الفصل 48
ِن ُمتقنًا ؟ كيف أتناسى كل هذا ؟
للقرآ
تخرج من غرفتها وتركض بقوة حتى تتزحلق أمام الطاولة : والله
ماتحطيني اول يوم
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه هذي الطيحة تُدَّرس يا فن يا هديل
هديل اعطته نظرة و من ثم أردفت : اسمعيني انتي انا ماتحطيني أول يوم
والله ألسحب عليكم وانام
عبدالعزيز : لحول زي كل سنة عاد الله وسحوركم الله يكرم النعمة
غادة : انا عندي شغل مانيب فاضية
تدخلت والدتها : جيبي نسوي قرعة
عبدالعزيز لم يتمالك نفسه من الضحك ليُردف : خالص أول يوم حطوه لي
بجيب لكم سحور من برا وال منَّة بناتك
غادة : وثاني يوم لهديل
هديل : ايه الكلبة تبي تصيع مع ناصر ! خالص رمضان الناس تهجد
والشياطين تهجد وانتي بتقعدين مقابلته يالله ال تشقينا اال بطاعتك
غادة بعصبية وهي تتفج ُر بال ُحمرة : ومين قال مع ناصر ! قسم بالله ناس
تتكلم وهي ماتدري وش السالفة
عبدالعزيز بسخرية : عطيني الورقة أنا أق ِِّسم بينكم على حسب اوقات دوام
ناصر
هديل تِِّمُد كفَّها لتصفعه بـ ك ِّف عبدالعزيز ويتعالى ضحكهم
َّطع من الضحك يا سامجين الواحد
غادة تتخ َّصر : مررة ظريفين يعني بتق
ينتحر بعد هالسماجة
أم عبدالعزيز بإبتسامة ال تُريد مشاركتهم الضحك على غادة : خالص عاد
مصختها انت وياها
ِح
ِل رأس والدته : مدري كل وحدة تحسسني انه طباخها يطيِّ
عبدالعزيز يُقبِّ
الطير من لذته
هديل : احسن قولوا لي انه طباخي شين عشان ماأسوي لكم شي
غادة : وانا بعد
ولكن بكاءه بدأ يتقَّو أبتسم لذكرا ُهم ، عف س ُضعفًا على شفتيه ًوا لم يبتسم
ِّي
ليخدع نف ِسه بـ إبتسامة ، و فجأة ي ُكن حاله بهذه الصورة ! و ُدون أ
مقدمات يتساقط هزيالً هكذا ، قبل سنة و بُضع ش ُهور كانت شفتيه ال
تُفارقها ال ! ِضحكة وعيناه تُنير برؤيت ُهم حوله ، ُكنت حيًا بجسٍد و ُروح
،
ٍن عتيقة و بين
ٍق طويلة ، بيِده اليُسرى علبة ألوا
جال ٌس على كرسي ذو سا
أصبعيه في اليد األخرى فرشاةٌ كئيبة ، أمامهُ لوحةٌ غائِمة ال يتخللها لو ٌن
ُظر لعين يها السوداء ذات العدسة الرمادية
للفرح أو حتى لبياض المطر ، ين
ُها كيفما يُريد ولكن عاجز على تشكيلها بالحقيقة
ِِّو ! يُش ِّك ن عينيها ِل
، يل
بعدس ٍة رمادية على ال ُرغم من سواد عينيها النجدية , ُرغم ضعفها له في
ُمتحكم بها ، ليست
الفترة الماضية إال أنهُ يعرفها جي ًدا ويعر ُف العقل ال
عاطفية حتى تُقرر ! هي ترتدي عقلها و إن نزعتهُ في فترةِ ما ، سئم و
َّطخ
ضجر من تفكيره بِها و تحليله الليلي لتصرفاتِها ، أخذ اللو َن العنابي و ل
رد ليُفسد لوحتِه ، أتاهُ الصوت من خلفه : غ ِِّسل يدك والحقني
ُّ
عينيها بتم
ُظر لعُتمِة لوحته و كآبة ألوانه ، تن َّهد ليتجه للمغسلة ، غ َّسل
لم يلتفت ، ين
كفيه المبللة باأللوان ، نظر لـ التي شيرت وأي ًضا كان ُملطخا ببعض
ن ، نزعه لتظ ُه األلوا ر عظالت بطنه البارزة و بنيته القوية ، أرتدى تي
شيرت آخر و أخذ سال ِحه ونزل . . بخطوا ٍت باردة ميتة أتجه لساح ٍة تكاد
ِر األسلحة بها
تتف َّج ُر من حصا .
ُم الكئيب : نبدأ ؟
بصو ٍت حاد يختر ُق القلب قبل األذن هذا هو الر ِّسا
اآلخر : ريحة األلوان تقرف يخي ف ِّكنا من هالرسم وهالعفن ِ
هَو يتجاهلهُ ، يُغمض عين و يفت ُح أخرى ليصِِّوب بثبا ت ويبدأ عرس من
أصوات إطالق النار.
،
د َخل لظلمته ، يشتهي أن يمزقها اآلن ! يقتلها ! و إن قتلها لن يشفي النار
الهائِجة في صدره ، يُريد أن يصعق الـ آآه من شفتيها لتتعذَّب دون البكاء ،
و تخيَّل أن تتألم وال تستطي ُع الحديث أو حتى البكاء كأن تنه ُش بجسِدك
َّطة و ال تستطي ُع الحركة أو مناداةُ أحٍد ليُبعدها ! يُريد بـ ُكرٍه عظيم أن
ق
يمزقها قِطعًا و يُمِّزِ ق تركي خلفها !! تُركي و لن تُسعفه اعذاره هو بالذات
نهيه قبل أن تتم ُمعاقبته ، أرسل ب
ُ
من سأ هاتفه رسالة " تركي بن خالد آل
متعب ، جيبه لي لو كان تحت األرض " أغلق هاتفه ورماه على الطاولة
مع مفاتيحه ، نظر للدرج ، واثق تماما أ َّن رؤيته لها ُمضرة لها وستضره
أي ًضا ! رغبة كبيرة تُصيب يديه بأن يضربها ! ُربما بضربه يشفى شيئًا في
صدره ولكن يخشى التمادي في ضربه ، لم يتعَّود على اإلتزان أب ًدا حتى
في الضرب يبدو مسرفً .ا
َّب ظهرها من إغماءةٍ بـ وس ِط هذه العُتمة ،
تفت ُح عينيها على ال ُرخام ، تصل
جلست وهي تتألم وتُطلق الـ آها ُت خافته ، نظرت للدماء حولها - ليست
دما ٌء أعتادتها كل شهر - يب ُدو أمًرا آخر ، أرتعبت حتى أ َّن نفسها
وسوست.
