم .. " ال تقسى عل
"
بجهٍة أخر َى
بوسعود : لين تخف عينك بعدين تروح له عشان مايشك
عبدالعزيز : إيه أكيد
بوسعود مسك هاتفه وأتصل على رتيل الذي رآها الصباح لم تنام بعد ,
ُم أراد أن يطمئن , أتاها تعب : هال
صوتها ال
بوسعود : مانمتي ؟
رتيل : ماجاني نوم
بوسعود : حبيبتي ريحي بالك مافيه شي وحطيت حرس عند الباب
رتيل : ماني خايفة بس أنا أصال ماجاني نوم
ِس بعدين راح
بوسعود : ماينفع كذا !! صار لك يومين مانمتي كويِّ
تهلوسين .. يالله نامي
رتيل : متى بترجع ؟
بوسعود وتأكد أنها خائفة : برجع بدري إن شاء الله
عبدالعزيز ويسرح بنبرة بوسعود الخائفة المهتمة على إبنته الذي يجهلها
ُربما عبير أو رتيل .. يُشبه والده حين يت ِِّصل عليه .. أشتاق كثي ًرا
إلتصاالت والديه التي ي ُكن القصد منها فقط سماع صوته واإلطمئنان.
بوسعود : رتيل
عبدالعزيز رفع عينه مرةً أخرى على بوسعود
رتيل : طيب بحاول أنام
بوسعود : أرجع ألقاك نايمة وال تخافي ن




رتيل تنظر للباب الذي بدآ ينفتح , أخذت شهيق وتوقفت
بوسعود بنبرة خوف : رتيل ؟ رتيييييييييييل ؟
رتيل : خالص يبه أكلمك بعدين
بوسعود : وش صاير ؟
رتيل تبكي : مافيه شي
بوسعود : التخوفيني قولي لي وشو
عبدالعزيز المنجذب ويستمع لكلمات بوسعو د
سحبت من كفَّها الهاتف : يبه
بوسعود : وش فيها ؟
عبير : دخلت عليها وشكلها خافت .. أهتم بشغلك ياروحي والتشيل ه ِّمنا
بوسعود وبراكين من الغضب تثور في داخله كيف أنه بناته يعيشان بهذا
الخوف ألجل حمقى سيُف ِِّجر بهم من غضبه وبنبرة حاول أن تكون هادئة
ولكن أتت حادة : أتصلي علي ال صار شي..
عبير : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن .. وأغلقت ه
عبدالعزيز : صاير فيها شي ؟ .. أنتبه لسؤاله .. قصدي يعني عسى ما َّشر
؟
بوسعود : خايفيين
ه يجيك في بيتك وأتفقوا هناك
َّ
عبدالعزيز : دام سلطان ماجاء إلى اآلن خل
بوسعود : ماينفع فيه أوراق هنا وبنروح نحقق معهم بنفسنا
بجهٍة أخرى,
عبير : خالص أهدي لو أدري كان دقيت الباب بس حسبتك نايمة
رتيل ببكاء ُمنهارة فعليًا
عبير : يابعد ُعمري خالص يكفي بكي
رتيل وترتمي لصدر عبير لتُعانقها بشدة .. تب ِكي وتجهش ببكائِها .. ُمتعبة
ج ًدا متعبة.




في أطرا ِف لي ٍل جدي د,
سلطان : ألنه جبان هرب .. بس بلغناهم إن شاء الله يمسكونه بأقرب وقت
ِه مح َّمرة بعد أن ضر ب بِها أحد الممسوكي ن وهو يلفظ
بوسعود وقبضة كفِّ
إسم بناتِه
سلطان تن َّهد بإرهاق وهو يسند ظهره على الكرسي : صار شي من
الجوهي ؟
عبدالعزيز الذي يُحرك هاتفه ومفتاح سيارته على الطاولة كالشطرنج : أل
سلطان ويتأمل مالمح عبدالعزيز وهو يُسلي نفسه , أردف : شكلك مو نايم
ِس ؟
كويِّ
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ماجاني نوم
بوسعود : محد جاه نوم
سلطان بإبتسامة : أنا قدرت أنام
بوسعود ضحك بعد يوٍم كان مشدود األعصاب : عاد أنت حالة شاذة
سلطان : بس والله ما ارتحت .. ومن تعبه نسي أن عبدالعزيز بجانبه ..
مدري وش أسوي فيه ؟
بوسعود : مين ؟
سلطان كان سيلفظ اإلسم ولكن أنتبه لوجود عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه عليه , وقف : عن إذنكم
سلطان : آل تعال
عبدالعزيز ألتفت عليه
سلطان : أجلس مافيه شي نخبيه عنك .. كنت أقصد الجوهي
عبدالعزيز جلس ويشرب من قاروة المياه وهو اآلخر مرهق .. الجميع
رهق من هذه األجواء
ُ
أ .
بوسعود وقف : أنا برجع البيت .. وأنت سلطان ال تلهي نفسك هنا وتهمل
بيتك ...