يصعُد الدرجات بخطوا ٍت جامدة يخ ُطو الخطوة بثواني طويلة كأنه يُتقات ُل
مع ذاته.
تقف ُمستنِدة على الطاولة تتسح ُب بخطواتها للحمام.
يتأم ُل الدرجا ِت األخيرة في أعلى الدرج و كأنهُ ألو ِل مرة يرى بيته.
تُغلق باب الحمام عليها وتنزع مالبسها الممتلئة بالدماء ، فتحت الماء
الدافىء ليتدفق على جسِدها ، تُمسك رأسها من الخلف وتنزل يديها إذ هي
غارقة في الدماء.
وقف أمام الباب ، يُحرق صدري فكرة أن أح ًدا أستغفلني ، مبادئي تقف
راد ًعا من أن أنته ُك عفتها الضائِعة مع تركي ! مع عِمك !! وبكلمته هذه
هاج غض ٌب كاد يسكن ! كيف هانت الحدود عليك أن ِت و الحقي ُر اآلخر ،
فتح الباب بقَّوة ال شي يقف أمامه اآلن.
تتحس ُس الدماء من بين شعرها ، ال تعرف موضع نزيفها بالضبط ، أنفها
متوقف عن النزيف منذ وق ٍت طويل و إن كان أنفها فمن المستحيل أن يتبلل
حجرها بهذه الصورة من أجله و أي ًضا رأسها إن كان النزي ُف من الخلف
كيف يصل لحجرها ؟ تصادمت بأفكارها من أج ِل النزيف
ٍن مبلل
يسمع لصو ِت الماء ، جلس على الكرسي لتسقط عيناه على مكا
بال ُحمرة ؟ ماذا حصل معها!
ُربما نزي ٌف عابر من ِرحمها أو مهبلها ؟ هذا ما واست نفسها بِه ، - ا
أحيانً
التعب واإلجهاد و ُربما تشابُك الهرمونات وتخربطها ، ماذا بالضبط ؟ أو
هو عاب ٌر فعالً ؟-
ُظر للدم دون أن تح َّرك به شعرة ، ال تهمه هذا ما أخبر قلبه به ، وماذا
ين
يعني لو سقط إس ُمك في قائمة الوفيات ؟
تل ُّف منشفتها حولها ، تنظر للمرآة ، مالمحها ُمصفَّرة شاحبة , فقدت دما ًء
كثيرة ، عيناها ُمح َّمرة ، شفتيها بيضاء تفقُد الحياة هي أي ًضا ، فتحت
صنبور المياه لتتوضأ.
أخرى وسيعلن موت قلبه ، و إن
عيناه متجِِّمدة على الدماء الجافة ، خيبةٌ
مات قل ٌب فال مفَّر من القسوة فكيف لو مات قل ُب رج ٍل لحظتها ال م َّحل
للرحمة أب ًدا ولو كانت والدتُه.
بشفقة تُنهي وضوءها ، شعرها المبلل يزيد من رجفتِها ، هذه ساعا ُت الثلث
األخير ربما دعا ٌء لوالدها يقل له الله ُكن فيكون ، لم تُفكر بنفسها كتفكيرها
ٍن من العذاب مقابل ص َّح ِة الجنَّة التي تُرى بين
بوالدها ، ُمستعدة على ألوا
اهداب أبيها ، فتحت الباب
وء المنبعث من الحمام ، حمٌم . تلفت عيناهُ للض من الجحيم تُرى بعين يه
تتق َّدم وما إن أستدارت حتى أختنقت بأنفاسها وهي تراه.
وقف ُمعلنًا الحرب بهذه الساعة.
عيناها دون إنقطاع تذرف الدمع بصم ت ، تصادمت فكوكها في بعضها
البعض.
د على منشفتها
يقترب بخطوا ٍت تُرعب قلب الجوهرة الصغير ، هي تش ُّ
تريد أن تختفي من أمامه ، بكاءها ال يتوقف و خطوات سلطان أي ًضا ال
تتوقف ، تبتعد هي بخوف للخلف وهو اليرمش أب ًدا ، يطر ُق ذاكرتِها ما
أمرت قلبها بنسيانه
تُركي يقترب بخطوا ٍت ال تهدأ إليها ، يحاول تطويقها وحصرها ، هي
خفُوت ، يهج ُم تبتعد للخلف خائِفة ، تُطل ُق الوجع ب عليها كـ الكال ب ، تحاول
أن تقاومه. .
رمشت عينها للحقيقة أمام سلطان الذي أصبح اآلن ال يف ُصل بينه وبينها
شيء.
عقدت حاجبيها ب ُضعف لتُردف بتأتأة وكأنها للتو تعلمت النُطق : ال تظلمني
ٍق أراه بِك
ُّي نفا
وبهذه الكلمة زادت براكين سلطان ! أ .
لجحيم بِ أأفرغ ا ك أم بتركي أم بمن ؟
الجوهرة وكل من حولها يبكي معها : سلطان
سلطان قاطعها : أسمي ال تنطقينه
ال ُجوهرة تُخفض رأسها والدم ُع يستِق ُر على اقدامها
سلطان : توبتك بينك وبين الله ، بس أنا أل
الجوهرة لم تفهم ما يقصد و لم تتجرأ أن ترفع عينيها
سلطان : و بالمناسبة عشان تعرفين كيف تستغفليني مرة ثانية ؟ انا بنفسي
راح أروح و أبلغ عنك و عن الكلب اللي معك ! عاد شوفي وش القاضي
منيتي يش ِِّهر فيكم عشان القذرين اللي مثلكم يتعضون
ُ
يحكم ؟ أ !
رفعت عينيها الباكية ، غير مصدقة لحديثه ! أنا لس ُت زانية كيف أصرخ و
أقولها.
سلطان يُكمل : أما الطالق بحذفه في وجهك بس ماهو الحين!!
الجوهرة برجفة : أنا ماني كذا
سلطان لم يتمالك نفسه ، غير قادر أب ًدا أن يتح َّمل الكذ ُب بحديثها ، ضربها
! مَّد يده عليها ليسحبها من شعرها ويُحرقها بجحيم غضبه ، يصرخ عليها
: يكفي كـــــذب
ِم العسكري ِة المت
نظ َر ين - القاسي - المرمي على الكنبة ، أخذه و لم لحزا
يتردد لحظة في جلِدها.