سلطان ويسخر في داخله " الله والبيت " , أردف : وال يهِِّمك
بوسعود خرج تاركُه م
دار الصمت بينه م لدقائِق طويلة حتى كسره سلطان : ماقلت لي وش
سويت مع الجوهي ذاك اليوم ؟
عبدالعزيز تذ َّكر : إيه صح .. قال أنه يبغى يتِِّوهكم
سلطان وثبت في جلسته ينظر إليه بجدية : وش قال بالضبط ؟
عبدالعزيز : أنه راح تكون الصفقة بباريس بس هي بالحقيقة بتكون بروسيا
بس عشان تروحون هناك ويضيع وقتكم وهو يكون أصال منتهي وخالص
ويمكن يكون راجع السعودية
سلطان : عبدالعزيز تعرف وش ودي فيه الحين ؟
عبدالعزيز بعفوية : وشو
سلطان : أخنقك وأعلقك على هالمروحة !! تِِّوك تحكي
عبدالعزيز : طيب وش أسوي ماجت الفرصة
سلطان : يعني الحين بتكون في روسيا
عبدالعزيز : إيه بموسكو هذا آخر شي قاله لي
سلطان : وجاب طاريك ؟
عبدالعزيز :إيه ماعنده غير عبدالعزيز العيد
سلطان : ماراح يقدر ي ِّشِك فيك وموضوعك نتصرف فيه نقوله أنه مات
وينساك
عبدالعزيز : مات ؟
سلطان : مافيه غير كذا عشان يصرف نظره عنك
عبدالعزيز وذكر الموت له هيبة في داخله
سلطان : الله يطِِّول بعمرك .. مجرد كذبة عشان يبعد عنك
عبدالعزيز : طي ب
سلطان وينظر من الزجاج كيف أنه الهُدوء يسكن هذه اللحظات : خلنا
نمشي .. وقف
عبدالعزيز سحب جواله و مفتاحه و ذهب معه
سلطان يقفل مكتبه جي ًدا ويضع المفتاح في جيبه أمام أنظار عبدالعزيز




,
هيفاء : وش فيك هادية اليوم بقوة ؟
نجالء بحدة : وش تبيني أحكي فيه ؟
هيفاء : بسم الله طيب أسكتي عساك ماتكلمتي
ريم ضحكت وأردفت : يالله مابقى شي ويجينا عبود
ء وأرتخت مالمحها المشدودة مع هذا الطار ي نجال
ريم : إحباط لو تجي بنت
هيفاء : صدق إذا كانت بنت وش تبون تسمونها ؟
نجالء : ماف َّكرنا , أنا أحسه ولد
ريم : اللي يجي من الله حياه بنت وال ولد
دخل من ُصور : سالم
:وعليكم السالم
جلس بجانب نجالء
ريم سكبت له من القهوة : وينك صاير ماتنشاف ؟
منصور : دخلت أنا ويوسف نادي
نجالء ألتفتت عليه : ليه ماقلت لي ؟
منصور : عادي ماهو مهم
نجالء تجاهلت أمر هيفاء وريم : صاير ماتقولي وال شيء
منصور : طيب هذا أنتي عرفتي
هيفاء تحاول قطع هذا النقاش : طيب وين يوسف ؟
منصور : راح اإلستراحة
نجالء بغضب تركتهم وصعدت لألعلى
ريم : ال تآخذ في خاطرك بس نفسية الحامل أكيد بتكون زف ت
هيفاء : ماشاء الله مجربة




ِك مايعرفون هالشي
ريم : شي بديهي أصال بس طبعا الدروج اللي زيِّ
من ُصور تنهد ووضع الفنجان على الطاولة وصعد لألعلى .. , دخل
وعندما رأته أنزلت بلوزتها التي كانت ستنزعها
منصور بإستغراب من تصرفها رفع حاجبه : وش صاير لك ؟
نجالء : وال شي
منصور : ال فيه شي ؟
نجالء بعصبية : قلت وال شي يا منصور
منصور يقترب منها وبنبرة هادئة : يا روحي أكيد ماني راضي على
تصرفاتها معك بس وش أسوي ؟ تبيني أروح أضربها يعني ؟ وأكيد
يوسف بيزعل لو عرف ويكفيه اللي فيه
نجالء ملتزمة الصم ت
منصور : ماله داعي تعصبين على كل شي , والنادي قبل
أيام يمكن
مدري
سجلنا فيه
ِن ذلك
نجالء وفعال غاضبة ومالمحها تبيِّ
من ُصور يحوي وجهها بكفوفه : معصبة على أيش ؟ خالص أهدي
نجالء بك ت وبعصبية أنفجرت :ألني ماني طايقة هالوضع .. خالص أبغى
أرتاح .. مليت جد مليت يعني من وين ألقاها أنا ؟ تعبت ونفسيتي تعبت ..
ماأبغى أجلس هنا وهي تكون موجودة
من ُصور : طيب
نجالء بغضب : يعني أنا معصبة وحارقة دمي وتقولي طيب!!
منصور : وش تبيني أقولك ؟ نجال بالعقل
نجالء : تعرف شي وِِّدني بيت أهلي ما أطيق أجلس هنا أكثر
منصور أبتعد عنها
نجالء وتشعُر بآالم أسفل بطنِها , تشنجات كثيرة .. يبدو عصبيتها أثرت ,
نصحتها الدكتورة بأن تبعد عن كل مايغضبها ولكنها لم تستمع إليها
جلست على الكنبة وهي موجوعة
منصور ألتفت عليها وأنتبه لمالمحها الواضح أنها تتألم : نجالا
نجالء تبكي من األلم : آآآه