،
ُها قب ٌح يراهُ سكانها ،
تسللت شم ُس الرياض ، هذه المدينة الصاخبة يتذيل
ر ُغم هذا هي فاتنة نشتا ُق إليها.
ِه السالح و هي أمامه ، يصِِّوب ُمتجاهل أحاديثها
بكفِّ
سئمت : أكلم جدار!!
ًوا
يُوسف : عف
ُمهرة : أقُولك أبغى كم شغلة من بيتنا
يُوسف : العصر . . اذا فضيت
ُمهرة : وان مافضيت
يُوسف بعبط : تنتظرين لين افضى
ُمهرة : أكلمك جد
يوسف : وانا احلف اني ماأكلمك عم
ِن أن ماقاله يوسف سامج
ُمهرة نظرت عليه بنظرات تُبيِّ
يوسف أمام مالمحها صخب بضحكته : ههههههههههههههههههههه
خالص المغرب ال رجعت من النادي
ُمهرة : طيب .. وألتفتت لتتجه إلى البيت
مر الرصاصة بجانب صدرها
يُوسف يصِِّوب بجانبها لت ُّ
ُمهرة ُصِدمت بفعلته لتقف متجمدة في مكانها
ِي
يُوسف : نمزح عسى ما متِّ
عن ُك ُمهرة وتخل ل َّت عن جميع المبادئ التي وضعتها ليلة البارحة ، تخلت
شي لتتجه إليه غاضبة وتقف أمامه بعين ين ُمتحديَّة : طبعًا القتل في مفاهيم
هالعايلة عادي ! زي أخوك ماتختلف عنَّه كثير ! أصال الدم عندكم رخيص
ِّي أهمية .. تقتل اليوم وتضحك بكرا وتعيش وال كأنك مسوي شي
ماله أ
يوسف ولم يتوقع بأن تُف ِِّسر فعلته بهذه الصورة
كان سيتح َّدث ولكن قاطعته بعصبية كبيرة و كبيرة ج ًدا : أنتوا اصال القتل
ِكم
ماح َّرك فيكم شعرة !! ماأعرف كيف فيه ناس ضميرها ميت زيِّ
منصور يخرج من الباب الداخلي وتراجع قليال وهو يسمع ُصرا ِخها
ُمهرة ولم تهدأ أب ًدا : كيف تضحك أنت وياه و فيه واحد مقتول بسببكم ؟
ِّي ! الله
ماخفتوا من دعواتنا ؟ ماخفتوا من الله !! حتى القتل أستهنت فيه عل
يوريني فيك أنت و أخوك فاجعة
ثبتت عينا منصور على الزرع ، يسمع دعوتِها ، توقع حقدها ولكن ليس
بهذه الصورة , لم يتوقع أن تلفُظ الحقد بين كلماتها أمام يوسف.
ِّي يُوسف بمقاطعة حادة وهو يحذف السال ُح ال
جانبًا : صوتك ال يعلى عل
أخليك تعرفين كيف ميتة ضمايرنا
ُمهرة و ال تهدأ أب ًدا ، يوسف أستفَّز جرحها كثي ًرا
وقبل أن تتكلم تح َّدث يُوسف بعصبية لم يعتادها الكثير منه : وال أبي أسمع
منك كلمة ثانية ! و منصور ال تجيبينه على لسانك صدقتي ما صدقتي هذا
شي راجع لمخك المصِِّدي ، لكن تدعين و تقعدين تصارخين هنا أل وألف
أل وبيجيك كف يعِِّدل أسلوبك ، دامك في هالبيت تآكلين تراب وتحترمين
الكل غصبًا عنك و تحترمينهم حتى في غيابهم
وج ٌع آخر ين َّصب في صدِر منصور اآلن ، ليتهُ لم يخرج في هذه الساعة
ويسمع لحقِدها ، تراجع ودخل مرةٌ أخرى للبيت ليخرج من الباب الخلفي.
ُمهرة و أي ًضا كانت ستتحدث لكن يوسف قاطعها مرةً أخرى : أما بينك
ِك فـ أدعي لين تشبعين ما حرك بي شعرة وال برتجف من دعواتك
وبين ربِّ
ُمهرة وال حدي ٌث آخر ، نظرت لعينيه بنظرا ٍت ذات معنى ال يجهلها يوسف
، أعطتهُ ظهرها ودخلت.
،
يُتبع
ترتدي فستانها األبيض للمرةِ األلف ، شغفها و حماسها ال يهدأ ، لم يتبقى
سوى القليل و يجمعها الله مع ريان تحت سق ٍف واحد.
هيفاء بتملل : حفظت كم خيط فيه
ريم بضحكة وهي تستدي ُر حول فستان الحلم و زفافها األبيض الكبير ،
في العمر وتبقى األهم : أ
تبقى هذه ليلة حس األيام ت ِعِّد معاي ٌ
هيفاء : ماألومها كنك أول بنت بتعرس ! أنزعيه ال يتوصخ بعدين نجلس
ندِِّور لك مصبغة وتخربه لك
ريم : الحين بنزعه خالص ماراح ألبسه إال بليلة العرس
هيفاء : هذا وجهي اذا ماجيتي بكرا البسته
قت الفستان في دوالبِها و هي تهتم
ريم بدقائِق بسيطة عل آلخر طرف أن ال َّ
يف َسد
هيفاء : أنا أتوقع أنَّه ريان بيكون زي منصور يعني ماهو من النوع اللي
يظهر مشاعره
ريم بأحالٍم ورديه : أحس بيكون زي ِلي ن أبُوي و صالبة منصور ، أحسه
قليل الكالم .. آممم اتوقع بيكون خجول زي الجوهرة
هيفاء : هههههههههههه أما خجول ! ماأحب الرجال اللي يستحي كثير
حالته قليل ادب *أردفت كلمتها األخيرة بهبال*
ريم : يالله ال تشقينا مثل رتيل يوم تقول الر َّجال الوقح عندي محترم
ُمشابهة بعض الشي لها ، أردفت : الله
هيفاء ضحكت لطريقة تفكير رتيل ال
يذكرها بالخير خلني أتصل عليها و أدِِّوج ذا اإلنسانة شي جميل
ريم : يالله روحوا قبل ال تهجدون
وت ِّكِش
هيفاء : ها ها ها فهمتها يعني احنا شياطين ماأقول غير مالت *
عليها بكفيَّها*
،
في مكتبِه ، ُمستغرب تأخر سلطان و عدم رِِّده على إتصاالته ، بدأت
الشكوك تُحيطه و هو يرى هاتف ال ُجوهرة أي ًضا ُمغلق.