منصور وفعال ال يعرف بهذه األمور , : طيب أوديك المستشفى ؟
نجالء : آل .. عضت شفتيها بقوة حتى التصرخ ومع ع َّضتِها نزفت شفتها
من ُصور بتوتر : أنادي لك أمي .. نجالء ردي علي
نجالء : ألم ويروح
منصور تنَّح : بتولدين ؟
نجالء وصوتها يتقطع : آل تِّوني مادخلت الثامن
منصور ويجلس على ركبتيه أمامها و ال يعر ف أن يُدبر أمرها : طيب
كيف يروح األلم ؟
ا آخر من األلم
نجالء وال تستطيع أن تنطق حرفً
دقائق طويلة تمر بصمتِهم وتأوهات نجالء و من ُصور ال يعرف يتصر ف
بمثل هذه األمور جي ًدا
منصور : بنادي أمي .. وقف
نجالء : خالااااص
منصور ويجلس بجانبها مرة أخرى وبع ٍض من الخوف والرهبة تنتابه ,
يبقى الطفل األول ذو طابع خاص : راح ؟
نجالء وأنفاسها تتصا َعد براحة , بدأ األلم يخ ف
منصور : متى موعدك الجاي ؟
نجالء : بعد أسبوع
منصور : قولي لها تعطيك مسكن وال شي !!
نجالء بقهر : ألنك عصبتني
منصور : أنا ؟
نجالء ببكاء : ياربي أنا غبية
منصور : مافهمت!!
نجالء : هي قالت لي أنه حملي حساس ومفروض مأاعصب وأرتاح
منصور : طيب خالص أهدي الحين ال تقهرين نفسك .. وبلحظا ٍت سريعة
حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير .. الحين نام ي
ُّن
نجالء وعينيها تنظر إليه بتمع
منصور أبتسم على نظراتها الطفولية .. أنحنى ليُقبل جبينها : بجلس تحت




شوي لين يجيني النوم .. تصبحين على خي ر
نجالء : وأنت من أهله
,
بوسعود يقرأ على رتي ل , سيمر يوٌم ثالث ولم تنام جي ًدا , النوم نعمة وقلة
من يُبصر هذه النعمة , من ال ينام تُهاجمة هلوسة وظنون سيئة و ُربما
يتخيل أشياء ال وجود لها بالحقيقة .. غير العقل الذي سيضعف شيئًا فشيئًا
ونبضات قل ٍب غير منتظمة .. , أردف أخي ًرا : بسم الذي ال يضر مع إسمه
شي في األرض وال في السماء وهو السميع العليم .. حبيبتي خالص نامي
رتيل وأنظارها على السقف , مازالت تشعُر بحدة نبرة عبدالعزيز وهو
وأنا حالل ؟ وال ماني ر َّجال بعيونك "
يُخبرها "
بوسعود : أنا بنام عندك اليوم التخافين
عبير دخلت من خلفهم ومِّدت كآس الماء لوالدها
بوسعود : اليكون بتسهرين بعد ؟
عبير : آل بنام الحين بس جيت أتطمن عليكم
بوسعود : نوم العوافي يارب
عبير الله يعافيك
بوسعود يشر ب من كآس الماء قليال ويضعه على الطاولة : رتيل إلى متى
؟ ماهو زين .. وأفكار تقوده بأن يُعطيها حبة منِِّوم فهذا الحل األخير أمامه
..
رتيل عادت للبُكاء
بوسعود : بسم الله عليك .. الله يلعنهم واحد واحد .. بدأ الغضب يعتريه
مجددا كيف أنهم سلبوا الراحة من بيته!!
ٍن أخرى .. أعين من قتله نا ِصر
رتيل تب ِكي بشدة و تنظر ألعي
بوسعود : الحول وال قوة اال بالله ... سحبها لصدره لتب ِكي بشدة عليه وهي
تحفر أصابعها به .. تخاف أن تبعد عنه




بوسعود ُمتأكد بأن أحدهم تحرش بِها على الرغم من أن عبدالعزيز أخبره
بعكس ذلك
بوسعود : وش سوو لك ؟
رتيل وتجهش ببكائِها
بوسعود : خايفة من وشو ؟
رتيل : محد
بوسعود : طيب أهدي .. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
,
باريس,


إعدادات القراءة


لون الخلفية