ريَّان
قطع تفكيره صوت هاتفه وعلى "
َ
"
الشاش ِة يُضيء إسم
ريان : صباح الخير
بوسعود : صباح النور
ريان : شلونك عمي ؟
بوسعود : بخير الله يسلمك أن ت شخبارك ؟
ريان : الحمدلله بخير
بوسعود : وشلون أفنان ؟
ريان : رايحة دورة في باريس
بوسعود وتوقف العالم أمامه للحظة : باريس!!
ريان : مع اني عارضت بس ابوي الله يهديه
ِّي
ُمصادفة ، : أ
ِّي دورة وهل هذا
بوسعود ولم يهتم لهذا األمر كإهتمامه بأ
دورة ؟
ريان : مدري عنها والله بس
شهور وبترجع
بوسعود و مدة الدورة ثالث شهور !! كل الشكوك تتأكد
ريان : ماعلينا كنت بسألك عن ابوي مايرد على جواله ! هو للحين عندكم
؟
بوسعود تن َّهد : أل خبري فيه أمس راح للجوهـ .. لم يُكمل وعقله يربط بين
تأخر سلطان و سؤال ريان و الجوهرة.
ريان : صاير شي ؟
بوسعود : ال ال بيمشي الدمام العصر
ريان : بالله ال شفته قوله يفتح جواله ألن امي ذبحها التفكير حتى الجوهرة
جوالها مغلق
بوسعود : واليهمك خلها تتطمن
ريان : مع السالمة .. وأغلقه
بوسعود يترك جميع مابيده ليخرج متو ِج ًها لبيت سلطان.
في طريقه يتصل مرا ًرا و تكرا ًرا على جميع الهوات ف التي تتعلق بسلطان
، بدأ القلق يلتهم عقله ، زحمة الرياض ال تُطاق وج ًدا ، يشعر بأنه يراكض
الوق ت.
بضجر : ر ِّد يخي
نظر للواتس آب كان آخر دخول لسلطان الساعة الخامسة عص ًرا من اليوم
السابق
يب ُدو أ َّن شيئًا حدث هذا ليس ُمجرد صدفة ! و شي ُب رأسي ال يؤمن
بال ُصدف.
أتصل على هاتف بيته وال ُمجيب ، كان سيُغلقه لوال صو ُت عائشة الذي
أتاه : ألو
بوسعود : هال عايشة ، وين بابا سلطان ؟
عائشة : ما يأرف*يعرف* انت بابا ابدالرهمان
بُوسعود : ايه طيب عطيني الجوهرة
عائشة : شويِّه .. تركت السماعة وتوجهت لألعلى ، طرقت باب الجناح
لثواني طويلة وال ُمجيب . . بصو ٍت صاخب : ماما فيه بابا أبدالرهمان
وأي ًضا ال ُمجيب
: maybe she was sleepingخلفها من
ألتفتت للخادمة الفلبينية : شنو يقول حق بابا الهين ؟
: what ? Please aisha speak englishالخادمة
عائشة بإنجليزية ُمح َّرفة : أنا يقول to say what بابا أب ُدالرهمان
الخادمة sleeping s'she : و تركتها.
عائشة تسي ُر خلفها : بابا سولتان where ؟
: I don't knewالخادمة
عائشة : انا مافيهtoday see
الخادمة ضحكت من لغة عائشة اإلنجليزية
عائشة : أنتي في مجنون والله .. مسكت السماعة لتُجيب : ماما جوهرة
يمكن هوا نايم
بوسعود : و سلطان ؟
عائشة : انا مافيه يشوف اليوم
بوسعود ويتح َّد ُث بلكنتها : طيب بابا كبير امس يجي ؟
عائشة : بابا الجوهرة
بوسعود : ايه موجود ؟
عائشة : ال ما يأرف بس هوا يجي أمس وانا وهادا خدامة مجنون يشتغل
فوق مايشوف هوا بأدين يروه *يروح* شمس ينزل مايلقى أهد*أحد*
بوسعود : وال أحد ؟ يعني طلعوا
عائشة : بابا سولتان و بابا حق جوهرة فيه يطلع ألن انا مايشوف بس ماما
جوهرة فيه فوق كان غرفة هيا
بوسعود ولم يأخذ منها حق وال باطل : طيب انا جاي الحين .. أغلقه و
اإلشارة واقفة إلى اآلن ، يالله يا هذه الزحمة!!
،
ٍق سلب ِمنها النوم ليلة األمس ، لم تُصدق ُمكاملة ريِّـان لـ بُوسعود
تحت قل
، تشعُر بضيق شديد يُنبئها عن ُمصيب ٍة آتية : قلبي قارصني يقُول أنه فيهم
شي
ريان : يعني يمه وش أسوي قلت لك عمي عبدالرحمن طَّمني وقال العصر
بيمشي
أم ريان : طيب وراه مايتصل واختك مسكرة جوالها
ريان : يمكن شحنه قضى يمكن طاح يمكن ضاع يعني الزم شي شين
عشان يكون سبب
أم ريان بتوتُر : يارب ال تفجعني فيهم
ريان رفع حاجب إستنكار : تركي وينه ؟
أم ريان : مدري عنه
ريان : غريبة !! ماهو بعادته يطلع في هالوقت
،
ص َحى على صوت ال - لم ُمزارع الهندي الصاخب ، غ َّسل وجهه و توضأ
ت ُكن هناك صالة ولكن عندما تدَّرب سلطان على يد بوعبدالعزيز في فرق ٍة
بالصحراء كان يُجبرهم على الوضوء في كل مرةٍ ينقض بها حتى و إن لم
ُّي صالة ، فأصبحت عادة ال تُضيَّع ، توارثها الجميع من تحت
يكن هناك أ
يد سلطان العيد لسبب واحد " أنت ال تعلم متى تُقبض ُروحك فـ الجميل أن
ت ُكن طاه ًرا"
ر وشم ٌس حارقـة.
ُّ
سنـة
ميالدية ، صي ٌف ال يُنسى لسلطان ، ح
ربَط ذراعه المكسورة بخشبة ُمستطيلة لتُثبِِّت ذراعه ، يسي ُر خلف ُهم و
الشم ُس تخترق عيناه.
سلطان العيد بحِزم :
ثواني والكل متوضي
يتسابقون للمياه و كأنها كن ٌز مدفون ، بعد العِِّد للعشرة يُحرمون من المياه ،
ُمشردين ، ينامون
ال هنا ٌء في نوم وال طعام ، فالطعام يبحثون عنه كال
لنصف ساعة ثم يستيقظون بفزع من أصوا ِت قنابل - هذا القنابل الوهمية
هي ال - يُعاقبون شر عقاب كـ وقو ٍف تحت الشمس الحارقة بأقداٍم ُمنبه لهم
مر بهم أسبو ًعا للعذاب ال
ُّ
عارية إذا تأخر عن الصالة ثانيةٌ واحدة ، ي
ينامون فيه إال ساعة انب ٌ واحدة ، يأكلون الزواحف بكاف ِة أنواعها واألر
حيَّـة ، هذا ليس تعذيب ولكن لتن ُضج الرجولة و تق ُسو القلوب إتجاه أعداء
الوطن و هذا كلهُ فدا ٌء للوطن حتى يُقال بإستحقاق أنه ر ُجل يدافع عن دينه
و وطنه.
شا ٌب آخر كان سيش ُرب من الماء ليروي عطشه ولكن سحب القارورة من
يده وهو يقول : عشرة
مسح سلطان وجهه ال ل بالمنشفة ، لم ي ُكن بحاجة لتوجيه في حياته ُمبل
بأكملها كحاجته في يومه هذا بـ رأيٍ من سلطان العيد.
ُظر للزهر الذابل وبنبرةٍ جافة : هذا ليه كذا
خرج لمزرعتِه ين
ُمزارع الهندي أكتسب اللكنة النجدية من حياةٍ أمتدت لـ ثالثين عاما ُهنا
ال
َّوثة
ومن يسمعه ال يقُل بأنه هنديًا : التُربة مل
ُظر لمزرعته الكئيبة في نظره ُرغم ألوانها الزاهية
سلطان عقَّد حاجبيه وين
، تناثرت صرخات الجوهرة أمام عينه ، ال يُريد التفكير بها ! يُريد أن
ينسى شيئًا إسمهُ " الجوهرة"
فتح هاتفه و أنهالت عليها - اإلتصاال ُت التي لم يرد عليها-
ُم
أت ستشفى ليرى حال عبدالمحسن ، : السالم عليكم َصل على ال
اإلستقبال : وعليكم السالم
سلطان : معك سلطان بن بدر الجابر
ِن أهميته : والنعم كيف نقدر نخدمك ؟
ونبرةُ اإلسم تكفي لتُبيِّ
سلطان : ُغرفة
عبدالمحسن بن خالد آل متعب ؟ كيف حالته الحين
يتوقع يو ًم - الر ُجل و هذه األسماء تُربكه ! لم ا أن يُحادث شخ ًصا بمنصبه
بعفوية تفكيره س َرح-
سلطان : ألو
انتبه لنفسه : دقايق من وقتك الله يسلمك .. نظر لفحوصات اليوم وبين
الملفات ، ماهي اال دقيقتان حتى أتاهُ صوته مرةً أخرى : الحمدلله ضغط
الدم في مستواه الطبيعي و السكر و مثل ماهو مكتوب أنَّه مر بأزمة لكن
كل أموره الحالية ُمستقرة ولله المنَّه وتفاديًا للمضاعفات ُمستقبال راح يكون
عندنا لين نتأكد من سالمته
سلطان : يعطيك العافية أجل حولوه لجناح خاص تحت إسمي
هو : أبشر تحب تأجل دفع التكاليف آلخر يوم
سلطان : أل اليوم إن شاء الله لكن ممكن العصر
هو بتعليمات المستشفى التي ال مف ِّر منها : أحب أنبهك أنه زيارته أول
يومين ممنوعة إال لألقارب المقربين ج ًدا
سلطان تن َّهد : طيب ، ُشكرا مرة ثانية..
هو : واجبنا الله يسلمك .. وأغلقه
ماهو موجود بالدمام وبحثت عن سجالت
سلطان يقرأ رسال ٍة قد أنتظرها "
ال اللي فاتوا لخارج المملكة ومالقيت إسمه ، ممكن يكون ُمسافرين باليومين
بالرياض" !
ِم : كيف ماهو موجود !!
ِّ
أتصل على هذا الرقم وبعصبية ُدون حتى أن يُسل
ِّي كلب عنَّه . . تجيبه لي لو تطلعه من
شف الرحالت الداخلية وال أسأل أ
قبره!!
،
بعد قانون جديد من والدهم حتى تصل لياقتهم للصورة المطلوبة , بدأوا
بالركض حول قصرهم,
رتيل وقفت وهي تضع يديها على ركبتيها وأنفاسها تتصاعد : أوووه تعبت
عبير وقفت أي ًضا : خالص ؟
َرى الخادمة واقفة بثبات تراقبهم : الكلبة ذي بتقول ألبوي
رتيل ألتفتت لت
عبير : لحول ماراحت
رتيل ركضت مَّرة أخرى و الشمس تحرق بدنها
عبير : سِِّوي تان طبيعي
رتيل وهي تركض وبكلمات متقطعة : إسم الله على قلبك يالبيضا
عبير أطلقت ضحكتها و ركضت خلفها ولياقتها هي ورتيل في مستوى
متدني ج ًدا
ِ تتزحلق رتيل وتطلق صرخة خافتة :
و العشب المبلل كان كافيًا لـ
الاااااااااا ياربي
عبير لم تتمالك نفسها من الجلوس أر ًضا وتصخب بضحكتها على منظر
رتيل
رتيل : أححح ظهري تك َّسر
عبير : آآخ يابطني يبيلك صورة على الجلسة الجهنمية ذي
رتيل ومتمددة على ظهرها ويدها على بطنها : وش ذا تراني مانيب ر َّجال
أجلس أراكض!!
عبير ومازالت تضحك وبين ضحكاتها : الزم نتقبل الواقع في يوم من
األيام راح يتم تجنيد الحريم وأنا وأنتي على رأس القائمة
رتيل : جد أبوي تفكيره يحسسني أني عايشة بدولة إرهاب و قتل ومقاتل
عبير : الله يديم األمن بس
رتيل : آمين بس يختي تعبت والله
أتت أوزدي : بابا يقول ثالثة ساعة
رتيل : طيب وانا اقول ساعة
أوزدي : أنا في كالم بابا مافي شغل
رتيل : تهدد بنت اللي مانيب قايلة , أنقلعي بس وراك
عبير وقفت وبدأت بالركض من جديد
رتيل وتذ َّكرت ُمكآفآة والدها وتحمست مرةً أخرى لتقف تركض خلف
عبير
,
ٍر ُمتعب , األرض ليست مستوية من
هو اآلخر ير ِكض لوحِده حول مضما
تحت , جميعها أحجار بارزة .. يضعه سلطان في أصعب األماكن ليتدَّرب
عليها , مَّرت الساعة الرابعة وهو يرك ض , تبقى ربع المسافة وينتهي
الزمن المطلو ب.
بالركض ال يُف ِّكِر بشيء , كل من حوله يختفي ُربما اإلجهاد يعينه على
نسيان الكثير من األمور.
و َصل أخيرا , لياقته بدأت تصل لمعَّدل جيد ولكن ليس جيِّد لشخص يُدافع ِ
عن وطنه , مسك المنشفه البيضاء ومسح وجهه ورقبته المتعرقة , ينظر
للفراغ الـ حوله والس ُكون , اليوم الجميع مختفي ! الوجود البو سعود وال
سلطان ! وال حتى مقرن , يشعُر بمصيبة حصلت تجعلهم يختفون بأكملهم
. . تن َّهد وهو يتجه لدورات المياه ويستحم.
ئق معدودة حتى أنتهى و دخل لتلتقط إذنه حديثً دقا ا
أحمد : أتوقع عبدالعزيز معاهم ؟
ا أخرى على المكتب : إيه ابوبدر قال أنه بيكون
متعب ويضع أوراقً
موجود
أحمد : طيب كيف ؟ هم يبونه بالفترة الجاية كيف يروح يتدَّرب هناك ؟
متعب : مدري عنهم والله ! لكن إذا دخل هالقوات يعني رسميا عزيز
بيكون هنا
أحمد : هو قال يبغى
متعب : ماظنتي قالوا له عن هالموضوع !! *ألتفت عليه* تهقى أبوه الله
يرحمه قاله عن تدريب سلطان ؟
أحمد : ال ماأظن .. عطني األوراق خلني أرتب ملفات اليوم
متعب يِِّمد له األوراق
عبدالعزيز و كلمات كثيرة تتصادم بعقله , تدريب و قوات وشيء يدعى
ُمشِِّرعة
تدريب سلطان !! ماذا يحدث بالضبط ؟ دخل على هذه الغرفة ال
بابها
أحمد يرفع عينه : خلصت ؟
عبدالعزيز : إيه , وين بوسعود و سلطان ؟
متعب : يمكن مشغولين ما جِّو اليوم
عبدالعزيز ويبحث عن الخالص منهم حتى يختلي مع هذه األوراق : طيب
الملف الذي رتَّ أحمد وأخذ ب بها األوراق وخرج
عبدالعزيز و حقد عليه , يشعر أنه أستقصد هذا التصرف ولم يحسن ظنه
أب ًدا بفعل ِة أحمد
متعب يُغلق األدراج ب ِحر ص و يخرج
عبدالعزيز يخرج وأفكاره تضطرب من جديد , اليعرف ماذا يفعل اآلن ؟
تعَّود أن يسمع أمًرا من سلطان أو بوسعود لكن اليوم ال أوامر ال شيء . .
أخذ مفاتيحه و هاتفه وقرر العودة للبيت.
,
فتحت عينيها على ال ُشباك الذي يخترقه الضوء , تحركت قليال وأطلقت آآآه
, تصلبت في مكانها , عيناها تحولت للسقف , كل جزء في جسدها يئِن ,
تق ببُكاء مستمر َّطع لحمها ليلة البارح ِمنه , ال تعلم كيف نام ت ؟ كانت
لساعات الصباح األولى , أغمضت عينها لتفتحها والدموع متج َّمعة
بمحاجرها , التُف ِّكِر بأمو ٍر كثيرة , تُفكر اآلن كيف تقف من جديد ؟
توقَّعت أن الحياة ُمَّرة حين تفتح كلتا عينيها عليها بعد أن طال العمى بها ؟
توق ير لكن ليس جحي ًما بصقه َّعت بأن اإلنصا ُف لن تلقاه ؟ توقعت الكث
ٍ مبتورة ؟ كيف ؟ ومع
سلطان باألمس ! كيف تُدافع عن نفسها بذراع
ُّي ُجز ٍء لم يجلده ؟ كل هذا
عجزها بدأ أنينها يخرج , لم يترك في جسدها أ
بجان ب و كالمه بجان ٍب آخر.
ٍر ثائِرة وبصوتِه الر ُجولي الذي لم
بجحيٍم يلفُظه بعين ين تقف على حافة نا
وبصرخة* تعرفين وش يعني
قى بها خليةَ يب ال تتأَّوه : حرمتيني منك !! *
حرمتيني !!! تعرفين لما كنت أجي و أنا أبي قربك ؟ شفتي كيف تصديني
؟ شفتي كيف العذاب لما أمسك نفسي عنك ! لما احاول ماأدوس عليك
بطرف ! لما أحاول ماأضايقك بشيء !! كنت أتعب من نفسي اللي صبرت
عنك ! أشوفك زوجتي بس انتي ماكنتي تشوفيني كذا ! ماتدرين وش يعني
أتضايق من نفسي لما اشوفك تبكين وتحلمين في الكلب اللي معك !! كنت
أتضايق ألني ماني قادر أسوي لك شي ! ألني كنت غبي وصدقتك أنا
الحين متضايق !! أنا منك نفسي طابت ! جاء الوقت اللي أقولك *يُردف
بكلما ٍت كـ و السيف وهي تنغرز بجسِدها* أنا ماأشوفك زوجة وال
ِ
قع
أشوف أي شرف فيك وال أي ُطهر و حفظك للقرآن أشوفه توبة لك بعد
مصيبتك لله بس ماهو لي !! أنا ماني متسامح وال أعرف كيف أغفر وال
تعَّودت أغفر!!!!
التكييف البارد الـ يخترق مسام
أفاقت من ذكرى ليلة األم س على وجع ا ِت ِ
ِّطِ ع يتأوه ,
قلبها .. تسقط دموعها الحا َّرة على خِدها , تبكي بصو ٍت متق
صوتها الخافت يُس َمع !! لم تبكي بصم ٍت يجرحها أكثر بل د َعت لنفسها
ُحريَّة البُكاء بصو ٍت قد يواسيها ويُربت على كت ِف الصبر بها , يالله أنت
تعلم بما يخفى عليه يالله أنت تعرف ماذا مررت به بينما هو ال يعرف
يالله أنت الغفُور الرحيم بينما هو ال يعرف أن يغفر يالله أنت تعلم بأن ال
ذنب لي و لكن هَو يُسيء ظنه بي .. يالله أحتا ُجك أكثر من وق ٍت مضى !
يالله ساعدني على الوقوف فوق هذه األرض المضطربة ! . . . وبُجمل ٍة
ا و أ ًخا و أبًا
تُفتت الحجر ببكائها " اللهم أني أحببته زو ًجا و حبيبًا و رفيقً
ِق قلبي بك
ِّ
ا و عل
فال تَ " ِزدني به تعلقً
ُحب الصامتين الذي ال يعرفُون أن ينطقُوا " أحبك " لبعضهم البعض , ال
يُال ُمون على معصيتهم للحياة.
,
تحاول أن تتناسى ضيقها من بـوسعود , تحاول أن تتجاهل أمره لكن
يح ُضر بقوة في وس ِط عقلها وقلبها وجسِدها بأكمله , تشعُر بالضياع لمجرد
أ َّن النقاش بينهم أحتَّد , تشعُر بأن هذه ال ُدنيا رخيصة إن أبتعدت عنه للحظة
ُمهتمة : إذا تعبانة أتركي عنك هالشغل وأنا
, قاطع هذا التفكير نبرة افنان ال
أسويه عنك اليوم
ضي رفعت عينها عليها بضياع عادي ٍ حقيقي : أل
أفنان : يعِِّورك شي ؟
ضي : أل ال تتعطلين عن شغلك مابقى وقت والزم نسلمه
أفنان رفعت حاجب اإلستغراب : متأكدة ؟
ا ,
ضي : إيه .. عن إذنك .. توجهت لدورة المياه , غسلت وجهها ثالثً
ليست بخير أب ًدا
ستتنازل عن أشياء كثيرة من اجله , أخرجت هاتفها وأتصلت به . . ال
ُم ن يرد
ِي , بالتأكيد ل
جيب . . البُد أنه متضايق منِّ
أرسلت له رسالة " آسفة , كلمني بس تشوف المسج والله مخنوقة ..
أحتاجك"
,
ٍر بدأ يتناثر , يُف ِّكِر بعقالنية ولكن قلبه يقف بالمرصاد ,
تحت فُتا ِت صب
ِها لدرج ٍة غير قادر ع
يُريد أن يُف ِّك لى التمييز بين ِر بإتزان ولكن ُمسِرف ب ُحبِّ
الصح و الخطأ , أمها مسِلمة ال يُمكن أن تفكر بعصيان ربِها عن طريق
رؤى ؟ إن كانت وافقت على زواج رؤى إذن الزواج سي ُكون صحيح ,
يحاول أن يواسي قلبه وعقله الغير مصدق بهذا الحديث , كيف يقنع والده ؟
كيف يُخبره بأ َّن مقرن متوفي ؟ ُرغم أنه يؤمن بأ َّن مقرن ليس والدها ولكن
ِب هذه الحقيقة
يُريد أن يكذ . ِّ
يضيق عندما تهفُو نفسي إليه ؟ ِلم
َ
ِي ولو لمَّرة ؟ ِلم
ال ُحب ال يقف في صفِّ
َ
ِلم
ُحب بها يُقيدني الجميع ؟ سئمت قلبًا ضاع به الح ُظ ُدون
أنا في كل مَّرةٍ أ
ح ب.
,
مجَّوفـة بحالة من الجنون , تكاد تأكل أصابعها من كثرة تفكيرها , بهاال ٍت
ُظر للساعة
سوداء موجعة تُحيط عينيها وشعُرها مبعثَر على كتف يها , تن
مرها , ال يشغل بالها
ُمزعجة التي تُطلق صوت رنين في كل دقيقة ت ُّ
ال
شيء ُمهم ؟ ما يشغل بالها ؟ هل هي تخيَّلت لقاء وليد و تخيَّلت حدي ُث
والدتها أم أل ؟ هل هو خيال وال وجود لوليد في عالمها ؟ و أن هذا مح ُض
من جنونها ؟ هل والدتها حقيقة أم خيال أي ًضا ؟ ُربما أكون وحيدة ال أحد
حولي وأنا أتخيل وجودهم ! الساعة تُشير للرابعة عص ًرا ؟ هل صليت
ُصليها ؟ ال ال أنا صليتها ؟ . . . ألتفتت
ُظهر ؟ صليتها أم تخيلت أنني أ
ال
ُ لسجادتها المطوية عل صلي ؟ . . الأحد يشعُر بوجعها ,
ى السرير ؟ لم أ
حتى الكلمات تعجز عن إيصال ُربع ماتشعُر به من الضياع , أخفضت
ٍن أزعجها , تُريد
ذن يها من طني
ُ
رأسها وبك ت بش َّدة , وضعت كفوفها على أ
أن تصرخ ؟ تشك في ُكل فعل تفعله ! تشك في نفسها حتى , بدأت أطرافها
ترتج ف . . حالة من التوتر الكبير تُصيبها .. نسي ُت من أنا ! . . . آآآآآه يا
أنا.
,
بضح َكـة متقِِّوسـة , بفرحة محشَّوة بعين يها , تضع أطرا ُف أصابعها على
ِل مابين عينيه : مبارك عليك الشهر
أقدام نا ِصر وتقف عليها لتُقبِّ
يسحبها لصدره لتسقط أقدامها على األرض : بك يتبارك شهري
غادة بإبتسامة خجولة , تبتعد قليال عن صدِره لترفع عيناها المتألألة بالدمع
له
نا ِصر يقترب لتُغمض غادة عينيها , قبَّل عينها اليُسرى وهو يهمس : يا
ُروحي
غادة بكلمتِه هذا سقطت حصون أهدابها لينهال دمعها وهي ترمش
ُموت
وبصو ٍت موجع : شفت ال
مها بش َّده و أصابعه تخلخل خصالتها و ذقنه ُمثبِِّت على قمة
نا ِصر يضُّ
ُموت
رأسها بين سوا ُد شعرها : أشششش ال تطرين ال
غادة و تحكي له بالوجع : كنت بعيد حيل كل ماأقرب خطوة تبعد أكثر ..
صوتي ماات ماعرفت أصرخ و أناديك , كنت أبي أناديك كنت أبي أضمك
كنت أبغى أقولك أني أحبك *شهقت بهذه الكلمة وزاد بُكائها , أردفت بعد
ِي ... أختفيت .. أنقهرت منهم
ثواني طويلة بصو ٍت غير متزن* ضعت منِّ
كانوا يقولون لي عظم الله أجرك .. يالله ياناصر لو تعرف كيف قضيت
ليلة البارح !!! بغيت أموت من خوفي ! أنا وش بدونك ؟
ص َمت , يخاف الموت كثي ًرا يحترم هيبته لدرجة أن ِذكرهُ ُمهيب في قلبه
لحٍد كبير
غادة : كوابيس شنيعة قاعد تجيني مع أنَّه زواجنا مابقى عليه شي !! أخاف
مايتم .. أخاف يصير شي ويوقفه
ناصر بنبرة هادئة : إن شاء الله خير ! ال تفسرين الحلم الشين , والله
يكتب لنا اللي ي ِِّسرنا
غادة تبتعد عن ُحضنه مرةً أخرى و وجهها ال ر يُضعف نا ِصر , ُمح َّم
أردفت بنبرة مبحوحة : مهما صار و مهما راح يصير ماراح أختار غيرك
زوج و حبيب و أنت كل شيء في حياتي
َّت في
ُخرى بُث
صحى مف ُزوع , صحى متبلل بعرقِه , صحى وكأن حياةً أ
روحه , صحى متو ِجع
صدره يهبط بشدة و يرتفع , أنفاسه تُس َمع بشكل ُمخيف , بعُقدة حاجبيه
يُف َّكر بماذا رأى ؟ غادة ؟ غادة تبكي ؟ رمضان الماضي كان يجمعهم ! ,
ٍن في يسار صدري , أشعُر
ٍر مهِِّولة أسفَل قدمي , أشعُر بحرقا
آآآه أشعُر بنا
ِّي , أشعُر بغادة.
بأ َّن - أنـا - ضاعت منِ
ُموجعة لكل ر ُج ل , لتسقُط دمعة إشتياقه ,
أنحنى ظهِره لتسقُط الدمعة ال
تمتم : ياالله
قياك بال ُدنيـا
ُ
رن " ضعت مني .. أختفيت " لو أ َّن ل
رفع عينِه وفي إذنه ي
ليس وق ٌع من جنُون لقابلتُك أسفَل رنَّة القمر الصاخبة و أهمس بين عينيك "
من ضاع منِّ " ( ِي هو أن ِت و من ضاع أي ًضا هو قلبي الذي كان مع )أن ِت
,
د َخل بـو سعُود لقصِر سلطان : ص ِِّحي الجوهرة بسرعة .. وجلس على
الكنبة
الجوهرة الهادىء
ِ
عائشة تطرق الباب بتملل من وضع
سمعت الطرق و باغت الخو ُف قلبها , غير قاِدرة على الوقوف .. بنبرةٍ
مكسورة : مين ؟
عائشة من خلف الباب : ماما أنتي في يصحى ؟
سؤالها الغبي أجبرها على السكوت فال طاقة لديها
عائشة : بابا أبدوالرهمان في تهت*تحت*
قوية و كأن الليمون الحامض يُ َّر ُش على جروحها التي
الجوهرة و صفعةُ
لم تلتئم
عائشة : يقول الزم يجي تهت .. يال بسرئه ماما *بسرعة* . . ونزلت
لألسفَل
الجوهرة و آخر ماتوقعته بأ َّن سلطان يُخبره ؟ ُربما يكون تحت معه . .
ب َكت بضيق من نفسها , بكت ال ُضعف و اإلنكسار , بكت أن الشيء
يستحق اآلن بعد هذا!!
وضعت كفَّها على طر ِف الطاولة لتحاول الوقو ف و إنزالق قدمها أسقطها
ٍر
بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حاف ِة صدِرها , شعرت بنا
تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذرا ًعا تُ ستنِد إليها , تُريد َّمُد إليها كي ت
. . . . ال يا قلبي إال هَو . !! إال هَو .. ال تُضعفني يالله أمامه أكثر
.
.
.
أنتهى
ا ليُصدق و
ُظر بإندهاش مما حدث للتِّو , أخذ نف ًسا عميقً
َّون ) ين
ُمقتط ف مل
بفهاوةٍ شديدة تو َّسعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس(
ُم م يتبقى في نف ِسه ذَّرة
قتطف رمادي ) لم يتبقى في القصِر فر ًدا , ول
إحترام أل ِّيِ ( أحد
الحمدلله أنه نزل ، أعتذر وبشدة على التأخير اللي ماهو بإيدي ، بس ذا
،
شكلي ألني فَّوت أقول " إن شاء الله " بـ ردي اللي حددت فيه الوقت :'
تعبت والله
البتوبات وال واحد فيهم ضبط النت فيه ، وعشانكم ركبت
شريحة أختي اللي بتذلني عليها شهر قدام :) عشان النت يشتغل فيها و
عشان ما أف ِسد إحترامي لكم و أتأخر أكثر ، ُعذ ًرا كبيرة مرة ثانية$:
ِد
ولحد يقولي البارت قصير *فيس متعق * ِّ
تراه
صفحة بالوورد عن بارتين ونص بعد$$:
ي أتمنى ينال إعجا ج ًدا
بك م و يروق لك م , و الحمدلله أ ِّن هذه األعيُ ن تقرأن
ممنونتكم()
نلتقي بإذن الكريم - الثالثاء الجاي-
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
و ال ننسى أخواننا المسلمين في ُسوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا
في بشا ك. ٍر و أعوانه عجائِب قُدرت
*بحفظ الرحمن.
الجزء )
)
ِل
في اللي
ال تتركيني
وحي ًدا.
ترعبُني العتمة.ُ
صوتي مصبا ٌح مكسور،
و النجو ُم
ِك
إن غابت ضحكتُ
مرايا جارحة."
بال أم ٍل
ٍ من مطر
بأصابع
يتشبَّ ُث بطر ِف منديِلها األزرق
و يبكي.
*سوزان عليوان
وضعت كفَّها على طر ِف الطاولة لتحاول الوقو ف و إنزالق قدمها أسقطها
ٍر
بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حاف ِة صدِرها , شعرت بنا
َّمُد إليها كي تستنِد إليها , تُريد
تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذرا ًعا تُ
. . . . ال يا قلبي إال هَو . !! إال هَو .. ال تُضعفني يالله أمامه أكثر
ِر بقلة حيلة و طاق ٍة دة و كفوفها
َم ت رأسها على األرض البا
َّ
تناثر ت , سل
على يسار صدرها تشعُر بأن قلبها ليس بخ ي ر أب ًدا.
مر دون أن يسمع بها خطوات الجوهرة
ا مع كل لحظة ت ُّ
في األسفَل كان قلقً
ُخرى : عايشة
, نادى الخادمة مرةً أ
عايشة اتت إليه بإبتسامة بلهاء : نأأم *نعم*
بوسعود : روحي شوفيها مرة ثانية
عايشة :أنا يقول
قاطعها بوسعود فال وقت لديه : روحي ناديها التكثرين حكي
عايشة بحلطمة وهي تسير لألعلى : أنا الهين يسير مجنونة بأد *الحين
يصير مجنونة بعد*